بوابة الحركات الاسلامية : أعداء الأسد في مرمى نيران التحالف الدولي ضد "داعش".. والنظام السوري يلتقط الأنفاس (طباعة)
أعداء الأسد في مرمى نيران التحالف الدولي ضد "داعش".. والنظام السوري يلتقط الأنفاس
آخر تحديث: الثلاثاء 23/09/2014 03:36 م
أعداء الأسد في مرمى
مع إعلان التحالف الدولي لأكثر من 40 دولة عربية وغربية بقيادة الولايات المتحدة الحرب على تنظيم "داعش"، من أجل تحجيم وهزيمة التنظيم الذي استشرى وتمدد في التراب السوري والعراقي، وواصل جرائمه ضد أهالي مدن وقرى التي تقع تحت سيطرته، وآخرها ارتكابه جرائم ضد جنود بالجيشين العراقي والسوري.

الضربات العسكرية

الضربات العسكرية

رغم عدم الانتهاء من تشكيل التحالف الدولي في الحرب ضد "داعش" وعدم وضوح الرؤى العسكرية لتعمل مع مقاتلي التنظيم على الأرض، فإن سلاح الجو الأمريكي بدا بضربات عسكرية ولكن كانت لعاصمة التنظيم ومعقل تواجده بمدينة الرقة السورية.

ونفذ التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية 22 غارة جوية وضربة صاروخية، على مقرات ومراكز وحواجز للتنظيم، في مدينة البوكمال وريفها.

ووردت معلومات مؤكدة عن خسائر بشرية في صفوف مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية"، كما أخلى مواطنون مدنيون منازلهم في المناطق المحيطة بمقرات ومراكز وحواجز التنظيم في البوكمال وريفها.

ووفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان، نفذت طائرات التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش 8 غارات على معسكرات تدريب لتنظيم "الدولة الإسلامية" ومقرات ومراكز أخرى للتنظيم في الريف الغربي لمدينة دير الزور، وسط معلومات عن تنفيذ التحالف الدولي لغارات أخرى على مناطق في محافظة دير الزور.

وأكد الأدميرال جون كيربي، المتحدث باسم البنتاجون: "أستطيع تأكيد أن قوات الجيش الأمريكي وقوات دول شريكة تقوم بعمل عسكري ضد الإرهابيين من الدولة الإسلامية في سوريا باستخدام صواريخ من المقاتلات والقاذفات وصواريخ توماهوك".

الحرب لن نقف عند داعش ولكن ستشمل تنظيمات أخرى

محمد المومني
محمد المومني
قال وزير الدولة لشئون الإعلام والاتصال الأردني محمد المومني: إن "عمليات القوات المسلحة الأردنية ستستمر لضرب تنظيم "داعش" وتنظيمات إرهابية أخرى".
وتنظيم "داعش" تم تأسيسه عندما أعلن أبو بكر البغدادي عن تأسيس "الدولة الإسلامية في العراق والشام" ككيان جامع يضم تنظيم القاعدة في العراق، وجبهة النصرة في سوريا، غير أن أبا محمد الجولاني رفض هذا الاندماج، وأقسم يمين الولاء لأيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة، في إشارة إلى رغبته في الحفاظ على استقلالية جبهة النصرة عن تنظيم القاعدة في العراق.
واستطاع التنظيم السيطرة بصورة منفردة، وأحيانًا مشتركة، على مناطق في محافظة حلب (الباب – مدينة حلب – إعزاز – جرابلوس)، ومحافظة إدلب (الدانة – سرمدة)، والرقة (مدينة الرقة والطبقة)، كما أن للتنظيم وجودًا في شرق سوريا، وسيطرة التنظيم على ثلث مساحة التراب العراقي وكانت أبرز انتصاراته السيطرة على مدينة الموصل العراقية منذ عدة أسابيع.
يعد تنظيم "داعش" من أهم الفصائل المقاتلة ويتمتع بجذب المقاتلين والمجاهدين من مختلف الجنسيات، ويبلغ عدد أعضاء التنظيم أكثر من 32 ألف مقاتل وفقا لتقرير المخابرات الأمريكية، بالإضافة إلى امتلاكه جميع أنواع الأسلحة، خلال المرحلة الماضية.

