بوابة الحركات الاسلامية : التحالف الدولي ضد "داعش"..مؤتمر جدة والعودة للحرب بالوكالة (طباعة)
التحالف الدولي ضد "داعش"..مؤتمر جدة والعودة للحرب بالوكالة
آخر تحديث: الثلاثاء 16/09/2014 12:18 م
التحالف الدولي ضد
قبيل انعقاد مؤتمر جدة الخميس 11/9 أطلق اللواء دكتور محمد القباري مدير كلية الدفاع الوطني سابقاً ومستشار أكاديمية ناصر العسكرية أن انعقاد مؤتمر جدة يأتي نتيجة حتمية لفشل المحاولات الأمريكية في مواجهة حقيقية لخطر الإرهاب، وأعرب مؤكداً أن "داعش" صناعة أمريكية هدفت إلى تقسيم العراق. وأضاف القيادي بأن مسلحي "داعش" تم تجهيزهم وتدريبهم في مكان سري، وخرجوا بتسليح كامل للسيطرة على مدينة الموصل. مشيراً إلى أن التنظيم استخدم 150 سيارة أمريكية مجهزة بالسلاح الأمريكي في احتلال الموصل.
التحالف الدولي ضد
إذن جاء مؤتمر جدة لإنقاذ إدارة أوباما من الفشل في القدرة على حشد حقيقي للتحالف الدولي لمواجهة "داعش"، علماً بأن الظروف الحالية لن تستدعي شرط الحصول على غطاء أممي قانوني للتحالف الدولي؛ حيث أخطرت التنظيمات الجهادية قدرتها الحقيقية في التواجد على الأرض وفي العديد من المناطق [مالي – نيجيريا – الكاميرون – العراق – سوريا – اليمن – ليبيا – الفلبين ... إلخ]؛ مما دفع العديد من الأنظمة العالمية أن تتوحد على فكرة مواجهة الإرهاب بكافة أشكاله؛ خوفاً من تمدده حتى يصل للمرحلة التي يصعب فهيا المواجهة، وقد تنامى هذا الشعور لدى دول حلف الناتو، ولم تعد بمنأى عن تمركز خلايا التنظيمات الجهادية، وأصبحت تمتلك خبرة القتال من خلال انخراطها في مواقع قتالية وعودتها إلى موطنها بخبرات نوعية وقدرة على تجنيد عناصر جديدة. وتدشين نواة الأصلي لخلايا إرهابية جديدة.
التحالف الدولي ضد
وعندما أطلقت إدارة أوباما الدعوة للتحالف الدولي وواكبها تحركات وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" للتأكيد على مهام وتكليفات معينة لكل دولة على حدة كانت ردود فعل معظم هذه الدول مخيبة للآمال ولا ترتقي لعمل عسكري قوي ضد "داعش" حتى أقرب الحلفاء لأمريكا، فحلف الأطلنطي لم يبد مرونة كاملة للقيام بضربات عسكرية ضد "داعش".
وطوال 13 عاماً من حرب أمريكا على الإرهاب لم تستطع هزيمة التنظيمات الجهادية أو القضاء عليها بل قد وفرت لها حاضنة فكرية ودعائية؛ نظراً لأخطاء استراتيجية لمعالجة الإرهاب ،أهمها ازدواجية المعايير في المعالجة، فكان احتلال العراق، ثم الانسحاب منها ومخلفة وراءها بلداً مفككاً بلا جيش ولا شرطة ويعج بالتنظيمات الإرهابية وكان ذلك لصالح طهران. كذلك الفشل في معالجة الأزمة السورية مع الدعم المطلق لإسرائيل كلها أسباب دفعت لتمدد التنظيمات الجهادية المتطرفة. وفي محاولة لإدارة أوباما خلال العامين السابقين بتجميع أكبر عدد من الجهاديين في مناطق بعينها (سوريا – العراق – سيناء ...) لم تدرك خطورة وقوة هذه التنظيمات حالة ضمان بيئة حاضنة لها يتدفق المال والسلاح والعناصر البشرية منها.
