بوابة الحركات الاسلامية : (الشيخ الرابع والأربعون للجامع الأزهر).. حسن مأمون (طباعة)
(الشيخ الرابع والأربعون للجامع الأزهر).. حسن مأمون
آخر تحديث: الأحد 15/09/2019 01:24 م
(الشيخ الرابع والأربعون
الشيخ الرابع والأربعون للجامع الأزهر
المشيخة: الرابعة والأربعون 
مدة ولايته : 5 سنوات 
من( 1964) إلى (15 سبتمبر سنة 1969م) 
المذهب: غير محدد 
الوفاة : توفى في17 ربيع الآخر لعام 1393هـ الموافق 19 مايو سنة 1973م. 
تتناول هذه النافذة، تاريخ مشيخة الأزهر، وتاريخ بطاركة الكنيسة المصرية من خلال التسلسل الزمني.. بغرض التعرف عن قرب على تاريخ الأزهر الشريف والكنيسة المصرية، والأدوار الدينية والاجتماعية والسياسية والفكرية لهؤلاء الأعلام (المشايخ والبطاركة)... باعتبار ذلك جزءًا أصيلًا وفاعلًا من تاريخ مصر
ولد حسن حسن مصطفى مأمون بحي الخليفة بمحافظة القاهرة يوم 10 من ذي الحجة عام 1311هـ الموافق 13 يونيه عام 1894م، وتوفى في 19 مايو سنة 1973م. وصلي عليه بالأزهر، وأجريت له المراسم الرسمية، ودُفِنَ بمقابر ليكون بذلك الرابع والأربعون للجامع الأزهر على عقيدة أهل السنة. 
 نشأته وتعليمه 
تربى منذ صغره تربية دينية قويمة؛ حيث كان والده إمام مسجد الفتح بقصر عابدين وحفظ القرآن وجوده تمهيدًا للالتحاق بالأزهر، ودرس علوم الأزهر المقررة حينئذ، مثل: التفسير، والحديث، والتوحيد، والتصوف، والفقه، وأصول الفقه، وعلم الكلام، والنحو، والصرف، والعروض، والمعاني والبيان، والبديع والأدب، والتاريخ، والسيرة النبوية، على يد كبار مشايخ عصره وبعد أن أنهى دراسته اتجه إلى مدرسة القضاء الشرعي وتخرج فيها عام 1918م وعقب تخرجه عُين موظفاً قضائياً بمحكمة الزقازيق الشرعية 10 من محرم عام 1338هـ الموافق 4 أكتوبر سنة 1919م، وفي شهر شوال من نفس العام الموافق أول يوليو سنة 1920م نُقِلَ إلى محكمة القاهرة الشرعية، وفي 5 من شهر رجب لعام 1339هـ الموافق 14 مارس سنة 1921م تمت ترقيته إلى قاضٍ من الدرجة الثانية ونُقِلَ إلى محكمة طنطا الشرعية، وفي 16 من جمادى الآخرة عام 1348هـ الموافق 18 نوفمبر سنة 1929م نقل إلى محكمة مصر الشرعية، ثم تمت ترقيته إلى قاض من الدرجة الأولى في نفس هذا الشهر، ثم رقي إلى منصب قاض عام أول فبراير عام 1939م، وظل يترقى في القضاء الشرعي حتى صدر مرسوم ملكي بتعيينه قاضياً لقضاة السودان في 5 من ذي الحجة عام 1359هـ الموافق 3 من يناير سنة 1941م وكان إلى جانب إتقانه للعربية مُلمًّا باللغة الفرنسية فجمع بذلك بين الثقافتين العربية والفرنسية.
وقد أمضى في منصبه هذا قرابة 6 سنوات قام بواجبه فيها خير قيام ثم عاد إلى القاهرة حيث تم تعيينه رئيسًا لمحكمة القاهرة الشرعية الابتدائية وذلك في 27 من ربيع الأول لعام 1366هـ الموافق 17 فبراير 1947م، ثم ترقى ليكون عضوًا في المحكمة الشرعية العليا في 25 من محرم عام 1367هـ الموافق 18 ديسمبر 1947م ثم أصبح نائبًا لها في 7 من شعبان عام 1370هـ الموافق 13 مايو 1951م ثم عُيِّن رئيسًا للمحكمة الشرعية العليا في الأول من جمادى الآخرة لعام 1371هـ الموافق 26 فبراير 1952م ولما قربت سن إحالته للمعاش قام مجلس الوزراء بمد عمله سنة أخرى بناءً على طلب وزير العدل وفي 24 من جمادى الآخرة عام 1374هـ الموافق 16 فبراير سنة 1955م اقترح وزير العدل على مجلس الوزراء إسناد منصب المفتي إليه للانتفاع بعلمه وكفاءته وخبرته، فوافق مجلس الوزراء على تعيين فضيلته مفتيًا للديار المصرية اعتبارًا من أول مارس سنة 1955م وظل في هذا المنصب حتى 17 من ربيع الأول عام 1384هـ الموافق 26 يوليو سنة 1964م وأصدر خلال فترة توليه منصب الإفتاء حوالي (12311) فتوى مسجلة بسجلات دار الإفتاء المصرية. 
