بوابة الحركات الاسلامية : بعد سحب الجنسية عن عيسى قاسم.. تساؤلات حول مستقبل تيار خامنئي في البحرين؟ (طباعة)
بعد سحب الجنسية عن عيسى قاسم.. تساؤلات حول مستقبل تيار خامنئي في البحرين؟
آخر تحديث: الإثنين 20/06/2016 04:10 م
بعد سحب الجنسية عن
دخل التيار الولائي «ولاية الفقيه» للمذهب الشيعي في البحرين، مرحلة جديدة مع قرار وزارة الداخلية البحرينية بسحب الجنسية من آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم، بعد اتهامه بزعزعة أمن واستقرار البحرين، وهو يأتي بعد أيام من حكم محكمة بحرينية بغلق مقار جمعية الوفاق الشيعية والتحفظ على أموالها وتعليق نشاطها لحين الفصل في دعوى مقدمة من وزارة العدل بحلها، وهو ما يعتبر ضربة قوية لتيار المرشد العلي الإيراني علي خامنئي.

سحب الجنسية

سحب الجنسية
أعلنت وزارة الداخلية البحرينية، إسقاط الجنسية البحرينية عن رجل الدين الشيعي المدعو "عيسى أحمد قاسم"، حسب ما ذكرته وكالة أنباء البحرين "بنا".
وذكرت وزارة الداخلية أن مملكة البحرين ماضية قُدماً لمواجهة كافة قوى التطرف والتبعية لمرجعية سياسية دينية خارجية، سواء تمثل ذلك في الجمعيات أو أفراد يخرجون على واجبات المواطنة والتعايش السلمي، ويقومون بتعميق مفاهيم الطائفية السياسية، وترسيخ الخروج على الدستور والقانون وكافة مؤسسات الدولة، وشق المجتمع طائفياً سعياً لاستنساخ نماذج إقليمية قائمة على أسس طائفية مذهبي
وأضاف بيان الداخلية: "وبناء على ذلك فقد تم إسقاط الجنسية البحرينية عن المدعو عيسى أحمد قاسم والذي قام منذ اكتسابه الجنسية البحرينية بتأسيس تنظيمات تابعة لمرجعية سياسية دينية خارجية؛ حيث لعب دوراً رئيسياً في خلق بيئة طائفية متطرفة، وعمل على تقسيم المجتمع تبعاً للطائفة وكذلك تبعاً للتبعية لأوامره".
وتابع البيان: "وقد قام المذكور بتبني الثيوقراطية، وأكد على التبعية المطلقة لرجال الدين، وذلك من خلال الخطب والفتاوى التي يصدرها، مستغلا المنبر الديني، الذي أقحمه في الشأن السياسي لخدمة مصالح أجنبية وشجع على الطائفية والعنف، كما رهن المذكور قراراته ومواقفه التي يمليها بصورة الفرض الديني من خلال تواصله المستمر مع منظمات خارجية وجهات معادية للمملكة، ويقوم بجمع الأموال دون الحصول على أي ترخيص خلاف لما نص عليه القانون".
وأوضح البيان: "في أكثر من مناسبة وفي صور متعددة عمل المدعو عيسى قاسم على ضرب مفهوم حكم القانون وخاصة السيطرة على الانتخابات بالفتاوى، من حيث المشاركة والمقاطعة وخيارات الناخبين ورهن المشاركة السياسية بالمنبر الديني، وقد امتد ذلك إلى كافة نواحي الشأن العام، دون مراعاة لأية ضوابط قانونية، متخطياً بذلك الأعراف التي استقر عليها مجتمع البحرين، كما قام المذكور بتحشيد كثير من الجماعات لتعطيل إصدار القسم الثاني من قانون أحكام الأسرة ( الشق الجعفري)".
وذكر البيان: "لما كان المذكور قد اكتسب الجنسية البحرينية ولم يحفظ حقوقها وتسبب في الإضرار بالمصالح العليا للبلاد ولم يراع واجب الولاء لها، وبناء على أحكام قانون الجنسية البحرينية والذي يقرر إسقاط الجنسية البحرينية تبعاً للمادة العاشرة فقرة (ج) منه والتي تنص على: إذا تسبب في الإضرار بمصالح المملكة أو تصرف تصرفاً يناقض واجب الولاء لها؛ لذلك وبناء على عرض معالي وزير الداخلية، أصدر مجلس الوزراء قراراً بالموافقة على إسقاط الجنسية البحرينية عن المدعو عيسى أحمد قاسم.
وأشار بيان الداخلية البحرينية "إلى أن صون أمن المملكة وسلامة شعبها وتحقيق حياة أفضل لجميع المواطنين وترسيخ المزيد من الإنجازات في كافة المجالات هي أولى الأولويات. فالمواطنة هي حقوق وواجبات يجب على الجميع مراعاتها، ولا أحد فوق القانون أو خارج إطار المساءلة".

