بوابة الحركات الاسلامية : السلفيين لماذا يكرهوننا.. سؤال القبطي الحائر في الزمن الرديء (طباعة)
السلفيين لماذا يكرهوننا.. سؤال القبطي الحائر في الزمن الرديء
آخر تحديث: الأحد 10/04/2016 08:56 م
روبير الفارس روبير الفارس
عندما ترصد مجرد عناوين لوقائع يتعرض لها المسيحيين في مصر .ينقبض قلبك بنار الغضب ويدور في عقلك جحيم من الاسئلة التي تبحث عن السر وراء كل هذه الكراهية تجاههم  انظر الي اطفال مسكين قلدوا داعش التنظيم الارهابي الذي ذبح عشرين قبطيا فتجدهم خلف القضبان بتهمة ازدراء الاسلام ؟! وحول عينيك عن ظلام الزنازين الذي يلتهم براءتهم بلا رحمة لتجد صفوف من الطالبات المضربات الكارهات لمديرتهم الجديدة لانها مسيحية وتأتي اللعنة في استجابة وزارة التعليم لتعصبهن القبيح وليسير خلفها اعلام جاهل يلصق بالمديرة  تهم باطلة ليبرر رفض الطالبات المتطرفات لها . واترك هذا وذاك لتجد صفوف اخري من السلفيين في قرية الجلاء بسمالوط المنيا يرفضون بناء كنيسة رغم الموافقة علي شروطهم المجحفة بان تكون كنيسة بلا قباب اوصليب او جرس . هل هناك المزيد نعم هناك فيديو للشيخ البرهامي الذي يصف نفسه بالمقرب من السلطات يزدري المسيحية ويحض علي كراهية  المسيحيين وهو حرا طليقا .هل هذه الصورة القاتمة تترك شيئا في نفسك .هل تشعرك بالغبن وتخيفك علي مستقبل اطفالك في هذه البلد . انها تجعلني اتساءل بشدة لماذا يكرهوننا ؟ 
قطعا هناك امور خاصة بتربية نشاؤا عليها ترفض الاخر . ولكن اليس هذا الاخر خلقه الله ايضا اليس هو جل شانه هو الديان وحده الذي سوف يحكم في يوم الحشر علي مصير البشر . المشكلة تكمن في عدة نواحي اهمها 
الاستعلاء الناجم عن فكر الافضلية والمرتبط بفكرة الدين الاعلي وخير امة اخرجت للناس وباعتبار ان الدين عند الله هو الاسلام اذن فلا مكان لاي دين اخر وتلح هنا اسئلة ان شاء ربك لوحد الاديان ولا اكره في الدين . والسلفي او عضو الجماعة الذي يتميز عن المجتمع بملابس او لحية او اي شكل يشعر به انه مميز وافضل من اي انسان اخر فينتفخ وينظر الي المسلمين الذين لاينضمون الي جماعته باحتقار فما بالك اذن بنظرته الي المسيحيين الكفار 
ثانيا يشعر السلفي بانه صاحب الجنة وحده فهو لايعتقد فقط انه يملك الحقيقية بل هو في ذاته وفكره الحق لذلك لايشك لحظة في امتلاكه الجنة وبعقد الملكية هذا يرفض ويمنع دخول غيره  فهي بيته الخاص والمسيحيين كفار مجرمين مخلدين في النار واذا كان الله الذي في ذهنه قد حكم عليهم بالنار فلماذا لايشارك هو الاخر في تعذيبهم هنا علي الارض فيمنع بناء كنائسهم ويرفض ترقيتهم حتى لا يتولوا عليه ويسجن اطفالهم ويهين عقيدتهم التي هي السبب في دخولهم النار 
ثالثا كراهية الحياة وهي سمة عامة عند المتطرفين الذين يقبلون علي قتل انفسهم والاخرين للفوز بالاخرة والذي يكرهه الحياة يكره  بالتالي التنوع الجميل الذين يلونها طبيعة وبشر ومناخ . والاخر الذي ينتمي اليه المسيحين احد اشكال هذا التنوع المرذول فهم يحبون الشكل الواحد جلباب ابيض للرجال نقاب اسود للنساء وحدة واحدة ضد الحياة وهواياتها وانغامها . وعندما يغيب الحب فكل شيء باطل وقبض الريح 
رابعا – لابد ان نكف عن ترويج افكار تجهيل وتغيب الاخر في الاعلام والتعليم كحجة وسبب لهذه الكراهية  لانه وبوضوح من يريد ان يعرف شيئا او اشياء عن المسيحية وعقيدتها وكيف انها لا تؤمن بثلاثة الهة وانها ديانة توحيدية فكتابها المقدس متاح والمعلومات والعظات متاحة في كل الوسائل الحديثة  والتي يتعامل معها المتطرفون ويحصلون علي احدث الاجهزة والموديلات منها باستمرار
خامسا – الشعور بالاغلبية العددية وهو امر يزيد من كراهية المختلفين الاقل عددا ويعطي شعورا بالقوة الغاشمة ويظهر ذلك بوضوح عندما يتم ركن القانون جانبا وتقام جلسات صلح عرفية عند حدوث مشكلة بين مسلم ومسيحي وتخرج الاحكام دائما ضد المسيحي ويحتمي المسلم بعائلته وعزوته . وهذه الاسباب لاتعطي مبررا لغياب دولة القانون والمواطنة التي ينص عليها الدستور ونجدها صرحا من الخيال