فترة ولايته 
تولى مشيخة الأزهر بالقرار الجمهوري رقم 2444 لسنة 1964م، وكان له العديد من القرارات التي أزالت العديد من العقبات التي كانت تعترض العمل بالأزهرالشريف، وعلى الرغم من إنشغاله بالعمل لم يتوقف عن إلقاء الدروس على طلبة قسم القضاء بكلية الشريعة وظل رئيسًا لمجلس إدارة مسجد الإمام الشافعي وظل يباشر عمله في مشيخة الأزهر حتى أصابه المرض فطلب التقاعد عن المشيخة والتفرغ للراحة والعبادة والعلاج فتم تلبية طلبه ولكنه لم يتوقف عن البحث والدراسة والتدوين، كما ظل يواصل الإشراف على الهيئة العلمية القائمة على تصنيف الموسوعة الفقهية الكبرى التي يصدرها المجلس الأعلى للشئون الإسلامية. 
صفاته 
كان الإمام فقيهًا مستنيرًا، قضى معظم حياته الوظيفية قاضيًا يستعرض أدلة الفقهاء في المذاهب الفقهية المختلفة، وكان ذا بصيرة ملهمة في فقه النصوص الشرعية والإلمام بمقاصد التشريع ومعرفة أنماط الفتوى وأسباب تنوعها.
مواقفه 
كان له العديد من المواقف، منها: 
رفض الاستعمار الإنجليزي للسودان 
حين صدر له المرسوم الملكي بتعيينه قاضياً لقضاة السودان في 5 من ذي الحجة عام 1359هـ الموافق 3 من يناير سنة 1941م قام بمواجهة الاحتلال الإنجليزي هناك، وكانوا يخشون الثورات الوطنيَّة في الوقت الذي اشتدَّت فيه وطأة الحرب العالمية الثانية، فأصدروا قرارًا بعدم تعيين أحد المصريين في هذا المنصب، وجعلوه مقصورًا على مَن يختارونه من السودانيين.
 رفض الاشتراكية 
 حاول أحد أعضاء مجمع البحوث الإسلامية في عهد الرئيس جمال عبدالناصر؛ أنْ يقرر مؤتمر المجمع أنَّ الاشتراكية هي روح الإسلام، فغضب الإمام، وأعلن في المؤتمر أنَّ الاشتراكية وغيرها من المذاهب الحديثة وليست من روح الإسلام مع علمه أن هذا التصريح قد يغير عليه المسئولين، ولكنه كان لا يخشى في لله لومة لائم. 
إحراق المسجد الأقصى 
لما دبَّر اليهود إحراق المسجد الأقصى وجَّه الإمام حسن مأمون: نداءً قويًّا إلى المسلمين جميعًا في سائر البلدان، وقال فيه: إنَّ الله فرَض الجهاد على كلِّ مسلم أي اعتداء على أي بلد إسلامي، وهو فرض حتى يستردُّوا كلَّ جزء من أراضيهم التي احتلها العدو، وأنَّ إحراق بيتٍ من بيوت الله وبخاصَّة هو أولى القبلتين وثالث الحرمين، جريمة عظيمة لا تُغتَفر لكلِّ مَن يتقاعسُ ويخذلُ في الدِّفاع عنه.
العدوان الإسرائيلي 
 لمَّا وقع العدوان على مصر عام 1967م، وجَّه الامام نداءً متكررًا إلى الحكَّام العرب والمسلمين، يُناشدهم فيه باستخدام سلاح البترول، قال: "أيها المسلمون، إن مصر لا تحارب إسرائيل وحدها، إنها تكافح العدوان الموتور، الممثَّل في أمريكا وبريطانيا.
مؤلفاته
له العديد من الدراسات والكتب، من أبرزها: 
1- الإشراف على الهيئة العلمية القائمة على تصنيف الموسوعة الفقهية الكبرى التي يصدرها المجلس الأعلى للشئون الإسلامية وكتابة ومراجعة بعض موادها الفقهية. 
2- الفتاوى وقد أصدر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الجزء الأول منها وطبعته دار التحرير بالقاهرة سنة 1969م.
3- دراسات وأبحاث فقهية متنوعة نشرها الإمام أو راجعها في الموسوعة الفقهية الكبرى التي يصدرها المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالقاهرة.
4- السيرة العطرة وهي سلسة أبحاث كتبها الإمام وأذاعها وهي مكتوبة على الآلة الكاتبة.
5- الجهاد في الإسلام. دراسة تناول فيها الإمام هذا الموضوع وقد كتبت بالآلة الكاتبة ولم تطبع.
6- تفسير موجز لسور: الضحى والانشراح والقدر، وهو مكتوب على الآلة الكاتبة.
وفاته
 توفي في17 ربيع الآخر لعام 1393هـ الموافق 19 مايو سنة 1973م.