بوابة الحركات الاسلامية : الإخوان المسلمون في ماليزيا.. من التفاهم مع السلطة للتحول للمعارضة (طباعة)
الإخوان المسلمون في ماليزيا.. من التفاهم مع السلطة للتحول للمعارضة
آخر تحديث: الخميس 18/09/2014 10:47 ص

مدخل

تظاهرة لإخوان ماليزيا
تظاهرة لإخوان ماليزيا دعما للمخلوع مرسي
لعل الباحث في حركة الإخوان المسلمين في دولة ماليزيا، يجد صعوبة في رصد البدايات الأولى لانتشار الفكر الإخواني في ماليزيا، غير أن الكثير من ترجيحات خبراء الحركات الإسلامية، يربط بين انتشار فكر الإخوان في ماليزيا، وما يُسمى بالصحوة الإسلامية الماليزية، التي انطلفت في البلاد سبعينيات القرن الماضي.
وشهدت الحركة الإسلامية في ماليزيا حراكاً واسعاً في الجامعات الماليزية، ولعل العائدين من المنح الدراسية التي تلقوها في مصر، وتحديداً في الجامع الأزهر، كان لهم بالغ الأثر على انتشار الفكر الإخواني، في ماليزيا.
وحملت الصحوة الإسلامية التي قادها الشباب في الجامعات لواء الدفاع عن الإسلام ضد الحركات الدينية المناهضة لهم مثل "الهندوسية" و"البوذية" فضلاً عن الرغبة في العودة إلي المنابع الأساسية للإسلام، وكانت حركة الشباب الإسلامي في ماليزيا، هي إحدى أهم الحركات التي انبثقت من رحم هذه الدعوة، لتبدأ دورها الريادي في 1971 على يد قائدها الأول أنور إبراهيم، وسيد محمد نقيب العطاس،  الذي لا يزال بمنزلة الأب الروحي لحركة الشباب الإسلامي (ABIM) في ماليزيا، حيث أسهم في توجيه قادتها، وقامت الحركة بنشر مؤلفاته وتوزيعها بين أعضائها، إلا أنه اكتسب الكثير من العداوات بفضل شخصيته، في حين التف حوله جمع من المؤيدين.
وحملت حركة الشباب الإسلامي، لواء الدفاع عن عدة مفاهيم، بينها القضايا الشعبية مثل الفقر والدعوة للتقدم والتطور، خاصة بعد أحداث شغب بالنج وكدا في 1974، كما لعبت الحركة دورًا رائدًا في تشكيل رؤى الحكومة الإسلامية المأمولة، فضلاً عن الحديث عن رؤيتهم في تطبيق الشريعة الإسلامية في المجتمع، وتبلورت تلك الرؤية مع مشاركة أنور إبراهيم  في إدارة مهاتير 1981، حيث ساهم في تأسيس حزب ماليزيا الحاكم، ومنظمة ماليزيا القومية المتحدة داخل جبهة التحالف القومي الحاكم.
ولعل ذلك هو ما كان إيذاناً بصعود الدعوة بشكل ذاتي للسلطة، خاصة بعد التحالف الإسلامي الذي حدث في ماليزيا، وأدى إلى الصعود للسلطة،  ومن ثم بدأ أسلمة المجتمع بشكل تدريجي، بعد الضغوط التي مارستها السلطة على ذلك التيار، فما مكان منهم إلا الاتجاه إلى تحالف وتكوين تكتل يساعد على الوصول للسلطة. 

