بوابة الحركات الاسلامية : برامج المقالب وتربية السادية الداعشية (طباعة)
برامج المقالب وتربية السادية الداعشية
آخر تحديث: الثلاثاء 05/07/2016 01:53 م
روبير الفارس روبير الفارس
كل المقالات والبوستات والتعليقات التي تقع تحت عيناي اجدها تسب وتلعن برامج المقالب المستفزة " رامز يلعب بالنار " و " ميني داعش "و "
هاني في الادغال " ومع هذا الاستهجان والاستنكار نجد ان هذه البرامج تحقق نسبة مشاهدة عالية في العالم العربي ومن المرحلة العمرية التي تشمل الاطفال والشباب واكبر دليل علي ذلك استمرارها وصرف الملايين علي انتاجها كل عام .اذن هناك قاعدة جماهيرية لايستهان بها تنتظر وتتابع وتشاهد بشوق ولهف وسادية نفسية مشاهد تعذيب انسان بتخويفه سواء بالنار او الاسد او الثعبان او الارهابين وتتلذذ سواء ادركت هذا او لم تدرك بصرخات استغاثته ولوعته ورعبه ثم تضحك علي رد فعله وهو رد فعل منحصر بين الشتائم والضرب لصانع المقلب وهكذا يتربي ويكبر وينمو في داخلهم الشخص السادي والذي يعني ببساطة التتلذذ والاستمتاع  والفرح بعذاب الاخرين الامر الذي يؤدي الي التبلد في المشاعر والحس واعتياد مواقف العنف وعدم التدخل حيالها – وهذه النفسية السادية التي تتلذذ بعذاب الاخرين هي وليس من قبيل الصدفة تتماثل مع نفسية ارهابيو داعش الذين يذبحون ويخربون ويحرقون ويغتصبون وهم يبتسمون - ؟!وبالطبع لايمكن ارجاع كل حالات العنف الي هذه البرامج فهي سبب ونتيجة في نفس الوقت فلولا وجود ارضية نفسية لها بين الجماهير العربية ما كنت تحقق نجاحا كبيرا كهذا وفي نفس الوقت هي تساعد علي تمدد هذه النفسية التي تعشق وتقدس العنف بصورة مبالغ فيها .والحوادث التي تدعم هذا التواجد العنيف في حياتنا لا حصر لها ولعلل اكثرها ضروة  في مصر حادثة تعرية السيدة سعاد ثابت في قرية كرم ابو عمير بابو قرقاص في المنيا فلا شك ان صوت صراخها لتعريتها جسديا لايختلف عن صراخات تعرية اي ممثلة او فنان داخليا – بتخويفه – امام جمهوره فيشتم ويسب ويركل العري هنا واحد والمجتمع الفاعل في الحادثة التي فضحت نخوة الصعايدة في الاولي هو نفس المجتمع الذي انتج صناع هذه البرامج بالفرجة علي الحادثتين ومتابعتهم بشوق سواء في الشارع او علي الشاشة لذلك يبقي سوال مهم لماذا نستغرب النتيجة اذا كان الفعل واحد ورد الفعل واحد .بل ان هذه البرامج المغضوب عليها بالقول والمتابعة بالعين والقلب تحتمل نسبة كبيرة من الفبركة والخداع والتمثيل ولكن للاسف حوادث الشارع الذي اصبحت مرصدة من فيديوهات الموبايلات لا تحتمل اي نوع من التشكيك . نحن بالفعل امام ازمة كبيرة السبب الاول فيها ليس سخافة رامز جلال او استهبال هاني رمزي وفجاجة خالد عليش بل السبب هو ادمان الفرجة علي العنف – في الشارع اولا - وتنميته بالسلبية ثم السكوت عنه او لعنه وسبه ومتابعته بقوة وترحاب بعد ذلك علي الشاشات