بوابة الحركات الاسلامية : الغنوشي يبرر جرائم داعش!!..ويدعو للسلام فى إيطاليا (طباعة)
الغنوشي يبرر جرائم داعش!!..ويدعو للسلام فى إيطاليا
آخر تحديث: الخميس 20/10/2016 07:01 م
ازدواجية الغنوشي
ازدواجية الغنوشي تثير الانتقادات
أثار تسجيل صوتي لرئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي يبرر فيه جرائم تنظيم داعش كثير من الانتقادات داخل الأوساط السياسية التونسية، خاصة وأن هذه التصريحات للغنوشي جاءت على هامش اجتماع مجلس شوري الحركة، وهو ما اعتبره مراقبون دفعة جديدة من الغنوشي للتطرف والارهاب، وأن جماعة الاخوان المسلمين لا تعارض ما يقدم عليه التنظيم الارهابي.
كان الغنوشي أشار إلى أن تنظيم داعش صور من صور الإسلام الغاضب، وانه لا يمكن تكفيره ، مضيفا بقوله "  لا يمكن أن نكفّر أحداً يقول "لا إله إلاّ الله".
اعتبر الغنوشي أن واقع تنظيم داعش هو ''حالة متوترة وغاضبة''، مضيفا ''أنا لا أبحث لهم عن مبرر هم صور من صور الإسلام الغاضب الذي يخرج عن العقل والحكمة، نحن أهل السنّة لا نكفّر أحداً يقول "لا إله إلاّ الله"، بل نقول له "أنت ظالم.. مخطئ ..متطرّف.. متشدّد".
مجلس النواب الايطالي
مجلس النواب الايطالي
وفى حواره مؤخرا مع صحيفة القدس، أكد الغنوشي أن الإسلام الآن في حالة غضب والغاضب أحياناً يخرج عن طوره، ويعبر تعبيرات غير معقولة حتى تخاله مجنوناً، ما حصل وما تعرض له السنة في العراق والسنة في سوريا يخل العقل، وعندما يفهم الناس انه ليس بالإمكان تشييع سوريا والعراق. عندما تفهم إيران هذا ويفهم الآخرون عندئذ المجانين لن يبقى لهم مكان
تأتى هذه التصريحات فى الوقت الذى يواجه فيه  الغنوشي حملة كبيرة بعد دفاعه عن أهل السنة وانتقاده إيران، حيث حمل إيران مسؤولية بروز المتطرفين في سوريا والعراق، رافضا فكرة استمرار نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.
فى حين قللت حركة النهضة لها من وطأة الجدل، مؤكدة أن وسائل الإعلام قامت بتشويه تصريحات رئيسها راشد الغنوشي، متهمة بأن ما قاله “أخرج من سياقه، واعتبرت أن هذه التصريحات أخرجت عن سياقاتها بما يشوش على مواقف الحركة ويغالط بالنتيجة الرأي العام ويخدم أجندة معينة مصلحتها غير مصلحة تونس".
هذه التصريحات دعت الأمين العام لحركة مشروع تونس محسن مرزوق لقوله "يجب علينا اتخاذ موقف وطني من تصريحات راشد الغنوشي التي تسببت أكثر من مرة في توتر المناخ السياسي في البلاد".
شدد مرزوق على أن ما قاله الغنوشي هو محاولة لتبرير جرائم تنظيم "داعش"، وتخريجة دعوية جديدة تلقي بظلال قاتمة على ما ادعته حركة النهضة في مؤتمرها الأخير، حول فصلها بين الدعوي والسياسي".
نوه أنه لا يجب البحث عن تبرير للإرهابيين الذين لا علاقة لهم "لا بالإسلام الغاضب ولا بالإسلام المسرور"
فى حين أكد المفكر التونسي يوسف الصديق، أن تصريحات الغنوشي حول داعش هي "أكبر التصريحات الصادمة منذ بداية انطلاق الثورة"، وهي أشد وطأة من تصريحاته السابقة التي قال فيها "هؤلاء أبناؤنا ويبشرون بثقافة جديدة"، وذلك في إشارة إلى السلفيين المتطرفين.
تساءل الصديق بقوله"أي دين وأي أيدولوجيا حتى وإن كانت وثنية تسمح وتقبل بالقول بأن أيديولوجيا غاضبة وفكرا دينيا غاضبا يمكن له أن يحرق إنسانا حيا ويقتل ويغتصب وينتهك؟.
محسن مرزوق
محسن مرزوق
فى حين غردت الإعلامية آسيا العتروس على تويتر بقولها "ما نُقل عن رئيس حركة النهضة بشأن الدواعش إما أنه إخرج من سياقه وعليه يتعين على الغنوشي التوضيح والتنصل مما نسب له، وإما أن هذا الكلام يمكن اعتباره تبريرا لمخاطر او تهديدات قد تحدث، وهو يحمل أكثر من رسالة أولها أن الإسلاميين اليوم في حالة هدنة وعلى التونسيين تجنب غضبهم، وثانيها موجهة للدواعش ومفادها أن الإخوان ليسوا ضدهم”.
وتماشيا مع الازدواجية التى يخرج بها الغنوشي، قال الغنوشي اليوم فى كلمة ألقاها أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الإيطالي إن الإسلام مرادف للسلام، مؤكداً على أولوية ضمان صالح تونس قبل مصلحة الحزب.
أوضح الغنوشي أن كلمة الإسلام مرادف للسلام، و حركة النهضة  تسعى إلى إيجاد توازن بين الدين والدولة، مع احترام جذور الإسلام في الثقافة التونسية، موضحا أن عوامل نجاح النشاط السياسي التونسي تكمن في وجود مجتمع مدني متطور، وحياد القوات المسلحة التونسية تجاه السياسة".
شدد على أن حركة النهضة المنتخبة ديمقراطياً، اختارت بعدعام 2013 أن تخطو خطوة إلى الوراء في مجال العمل السياسي، لقناعتها بأن الأولوية تكمن في ضمان صالح البلاد ثم تأتي مصلحة الحزب بالدرجة الثانية، موضحا أن هناك العديد من المشكلات التى تمر بها تونس فى الفترة الحالية، وأبرزها البطالة الشديدة في صفوف الشباب وأزمة السياحة.
كما أكد الغنوشي على الدعم الكامل لحكومة الوفاق الوطني الليبية بقيادة رئيس الوزراء فائز السراج.
وفى محاولة عاطفية لكسب ود الايطاليين ومواقفه تجاه النظام المصري، أعرب الغنوشي عن التضامن مع إيطاليا في قضية جوليو ريجيني"، الباحث الإيطالي الذي يعتقد أنه قتل تحت التعذيب في مصر وعثر على جثته في فبراير الماضي.
اعترف الغنوشي بأن “العلاقة التاريخية التي تربط إيطاليا إلى تونس لها أبعاد ثقافية عميقة وتتضافر فيها مصالح جيوسياسية المشتركة".