حركة الشباب الإسلامي: 1391هــ - 1971م

حركة الشباب الإسلامي:
لعل التمثيل الحقيقي للإخوان المسلمين في ماليزيا تمثلت حركة الشباب الإسلامي، التي أسسها وزير التربية والتعليم الحالي، أنور إبراهيم، وقمر الدين، والغزالي، والنواوي، ودسوقي أحمد، وداتو سحيمي، ووزير الزراعة الحالي وسنوسي حنيد، وكان التمثيل الأول للجماعة بنحو 150 عضواً، ونشأت الحركة في الخارج بعد تشاور الشباب.
ورغم أن الحركة أكدت أنها لا تتبع حزباً معيناً ولا الحكومة، إلى الدرجة التي وضعت شرط الدخول في الأحزاب السياسية القائمة وقتذاك، هو بمثابة الانفصال عن الحركة، إلا أنها تأثرت بالعديد من الحركات الإسلامية الاخرى، بينها "الإخوان المسلمين"، وحزب "ماشومي" و"الجماعة الإسلامية"، ليصبح بعد ذلك منهج الحركة مأخوذاً من مناهج هذه الحركات وعلى وجه التحديد الإخوان المسلمين، خاصة فيما يتعلق بأسلوب التربية التي تتبناه جماعة الإخوان، كما كان أعضاء الحركة مكلفون بقراءة كتب الإمام حسن البنا ورسائله، ودراستها، فضلاً عن كتب ابن تيميه ومحمد عبدالوهاب.
ولعل ـ كما ذكرنا ـ البعثات الطلابية إلى الدراسة في الأزهر الشريف كانت السبب الرئيس في التعرف على فكر الإخوان وبداية انتشاره في ماليزيا، عبر الحركة التي كانت قائمة وقتذاك، على الشباب المنتمي إلى الجماعات، حيث هدفت إلى تثقيف الشباب ثقافة إسلامية وغرس الإيمان في نفوسهم، وقيامهم بواجبهم الإسلامي، وذلك عن طريق التعليم والدعوة في المساجد، والجامعات.

