بوابة الحركات الاسلامية : متى يتوقف عذاب رحلة اللاجئين (طباعة)
متى يتوقف عذاب رحلة اللاجئين
آخر تحديث: الثلاثاء 05/01/2016 08:30 م
احمد يوسف احمد يوسف
تعالت في الفترة الأخيرة اصوات الجمعيات الحقوقية التي تدافع عن حقوق اللاجئين وذلك للمطالبة بتخفيف القيود المفروضة على اللاجئين الى اوروبا ومنذ الهجمات الارهابية على فرنسا في شهر نوفمبر الماضي تزايدت حدة الاجراءات المفروضة عليهم . ففي 20 نوفمبر الماضي أعلنت المفوضية  السامية للأمم المتحدة حيث قالت المفوضية والمنظمة الدولية للهجرة وصندوق الامم المتحدة للطفولة ان مجموعة القيود الجديدة المفروضة على تحرك اللاجئين والمهاجرين عن طريق غرب البلقان والشمال هي غير مجدية على تزايدهم من عدة جوانب انسانية وقانونية وتلك المرتبطة بالسلامة. لاسيما في ضوء انخفاض درجات الحرارة في الايام المقبلة وحيث دفعت هذه السلسلة من القيود بعدد كبير من الاشخاص الى الاحتجاج عبر الاضراب عن الطعام وقيام اخرين بخياطة افواههم وفي 22 ديسمبر اي بعد حوالي شهر من التقرير السابق اعلن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤن اللاجئين عن تقرير جديد جاء فيه اجبر الاضطهاد والصراع والفقر مليون شخص على الفرار الى اوروبا في عام 2015 وهو عدد لم يسبق له مثيل , وحتى 21 ديسمبر عبر نحو 972,500 شخص البحر الابيض المتوسط في حين عبر اكثر من 34 الف شخص من تركيا الى بلغاريا واليونان . واعتبر عدد المهجرين بسبب الحروب والنزاعات هو الاعلى الذي يشهده غرب وسط اوروبا منذ التسعينات عندما اندلعت نزاعات عدة في يوغوسلافيا  السابقة. وذكر التقرير ان هناك واحد من كل شخصين من اولئك الذين عبروا البحر المتوسط هذه العام اي ( نصف مليون شخص ) هم من السوريين الفاريين من الحرب في بلادهم وشكل الافغان 20 % والعراقيين 7 %.
وقد اعرب انطونيو غوتيرس المفوض السامي للأمم المتحدة لشئون اللاجئين ( بينما تتصاعد مشاعر العداء للأجانب لدى بعض الاوساط يكون من الاهمية الاعتراف بالإسهامات الايجابية التي يقدمها اللاجئون والمهاجرون للمجتمعات التي يعيشون فيها حيث يحترمون فيها القيم الاوروبية ويحترمون النظام والقانون )
اما السيد ويليام لسوينغ المدير العام للمنظمة الدولية للهجرة في جينيف طالب بان تكون الهجرة شرعية ومأمونة ويكفي فقدان حوالي 4000 عن طريق الغرق أو خلافه . هذه وتعتبر تركيا من اكثر البلدان التي يعبر من خلالها اللاجئين , حيث عبر اكثر من 800 الف من تركيا الى اليونان عبر بحر ايجة وهو ما يمثل 80 % من الاشخاص الذين وصلوا بشكل غير نظامي في اوروبا عن طريق البحر وفي نفس الوقت فأن عدد الاشخاص الذين عبروا من شمال افريقيا الى ايطاليا انخفض من 170 الف في عام 2014 الى 150 الف في عام 2015 وارتفع عدد الاشخاص الذين عبروا البحر المتوسط من 5500 شخص في يناير الى ذروته الشعرية في اكتوبر بأكثر من 221 الف في حين لاقى اكثر من 3600 شخص حتفهم او فقدوا .
وعقب رد الفعل الاولي الفوضوي الذي نجم عنه انتقال عشرات الالف من الاشخاص من اليونان وعبر غرب البلقان ومن ثم التوجه شمالا ليجدوا انفسهم عالقين على مختلق الحدود وبناء عليه فقد تم نشر اكثر من 6000 موظف طوارئ وتوزيع موارد على 20 موضعا مختلفا وتتفاوت اوضاع و اللاجئين من بلد الى بلد , ففي اوروبا يعتبر اللاجئين اليها اوفر حظا من اولئك الذين يعيشون في الاردن ولبنان وتركيا والعراق حتى في اوروبا نفسها يفضل معظم اللاجئين الذهاب الى المانيا والسويد , حيث الامكانيات المتاحة اكبر وهناك فرص العمل الانخراط في المجتمع وان معظم اللاجئين الى المانيا لهم ذويهم المقيمون فيها؟ وقد كشفت دراسة نشرت يوم 16 ديسمبر عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤن اللاجئين من قبل مجموعة البنك الدولي ان اللاجئين  السوريين في الاردن ولبنان يعانون من مستويات شديدة الفقر وتتوقع انا يزداد الوضع سوءا في المستقبل القريب ويعيش حوالي 1.7 مليون لاجئ سوري مسجل في الاردن ولبنان في اوضاع يائسة ولا يستطيعون في غالب الاحيان تحمل نفقات المواد الاساسية مما في ذلك المواد الغذائية والملابس والادوية ومعظمهم من النساء والاطفال الذين يعيشون على هامش في مخيمات حضارية وريفية وليس في مخيمات اللاجئين ويقيم عدد كبير منهم في مساكن دون المستوى المطلوب. ففي الاردن وحده تم تحديد 9 من اصل كل 10 لاجئين مسجلين على انهم فقراء او سيصبحون كذلك قريبا كما جاء في التقرير وتم تقييم معظم هؤلاء على انهم معرضون جدا لازمات نقدية وغذائية كتلك التي نتجت عن اضطرار برنامج الاغذية العالمي في وقت سابق من هذه العام الى الحد مؤقتا من المساعدات بمئات الالف بسبب نقص التمويل او التعليق . هذا وقد صرحت كيلي ت كلير نش نائبة المفوض الاسمي قائلة ( ان هذا التقرير السابق يعرض تحليلا يثير المخاوف حول الفقر المدقع الذي يعيش فيه اللاجئون السوريون الذين تحملوا الصدمة تلو الاخرى , فوضعوهم سيزداد سوءا طالما لم يحدث تغيير جزري في الفرص المتاحة لهم للاعتماد على الذات والمساهمة في الاقتصاديات المحلية. واخيرا ان محاولة تهميش قضية اللاجئين على مستوى العالم هو انتكاس لقيم الانسانية فهؤلاء اللاجئين ما هم الا ضحايا الحروب والنزاعات والتي تجري وفقا لمصالح دولية واقليمية وما حدث في المنطقة العربية خاصة في ليبيا حيث تجاوزت ضربات الناتو هدفها الاصلي وهو اقصاء القذافي عن الحكم ووصلت الى تدمير جميع مؤسسات الدولة الليبية وخلفت فراغا امنيا تمددت فيه الجماعات الارهابية واصبحت الحدود مباحة لسماسرة الهجرة كذلك الوضع في سوريا لولا دعم الغرب خاصة امريكا لتنظيم داعش وغيره لإغراق المنطقة في حرب طائفية سنية شيعية خلفت ورائها الملايين من المهاجرين ونحن نؤكد بأن هناك دولا تخلت بالفعل عن دعم اللاجئين , خاصة دول الخليج وامريكا ولن تحل مشكلة اللاجئين الا بأعاده السلام وانهاء حالة الحرب في الاوطان الاصلية وعودتهم مرة اخرى لأوطانهم