بوابة الحركات الاسلامية : البطريرك "أليكسي الثاني".. أول بطريرك لروسيا بعد سقوط الشيوعية (طباعة)
البطريرك "أليكسي الثاني".. أول بطريرك لروسيا بعد سقوط الشيوعية
آخر تحديث: الثلاثاء 05/12/2023 11:15 ص
البطريرك أليكسي الثاني..
إن إعادة توحيد الكنيسة الأرثوذكسية برئاسة بطريركية موسكو لن تعرقل حياة البُلدان المستقلة التي كانت في الماضي جزءاً من الدولة الروسية التاريخية.
كان هذا هو حلم بطريرك موسكو وعموم روسيا أليكسي الثاني والذي كان يعلن عنه باستمرار ومن هذه الإعلانات ماذكره وفي قداس احتفالي اقيم في العاصمة الأوكرانية كييف بمناسبة الذكرى 1020 لاعتناق روسيا للديانة المسيحية الارثوذكسية قال البطريرك أليكسي الثاني ان الكنيسة الروسية تحترم سيادة الدول المستقلة التي ظهرت بعد انهيار الاتحاد السوفيتي ، وتهتم بازدهار شعوبها. وأشار إلى ان بطريركية موسكو مستعدة للتعاون الوثيق على أساس التقاليد الدينية مع سلطات كل الدول التي يقطنها المسيحيون الارثوذكسيون .
ويثير قدوم اليكسي الثاني إلى كييف الترحيب لدى سكانها، في ظل الموقف غير الودي الذي وقفته منه السلطات الأوكرانية.
وفي الوقت الذي يحظى فيه بطريرك القسطنطينية برثلماوس باستقبال على أرفع مستوى من قبل السلطات الرسمية الأوكرانية يبقى راعي الكنيسة الروسية اليكسي الثاني في الظل وتنزع صوره من الشوارع.
وغاب اليكسي الثاني 11 عاما عن كييف، وهدف مجيئه اليها اليوم هو الاحتفال بهذه المناسبة التاريخية ولقاء المسيحيين والصلاة معهم.
وظهرت الغاية من تركز كرم الضيافة الأوكراني على بطريرك القسطنطينية وحده في طلب الرئيس الأوكراني يوشينكو منه مباركة إقامة بطريركية أوكرانية مستقلة عن بطريركية موسكو. ولكن قوبل هذا الطلب بالصمت دون جواب. فمن هو هذا االبطريرك الحالم بطريرك موسكو وسائر روسيا الخامس عشر ورأس الكنيسة الروسية الأرثوذكسية.
كان أليكسي هو أول بطريرك يعين لرئاسة الكنيسة الروسية الأرثوذكسية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، وفي عهده الذي دام 18 عامًا، عادت الكنيسة تمارس أنشطتها بعد عهود الاضطهاد الذي مارسته الحكومة الشيوعية،كما زاد عدد رعاياها ليشمل ثلثي الشعب الروسي، والعديد من رجال النخبة السياسية.
سيرة الحياة
ولد البطريرك اليكسي (اسمه العلماني اليكسي ميخايلوفيتش ريديغر) في مدينة تالين بأستونيا في اسرة متدينة شديدة الورع في 23 فبراير/شباط عام 1929. وعمل اليكسي روديغير منذ طفولته في الكنيسة تحت رعاية ابيه الروحي القمص ايوان بوغويافلينسكي، ومن ثم تحت رعاية ايسيدور اسقف تالين واستونيا. وفي الفترة من عام 1944 وحتى عام 1947 عمل بصفة شماس لدى بافل (دميتروفسكي) كبير اساقفة تالين واستونيا ومن ثم لدى الاسقف ايسيدور. وتلقى تعليمه في المدرسة الثانوية الروسية في تالين. وفي عام 1945 كلف الشماس اليكسي بالتحضير لأفتتاح كاتدرائية الكسندر نيفسكي في مدينة تالين من اجل استئناف الصلوات والعبادة فيها (أغلقت الكاتدرائية في فترة الاحتلال الألماني). ومنذ مايو/أيار عام 1945 وحتى أكتوبر / تشرين الأول عام 1946 تولى مهام مسئول الخدمة في المذبح والقندلفت في الكاتدرائية. ومنذ عام 1946 قام بمهام منشد المزامير في كنيسة سيميونوفسكايا ومنذ عام 1947 في كنيسة قازانسكايا بمدينة تالين.
وفي عام 1947 التحق بالمدرسة اللاهوتية في بطرسبورغ (كانت أيامذاك تسمى بلينينغراد) وتخرج منها بدرجة امتياز في عام 1949. وعندما كان اليكسي ريديغر في العام الأول بالمدرسة اللاهوتية في بطرسبورغ جرى ترسيمه بصفة شماس في 15 أبريل/نيسان عام 1950 .وفي 17 نيسان/أبريل عام 1950 أصبح كاهنا وعين رئيسا لكنيسة الغطاس بمدينة ايخفي في ابرشية تالين. وفي عام 1953 تخرج الاب اليكسي من الأكاديمية اللاهوتية بدرجة امتياز وحصل على لقب دكتور فلسفة في اللاهوت.
في 15 تموز/يوليو عام 1957 عين الاب اليكسي رئيسا لكاترائية صعود العذراء في مدينة تارتو وعميد دائرة تارتو الكنسية. وفي 17 أغسطس/آب عام 1958 رفع إلى رتبة قمص.
