وفي أسوأ أعمال عنف تشهدها كشمير منذ عام 2010، قتل 20 شخصًا على الأقل وأصيب 200 شخص في منطقة كشمير المتنازع عليها بين الهند وباكستان، بعد اندلاع موجة من الغضب عقب مقتل "برهان واني" زعيم الشباب الانفصاليين بالإقليم على يد القوات الهندية.
ويُعتقد أن بلاغًا إلى السلطات هو ما أدى إلى وفاة واني واثنين من رفاقه في تبادل لإطلاق النار مع السلطات الهندية يوم الجمعة في منطقة كوكيرناج الجنوبية.
كان برهان واني "22 عامًا"- المسئول الإعلامي، ونجم وسائل التواصل الاجتماعي لجماعة حزب المجاهدين الانفصاليين- قد قُتل في عملية مداهمية بقفرية نائية جنوب كشمير على يد الأمن الهندية يوم الجمعة 8 يوليو 2016.
وفي 13 أبريل 2015 قتل خالد واني الأخ الأكبر لبرهان، أيضًا برصاص الجيش الهندي، في إحدى مدن كشمير.
وذكر مراقبون أن برهان واني، كان قلب المفاهيم لدى الشباب من خلال مواجهة الاحتلال الهندي لكشمير عبر التظاهرات السلمية والتنديد بقمع الأمن الهندي لشباب كشمير، عبر شبكات التواصل الاجتماعي، بعيدًا عن الحركات الجهادية المتشددة، وهو ما شكل ضغطًا كبيرًا على الحكومة الهندية؛ نظرًا لنجاح "واني" في أن يتربع على عرش المواطنين بكشمير في سنوات قليلة مقارنة بزعماء التنظيمات الجهادية.
لمدة أربع سنوات، "واني" ورفاقه من البارعين في أمور التكنولوجيا، في نشر صور وفيديوهات تدعم مطالب الكشمريين في الانفصال وتأسيس دولتهم بعيدًا عن الهند، عبر وسائل الإعلام الاجتماعي، وهو ما شَكَّل تهديدًا للحكومة الهندية.
وفي عام 2010، كان برهان واني وشقيقه خالد وأصدقائهما، يركبون دراجة نارية في مسقط رأسهم، عندما أوقفهم أفراد مجموعة العمليات الخاصة بالشطرة الهندية في كشمير. وطلب رجال الشرطة من واني ورفقائه جلب السجائر لهم. وعلى الرغم من الالتزام، تعرض واني ورفقائه لعمليات "إذلال" من قبل رجال الشرطة الهندية، وفقًا لتقارير في وسائل الإعلام بكشمير.
وبعد هذه الواقعة بأشهر اختفى برهان واني، لينضم للجماعات الانفصالية ويصبح في غضون أربع سنوات، قائد فرقة بحزب المجاهدين، وساعد على إجادته لوسائل الإعلام الاجتماعية ومقتل كبار المجاهدين المتشددين في أن يصبح نجم وزعيم الانفصاليين في كشمير، ويكون له جماهيرية كبيرة فاقت زعماء انفصاليين لهم شهرة واسعة.
وقد فشلت حكومة الهند في بناء مساحة ثقة مع جيل الشباب في كشمير والذي أصبح أكثر تطلعًا إلى الحرية والديمقرايطة، في ظل سياسية القمع التي يشهدها الإقليم من قبل حكومة نيودلهي، فعاش جيل "واني" حياته تحت التشدد والعسكرة.
وعلى مر السنين، قمعت الحكومة الهندية الاحتجاجات في كشمير بقبضة من حديد، والاستخدام التعسفي للقانون السلامة العامة (PSA) لحجز الشباب وأصبح هو القاعدة.
ويقال من قبل بعض الأوساط بأن البطالة دفعت الشباب الكشميري نحو التشدد، ولكن أولئك الذين انضموا إلى التشدد في الماضي القريب قد تأتي من أسرة سليمة اقتصاديا. وهناك عدد قليل اختار حتى إلى التخلي عن وظائفهم الحكومية للانضمام إلى جيل جديد من المتشددين.
ويقول نور أحمد بابا أستاذ العلوم السياسية بجامعة كشمير المركزية: "إن واني قد أصبح رمزًا للمقاومة والتحدي ضد الدولة الهندية؛ لأنه كان حادًّا في رسائله السياسية"، وأضاف قائلًا: "لقد أعاد إحياء التمرد في وقتٍ ابتعد فيه الناس عن الكفاح المسلح، وأصبح واجهة للشباب المتمرد وبطلًا للعديد من كبار السن وليس للشباب فقط".
كان واني معروفًا باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي ومقاطع الفيديو علنًا لتجنيد الشباب المحليين والتواصل مع الناس، وكان مصدرًا لإلهام رفقائه في المنطقة.