وعلى صعيد آخر لقد فجر مجدي شلش، عضو اللجنة الإدارية لجماعة الإخوان، والصديق المقرب من محمد كمال، عضو مكتب إرشاد الجماعة ومسئول تحركاتها الداخلية، الذي قتل منذ عدة أيام، مفاجآت كبيرة حول وضع الجماعة الآن، وقصة إعادة تأسيس الجناح المسلح بقيادة كمال، الذي أطلقوا عليه "الحراك الثوري" داخل مصر لإسقاط الدولة، وإعادة ما وصفوه بـ"الشرعية" عبر السلاح.
"شلش"، في حواره، مع إحدى القنوات التابعة للجماعة، والتي تبث من تركيا، كشف مخطط الإخوان منذ فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة ففي أغسطس 2013، واختفاء قيادات الجماعة، وهروب بعضهم، وصولًا لتخطيط "الإرهابية" لتنظيم جناح مسلح بقيادة محمد كمال الذي اعتبر مهندس تأسيس اللجان النوعية داخل الجماعة ومحركها الأول.
يقول القيادي الإخواني، إن فكر ونهج الجماعة بدأ يتغير منذ فض رابعة، حيث بدأ الاتجاه لتشكيل مجموعات جديدة تقودها بعيدًا عن العمل الإصلاحي ليتحول إلى المسلح الذي وصفه بـ"العمل الثوري" داخل الدولة، وكان ذلك بتحركات "كمال" عندما سعى لتجميع شباب وقيادات "الإرهابية"، ممن رفضوا النظام المصري ليقودوا تحركات جديدة ضده.
اعتبر أعضاء الإخوان، "كمال"، قائدًا جديدًا، بعدما اتفقوا عليه جميعًا رئيسًا لإدارة اللجنة الإدارية العليا الأولى، أو إدارة الأزمة داخل مجلس الشورى العام للجماعة في فبراير عام 2014؛ ليعلق هشام خفاجي، القيادي بالجماعة والذي قتل في وقت سابق بأنه "عقل جديد لجماعة الإخوان وقد يبنى عليه تأسيس جيل جديد في الجماعة".
نظرة أعضاء الإرهابية، إلى قائدهم الذي عمل أستاذًا في كلية الطب بجامعة أسيوط، على أنه قادر على إعداد جيل جديد من شباب الإخوان، يؤكد ذلك الدافع الكبير الذي فكروا فيه مليًا، بحمل السلاح عبر قيادة تمتلك ذلك الفكر وعلى استعداد كبير لتطبيقه على أرض الواقع.
وهو ما يؤكد عليه "شلش"، الذي اعترف بأنه عاش مع "كمال"، وكان رفيقًا له في شقته، وأنه يحمل في عقله الفكر المسلح الذي وصفه بـ"الفكر الثوري للجماعة"، ويمثل إدارة كان هدفها نقل الاتجاه الإصلاحي الذي طالما ما تشدقوا به إلى "العنف".
يؤكد شلش أن كمال رأي من الأهمية "استشراق مستقبل الجماعة"، بضرورة امتلاك الأدوات التي تساعدهم على تنفيذ مخططتهم وإعادة مشروعهم الإسلامي مرة أخرى، في إشارة إلى "أخونة الدولة"، مع كسر النظام الحالي الذي اعتبروه عدوهم الأول حتى وإن كان الضحية سقوط هو الشعب المصري نفسه.
انطلاقًا من هذه الفكرة الممتلئة بالعنف، بدأ محمد كمال ومساعديه في جمع "أدواتهم"، والتخطيط لإدارة لجان مختلفة في أغلب محافظات مصر، لتنفيذ مخططهم المتشح بالسواد، لاسترجاع "الجناح المسلح" داخل الجماعة مرة أخرى في عهدنا الحالي.
كما يشير شلش إلى أن أغلب أعضاء الجماعة في المحافظات رفضوا "السلمية"، أو التعايش في المجتمع واللجوء للعنف، وذلك بعدما أعدت اللجنة الإدارية العليا في الإخوان خطة، وتم عرضها على جميع الأعضاء في 2014، بأن يتلخص تحركهم على المظاهرات والضغط الشعبي فقط دون اللجوء للمواجهة والعنف، لكن الجميع رفضه وفضل حمل السلاح تم اسمك "الحراك السوري".
مسألة السلمية كانت مرفوضة رفضًا تامًا لدى شباب وقيادات الإخوان، في أغلب المحافظات والشعب - كما يقول "شلش" - وهو ما فعله محمد كمال، للبدء في جناحه الخاص والذي اعتبر شعاره "الإرباك والإنهاك والإفشال"، للدولة هو الحل لإسقاط النظام.
سيدات الجماعة دخلن هن الأخريات على خط المواجهة المباشرة، كما يذكر القيادي الإخواني، بأن رسائل جاءتهم من "الأخوات"، مفادها أن قيادات الجماعة إذا تراجعوا عن فكرة الإرباك والإنهاك لن يكون لهم طاعة عند نسائهم، وهو بمثابة تمسك كبير من فتيات وسيدات "الإرهابية" بالعنف المسلح، بل أبدين رغبتهن في المشاركة.
في الخامس والعشرين من يناير عام 2015، كانت أولى خطوات تنفيذ الخطة التي وضعها قائد الحركات النوعية داخل الإخوان لشل مفاصل الدولة – كما وصفوا – باعتبار أن من يحملون "الفكر الثوري" قادرون على حكم الدولة مجددًا، حيث بدأت تحركاتهم بالتحريض للحشد قبل ذكرى الثورة بأيام في جميع المحافظات، ونشر خطاب عاطفي لجميع أبناء التيار الإسلامي لمشاركتهم بهدف تشكيل موجه تركب على الاحتفالات يتسلل بداخلها الشباب للسيطرة على الميأدين وتنفيذ عمليات اغتيالات مختلفة.
واكتملت تلك الدعوات، بإعلان 5 حركات منبثقة عن الجماعة، وتتبنى فكر المواجهة المسلحة وهي "بلاك فاير"، و"مولتوف عفاريت"، و"العقاب الثورى"،و"وَلَّع"، و"مشاغبون"، وشاركتها في التظاهرات تزامنًا مع ترويج اللجان الإلكترونية لجماعة الإخوان لدعواتهم.
يكشف "شلش"، تلك المؤامرة بالتأكيد أن جميع أعضاء الجماعة كان يسود بداخلهم أن الثورة قد ماتت ولا بديل عن حمل السلاح، فكانت عمليات الشغب التي حدثت في ذلك اليوم، "دفعة قوية لاستمرار العنف"، أي "الحراك الثوري" - كما يعتبرون.
محمد كمال، ومجلس إدارته المسلح، وضع خطة بعد الخامس والعشرين من يناير 2015، تستمر لمدة 6 شهور، تمتد لـ 6 شهور أخرى، معتبرين في ذلك الوقت أن 25 يناير من العام التالي 2016، هو يوم الاحتفال بسقوط النظام - بحسب خطتهم.
مجدي شلش يقول: "كنت أتابع الغرفة المركزية لإدارة العمليات في يناير 2015 مع هشام خفاجي، وكان مسئول المكتب الإدارية في القليوبية هو وطاهر إسماعيل، منذ 23 يناير حتى 27 يناير، وأخبرني أن الجماعة تفكر في الحسم، وأن الثوار يستطيعون امتلاك الحراك في الشارع، وبعض الإخوان قالوا إننا لم نُعد نفسنا لذلك، أو لعودة مرسي لقصره ومكانه، لكننا كملنا طريقنا".