بوابة الحركات الاسلامية : خبيرألماني لدويتشه فيله: عواقب وخيمة للأكراد وتركيا إذا سقطت كوباني (طباعة)
خبيرألماني لدويتشه فيله: عواقب وخيمة للأكراد وتركيا إذا سقطت كوباني
آخر تحديث: السبت 11/10/2014 01:55 م
خبيرألماني لدويتشه
يخوض مقاتلو تنظيم "الدولة الإسلامية" منذ أسابيع معارك شرسة للسيطرة على مدينة كوباني الحدودية بين سوريا وتركيا. الألماني جونتر الخبير الشئون التركية لدى مؤسسة العلوم والسياسة ببرلين زويفرت يوضح لدويتشه فيله أهمية كوباني بالنسبة للإسلاميين والأكراد، والموقف التركي من التطورات.
ماهي الدلالات الاستراتيجية لمدينة كوباني؟
جونتر زويفرت: المدينة لها دلالة كبيرة بالنسبة لتنظيم "الدولة الإسلامية"؛ لأن الأمر يتعلق بمدينة تقع وسط المناطق الكردية الثلاث التي تتمتع بحكم ذاتي في سوريا. فانطلاقا من تلك المدينة، يمكن للتنظيم عملياً، اختيار الوجهة التي يريد أن يتوسع فيها: باتجاه الغرب أو الشرق. إضافة إلى ذلك، سيكون للتنظيم دولة آمنة خلف الحدود السورية وهي تركيا، التي قد لا تهاجم التنظيم.
العديد من الصور أظهرت دبابات تركية منتشرة على الشريط الحدودي لمدينة كوباني. ما هي الدلالة المعنوية التي تميز المدينة؟
جونتر زويفرت: قبل عام ونصف بدأ زعيم أكراد تركيا عبد الله أوجلان محادثات سلام مع تركيا. وكان أوجلان قد أعلن عن نموذج اجتماعي جديد، يهدف إلى التعايش المشترك مع مختلف الشعوب والطوائف في منطقة الشرق الأوسط، ويعتمد بشكل قوي على الديموقراطية المباشرة والمبادئ الأساسية. وكانت هناك محاولة لتطبيق هذا النموذج بشكل متقدم في مدينة كوباني. ويعني ذلك بالنسبة لأكراد تركيا، خصوصاً أتباع حزب العمال الكردستاني، أن لمدينة كوباني دلالة رمزية كبيرة، حيث كان من المقرر أن تشكل المكان الذي يتم فيه لأول مرة تطبيق النموذج الاجتماعي لزعيمهم السياسي. كوباني بالنسبة لهم ترمز إذن إلى مستقبل الأكراد في الشرق الأوسط.
يبدو أن كوباني أصبحت الآن محاصرة من كل الجهات. هل لسكان كوباني إمكانية عبر الحدود التركية للهروب إلى تركيا؟
جونتر زويفرت: تمكنت أعداد كبيرة من سكان كوباني من الهرب إلى تركيا خلال الأسبوع الماضي. غير أن تركيا كانت تغلق حدودها في وجه أكراد من تركيا، أرادوا الذهاب إلى كوباني لدعم المقاتلين الأكراد ضد تنظيم "الدولة الإسلامية".
هل الحدود مع سوريا مغلقة أيضا؟
جونتر زويفرت: تلك الحدود يجب أن تبقى مغلقة خصوصاً بسبب ضغوط من الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية، التي تتهم تركيا منذ مدة طويلة بالسماح للمقاتلين السلفيين والجهاديين بالمرور إلى سوريا عبر أراضيها دون مراقبة شديدة. إنها السياسية التي نهجتها تركيا على مدى خمسة أو ستة أشهر مضت. الأكراد من جهتهم لا زالوا يتهمون تركيا باستمرارها في بالتمسك بتلك السياسة. من ناحية أخرى يجب طبعاً على تركيا حماية نفسها من ضربات محتملة على أراضيها من طرف السلفيين والجهاديين أو من تنظيم "الدولة الإسلامية" ومراقبة حدودها طبعاً. غير أن السؤال المطروح هو إلى أي مدى سيتم السماح بمرور المساعدات الإنسانية هناك، مثلاً إلى مدينة كوباني المطوقة والمحاصرة.
خبيرألماني لدويتشه
وهذا ما لا يتم فعله حتى الآن؟
جونتر زويفرت:نعم لم يتم القيام بذلك حتى الآن. الحكومة التركية تسمح بمرور شاحنات نقل المساعدات الإنسانية بشرط ألا يقاتل الأكراد تنظيم "الدولة الإسلامية" فقط، بل أيضا نظام بشار الأسد.
في حال نجاح تنظيم "الدولة الإسلامية" في احتلال كوباني، فما هي التبعات المنتظرة؟
جونتر زويفرت: ستكون تبعاته بالنسبة ل تنظيم "الدولة الإسلامية" مؤشراُ على تجاوزه للهزيمة التي أّلحقتها به القوات الكردية في جبال سنجار شمال العراق إلى أبعد حدود، حيث سيبدو تنظيم "الدولة الإسلامية" كحركة لا يمكن وقفها عسكريا. أما بالنسبة لتركيا فقد يكون لاحتلال كوباني عواقب وخمية؛ لأن أكراد تركيا سيربطون سقوط كوباني بنهاية محادثات السلام مع أنقرة. ويكمن السبب ببساطة في أن أكراد تركيا لا يفرقون بينهم وبين أكراد سوريا. فالعديد من أكراد سوريا لهم قرابة عائلية مع أكراد تركيا، وهم نسبيا أعضاء في نفس الاتحادات القبائلية. فخلال العشرينيات من القرن الماضي هاجر عدد كبير من أكراد سوريا إلى تركيا وهم يتحدثون نفس اللغة.
منذ عقود استقطب حزب العمال الكردستاني شبابا من كردستان سوريا للقتال في صفوفهم ضد تركيا، وبالإضافة إلى عوامل مشتركة أخرى، فقد يعتبرون سقوط كوباني برضاء من جانب تركيا، تصرفاً عدائياً ضدهم، مما قد يدفع بالأكراد إلى وقف محادثات السلام مع تركيا.
صادق البرلمان التركي على مشروع حكومي يسمح للجيش التركي بالتدخل في سوريا. هل تراجعت الحكومة التركية عن هذا المسعى؟
جونتر زويفرت: حصلت الكومة التركية على هذا الترخيص لتتمكن من التدخل بدون عوائق ديبلوماسية، ولعدم الاضطرار إلى طلب موافقة البرلمان. فنص المشروع الذي تقدمت به الحكومة يعتبره حزب العمال الكردستاني ونظام الأسد تهديداً حقيقياً لتركيا، ولم يشر نص المشروع بالاسم إلى تنظيم "الدولة الإسلامية". إن هذا يعني أن تنظيم "الدولة الإسلامية" بالنسبة لتركيا ليس ذا أولوية، فحربها ضد حزب العمال الكردستاني في المرتبة الأولى وضد نظام الأسد في المرتبة الثانية. أنقرة لها أولويات مختلفة عن الولايات المتحدة الأمريكية وعن الدول الأوروبية وحلفاء الولايات المتحدة الأمريكية.
هل يشرح ذلك لماذا للأكراد شعور بالتخلي عنهم؟
جونتر زويفرت: نعم. لديهم شعور بالتخلي عنهم، وهم غاضبون من خطاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل بضعة أيام عندما سأل العالم ببلاغة، لماذا تتم محاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" وليس حزب العمال الكردستاني؟ وبذلك يضعها جميعا في نفس المستوى.