المرتكزات الفكرية للحركة وشواهد تأثرها بالإخوان

عملت حركة الشباب الإسلامي على وضع منهج محدد لعملها، وبدا أن المرتكزات الفكرية للحركة متأثرة بشكل كبير بجماعة الإخوان، ومن بين هذه المرتكزات:    
1 – تربية الشباب على الإسلام.
2 – غرس الأفكار والوعي الإسلامي، في نفوسهم. 
3 – تعريف الشباب مسئوليته تحمل شئون المسلمين سياسياً واقتصادياً.
4 – دعوة غير المسلمين.
5 – العمل على تطبيق الشريعة.
6 – إعادة دولة الخلافة.
7 – تربية المجتمع تربية إسلامية.
8 – التقيد بالتقاليد والتعاليم الإسلامية الصافية.
9 – الاهتمام بالصوفية ورموزها وأفكارها.
بذلك يمكن القول أن حركة الشباب الإسلامي، كانت أولى الحركات الإسلامية، التي تأثرت بجماعة الإخوان المسلمين في مصر، وحركة ماشومي في إندونيسيا والجماعة الإسلامية في باكستان، حيث يعود تاريخ الحركات الإسلامية إلى تأسيس حزب المسلمين المعروف بـ(حاميم) في 14 من مارس 1948.
وتكشف بعض التقارير عن مرور الحركة بثلاث مراحل، ففي مرحلة السبعينيات كانت الحركة تشكل مجموعة ضغط طلابية كثيرا ما تصطدم بالحكومة، بينما في مرحلة الثمانينيات أضحت أكثر نضجا واتجهت إلى أسلوب حل المشكلات والتركيز على العمل الدعوي بالحكمة، وفي مرحلة التسعينيات عملت الحركة على لعب دور أكثر حيوية وإيجابية وكانت شريكا في بناء الدولة، يترأس الحركة حاليا يسري محمد، والذي اختير في أغسطس 2006.
وتنوعت خريطة الأحزاب والحركات الإسلامية في ماليزيا إلى الدرجة التي بدت وكأنها تعبير عن الأشكال المختلفة للكيانات التي تعبر عن الإخوان المسلمين، إلا ان الحزب الإسلامي ظل المعبر الحقيق والواضح عن جماعة الإخوان.
الإخوان المسلمون
1 - الحزب الإسلامي الماليزي (باس) ممثل "الإخوان":
أسس الحزب الإسلامي "باس" في نوفمبر 1951، وهو الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في ماليزيا، يرأسه حالياً عبدالهادي أوانج، وهو أيضًا رئيس حكومة ولاية ترنجانو في ماليزيا، وشارك الحزب في الحكومة الائتلافية المركزية فترة وخرج منها عام 1978
ويحكم الحزب عدة ولايات في ماليزيا منها: "ترنجانو دار الإيمان" حيث فاز الحزب الإسلامي في الانتخابات في هذه الولاية منذ 1999 ويشغل منصب رئيس وزراء هذه الولاية الغنية بالنفط رئيس الحزب عبد الهادي أوانج منذ 1999، "كلنتن دار النعيم" التي يحكمها الحزب من 36 عاما، كما يشارك في حكم ولايتي كيدا أو قدح دار الأمان وبراق دار الرضوان منذ أن فاز تحالف المعارضة فيها في انتخابات 2008، وولاية "سلانغور دار الإحسان" الصناعية التي يسيطر عليها الحزب متحالفا مع حزب العمل الديمقراطي وحزب العدالة الوطني.
وتأسس الحزب في أعقاب دعوة القسم الديني في حزب (المنظمة الوطنية الملايوية المتحدة) – أمنو – وهو الحزب الحاكم في ماليزيا منذ استقلالها في خمسينيات القرن الماضي، إلى تأسيس اتحاد علماء ماليزيا، وتغير فيما بعد اسم هذا الاتحاد إلى الوحدة الإسلامي الماليزي "باس" ككيان مستقل منفصل عن "أمنو"، نتيجة لخلافات سياسية، واستمروا في العمل الدعوي والتربوي بجانب المشاركة السياسية في ولايتي كلنتان وترينغانو في شمال ماليزيا 1973– 1977.
خلال فترة الثمانينيات توهجت الصحوة الإسلامية في العالمين العربي والإسلامي، حيث زاد الحزب الإسلامي من أنشطته السياسية والاجتماعية، واستقطب قطاعات كبيرة من أساتذة الجامعات وعلماء الدين والمهنيين والطلاب، وتمدد نفوذه في ولايات الشمال والساحل الغربي لماليزيا.
أهداف الحزب – المرتكزات الفكرية:- 
1 - تطبيق الشريعة الإسلامية في جميع مناحي الحياة.
2- تحقيق إصلاحات قانونية وإدارية وتربوية فيما يتعلق بالأغلبية المسلمة.
3 - قبول العمل بالنظام الديمقراطي.
4- الإيمان بالتداول السلمي للسلطة.
5 – التمسك بالمشاركة السياسة السلمية.
الإخوان المسلمون
2 - جمعية إصلاح ماليزيا
تكونت النواة الأولى لجمعية إصلاح ماليزيا من الطلاب الماليزيين المبعوثين بالجامعات البريطانية خلال فترة السبعينيات، وكانت لهم أنشطة ثقافية ودعوية من خلال ما عرف بمجلس المندوبين الإسلامي، وبعد تخرجهم وعودتهم إلى ماليزيا فشلوا في العمل مع الحزبي "الإسلامي" و"الوحدة القومية".
واختيرت أول لجنة تمهيدية للجمعية في سنة 1989، وبعد 3 سنوات من تكوينها اختارت الجمعية رئيسًا لها في 1991 معلنة عن نفسها كمنظمة غير حكومية تعمل وفقا للتعاليم الإسلامية، وتم تسجيلها في 27 من يوليو 1997، وتعتبر نفسها هيئة غير حكومية تهدف إلى الإصلاح والإرشاد الإسلامي بطريقة معاصرة وواقعية وبوسائل مبتكرة، يترأسها المهندس زيد قمر الدين في 2001، ولها منظمات دعوية ومدنية وإنسانية، وتنأى عن العمل السياسي المباشر.
ولم يتم رصد أية علاقة مباشر بينها وبين "الإخوان" اللهم إلا عن طريق أشكال التربية، والأهداف الإخوانية المعروفة، كتطبيق الشريعة وإعادة دولة الخلافة.
جماعة الأرقم
جماعة الأرقم
3 - جماعة الأرقم
يرجع ظهور هذه الجماعة إلى قيام أحد أتباع الطريقة الصوفية المحمدية، أشعري بن محمد بتكوينها في مطلع الثمانينيات، وكان له سابق ارتباط بالحزب الإسلامي لمدة 10 سنوات (1958-1968)، وكانت له حلقات دراسية في العلوم الشرعية في العاصمة كوالالمبور، وبعد 3 سنوات من تأسيس هذه الحلقات قام بإنشاء جماعة دار الأرقم.

