بوابة الحركات الاسلامية : خليل القوقا .. الرجل الثاني في حماس (طباعة)
خليل القوقا .. الرجل الثاني في حماس
آخر تحديث: السبت 26/10/2019 12:10 م
خليل القوقا .. الرجل
ولد خليل إبراهيم العبد القوقا " أبو إياس" في منتصف مارس عام 1948م، بقرية حمامة غير أنَّه لم يكمل عامه الأول بين أحضانها؛ وذلك بسبب التهجير الذي تعرض له الفلسطينيين في نكبة عام 1948م؛ مما أدى إلى تشريد عائلته من قريتهم الهادئة ليستقر الحال بهم في مخيم الشاطئ للاجئين بغزة. نشأ في أسرة متواضعة، تعمل بمهنة الصيد.
الدراسة والعمل
رغم صعوبة الحياة المادية التي ألمت بعائلته إلا أنه اهتم اهتماماً كبيراً بالعلم والتعلم، فدرس المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية بمدارس قطاع غزة حتى حصل على شهادة الثانوية العامة من المعهد الأزهري بغزة عام 1966م، ثم حصل على دبلوم لغة عربية من معهد المعلمين برام الله عام 1968م، وبعدها عُين مدرساً للغة العربية بمدارس وكالة الغوث حتى إبعاده عام 1988م، ثم حصل على بكالوريوس في اللغة العربية من جامعة بيروت بلبنان وأخيراً أنهى كافة الاستعدادات القانونية للحصول على درجة الماجستير من جامعة الأوزاعي بلبنان غير أنَّه لم يتمكن من ذلك؛ بسبب المنع الأمني اللبناني.

مشواره في فلسطين

كانت له رؤيا خاصة في بداية العمل الإسلامي في قطاع غزة والضفة الغربية ومناطق 48، فقد كان دائماً يقول: "نحن والعدو في صراعٍ على جيل واحد"؛ لذلك بدأ في مطلع السبعينيات يخط أهداف وسمات المرحلة من خلال مشاركة الشيخ أحمد ياسين بتأسيس مسجد الشمالي في معسكر الشاطئ بغزة ومن ثم الجمعية الإسلامية ليكونا المؤسسة الرئيسية في تربية الشباب على أسس إسلامية صحيحة يستطيعوا من خلالها فهم طبيعة الصراع القائم على أرض فلسطين مما يدعم عملية المواجهة مع الاحتلال الصهيوني حيث انها تحتاج إلى طول صبر ومصابرة، لهذا لم يدخر القوقا جهداً ولم يعدم وسيلة مشروعة في جمع الشباب وتنظيمهم وتربيتهم على كراهية العدو ، فكانت حلقات تحفيظ القرآن الكريم وتفسيره والسنة النبوية الشريفة وشرحها، وكانت الدروس الإرشادية والندوات التثقيفية والمحاضرات التنموية والتعبئة الجهادية، بالإضافة إلى جميع الأنشطة الرياضية المتاحة (كرة القدم، كرة الطائرة، تنس الطاولة، والسباحة،...) التي كانت تعقد بشكل مرتب ومنظم من أجل إعداد العقول النيرة والأجساد القوية.
لهذا كان القوقا في مساءلةٍ دائمة ومتابعةٍ مستمرة من أجهزة العدو الإسرائيلي، مما جعله يقضي أياماً كثيرة في سجون الاحتلال الصهيوني، فضلاً عن المضايقات المستمرة لإعاقة نشاطه الإسلامي الذي كان يترأسه والمتمثل في الجمعية الإسلامية، وذلك من خلال هدم مبنى الجمعية مرتين متتاليتين إلا أنه استمر في نشاطه رغم كل التحديات والمعيقات حتى صدر بحقه قرار الإبعاد عام 1988م.