من هو عيسى قاسم؟

من هو عيسى قاسم؟
من مواليد قرية الدراز إحدي قرى البحرين في الأربعينيات من القرن الماضي، وتشير بعض التقارير إلى أنه من أصول إيرانية، وفي 1969م حصل على درجة الليسانس في العلوم الإسلامية والشرعية من الحوزة العملية بالنجف الأشرف في العراق.
وفي 1972م أسس أول جمعية إسلامية في الخليج وهي "جمعية التوعية الإسلامية" التي كان لها دور بارز ومشهود في مواجهة المد القومي واليساري في تلك الحقبة الزمنية وإرساء قواعد الإلتزام وبث الوعي الديني، وقد انتخب لرئاستها في ثلاث دورات (1972-1983م) لكن الجمعية أغلقت في عام 1984، بعد أن تم اكتشاف أنها فرع حزب الدعوة العراقي في البحرين، ونقطة انطلاقه، وفي ذات العام تمت محاكمة مجلس إدارتها وصدرت ضدهم أحكام بالسجن تراوحت بين 5 إلى 7 سنوات.
وفي عام 1973 دخل قاسم المجلس التشريعي؛ حيث أصبح عضوًا بمجلس النواب، كما اشتغل بالتدريس للسطوح والسطوح العليا والتصدي للتبليغ من خلال إمامته للصلاة المركزية في أهم مساجد وجوامع البحرين كالمنامة والدراز ومدينة عيسى ومشاركاته في شتى المناسبات الدينية والسياسية، بعد إغلاق جمعية التوعية.
لم يكن عيسى قاسم من ضمن المتهمين في قضية حزب الدعوة العراقي؛ حيث غادر في عام 1992 البحرين إلى إيران خوفًا من القبض عليه، وقد ظل في إيران فترة التسعينيات؛ حيث نشط هناك، وأصدر العديد من البيانات ضد البحرين، وذلك بمساعدة أعضاء حزب الدعوة البحريني.
وكان يقيم عيسى قاسم في مدينة قم الإيرانية؛ حيث واصل دراسته على يد أساتذتها الكبار أمثال آية الله السيد محمود الهاشمي وآية الله السيد كاظم الحائري وآية الله فاضل اللنكراني.
وفي إيران قادة الانتفاضة المطالبة بإرجاع الحقوق الدستورية وتفعيل الحياة البرلمانية في 1994، وكانت بياناته وخطاباته تلقى قبولا وسط تياره الولائي، وفي 1999م بعد طلب وإلحاح جمع من فضلاء الحوزة في مدينة قم المقدسة بدأ رسميًّا بإلقاء دروس (البحث الخارج) في مسجد أمير المؤمنين (دورشهر) ثم في الحسينية البحرانية (قرب حرم السيدة المعصومة).
ورغم أنشطته المعادية للبحرين إلا أنه صدر عفو عنه من العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفه في 8 مارس 2001م، وعاد للبحرين، وأعيدت جمعية التوعية الإسلامية وتم الترخيص لها وبناء مقر حديث في الدراز معقل قاسم، الذي ظل يمثل مرجعية جمعية الوفاق الإسلامية.
في 2005م أسس أكبر مجلس للعلماء في البحرين وهو "المجلس الإسلامي العلمائي" الذي يهتم برعاية الواقع الديني وتواصل العلماء لجوانب متعددة يحتاج إليها العمل الإسلامي كالجانب التربوي والإجتماعي والتبليغي والسياسي، وظل قاسم رئيسًا للمجلس العلمائي الذي تم حله بحكم قضائي، مؤخرًا، حتى اعتزل هو ومجموعة من رجال الدين وكلف كوادر الصف الثاني لتولي الإدارة.
ويتبع عيسى قاسم الخط الأصولي في المذهب الشيعي، والذي يتبنى ولاية الفقيه ويعتبر وكيل المرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي في البحرين؛ حيث يتولى جمع زكاة الخمس لأتباع ولي الفقيه بجانب استلامه لأخماس عدد من المرجعيات تم توكيله عنهم.