أهداف الجماعة
 1 - إصلاح الفرد، والتركيز على الأسلوب الصوفي في التربية بالاعتماد على الطريقة المحمدية، وهنا يظهر التأثر الكبير بجماعة الإخوان القائمة في الأساس على الطريقة الصوفية، لكن الجماعة لها بعض الأفكار المنحرفة مثل تقديس الشيخ المؤسس "أشعري" ونسب بعض الكرامات والخوارق إليه كتأجيل الممات وادعائه المهدية، الأمر الذي دفع مجلس الفتوى الوطني الماليزي، بالفتوى تنص على تحريم هذه الجماعة ومنع نشر تعاليمها في أية صورة من الصور، في أغسطس 1994.
2 – الاعتقاد في تعليمات المهدي الموجودة في كتابات الأشاعرة.
3 – الاعتماد على المهدي، في استعادة الخلافة الإسلامية.
لقد عارض الكثير من الصوفية وغيرهم في ماليزيا هذا الاتجاه الإسلامي المسيطر، زاعمين أنه مخالف لما فعله أسلافهم في الماضي من إرساء الكثير من الأعراف الإسلامية التي جعلت البلاد منارة للإسلام وحضارته في جنوب شرق آسيا في القرن الخامس عشر، ولقد أدى أسلوب الدعوة الذي انتهجته جماعة الأرقم من حلقات الذكر المصحوبة بالأناشيد والموسيقي.

إخوان ماليزيا وقيادة المعارضة

إخوان ماليزيا وقيادة
حاول الحزب الإسلامي في ماليزيا، تدارك الأمر بعد هزيمته في انتخابات النواب في 2004، التي ادت إلى فقدانهم حكم ولاية ترينجانو، عن طريق محاولة ضخ دماء جديدة في الحزب، عن طريق إبراز وجوه إصلاحية، في انتخابات الحزب الداخلية التي عقدت في 3 - 5 يونيه 2014.
حيث شهدت الانتخابات الداخلية للحزب -التي جرت للمرة الأولى منذ 54 عاماً- انتخاب وجوه جديدة من الإصلاحيين، بحسب تقارير صحافية ماليزية، بينهم حسام موسى، ومحمد سابيو، وحسن علي في مناصب نواب رئيس الحزب الثلاثة، كما فاز الإصلاحي نشر الدين عيسى بمنصب وكيل الرئيس، ويعد هذا الفوز لجيل الشباب تمهيداً لتقارب رؤى الحزب الإسلامي مع (الزعيم المعارض) أنور إبراهيم الذي دعاه الحزب مسبقاً إلى الانضمام إلى تحالف لقوى المعارضة من أجل إسقاط حزب منظمة الملايو الوطنية المتحدة الحاكم.
إلا أن أنور إبراهيم حث الحزب الإسلامي على التقليل من الطابع الإسلامي الذي يظهر به، لإقناع الناخبين غير المسلمين بأفكاره، وتحسين صورته المشوهة لدى الغرب، ويعد الحزب الإسلامي هو حزب المعارضة الرئيس في ماليزيا، ويرفع شعار تكوين دولة إسلامية تطبق حدود الشريعة الإسلامية، خاصة وأن الحزب مُني بهزيمة قاسية في الانتخابات البرلمانية التي جرت عام 2004م، حيث لم يفز إلا بـ5 مقاعد، بينما كان يتمتع في البرلمان السابق بـ27 مقعداً، ويبلغ إجمالي عدد مقاعد البرلمان 219، فضلًا عن خسارة الحزب ولاية "تيرنجانو" التي كان قد حقق فيها انتصاراً تامّاً خلال انتخابات عام 1999م، وجاء فوزه في ولاية "كيلانتان" الشمالية التي حكمها طيلة 30 عاماً بأغلبية بسيطة جداً.
وأشارت تقارير حكومية وقتها بأن الحزب متهماً بالإرهاب والتطرف وإقصاء المرأة وإبعاد المسيحيين وغير المسلمين، وكان سبيل الحزب الإسلامي في العودة إلى المشهد مرة أخرى هو دعوته، نائب رئيس الوزراء الماليزي السابق أنور إبراهيم، لقيادة تحالف المعارضة الذي يهدف إلى إسقاط حزب "منظمة الملايو الوطنية المتحدة" الحاكم بزعامة (رئيس الوزراء الماليزي) عبد الله بدوي، الذي قال في تصريحات صحافية سابقة أنه يدعو الإخوان إلى إثبات أنهم غير إرهابيين،  ومن وقتها ودعا الحزب الإسلامي القوى السياسية، الدخول في تحالف لإسقاط الحزب الحاكم. 

