بوابة الحركات الاسلامية : "إخوان الجزائر" تعود إلى "حضن" الدولة الجزائرية بمبادرة "براجماتية" جديدة (طباعة)
"إخوان الجزائر" تعود إلى "حضن" الدولة الجزائرية بمبادرة "براجماتية" جديدة
آخر تحديث: الأحد 04/09/2016 02:47 م
إخوان الجزائر تعود
 بمنطق لا يختلف عن أسلوب إخوانه في تونس والمغرب وبطريقة براجماتية إخوانية ووسط حالة من الجدل السياسي طرح رجل حركة مجتمع السلم أبو جرة سلطاني مبادرة جديدة اعتبرها العديدون "هرولة" إخوانية نحو حكومة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، بعيدًا عن خط المعارضة، مما يؤشر على خلافات جديدة داخل صفوف القيادات الإسلامية.
إخوان الجزائر تعود
"سلطاني" الذي أعلن في بيانين منفصلين نشرهما منذ أيام على صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أنه بصدد إعداد مبادرة سياسية خاصة بالحزب تحت عنوان "دفاعاً عن المناعة السياسية لحركة مجتمع السلم" لكنه لم يُفصح عن محتوى المبادرة التي قال إنها "لم تنضج بعد"، لكنه لمّح لعدم رضاه عن الخط السياسي الحالي لهذا الحزب الإسلامي المحسوب على تيار الإخوان والذي اختار منذ وصول رئيسه الحالي "عبد الرزاق مقري" إلى القيادة العام 2013 خطاً معارضاً للسلطة الحاكمة بعد سنوات طويلة من الشراكة معها. 
المبادرة تتعلق بالأوضاع داخل البيت الإخواني وتفاعلات النقاش داخل “حمس ” حول التوجه السياسي ومواقف رئيس الحركة وتصريحاته وأيضا الموقف من الانتخابات التشريعية والعلاقة بين الحركة والسلطة، على اعتبار الخلافات الظاهرة بين سلطاني والموالين له ومقري حول الخيارات السياسية التي انتهجتها حمس منذ انتخاب مقري رئيسًا لها وتقوم مبادرة سلطاني حسب مصادر إخوانية على الدعوة إلى لقاء وطني تشاوري لكل أبناء حمس لمناقشة مصير الحركة وخط السير الذي تنتهجه منذ مجيء مقري في محاولة من أنصار سلطاني لكبح ما يعتقدونه تطرفا من مقري في جر الحركة إلى أقصى درجات المعارضة، بينما عرفت حمس بالتوازن منذ نشأتها في التعاطي مع الأحداث.
إخوان الجزائر تعود
وحسب مقربين من أبو جرة سلطاني فإن الغرض من المبادرة هو دق ناقوس الخطر الذي يتهدد حمس من خلال خروجها عن النهج الذي رسمه مؤسسها الأول المرحوم محفوظ نحناح، ولن تحدد المبادرة الخطوات التي ينبغي اتخاذها بل تركت ذلك لفحوى المشاورات التي سيدعى إليها أبناء حمس بكل اختلافاتهم حتى أولئك الذين انسحبوا أو انشقوا لسبب أو لآخر وإن العديد من المحيطين بسلطاني شرعوا في لقاءات تشاورية لضبط الآليات التي ستتم بها المشاورات، فيما لا يستبعد أن يتحول اللقاء إلى دعوة مباشرة إلى مؤتمر استثنائي يناقش كل الخلافات داخل حمس.