جبهة النصرة

جبهة النصرة
خلال الحرب الأهلية الدائرة في سوريا، كان هناك تواجد لتنظيم القاعدة بين المنظمات التي تقاتل من أجل الإطاحة بنظام بشار الأسد، وتعد جبهة النصرة أبرز فروع التنظيم في سوريا وقد تم الإعلان عن تشكيل التنظيم في أواخر يناير 2012، أي بعد مرور نحو عشرة شهور على قيام الثورة في سوريا. وتقوم الجبهة بإدارة وحكم عدة بلدات ومدن في حلب والرقة والحسكة ودير الزور.
كما شكلت جبهة النصرة مجلسًا عسكريًّا في حوالي 11 محافظة سوريا، ويقوم بتنسيق العمليات العسكرية، وإصدار بيانات سياسية ودينية، ويحدد مسار العمليات، وينسق بين عمل مجموعاتها، وكذلك المجموعات والتنظيمات الجهادية ذات الصلة بها.
ويقدر عددهم بما يتراوح بين 8 – 10 آلاف مقاتل، كما تضم مقاتلين من ليبيا، والأردن، والسعودية، واليمن، والعراق، وتركيا، وتونس، وأوزباكستان، وطاجكستان، بالإضافة إلى مجاهدين أوروبيين، وقد أشارت بعض المصادر البريطانية والألمانية والفرنسية إلى أنهم حوالي 800 مقاتل أوروبي من جنسيات مختلفة. وبعد تشكيل الدولة الإسلامية في العراق والشام في أبريل 2013، فإن جزءًا من أعضاء كتائب جبهة النصرة انشق وانضم إلى داعش، وهو ما أدى إلى إضعاف وجود جبهة النصرة في بعض المناطق من البلاد، وخاصة في دير الزور على الحدود مع العراق.

جيش المهاجرين والأنصار

جيش المهاجرين والأنصار
يعد من الفصائل الجهادية السلفية في سوريا، والتي لها ارتباط بتنظيم القاعدة بسبب انتماء بعض قياداتها لها، وممارستهم للعمل الجهادي في أفغانستان والعراق، ويضم بضع مئات من المقاتلين الأجانب، ويتركز نشاطه في بعض مناطق ريف حلب. ويقود التنظيم الجهادي الشيشاني أبو عمر الشيشاني، الذي أعلن عن تحالفه مع الدولة الإسلامية في العراق والشام، ويقوم بنقل أخباره من خلال منتدى تستخدمه إمارة القوقاز التي تصنفها السلطات الروسية على أنها تابعة للقاعدة.

الجبهة الإسلامية

الجبهة الإسلامية
وتتألف الجبهة الإسلامية من سبعة فصائل إسلامية اندمجت فيما بينها لتشكل الجبهة، والتي وصفتها بـ"التكوين السياسي والعسكري المستقل"، الذي يهدف إلى إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد، وبناء دولة إسلامية في سوريا، وتتمثل هذه الفصائل السبعة. 
ويأتي في مقدمة الفصائل السبعة، تنظيم صقور الشام، وتأسست على يد الشيخ أحمد عيسى الشيخ في منطقة جبل الزاوية في محافظة إدلب في سبتمبر 2011، يتكون من حوالي 17 جماعة، ويضم ما يتراوح بين 8 – 9 آلاف مقاتل، معظمهم في إدلب وحلب، وكذلك في ريف دمشق. والفصيل الثاني تنظيم لواء التوحيد: وهو أكبر التنظيمات التابعة لجماعة الإخوان في سوريا، ويضم حاليًّا حوالي 11 ألف مقاتل، والفصيل الثالث تنظيم جيش الإسلام: تأسس في صيف 2011 على يد زهران علوش، وهو سلفي بارز من ريف دمشق، والفصيل الرابع حركة أحرار الشام الإسلامية، والفصيل الخامس أنصار الشام، لواء الحق، وأخيرا الجبهة الإسلامية الكردية.
ويقدر عدد المقاتلين الأجانب في سوريا بما يتراوح بين 5 – 10 آلاف مقاتل، ويقدر عدد الجنسيات الأوروبية بحوالي 1200 جنسية.

