بوابة الحركات الاسلامية : المطران غريغوريوس حجار..مطران العرب (طباعة)
المطران غريغوريوس حجار..مطران العرب
آخر تحديث: الجمعة 30/10/2020 10:15 ص
المطران غريغوريوس
يعد المطران غريغوريوس حجار مطران كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك، من أبرز المطارنة الذين لهم مواقف وطنية عديدة فى الشرق والدفاع عن القضية الفلسطينية، واشتهر بدفاعه عن هذه القضية حتى أمام لجنة بريطانية توقعت منه أن يدلى بمعلومات تختلف عن المسلمين الذين لهم موقف واضح من هذه القضية. 

ولادته

ولد المطران غريغوريوس حجار في رُومْ، في لبنان عام 1875، بقرية روم جنوبي لبنان ، تتلمذ في دير المخلص بصيدا ثم في القاهرة، وحينما بلغ الـ22 من عمره سمي شماساً في كاتدرائية نيقولا بصيدا.
سمي على اسم القديس الفيلسوف يوستينوس، ولدى سيامته كاهناً في دير المخلص، تسمى باسم جبرائيل، ولما تسلّم أسقفية عكا في فلسطين بعد سيامته مطراناً باسم غريغوريوس، أقام قداساً حبرياً لأبناء طائفته، فلقبوه "مسيح الشرق"، لغرته البيضاء وشعره الأشقر المنسدل على كتفيه.
تلقى تعاليمه في دير المخلص بلبنان، أما أخوه يوسف فعاش حياة عادية وأنجب إبنة هي والدة الإيكونيموس باسيليوس نمر خوري كاهن رعية طرعان.

دفاعه عن الفلاحين

منذ قدومه إلى عكا نجح الأسقف اللبناني في بناء شبكة علاقات طيبة مع كافة الطوائف والأطر الاجتماعية والسياسية الفلسطينية، وكان يحرص على التقرب من الفلاحين الفلسطينيين احتراماً لارتباطهم بالأرض وفلاحتها وحمايتها من السمسرة والبيع، وتجلى ذلك في مساعدته لهم بالسعي لتخفيف الضرائب عن كاهلهم وتوفير مساحات من الأراضي الكنسية لمن ليس بحوزتهم أرض. 
على خلفية نشاطه هذا وسعيه لحماية حقوق الناس، حُكم عليه بالإعدام فلجأ إلى مصر عام 1914 وظل منفياً حتى نهاية الحرب العالمية الأولى.

ألقابه

"مطران العرب" من أشهر القابه،  فهو لقب لوظيفة لا علاقة له بالطقس الديني، وعنه قال "تعلي من شأني ومن قدري وتشجعني في كفاحي ونشاطي في سبيل فلسطين وإنقاذها من الخطر الصهيوني"

دفاعه عن العروبة

دفاعه عن العروبة
التزم المطران حجار بما يمليه اللقب، فكان صوت فلسطين في المحافل الدينية والوطنية والدولية، ودافع عن الحق الفلسطيني بما أوتي من علم ومعرفة وبلاغة ومنطق، ومديناً الارتكابات الصهيونية، ومنبها أخوانه المسيحيين في لبنان من آثام التعامل مع الصهاينة.
عرف عنه انه لم يقدم تناولات للبريطانيين واليهود،  لقبه ملك الحجاز الشريف حسين، بـ"مفخرة هذه الأمة... وعلم من إعلامها"، أما الزعيم سعد زغلول فوصفه بأنه "أبلغ خطيب عربي".
وحسب الوثائق المتاحة كانت له شهادة أدلى بها أمام لجنة التحقيق الملكية البريطانية عام الثورة الفلسطينية سنة 1936، حيث كانت اللجنة البريطانية تتوقع سماع صوت مسيحي، مختلف عن أصوات المسلمين الفلسطينيين، إلا انه خاب ظنها عندما سمعت المطران حجار يقف موقفاً متطرفاً مبنياً على تاريخ فلسطين وحقائق الوضع والكوارث المتوقعة، في ما لو غضت بريطانيا الطرف عن هوية فلسطين العربية، بمسلميها ومسيحييها. 
استهل المطران شهادته أمام اللجنة معرفاً بنفسه كممثل وطني، لا كرجل دين مستقل، قال:
"أتيت لأتكلم لا باسمي الشخصي فقط، كرئيس ديني مستقل، وإنما لأنقل إليكم صدى ما سمعته وأسمعه من شعبنا العربي الفلسطيني في المدن والقرى، وأنا مختلط به اختلاطاً تاماً منذ 36 سنة كأسقف عربي، أحسُّ مع الشعب، فأتألم لألمه وأفرح لفرحه وهو يفضي إليّ بذات صدره في كل فرحة ، العرب هنا في هذه البلاد من آلاف السنين قبل اليهود، ولم يقوَ اليهود على طردهم، وبقيت البلاد باسمهم الى الآن؟ 
حذر المطران من مغبة يهودية الدولة في فلسطين: "ومتى أصبحت فلسطين داراً لدين واحد، سيصبح أصحاب الوعد أصحاب البلاد ونحن كزنوج أميركا". 
وفي حديث مع جريدة "الصحافي التائه" تحذير لمسيحيي لبنان ورجال الاكليروس فيهم، من مغبة تأييد الصهيونية: "أنتم في لبنان مخدوعون في أمر الصهيونية، ولا ترون فيها غير المال الذي جاءت به الى بلادنا... إنه مالٌ باقٍ لليهود، وإذا استفاد منه بعض الملاكين القلائل عندنا، فهذا لا يعني ان فلسطين العربية استفادت منه... إن الفقر والحاجة اللذين يعيش بهما ابناء الشعب في فلسطين لم يسبق لهما مثيل... ان الاستثمار الذي قام به الصهيوني اخذ البقية الباقية من أموال الفلسطينيين".

وفاته

توفي  فى 30 أكتوبر 1940  بعد حياة عامرة المواقف الوطنية والحياة الروحية.