صعوبات في طريق الحزب الإسلامي

صعوبات في طريق الحزب
ويكتنف مسار الحزب الإسلامي تحديات جمة، خاصة بعد ترديد الكثير من الاتهامات الحزب بالإرهاب، فضلاً عن مواقفه المتشددة من البوذيين والإرهابيين، وغيرهم من المسيحيين ، علاوة على التضيق على المرأة.
وتعتبر الفترة التي أعقبت أحداث سبتمبر 2001م – تفجير برجي التجارة العالمي في أمريكا، فترة سوداء في تاريخ القادة الإسلاميين في الحزب الإسلامي في ماليزيا نظراً لاستهداف عدد كبير من العلماء وسجن الكثير بحجج الانتماء إلى جماعات إرهابية.
كما يعتبر قانون الأمن الداخلي، الذي تستخدمه الحكومة الماليزية في التضيق على قيادات الحزب الإسلامي، عقبة كبيرة في طريق الحزب، حيث تعهد هادي أوانج (رئيس الحزب الإسلامي) بمواصلة الكفاح من أجل إلغائه وإقامة نظام قضائي أكثر عدالة، وهو قطاع يواجه انتقادات كثيفة نظراً للتدخلات السياسية في قرارات القضاة في القضايا السياسية الكبرى.

مساعي إخوان مصر استلهام التجربة الماليزية

خيرت الشاطر
خيرت الشاطر
منذ اليوم الأول، من نجاح ثورة 25 يناير، وحاولت جماعة الإخوان في مصر، إعادة استلهام تجارب اقتصادية أخرى، بينها، النموذج الماليزي والإندونيسي، وكان النائب الأول لمرشد الإخوان، خيرت الشاطر قد أكد قبل الإطاحة بهم في 30 يونيه، أن الجماعة تحاول الاستفادة من تجربة دول ماليزيا وتركيا وسنغافورة في النهضة.
فيما حذر مراقبون، من خطورة إسقاط تجارب اقتصادية خرجت في إطار وظروف بعينها، على الأوضاع في مصر، إلا أن التنظيم الدولي دائماً ما تكون قراراته فوقية يطبق دائماً مبدأ السمع والطاعة، لذلك يجب دراسة تلك النماذج للاستفادة من التجربة، لا إسقاطها كلية على الأوضاع في مصر، خاصة وأن ماليزيا لما قامت بها ثورة إصلاحية، كانت تشهد اختلاف العرقي واسع.

ماليزيا ومعاداة ثورة 30 يونيه

ماليزيا ومعاداة ثورة
لعبت الحكومة الماليزية دورًا مهمًا، في خدمة التنظيم الدولي لجماعة "الإخوان"، حيث حملت على عاتقها معادة ثورة الشعب التي أسقطت حكم الرئيس الإخواني محمد مرسي في 30 يونيه.
وتمثلت تلك المواقف العدائية في الموقف الرسمي لرئيس حكومة ماليزيا، نجيب رزاق، وموقف مهاتير محمد، خاصة فيما يتعلق بفض قوات الامن اعتصامي "رابعة العدوية" و"نهضة مصر" منتصف أغسطس من العام الماضي، والتي أثبتت العديد من التقارير وتحقيقات النيابة والمجالس الحقوقية أنه اعتصام ليس سلميًا.
فقد اتخذت تلك الحكومة موقفا عدائيا من ثورة 30 يونيه، حيث طلبت عقد دورة لمنظمة التعاون الإسلامي لمناقشة "الأزمة المصرية" في مسعى منها لتدويل الموضوع، كما سارعت باستدعاء طلابها الذين يدرسون في مصر، كما ظهر علنا مهاتير محمد لكي يجهش بالبكاء على قتلى رابعة والنهضة.
 ولعل هذا الموقف كان بإيعاز من التنظيم الدولي للجماعة، خاصة أن القاهرة وقفت إلى جانب ماليزيا، في الكثير من المواقف، إبان الفترة التي شهدت فيها ماليزيا عنف من بعض حركاتها الإسلامية، فضلاً عن الدعم المقدم من القاهرة لماليزيا، مثل إنشاء جامعة القاهرة مركز الدراسات الماليزية، الذي استضافت آلاف الطلاب الماليزيين. 
اللافت أن تقارير أشارت إلى أن نجيب رزاق، رغم أنه ليس له اتجاهات إسلامية، إنما جاء موقفه من ثورة 30 يونيه لرفع شعبيته المتدهورة، على إثر الأزمة السياسية هناك، بمغازلة الحزب الإسلامي الماليزي المعبر عن جماعة الإخوان، وقد أشارت تقارير أن الرئيس الإندونيسي سوسيلو بامبانج، طلب من نجيب رزاق، وقف حملته من على مصر.
وتناقلت عدد من وسائل الإعلام تقارير، تكشف عن عقد مهاتير محمد صفقة مالية مع الإخوان حين زار مصر ثلاث مرات خلال 2013، تستهدف مناصرة الجماعة، إلا أن ثورة 30 يونيه جاءت لتنهي آماله، إلا أنه لم يتسن لنا التحقق من صدق تلك التقارير، إلا أن كثيرًا من الشواهد تؤكد علاقة مهاتير بالجماعة، خاصة فيما كتبه مهاتير أخيراً.
حيث اعتبر مهاتير ما حدث في 30 يونيه انقلاباً، واصفاً الرئيس الإخواني محمد مرسي، بالرئيس القوي في قراراته، متهماً وسائل الإعلام بتشويه صورته، خاصة فيما له صلة باتهامه بالتخابر والجاسوسية، مطالباً الاستمرار في النضال حتى إسقاط ما سماه الانقلاب.

