وبعد المناقشات التي استمرت ثلاثة أيام انتهى المؤتمر إلى التوصيات التالية:
أولاً: يشيد المؤتمر بالجهود الحثيثة التي تقوم بها جمهورية مصر العربية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، والمملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود؛ لمواجهة قوى التطرف والإرهاب، ويدعو الله أن يكلل خطواتهما بالنجاح والتوفيق حفاظاً على وحدة الأمة الإسلامية.
ويقدر المؤتمر جهود رابطة العالم الإسلامي في مكافحة الإرهاب من خلال المؤتمرات والأبحاث والبرامج المتنوعة في مختلف أنحاء العالم.
ثانياً: يؤكد المؤتمر على أن مسئولية الإعلام يجب أن ترسخ منظومة القيم التربوية النبيلة التي تنطلق من صحيح الدين، بوصفها الخطوة الأولى لبناء الإنسان المسلم القادر على مواجهة التطرف والإرهاب، من خلال تعزيز برامج التربية الإعلامية في الدول العربية والإسلامية.
ثالثاً: يؤكد المؤتمر على ضرورة دعم حرية الرأي والتعبير وصيانتها، شريطة أن تكون حرية مسئولة ومنضبطة بقيم الإسلام وأحكامه، وأن تسعى إلى البناء لا الهدم.
رابعاً: تأكيد أهمية تنفيذ مواثيق الشرف الإعلامي التي تنص على مراعاة المعايير المهنية والأخلاقية عند نشر ما يتعلق منها بالعمليات الإرهابية، والحد من التجاوزات التي تقع فيها بعض وسائل الإعلام والتي تسهم في انتشار ظاهرة الإرهاب ونشر التطرف والغلو والإقصاء.
خامساً: تأكيد أهمية تكامل الجهود بين المؤسسات الإعلامية والثقافية والتربوية والدينية المختلفة في العالم الإسلامي؛ لوضع خطة استراتيجية لمكافحة الإرهاب والتصدي له، حتى لا تكون الحلول الأمنية- مع أهميتها- هي فقط التي تتصدر المشهد في المواجهة.
سادساً: تأكيد أهمية اضطلاع وسائل الإعلام بتبصير الرأي العام المسلم بأهمية دور الأسرة في حماية الأجيال الناشئة من السقوط في براثن التطرف والعنف والإرهاب.
سابعاً: ضرورة قيام وسائل الإعلام بالمناقشة الواعية والدقيقة لمفاهيم الجماعات الإرهابية من خلال المتخصصين، والكشف عن أخطارها وتفنيد حججها والرد عليها من خلال توظيف القوالب والأشكال الإعلامية التقليدية والجديدة.
ثامناً: التركيز في الرسائل الإعلامية الموجهة للغرب على التمييز بين حرية الرأي والإبداع والتي ينبغي احترامها والدفاع عنها، وبين مسئولية الإعلام الغربي في ضرورة احترام أديان الآخرين وعقائدهم، وعدم الربط القسري بين الإسلام والإرهاب، والتأكيد على أن الإرهاب ليس له دين، وتنفيذ التوصيات التي خلصت إليها المؤتمرات الدولية بشأن التناول الإعلامي للرموز الدينية.
تاسعاً: تأكيد أهمية عدم إفساح المجال في وسائل الإعلام أمام الدخلاء ومدعي العلم ممن يشوهون الصورة الصحيحة والمشرقة للإسلام ويثيرون الفتنة والتعصب والكراهية.
عاشراً: تفعيل دور وسائل الإعلام بالدول الإسلامية في الجهود المبذولة لدعم الجاليات الإسلامية في الخارج للقيام بدورها في تجليه حقائق الإسلام والذود عنه والتعريف بمبادئه السمحة.
حادي عشر: تأكيد ضرورة اهتمام أقسام وكليات الإعلام بالجامعات الإسلامية على إعداد الكوادر الإعلامية القادرة على المنافسة، وتزويدها بمناهج أخلاقيات الإعلام وآداب الحوار مع الآخر في ضوء تعاليم الإسلام الحنيف.
ثاني عشر: التوصية بضرورة التعاون بين مختلف المؤسسات في الدول الإسلامية لاتخاذ الإجراءات الكفيلة للحد من ظاهرة الإرهاب الإلكتروني باعتبارها من أهم أدوات الجماعات الإرهابية لنشر أفكارها.
مشاركة الإعلاميين
وفي هذا الإطار يدعو المؤتمر رابطة العالم الإسلامي إلى ضرورة عقد ندوة يشارك فيها الإعلاميون وعلماء التكنولوجيا الحديثة؛ لإيجاد السبل الكفيلة لملاحقة الإرهابيين عبر شبكة الإنترنت والإعلام الرقمي، بما يكفل مواجهة علمية صحيحة للإرهاب والإرهابيين.
وحول دور "الإعلام الجديد وعلاقته بالتطرف والمتطرفين" أوضح الدكتور حسن علي محمد أستاذ الإعلام بكلية الآداب بجامعة المنيا أن هناك أكثر من 1.2 مليار نسمة يستخدمون شبكات التواصل الاجتماعي كوسيلة لنقل الأحداث والنشر والإعلام، وإلى أن هذا الإعلام الجديد استخدمه المتطرفون دينيًّا وسياسيًّا وأيديولوجيًّا في استقطاب الشباب إلى عملياتهم، والتي تستهدف بث الخوف والاعتراف بهم والرضوخ لمطالبهم، مشيراً إلى أن الإنترنت قد خدم الخلايا الإرهابية من خلال تحقيق الترابط التنظيمي بينهم وتبادل الأفكار حول كيفية التنسيق للعمل الإرهابي وتدمير مواقعي الإنترنت المضادة واختراق المؤسسات الحيوية أو تعطيل خدماتها الإلكترونية.
وفي الختام، دعا المؤتمر إلى أهمية وضع استراتيجية إعلامية إسلامية لمكافحة الإرهاب، توفر لها الإمكانات البشرية والفنية بما يضمن حضورًا فاعلاً في الحرب الشرسة التي تخطط لشنها كل دول العالم وشعوبه لمواجهة خطر يهدد البشرية جمعاء مستترًا تحت شعارات دينية والدين منها براء.