في 3 مارس/آذار عام 1961 جرى في كنيسة الثالوث المقدس في دير(لافرا) الثالوث المقدس – سرجيوس ضمه إلى سلك الرهبنة. وفي 14 أغسطس/آب عام 1961 جرى تعيين كبير الرهبان اليكسي في منصب اسقف تالين واستونيا وتكليفه مؤقتا بأدارة ابرشية ريغا. وفي 21 أغسطس/آب عام 1961 رفع إلى منصب ارشمندريت. وفي 3 سبتمبر/ايلول عام 1961 جرت في كاتدرائية الكسندر نيفسكي في تالين رسامة الارشمندريت اليكسي في منصب أسقف تالين واستونيا.
في 14 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1961 عين الاسقف اليكسي في منصب نائب رئيس قسم العلاقات الكنسية الخارجية في بطريركية موسكو. وفي 23 يونيو/حزيران 1964 رفع الاسقف اليكسي إلى منصب رئيس الاساقفة. وفي 22 ديسمبر/كانون الأول عام 1964 عين رئيس الاساقفة اليكسي مديرا لشئون بطريركية موسكو وأصبح عضوا دائما في السنودس المقدس. وعمل في هذا المنصب حتى 20 يونيو/حزيران عام 1986.
وفي 7 مايو/أيار عام 1963 وحتى عام 1979 تمتع كبير الاساقفة اليكسي بعضوية لجنة التعليم. ثم اعفي من هذا المنصب بناء على طلبه في 16 أكتوبر/تشرين الأول عام 1986.
وفي الفترة من 17 أكتوبر/تشرين الأول عام 1963 حتى عام 1979 أصبح رئيس الاساقفة اليكسي عضوا في لجنة السنودس المقدس للكنيسة الأرثوذكسية الروسية لشئون الوحدة المسيحية والعلاقات بين الكنائس.
في 25 فبراير/شباط عام 1968 رفع رئيس الاساقفة اليكسي إلى منصب مطران (متروبوليت). وتولى في الفترة من 10 مارس/آذار 1970 وحتى 1 سبتمبر/ايلول عام 1986 الاشراف العام على لجنة التقاعد التي تشمل مهمتها ممارسة شئون التقاعد لرجال الكنيسة وبقية العاملين في الهيئات الكنسية وكذلك اراملهم وأطفالهم. ومارس المتروبوليت اليكسي وظائفه المسئولة بصفته عضوا في التحضير وإجراء الاحتفالات بمناسبة الذكرى الخمسين (1968) ومن ثم الستين (1978) لاستعادة سلك البطريركية في الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، وعضوا في لجنة السنودس المقدس للتحضير لانعقاد المجمع المحلي للكنيسة الأرثوذكسية الروسية في عام 1971، وكذلك كرئيس لمجموعة التنظيم والإجراءات رئيس سكرتارية المجمع المحلي.
وأصبح منذ 23 ديسمبر عام 1980 نائبا لرئيس اللجنة التحضيرية للأحتفال بمناسبة ألفية تعميد روسيا وترأس مجموعة تنظيم الاحتفالات في هذه اللجنة، وفي سبتمبر/ايلول عام 1986 تولى رئاسة المجموعة اللاهوتية. وعين في 25 مايو/أيار عام 1983 رئيسا للجنة المسئولة عن اعداد التدابير الخاصة باستلام مباني مجمع دير القديس دانييل وتنظيم وإجراء كافة اعمال الترميم والبناء من اجل إقامة مركز ديني – اداري للكنيسة الأرثوذكسية الروسية هناك. وبقي في هذا المنصب حتى تعيينه رئيسا لكرسي بطرسبورغ (لينينغراد سابقا). وفي 29 حزيران/يونيو عام 1986 عين في منصب متروبوليت لينينغراد ونوفغورود مع تكليفه بإدارة ابرشية تالين.
وفي 7 يونيو/حزيران عام 1990 انتخب في المجمع المحلي للكنيسة الأرثوذكسية الروسية لشغل منصب كرسي بطريركية موسكو. وجرى تنصيبه في 10 حزيران /يونيو عام 1990.
وتوفي بطريرك موسكو وعموم روسيا ألكسي الثاني عن تسعة وسبعين عامًا وهو رئيس اكبر كنيسة ارثوذكسية في العالم وباني نهضتها بعد سقوط الاتحاد السوفيتي...
وقرعت أجراس 600 كنيسة في موسكو لإعلان وفاة البطريرك، بينما بدأت محطات التلفزة الروسية على الفور بث أفلام وثائقية عنه.
وتمكن ألكسي الثاني القريب من رئيس الوزراء الروسي والرئيس فلاديمير بوتين من إعادة السلطة المعنوية والسياسية إلى الكنيسة الارثوذكسية الروسية بعد سبعين عاما من العهد السوفيتي الذي كان يفرض الالحاد. وهو يتولى رئاسة الكنيسة منذ 1990.ووصف فلاديمير بوتين وفاة ألكسي الثاني ب"الحدث المأسوي" و"الخسارة الكبيرة" لروسيا. وقال "كانت روحه جميلة هذه خسارة كبيرة".
وساهم ألكسي الثاني في إعادة توحيد كنيسته مع الكنيسة الروسية في الخارج في 17 ايار/مايو 2007 في خطوة تاريخية وضعت حدا لثمانين عاما من الانقسام يعود إلى الثورة البولشفية في 1917.
ونقلت وكالة انباء "انترفاكس" عن الرئيس السوفيتي السابق ميخائيل جورباتشوف قوله تعليقا على وفاة ألكسي الثاني "أنا مصدوم وأجد صعوبة في إيجاد الكلمات للتعبير عن مشاعري. كنت أكن له احترامًا كبيرًا".
كان ألكسي الثاني يحظى باحترام كبير بين الروس، وكان حضوره قويًّا على الساحة السياسية والإعلامية وكان يترأس كل الاحتفالات الدينية الكبرى في كاتدرائية المسيح المخلص ويشارك فيها غالبًا قادة البلاد.