بوابة الحركات الاسلامية : قراءة في بيان الإخوان المسلمين الخاص بـ"تيران وصنافير" (طباعة)
قراءة في بيان الإخوان المسلمين الخاص بـ"تيران وصنافير"
آخر تحديث: الإثنين 25/04/2016 12:10 م
قراءة في بيان الإخوان
جماعة الإخوان المسلمين الذي يُحاكم مَن كان يمثلها في الرئاسة المصرية "محمد مرسي" بتهمة التخابر مع دولة أجنبية، تحاول جاهدة استغلال الموقف الوطني من الاعتراض على اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية والتي كان نتيجتها تنازل مصر عن جزيرتي تيران وصنافير، فقامت الجماعة بإصدار أكثر من بيان لمحاولة وضع قدمها مرة أخرى في الشارع السياسي المصري، رغم اعتراض معظم القوى المشاركة في تظاهرات اليوم على وجود الجماعة ودعواتها التحريضية ضد مصر ونظام الحكم سواء في الداخل أو الخارج. 
وفي أول بيان للمجلس الثوري المُشَكَّل من قيادات الجماعة الهاربين إلى تركيا، والذين لديهم علاقات طيبة بالمخابرات الأمريكية وتكررت زياراتهم أكثر من مرة إلى واشنطن لتأليب البيت الأبيض ضد مصر وقياداتها السياسية، وجاء في البيان اتهامات بالخيانة والعمالة للقيادة السياسية وتحريض صريح بالخروج عليه وأن الرئيس الشرعي هو المعزول محمد مرسي الذي يحاكم الآن بتهمة التخابر مع دولة أجنبية، والذي في أول خطاب موجه منه للكيان الصهيوني خاطب بيريز بـ "الصديق العزيز"، وإذا كانت القوى السياسية خارجة اليوم للتظاهر ضد اتفاقية ترسيم الحدود البحرية فإن بيان الجماعة يطالب بإسقاط النظام وعودة المعزول مرسي؛ لأنه من وجهة نظرهم هو صاحب الحق الأصيل في التوقيع على مثل هذه الاتفاقيات؛ وجاء في البيان: 
"إن المجلس الثوري المصري وهو يوجه هذه الدعوه إلى جموع الشعب المصري العظيم يضع نصب عينيه حقيقه هامة، وهي أن كل محب لهذا الوطن لا يفوته أن كل الاتفاقات التي وقعها قائد الانقلاب العسكري لا يمكن إبطالها قانونًا إلا بعودة الرئيس الأسير محمد مرسي إلى سدة الحكم، بوصفه أنه صاحب الاختصاص الأصيل في التوقيع على الاتفاقات التي وقعها قائد الانقلاب، وفرط بها في أراضي وثورات الوطن، فضلًا عن مياه النيل، فالرئيس الشرعي لم يوقع على أي من هذه الوثائق التي هي رمز للخيانة ."
وحول مياه النيل وسد النهضة فقط نذكر الإخوان بوقف رئيسهم الذي عقد مهزلة في "28 مايو 2013" كان اليوم المضحك المبكي في تلك الأزمة حين عقد اجتماعًا مع قادة الأحزاب والقوى السياسية للحديث عن أزمة سد النهضة، بعد أيام قليلة من إعلان إثيوبيا عن بنائه، مدعيًا أن ذلك السد لن يكون له أي تأثير على توليد مصر للكهرباء، وأن هناك حلولًا أكيدة لتلك الأزمة مع الجانب الإثيوبي.
كان من المفترض أن يكون الاجتماع سريًّا مع قيادات الأحزاب، إلا أنه تم إذاعته مباشرة على الهواء من خلال التلفزيون المصري؛ حيث شهد مهازل عديدة من تلك الأحزاب ومن الرئيس المعزول نفسه، وقال خلال الاجتماع مجدي حسين رئيس حزب العمل الجديد: إن "حل الأمثل لتلك الأزمة هو عمل مهرجان سينمائي بإثيوبيا، وإرسال لاعبين كرة إليهم من أمثال "أبو تريكة"".
فضلًا عن ما قاله "أيمن نور" رئيس حزب غد الثورة، من أن الحل يكمن في تسريب معلومات لإثيوبيا عن امتلاك مصر لطائرات عسكرية لتقوية سلاح الجو، والضغط على إثيوبيا بشكل غير واقعي للوصول لحل دبلوماسي للأزمة.
ووسط تلك المهازل خرجت الحكومة الإثيوبية تعلن بدء العمل في بناء سد النهضة، كما خرج الرئيس السوداني "عمر البشير" يقول: إن سد النهضة سيعود بالخير على كل دول حوض النيل، بما فيها مصر.
ليس هذا فقط فالمعزول مرسي هو من أعطى إشارة البدء في بناء سد النهضة، ومن المفروض أن لا تعتمد الجماعة على ذاكرة الشعب المصري بأن الشعب ينسى سريعًا، وأن المشكلات كلما زادت تختلط الأوراق فتضيع الحقائق، وقد زار محمد مرسي إثيوبيا في 25 مايو 2013، وفي 26 مايو أعلنت إثيوبيا عن البدء في تشييد سد النهضة، هل كانت منتظرة إشارة البدء من المعزول محمد مرسي؟ 
هذا موقف الإخوان من مياه النيل، فهل كان سيختلف موقفهم في قضية ترسيم الحدود مع السعودية؟