ومن هنا فقد أدركت بعض الأنظمة العربية- بخاصة السعودية- بأن التحالف الدولي الأمريكي لن يكون قادراً على دحض "داعش" أو غيرها.. فكانت الدعوة لمؤتمر جدة هي محاولة جادة للتعامل مع المعطيات الجديدة.
التحالف الدولي ضد
عقد مؤتمر جدة لحضور عشرة دول هي العراق ومصر ولبنان والأردن وتركيا، إضافة إلى دول التعاون الخليجي مع حضور وزير الخارجية الأمريكي. وعقب فعاليات المؤتمر أصدر المجتمعون بياناً أكدوا فيه على الآتي:- 
1) التزامهم المشترك بالوقوف ضد التهديدات التي يجسدها الإرهاب بكافة أشكاله للمنطقة والعالم.
2) دعم تشكيل الحكومة العراقية الجديدة والشاملة بكافة القوى السياسية العراقية ودعم الخطوات التي تعهدت بأن تتبناها للدفاع عن مصالح جميع العراق، بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية والطائفية أو العرقية.
3) تعزيز الدعم للحكومة العراقية في محاربة تنظيم "داعش". 
4) الالتزام بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم (2170) وقرار الجامعة العربية رقم (7804) والخاص بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام.
5) منع تدفق المقاتلين الأجانب من دول الجوار، وكذلك وقف تدفق الأموال على "داعش" والتنظيمات المتطرفة الأخرى.
6) رفض أيديولوجيات الكراهية لدى الجماعات الإرهابية، مع محاسبة المسئولين عن ارتكاب الفظائع.
7) المساهمة في جهود الإغاثة الإنسانية، والعمل على إعادة إعمار المناطق المنكوبة جراء الإرهاب.
وأخيراً نص البيان على الآتي:- 
"وحين يكون الأمر ملائما للمشاركة في أوجه العمل العسكري المنسق ضد تنظيم (الدولة الإسلامية في العراق)، نؤكد المشاركة على أن دول المنطقة تؤدي دورياً محورياً في هذه الجهود. 
التحالف الدولي ضد
ويجدر الإشارة هنا أن تركيا رفضت التوقيع على البيان الختامي بحجة وجود عدد (46) رهينة بالقنصلية التركية بالموصل لدى "داعش"، ونحن بدورنا نؤكد أن قرارات المؤتمر بعيدة عن التعامل مع واقع الأمر؛ للأسباب الآتية:- 
1) أن مقاتلي التنظيم يتمركزون في مدن وقرى بالعراق وسوريا، وهناك حاضنة سنية في المناطق السنية بالعراق، وهنا لا يمكن الحديث إلا عن مواجهة عسكرية مباشرة على الأرض.
2) أن الجيش العراقي رغم المليارات التي تم صرفها لتحديث الجيش وتطويره إلا أنه ونتيجة لأسباب عديدة، منها الفساد الشديد الذي تحظى به جميع أجهزة الدولة العراقية وأيضا لطبيعة تكوين هذا الجيش الطائفي- تم الهيمنة الأمريكية على نظم التسليح والتدريب، وأخيراً لا زال بقايا جنرالات صدام حسين يمارسون بشكل مباشر أو غير مباشر التدخل في المؤسسة العسكرية.
3) الاعتماد على المعارضة السورية لمواجهة "داعش" على الأرض يكاد يكون أمرا مستحيلاً بهذه المعارضة المرتبطة بأجندة إسقاط نظام بشار الأسد كهدف استراتيجي.
4) مع استثناء المملكة السعودية فإن دول الجوار لا تمتلك الإمكانيات للتدخل العسكري المباشر ثم إن قرارات المؤتمر تلزم دولاً مثل تركيا وقطر على وقف الدعم المالي والعسكري للتنظيمات الإرهابية، فكيف يستقيم هذا الأمر وتلك الدول تدعم أكبر التنظيمات الإرهابية في العالم "الإخوان المسلمين"، ولن تتراجع عن هذا الدعم بأي حال من الأحوال.
إذن الحرب على الإرهاب وعلى التنظيمات الجهادية قد يستغرق عقوداً، ويجب أن تكون هذه الحرب على جميع المستويات، بخاصة على المستوى الفكري والعقائدي.