بوابة الحركات الاسلامية : ماذا بعد انهيار جينيف 3 ؟؟ (طباعة)
ماذا بعد انهيار جينيف 3 ؟؟
آخر تحديث: الخميس 11/02/2016 10:02 م
احمد يوسف احمد يوسف
اعلن مبعوث الامم المتحدة للشؤون السورية ستيفان دي ميستورا عن تأجيل محادثات جينيف 3 الي يوم 25 فبراير 2016 عقب انسحاب المعارضة السورية . ومن المعروف ان المعارضة السورية تعرضت لضغوط شديدة من اجل الاشتراك في المحادثات . حيث مارس وزير الخارجية الامريكي جون كيري ضغوطا شديده علي المعارضة السورية للمشاركة في المحادثات مع التعهد امام المعارضة بإنجاز الالتزامات الانسانية و تنفيذ كامل للقرار الاممي رقم 2254 . و خاصة الفقرتان 12 و 13 علي الفور . و التزام الولايات المتحدة بدعم تشكيل الهيئة الحاكمة الانتقالية . وابداء الرغبة بالاستعداد الي القدوم الي جينيف لدعم وفد المعارضة وهو ما يبدو انه لم يحدث في ضوء المعطيات القائمة مما تسبب في تأجيل المفاوضات . واعلان الولايات المتحدة الامريكية و المملكة العربية السعودية ان المفاوضات قد تم تأجيلها بسبب القصف الروسي . و مناظرة واقعية علي توازن القوي علي الارض . و تمسك الجانب الروسي بإحداث تغييرات جوهرية في ميزان القوي لصالح نظام بشار الاسد . ان روسيا تضع كل الفصائل المعارضة التي تحمل السلاح في مواجهه نظام بشار في صف العداء المباشر . سواء كانت هذه الفصائل ذات طابع سلفي مثل ( داعش ) و (جبهة النصري) و (احرار الشام) ... الخ  . او غير سلفي مثل الجيش السوري الحر حيث لا تعترف روسيا بتواجده علي الارض اصلا .  تستند روسيا علي شرعية تواجدها في سوريا علي خلفية طلب نظام بشار للدعم الروسي عسكريا . لقد ساعد القصف الجوي الروسي علي فرض وقائع جديده علي الارض خاصة بعدما استطاعت قوات النظام السوري تحقيق تقدما كبيرا في المنطقة المحيطة بحلب . و منذ عام 2012 يتقاسم النظام و المعارضة السيطرة علي مدينة حلب . حيث تركزت قوات النظام بغرب المدينة بينما تسيطر المعارضة علي شرقها . في حين سيطرة المعارضة علي ممر عزاز الحيوي و هو الطريق الرئيسي للإمدادات القادمة من تركيا . و بفضل القصف الجوي الروسي نجحت قوات النظام بوصل كفوفها بحلب مع القوات الموازية لها في مدن نبل و الزهراء الشيعية . و تمددت سيطرتها الي المنطقة الصناعية بحلب مما جعلها قريبة من قوات المعارضة و عزز القصف الروسي قطع ممر عزاز نتيجة لسيطرة الطيران الروسي علي الاجواء مما يعيق الدعم التركي . و اصبحت حلب علي وشك السقوط في ايدي النظام حيث تركز القصف الروسي في الايام الاخيرة علي شمال و شرق حلب في اطار مخطط اخراج المدنيين من الصراع . مما ادي الي نزوح الاف اللاجئين علي الحدود التركية حتي وصل الي 35 الف لاجئ . ان المخطط الروسي في المستقبل القريب هو محاولة تامين دويلة سورية علوية في المنطقة الساحلية الشمالية الغربية . و لذلك فقد سعت روسيا الي استقطاب حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي المعادي لتركيا . و هذا يعني ان ريف حلب الشمالي يقع في حصار بين تنظيم الدولة الاسلامية و وحدات ( حماية الشعب ) الكردية المتمركزة في بلده عفرين مما اثار غضب النظام التركي علي الولايات المتحدة الامريكية التي اضاعت فرصة اقامة المنطقة العازلة و هي المطلب التركي القديم حتي تستطيع القوات التركية الدخول الي سوريا ولذلك فقد اعلن النظام التركي استعداده بالتدخل بريا جنبا الي جنب مع القوات السعودية . حيث كشف مصدران سعوديان مطلعان لشبكة  CNN يوم الجمعة 5 فبراير عن خطط المملكة السعودية للتدريبات العسكرية كجزء من استعدادها للتدخل في سوريا من مكافحة تنظيم داعش . و افادت الشبكة ان عدد المتدربين يصل الي 150 الف جندي و ان معظم الافراد سعوديين مع قوات مصرية و سودانية واردنية موجوده داخل المملكة حاليا. في حين التزمت المغرب و تركيا و البحرين و قطر و الامارات بأرسال قوات . و منذ اسبوعين عين السعوديين و الاتراك قياده مشتركة و التي ستدخل سوريا من ناحية الشمال عبر تركيا . اضافة الي ان ماليزيا و اندونيسيا و بروناي سترسل قواتها الي السعودية علي ان يكون شهر مارس هو انسب الاوقات لبدء التدريبات العسكرية علي ضوء نتائج الحرب في اليمن و تضائل فرصة الحوثيين مما يسمح للقوات السعودية بالدخول في الاراضي السورية واحداث نوع من التوازن علي الارض . خاصة وان هذه القوات قد اكتسبت خبرة نوعية من الحرب في اليمن . و قد رحبت واشنطن بمشاركة القوات السعودية حيث اعلن وزير الدفاع الامريكي اشتون كارتر يوم الخميس 4 فبراير ان بلاده ستناقش المقترح السعودي في بروكسل الاسبوع القادم . بينما صرح قسطنطين كوساتشوف رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي ان مشاركة السعودية في عملية برية محتمله في سوريا يمكن ان تعقد الازمة . واكد كوساتشوف ان استخدام القوي العسكرية من قبل السعودية وتركيا في هذه الظروف سيهدف الي تغيير السلطات ( السورية ) الشرعية بالقوة . و هو امر غير مقبول علي الاطلاق من الناحية القانونية معربا عن مخاوفه من احتمال قوات المعارضة السورية و القوات الحكومية  لضربات من قبل القوات البرية السعودية و التركية . و اكد البرلمان الروسي ان القرار بأجراء مثل هذه العملية في سوريا يبدو ( مشكوكا فيه و خطر من جميع النواحي ) . ان تأجيل جينيف 3 الي موعد 25 فبراير لن يأتي بجديد . فقد اعلن وليد المعلم وزير الخارجية السوري ان الدخول في اي مفاوضات في المستقبل سيكون بدون شروط وان الجانب السوري احرص بالشؤون الانسانية من غيره . بينما تري المعرضة ان الوضع الحالي يصب في مصلحة النظام . واخيرا يظل المدنيون هم الضحية الاولي لهذا الصراع خاصة في ظل هذه الظروف المناخية القاسية و تراجع الامدادات الغذائية و الطبية و معسكرات الاقامة