مهاتير محمد

مهاتير محمد
مهاتير محمد
كان مهاتير محمد زار مصر إبان فترة حكم الرئيس الأسبق محمد مرسي، بناء على دعوة حزب "الحرية والعدالة"، وعقد اجتماعات مع رئيس الوزراء الأسبق هشام قنديل، لبحث ملامح تجربة النهضة في ماليزيا، فضلاً عن بحث سبل استفادة مصر من بعض عناصر التجربة الماليزية، بما يدفع معدلات النمو ويسهم في تقوية الاقتصاد المحلي.
ومن أشكال معادة ماليزيا بنظام ما بعد 30 يونيه إن الحزب الحاكم في ماليزيا (أمنو) وجه الدعوة لرئيس حزب الحرية والعدالة المنحل، ورئيس مجلس الشعب المنحل سعد الكتاتني، والمسجون على ذمة قضايا، لحضور المؤتمر السنوي للحزب في حضور وفود رسمية من 42 دولة، وبرعاية رئيس الوزراء الماليزي، وأوضح حزب "الحرية والعدالة" المنحل الدعوة بمثابة الصفعة للنظام المصري الذي حكم بعد 30 يونيه.

ماليزيا قبلة الإخوان بعد الطرد من قطر

ماليزيا قبلة الإخوان
في أول خطوة من نوعها للدوحة، بعد اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في جدة الشهر الماضي، والذي أُعلِن إثره عن انفراجة في موضوع الخلاف القطري - الخليجي، أعلن قياديون في جماعة "الإخوان المسلمين" في مصر أن قطر أبلغت عدداً من رموز الجماعة المقيمين فيها ضرورةَ مغادرة أراضيها خلال مهلة محددة.
وقال المتحدث باسم حزب "الحرية والعدالة"، الذراع السياسية لـ"إخوان مصر"، سمير الوسيمي: إن السلطات القطرية طالبت 6 من قيادات الجماعة ومؤيديها بمغادرة أراضيها، خلال مدة زمنية حددتها بأقل من شهر، وأوضح الوسيمي، في تصريح له من الدوحة، أن القائمة شملت كلاً من القيادي بحزب "الحرية والعدالة" عمرو دراج وزير التخطيط المصري السابق، وأمين عام جماعة "الإخوان المسلمين" محمود حسين، والقيادي بالجماعة جمال عبدالستار، والمتحدث باسم "الحرية والعدالة" حمزة زوبع، والقيادي بتحالف "دعم الشرعية" عصام تليمة، بالإضافة إلى الداعية وجدي غنيم.
وتوقع العديد من خبراء الحركات الإسلامية أن يتجه قيادات جماعة الإخوان المطرودين من قطر إلى دول ماليزيا أو جنوب إفريقيا أو سنغافورة، كونها الدول الأكثر ضمًا لرموز الجماعة منذ سقوطها بعد ثورة 30 يونيه.
كانت ماليزيا احتضنت عددًا من مؤتمرات التنظيم الدولي للإخوان، بينها اجتماع "الوسطية والاعتدال" تحت رعاية الحزب الحاكم في ماليزيا "أمنو"، في العاصمة الماليزية «كوالالمبور»، بحضور خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وعبد الموجود الدرديري، عضو لجنة العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة، ورضا فهمى، القيادي بالحزب، وقال رضا فهمى، في كلمته، إن ماليزيا أكدت دعمها لما وصفه بـ"الشرعية".
كما أفادت تقارير أن حركة حماس تبحث في ماليزيا عن حليف غير عربى بديلاً، بعد أن سقطت جماعة الإخوان الداعمة لها في مصر، ولايجاد حاضنة جديدة تلتف حماس بعباءتها لتكون بديلة لها عن إيران أو على الأقل موازية لها بعد أن بدأت نذر المصالحة الإيرانية الأمريكية.
ووفقا لما قالته صحيفة الوطن العربي، فإن وفدًا من حماس زار ماليزيا مؤخراً برئاسة خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة، وأسامة حمدان مسئول العلاقات الدولية في حماس، وتم إجراء مباحثات مع رئيس الوزراء الماليزي محمد نجيب عبد الرزاق، حيث كان الأخير قد سبق وزار غزة يناير الماضي والتقى فيها برئيس حكومة حماس إسماعيل هنية، وهى الزيارة التي نددت بها السلطة الفلسطينية في رام الله بقيادة الرئيس الفلسطينى محمود عباس، واعتبرت في حينه بأنها مساس بالتمثيل الفلسطيني ومن شانها تعزيز الانقسام الداخلي.