توافق سوري – أمريكي

توافق سوري – أمريكي
فيما يبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تجد مفرا من التعامل مع الرئيس السوري بشار الأسد؛ من أجل مواجهة تنظيم "داعش" والجماعات الإرهابية في سوريا وفي مقدمتها تنظيم جبهة النصرة، وهو ما يضع تساؤلات عن التعاون المستقبلي بين "دمش" و"واشنطن" في ظل الحرب طويلة الأمد التي بدأتها الولايات المتحدة الأمريكية على الإرهاب.
فقد تلقى وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم رسالة من نظيره الأمريكي جون كيري عبر وزير خارجية العراق إبراهيم الجعفري يبلغه فيها أن "أمريكا ستستهدف قواعد تنظيم "داعش" الإرهابي وبعضها موجود في سوريا".
وأضافت الخارجية السورية، أن تأكيد سوريا مرارا وفي مناسبات عدة على استعدادها للتعاون في مكافحة الإرهاب في إطار الاحترام الكامل لسيادتها الوطنية، وبعد أن وقفت مع سوريا دول عدة تؤكد على ضرورة احترام ميثاق الأمم المتحدة الذي يشدد على احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها، تم بالأمس إبلاغ مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بأن الولايات المتحدة وبعض حلفائها ستقوم باستهداف تنظيم داعش الإرهابي في مناطق تواجده في سوريا وذلك قبل بدء الغارات بساعات.
وأكدت دمشق، أنها مع أي جهد دولي يصب في محاربة ومكافحة الإرهاب مهما كانت مسمياته، تشدد على أن ذلك يجب أن يتم مع الحفاظ الكامل على حياة المدنيين الأبرياء وتحت السيادة الوطنية ووفقا للمواثيق الدولية.
الاتصالات السورية الأمريكية الغير مباشرة تفتح مجالا لمدى قبول واشنطن ببقاء الأسد مقابل الحرب على الإرهاب، في ظل اعتماد إدارة البيت الأبيض على دول الخليج وخاصة المملكة العربية السعودية في الحرب على "داعش"؛ مما قد يؤدي إلى تأثر هذه الاتصالات على الحلفاء، أم أن الأمور تسير في طور التهدئة وإنهاء الملفات المفتوحة عبر التعاون الأمريكي الإيراني السعودي ومنها ملف الأزمة السورية.

المشهد الآن

المشهد الآن
أصبحت الحرب أمرا واقعا، ولكن هزيمة "داعش" ستستغرق وقتاً. إذ يقال: إن مخطّطي وزارة الدفاع الأمريكية يقدّرون أن يستغرق هذا الأمر فترة تصل إلى ثلاث سنوات. وحتى في هذه الحالة، سيعتمد النجاح على قدرة – ورغبة – حكومة بغداد في إجراء عملية إدماج سياسي حقيقي للطائفة السنّية، وإصلاح الجيش والشرطة والمالية العامة، وتحسين تقديم الخدمات العامة الأساسية، بالإضافة إلى أي مدى ستذهب الولايات المتحدة الأمريكية في التعاون مع الرئيس السوري بشار الأسد، وهل الحرب على الإرهاب ستكون المخرج السلمي لإنهاء الحرب الدائرة في سوريا.
الحديث لم يعد يتكرر عن تسليح المعارضة بل من الواضح أن أغلب الفصائل التي تقاتل الأسد في سوريا وضعت تحت أهداف سلاح الجو لقوات التحالف، وفي مقدمتها صقور البنتاجون الأمريكي، مما يعطي للرئيس السوري لحظة لالتقاط الأنفاس، فهناك من يحارب عنه تنظيمات استنزفته لأكثر من 3 سنوات ونصف.