بوابة الحركات الاسلامية : انتفاضة سكان الموصل.. هل تُنهي وجود تنظيم داعش في العراق؟ (طباعة)
انتفاضة سكان الموصل.. هل تُنهي وجود تنظيم داعش في العراق؟
آخر تحديث: الخميس 14/07/2016 11:44 ص
انتفاضة سكان  الموصل..
يشكل سكان الموصل مفتاح الخلاص للعراق في حال انتفاضتهم ضد تنظيم داعش الدموى ولكن التنظيم دائمًا ما يواجه أي محاولة منهم للتمرد بالقتل والترويع، وأبشع الجرائم ضد المدنيين العزل ولكن وبالتوازي مع بدأ عمليات تحرير الموصل انتفض المئات من أهالي جنوب الموصل ضد «داعش»، وسيطروا على بعض مواقعه ورفعوا العلم الوطني، فيما أعلن وزير الدفاع خالد العبيدي تقدم الجيش في هذه المنطقة والسيطرة على عدد من القرى.
انتفاضة سكان  الموصل..
وقال مصدر في قيادة العمليات في نينوي: إن "بضعة كيلومترات تفصلنا عن الموصل وستكون للجيش صولة كبيرة ضد إرهابيي داعش داخل المدينة، وإن القوات ستأخذ بثأر الشهداء، من الشباب والأطفال والنساء والثكالى الذين نحرت أبناءهم الزمرة الإرهابية والقوات المشتركة من الفرقة المدرعة التاسعة ومكافحة الإرهاب تمكنت من تحرير عدد من القرى الواقعة على الضفة الغربية من دجلة وقطعت خطوط إمداد التنظيم من قضاء الشرقاط في شكل نهائي". 
وأكد مصدر محلي في نينوي أن "انتفاضة شعبية أطلقها سكان بلدة حمام العليل واشتبكوا مع عناصر داعش وطردوهم من عدد من مواقعهم، ورفعوا العلم الوطني فيها وشارك في الانتفاضة مئات من سكان المنطقة ويأملون بطرد التنظيم منها".
انتفاضة سكان  الموصل..
ووجه العبيدي رسالة إلى أهالي الموصل يدعوهم إلى التعاون مع الجيش الذي «أصبح الآن عند تخوم المدينة قائلا: " ليكن الأحبة في الموصل على يقين كامل وعقيدة راسخة بأن جيشهم وقواتهم الأمنية اقتربت من الموصل وباتت قاب قوسين أو أدنى منها، وتتوق لمعركة الفصل، وأن  تحضيراتنا تقترب من نهايتها عدة وعديداً، تسليحاً وتجهيزاً، وقد اقتربت ساعة المعركة الفصل، لفك أسركم من رجس الدواعش الذين انتهكوا الحرمات واستباحوا المقدسات وفجروا مراقد الأنبياء والأولياء، وعاثوا فساداً بميراث نينوى الخالد وإرثها الحضاري الشامخ، نتوق إلى ساعة الخلاص، ونترقب ميعادها وهي والله قريبة بل وأقرب مما يحسبون».
وتناقلت وسائل إعلام محلية في بغداد  أنباء عن موافقة العبادي على مشاركة «الحشد الشعبي» في عملية تحرير الموصل، ونقلت عن مصدر، لم تسمه، قوله: إن «موقف وزير الدفاع من إشراك فصائل الحشد في المعركة تغيرت من معارضة شديدة إلى قبول، خصوصاً بعد مشاركته في عمليات تحرير مدن محافظة اﻷنبار، وآخرها الفلوجة والمناطق المحيطة بها». وأكدت وجود «اتصالات مباشرة ومستمرة بين الوزير وقادة الحشد الميدانيين، في مقدمهم أبو مهدي المهندس، وهادي العامري، والشيخ قيس الخزعلي، تمخض عنها هذا الاتفاق».
انتفاضة سكان  الموصل..