ويلوم سلطاني ومن يدور في فلكه الرئيس الحالي لحمس عبد الرزاق مقري أنه أفقد الحركة توازنها وتطرف ومال كل الميل في تصريحاته ومواقفه بشكل لا يمت لتاريخ ومواقف الحركة بصلة، وتطرف أيضا في التعاطي مع السلطة والمعارضة معا من خلال قطع حبال الود مع السلطة التي كانت حمس جزءًا منها لعقود. بينما يلوم مقري ومن معه سابقه على رأس الحركة أنه يريد العودة بالحركة إلى خيار المشاركة في السلطة الذي يعتقد مقري أنه استنفذ مبرراته وفشل فشلًا ذريعًا في الحفاظ على وعاء الحركة، ولذلك فضل مقري الاتجاه صوب المعارضة بغرض استرجاع الوعاء الانتخابي الذي يعتقد أن حمس فقدته بوجودها في الحكومة، وينتظر أن تحدث مبادرة سلطاني الطوارئ سواء داخل حمس أو خارجها على اعتبار أنها المرة الأولى التي تنفجر فيها الأوضاع إلى حد الدعوة إلى لقاء تشاوري خارج إطار مجلس الشورى الوطني، فيما لا أحد يتكهن بموقف مناضلي حمس وإطاراتها من دعوة كهذه من شأنها أن تخلط الكثير من الأوراق وتعيد الخلافات داخل حمس إلى مربعها الأول الذي بسببه انقسمت إلى أكثر من ثلاثة أرباع حزب كل يدعي وصلا بالمرحوم نحناح ويقول إنه الامتداد الطبيعي لنهجه.
إخوان الجزائر تعود
 "سلطاني" الذي قاد حركة مجتمع السلم لولايتين متتاليتين من عام 2003 إلى عام 2013 كخليفة لمؤسس الحزب الراحل "محفوظ نحناح" التي توفي في 2003 كما شغل منذ منتصف التسعينيات مناصب وزارية مختلفة وهو من دعم الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة منذ وصوله إلى الحكم عام 1999 في إطار ما يسمى "التحالف الرئاسي" إلى جانب حزبي "جبهة التحرير الوطني" و"التجمع الوطني الديمقراطي" لكنها فكّت الارتباط بهما مطلع العام 2012 وبعدها غادرت الحكومة وتحولت نحو المعارضة بسبب تحفظها على مسار الإصلاحات التي أطلقها الرئيس كما قالت قيادتها.
وينظر مراقبون في الجزائر إلى مبادرة "أبوجرة سلطاني" على أنها محاولة للنأي بالحزب عن الخط المعارض بعد أن ذكر في بياناته أن هدفها إعادة الحزب إلى خط مؤسسه "نحناح" والذي اعتمد مبدأ الشراكة مع النظام الحاكم ليرد رئيس الحركة "عبد الرزاق مقري" في عدة تصريحات إعلامية على هذه المبادرة بالقول: "نحن حركة ديمقراطية وكل مناضل من حقه أن يقدم رأيه، ولكن المؤسسات هي التي تفصل وليس الأشخاص". بينما قال الناطق باسم الحزب "أبوعبد الله عجايمية" "ما يتم تداوله لحد الآن هو مجرد كلام إعلامي، ومؤسسات الحزب لم تتلق أي شيء مكتوب عما يسمى مبادرة وعندما نَطّلع عليها نقول رأينا وفي النهاية مؤسسات الحركة هي من تفصل في هذه الأمور" في إشارة إلى مجلس الشورى وهو أعلى هيئة في الحزب تحدد خياراته المهمة والذي يقول مراقبون: إن أنصار الرئيس الحالي "عبد الرزاق مقري" يسيطرون عليه عددياً.
إخوان الجزائر تعود
من جانبه يقول "عبد الرحمن سعيدي" نائب رئيس الحركة سابقاً واحد المقربين من "سلطاني": إن "هذه المبادرة هي مقاربة سياسية جديدة هدفها تقييم حصاد الحركة خلال الثلاث سنوات الأخيرة وستقدم للهيئات القيادية عندما تكون جاهزة".
 مما سبق نستطيع التأكيد على أن منطق سلطانى لا يختلف عن أسلوب إخوانه في تونس والمغرب وبنفس طريقة الإخوان البراجماتية الـ "هرولة" نحو السلطة ولكن خطرها أنها تؤشر على مزيد من الخلافات الجديدة داخل صفوف القيادات الإسلامية بالجزائر.