محطات مهمة في حياته

• مرحلة تأسيس المؤسسات الإسلامية وما تضمنتها من مخاطر الصراع المستمر في كل زاوية من زوايا العمل التحرري، والسباق مع العدو في كسب جيل واحد، وذلك في بداية السبعينيات من القرن الماضي.
• أُبعد من فلسطين إلى دولة لبنان وذلك في 11/4/1988م.
• اعتقل في سجون السلطات المصرية في فبراير عام 1990م حتى يونيو 1990م بتهمة قلب نظام الحكم والمساس باتفاقية كامب ديفيد.
• أُبعد من مصر إلى الإمارات عام 1990، وبقي هناك حتى وفاته.
• تعرض للعديد من المضايقات والاعتقالات من قبل بعض الأنظمة العربية التي ذهب إليها، بسبب نشاطه.
• قام برحلات عديدة شملت معظم الجاليات والتجمعات الإسلامية في أنحاء العالم الإسلامي، آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية والهند.

من إنجازاته

• المشاركة في تأسيس الجمعية الإسلامية بغزة عام 1976م بهدف تحفيظ القرآن الكريم وتعزيز الثقافة الإسلامية، ومساعدة الفقراء والمساكين ورعاية الأيتام، وبناء الأجسام القوية من خلال الأنشطة الرياضية المختلفة.
• المشاركة الفعالة في الحفاظ على إسلامية الجامعة الإسلامية، وذلك بعد ما تعرضت لمحاولات تغيير من قبل المنظمات الشيوعية والعلمانية عام 1982م.
• المشاركة في تأسيس الحركة الإسلامية داخل مناطق 48 بفلسطين، وذلك في منتصف السبعينيات من القرن الماضي.
• المشاركة في توسيع نشاط الندوة العالمية للشباب الإسلامي في دبي، وذلك فترة ترأسه لها عام 1991م حتى عام 1994م.
• المشاركة في إعداد مناهج التربية الإسلامية واللغة العربية في جميع ولايات أمريكا الشمالية للجاليات الإسلامية.
المناصب التي تقلدها
• الأمين العام للجمعية الإسلامية بغزة عام 1976م حتى إبعاده عام 1988م.
• مدير مكتب الندوة العالمية للشباب الإسلامي في دبي عام 1991م حتى 1994م.
• عضو الهيئة التأسيسية للجامعة الإسلامية بغزة عام 1977م.
• الناطق باسم الحركة الإسلامية ( حماس ) عام 1988م في مجلة المجتمع الكويتية.
وفاته
استغلت قيادات الخارج الشيخ خليل القوقا الذي وصل مبكراً عام 1988م في مؤتمرات صحفية وندوات وخطب المساجد والتحدث باسم حماس حينما كان قادة الخارج يخشون على أنفسهم من الظهور. وبعد أن عايشهم الفساد واللامسؤولية والعبث بأموال الحركة والارتهان لجهات غير فلسطينية من الإخوان المسلمين في الأردن وغيرها، شنت عليه قيادات الخارج حرباً لا هوادة فيها بدأت بالتهميش والاتهام بالتحجر والتخلف ومحاربته في رزقه وقوت عائلته الكبيرة، ولم يستطع زملاؤه في غزة أن يفعلوا له شيئاً لأن قرار حماس وأموالها أصبح كله مع قيادة الخارج وسكتوا عما حدث للشيخ القوقا حتى لا تنقطع المخصصات المرسلة لهم والتي ظلت تصل وتنقطع حسب طاعة قادة الداخل لقرارات قيادة الخارج.
واستقر أمره في دولة الإمارات ليعمل في التدريس في مدرسة خاصة براتب لا يكفي أسرته الكبيرة وأولاده الذين يكبرون بسرعة ويحتاجون الدراسة الجامعية يعاني من مرض السكر وهموم الغربة والغدر – وما أصعبه من الإخوان – ولا مبالاة قيادة حماس في غزة إلى أن مات بالذبحة الصدرية في دولة الإمارات ليتذكر الإخوان المسلمون وحماس أنه كان من المؤسسين والرعيل الأول ويصدروا بيان نعيه بعد أن قتلوه بالهم والإشاعات.
تُوفي في السادس والعشرين من أكتوبر عام 2005  بدولة الإمارات العربية المتحدة؛ نتيجة إصابته بتسمم في الدم عن عمر ناهز 57 عاماً، قضاها في خدمة القضية الفلسطينية ، ونشر الدعوة الإسلامية.