إخوان ماليزيا

عبد الهادي أوانج
عبد الهادي أوانج
عبد الهادي أوانج
- رئيس الحزب الإسلامي في ماليزيا، تولى منصبه في 2003، من مواليد 20 أكتوبر 1947، وهو رئيس حكومة ولاية ترنجانو في ماليزيا، تخرج من الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة عام 1973، حصل على الماجستير في السياسة الشرعية من جامعة الأزهر عام 1975.

مؤلفاته
صدر لأوانج أكثر من عشرة كتب منها:
- الصراع بين الإسلام والعلمانية في ماليزيا.
- نظام الحكم في الإسلام.

نشاطه السياسي
هو أحد مؤسسي الحزب الإسلامي، في ستينيات القرن الماضي، تلقى تعليمه في المملكة العربية السعودية ثم انتقل إلى مصر، حيث تعرَّف على جماعة الإخوان المسلمين، وبعد عودته إلى ماليزيا واصل عمله في الحزب الإسلامي مستفيدًا مما تلقاه من الإخوان، حيث اعتنبرها مدرسةٌ تربويةٌ شاملة.
عندما خرج الحزب الإسلامي من الحكومة عام 1978، كُلف بمهام رئيس قسم التربية للحزب فقام بتطبيق خبراته وقرأته في المدرسة الإخوانية في الحزب الإسلامي على حسب الواقع في ماليزيا، حنى أصبح عضواً في برلمان ترينجانو عام 1982، ثم عضواً في البرلمان المركزي لماليزيا عام 1990، ثم أصبح رئيساً لوزراء ترينجانو في أعقاب نجاحه في الانتخابات البرلمانية التي وقعت عام 1998.
فاضل محمد نور
هو فاضل محمد نور ولد سنة 1937م.، وتوفي في  2002م،  درس الابتدائية، ثم درس في معهد إسلامي يسمى المعهد المحمود، درس فيه العلوم الدينية باللغة العربية، ثم درس في جامعة الأزهر، كلية الشريعة والقانون. وتخرج فيها سنة 1967م. 
ثم رجع إلى بلده.. وقام بالتدريس في نفس المعهد. 
عمل في مجال الدعوة، في الحزب الإسلامي وغيره من الجمعيات، ثم انتقل إلى العاصمة، ودرس في الجامعة التكنولوجية في قسم الدراسات الإسلامية لمدة خمس سنوات، كان يعمل في حركة الشباب الإسلامي المعروفة اختصارا بـ"أبيم" - نائباً للرئيس.
اشترك في الانتخابات في ماليزيا سنة 1978م وترك الجامعة، وتفرغ للعمل في الحزب الإسلامي.
يوسف عبد الله راوا  (1982 - 1989)
محمد عصري  (1969 - 1982)
برهان الدين حلمي  (1956 - 1969)