التنظيم الدموي دائمًا ما يرد على أي انتفاضة للأهالي بالعنف المفرط وتطبيق أحكام مشددة على الأهالي، فيما ينفذ عقوبات بالإعدام والرجم والجلد وقطع الأيدي وغيرها لكل من يخالف أوامره، التي يفرضها بقبضة من حديد ويقول عن ذلك بكر سامر أحد سكان الموصل، وهو شاب يبلغ من العمر (25 عامًا) كان طالبًا جامعيًّا قبل اجتياح داعش للمدينة: "لقد كنا ننتظر تحريرنا خلال فترة قصيرة، لكن المدة طالت كثيرًا، مرت علينا سنة ونصف من السجن الذي يفرضه داعش على المدينة، لقد قتل التنظيم الآلاف من الأبرياء بذرائع واهية".
 وبخصوص الوضع المعيشي قال سامر: "لقد توقفت حياتنا تمامًا، لقد انقطعنا عن دراستنا، نعيش بدون كهرباء أو ماء، هناك نقص في المواد الغذائية وفي الادوية،  لم نتسلم رواتبنا، وهناك حالة من الفقر والجوع والبطالة، أتمنى أن يتم تحريرنا خلال العام الجديد 2016".
انتفاضة سكان  الموصل..
من جهة أخرى، قالت إسراء عبد الشاكر، وهي نازحة من مناطق سهل نينوى وتسكن حاليًا في العاصمة بغداد: "آمل أن تكون 2016 سنة خير وأمان وسلام على العراق عامة ومحافظتي العزيزة أم الربيعين خاصة، وأتمنى أن ترحل هذه الغيمة السوداء عن محافظتي، وأن يتم القضاء على داعش فيها، أتمنى أن نعود إلى بيوتنا وأن يرجع كل شيء إلى ما كان وأحسن إن شاء الله".
بدورها، قالت أم وسام وهي نازحة من مدينة الموصل إلى آربيل، لشبكة رووداو الإعلامية: "أمنياتنا في السنة الجديدة أن تحرر الموصل وأن نجتمع مع أهلنا من جديد، وأعجز عن التعبير عن الوضع المأساوي التي يعيشه أهالي الموصل من المحاصرين؛ بسبب منعهم من الخروج من قبل داعش، هم الآن في سجن وبانتظار الفرج، لوضع نهاية لمصيرهم المجهول".
انتفاضة سكان  الموصل..
يذكر أن داعش أعدم اثنين من علماء الدين في مدينة الموصل بمحافظة نينوى شمال غربي العراق، كما أعدم مسلحو التنظيم ذبحًا أربعة من سكان الموصل؛ بسبب انتقادهم لحادثة إعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة. وقالت مصادر أمنية ومحلية عراقية: إن تنظيم (داعش) نفذ حكم الإعدام  في خطيب جامع النبي يونس الشيخ عبدالله الفهاد وخطيب جامع الموصل الكبير الشيخ أيوب عبد الوهاب، أن التنظيم نفذ حكم الإعدام بالشيخين بإطلاق أعيرة نارية عليهما من مسافة قريبة، وسلم جثتيهما إلى الطب العدلي بمستشفى الموصل، كما أفاد مسئول تنظيمات الحزب الديمقراطي في محافظة نينوي شمالي العراق، عصمت مجيد، بأن تنظيم "داعش" الإرهابي أعدم أكثر من 100 مواطن من سكان الموصل رميًا بالرصاص، وأن المغدورين هم منتسبون سابقون في أجهزة الأمن المحلي، ومحامون، وأيضًا موظفون في مفوضية الانتخابات في محافظة نينوي".
وقال النائب العراقى أحمد الجبوري: إن «داعش أعدم نحو 300 شخص من سكان الموصل، من بينهم ضباط في الجيش والشرطة، ومرشحون للانتخابات النيابية ومجلس المحافظات».
انتفاضة سكان  الموصل..
مما سبق نستطيع التأكيد على أن سكان الموصل هم مفتاح الخلاص للعراق في حال انتفاضتهم ضد تنظيم داعش الدموي، ولكن التنظيم دائمًا ما يواجه أي محاولة منهم للتمرد بالقتل والترويع، وأبشع الجرائم ضد المدنيين العزل.