تظاهرات 2011

تظاهرات 2011
كان لآية الله عيسى قاسم دور كبير في التظاهرات المطالبة بإسقاط النظام في البحرين منذ انطلاقها في فبراير 2011، فبراير 2011م كان لعيسي قاسم دور بارز في دعوات لتظاهرات 11 فبراير بميدان اللؤلؤة، وتهيئة الأرضية، ومنها قوله: "الطوفان بدأ لا ليهدأ ولا يقف عند حدود".
كما رفض دخول قوات درع الجزيرة المشتركة، وهي قوات عسكرية مشتركة لدول مجلس التعاون الخليجي، تم إنشاؤها عام 1982 بهدف حماية أمن الدول الأعضاء مجلس التعاون الخليجي وردع أي عدوان عسكري، وكان له تصريحات رافضة لقوات درع الجزيرة: "لن نركع إلا لله، هذه دماؤنا هذه رقابنا فداء ديننا وعزتنا"، وخطابه الشهير "اسحقوه" الذي قلب فيه المعادلة حين قال: "من وجدتموه يعتدي على عرض فتاة مؤمنة فاسحقوه، نعم اسحقوه" وهي كانت مثابة دعوة للقتال ضد القوات الأمنية في البحرين وإعلان الحرب عليها.
وفي خلال مسيرة "التاسع من مارس 2012" الشهيرة التي سميت بـ"لبيك يا بحرين" دعا عيسى قاسم لها عبر منبره الديني وتقدّمها مع كبار العلماء ردّاً على تصريح قيادات حكومة البحرين. وفي 20 يونيو 2016 تم إسقاط الجنسية البحرينية عنه والتي حصل عليها في عام 1962.

التيار الولائي

التيار الولائي
دخل التيار الولائي «ولاية الفقيه» للمذهب الشيعي في البحرين، مرحلة جديدة من الصدام ع السلطة في البحرين، مع قرار وزارة الداخلية البحرينية بسحب الجنسية من آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم، بعد اتهامه بزعزعة أمن واستقرار البحرين، وهو يأتي بعد أيام من حكم محكمة بحرينية بغلق مقار جمعية الوفاق الشيعية والتحفظ على أموالها وتعليق نشاطها لحين الفصل في دعوى مقدمة من وزارة العدل بحلها، وهو ما يعتبر ضربة قوية لتيار المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي.
إغلاق مقارات جمعية الوفاق وسحب الجنسية عن الشيخ عيسى قاسم، والحكم على الأمين العام لجميعة الوفاق علي سلمان، وحل المجلس الإسلامي العلمائي بحكم قضائي يشير إلى تراجع التيار الولائي في البحرين، وهو ما يعد مؤشرًا على تراجع نفوذ إيران بالمملكة الخليجية.