بوابة الحركات الاسلامية : رغم إعلان مقتله.. "أبو عياض التونسي" يعاود الظهور في ليبيا (طباعة)
رغم إعلان مقتله.. "أبو عياض التونسي" يعاود الظهور في ليبيا
آخر تحديث: الثلاثاء 13/12/2016 04:16 م
 رغم إعلان مقتله..
مع تضارب الأنباء، حول مقر إقامته الحقيقية، أعلن الجيش الليبي اليوم الثلاثاء 13 ديسمبر 2016، العثور على مقطع فيديو في هاتف أحد أعضاء ما يسمى بمجلس شورى ثوار بنغازي التابع لـتنظيم القاعدة يظهر زعيم تنظيم أنصار الشريعة في تونس "أبو عياض التونسي"، المطلوب دولياً جالساً ينعي زعيم تنظيم أنصار الشريعة الليبي محمد الزهاوي بعد مقتله متأثراً بجراحه على يد الجيش الليبي في معركة مطار بنينة في أكتوبر 2014.

 رغم إعلان مقتله..
ويظهر الفيديو سيف الله بن عمر بن حسين، الذي ولد في 8 نوفمبر 1965 والمعروف بـ "أبي عياض التونسي" يتحدث إلى جثمان الزهاوي قائلاً: بأن مقتله كان خسارة ليس لبنغازي وليبيا فحسب بل للأمة " على حد وصفه.
ودخل أبو عياض إلى ليبيا أواخر عام 2013 حيث استقر في درنة ومن ثم بنغازي قبل أن ينتقل إلى سرت وتنقطع أخباره هناك.
وقد توفي محمد الزهاوي زعيم تنظيم أنصار الشريعة الذي أسسه عام 2012 والمتورط في عمليات اغتيال لضباط من الجيش والشرطة الليبيين وعدد من النشطاء الليبيين المعارضين للتنظيمات المتطرفة وكانت أشهر أعماله المشاركة في الهجوم على القنصلية الأميركية ببنغازي في سبتمبر 2012 قبل أن يذوب هذا التنظيم داخل مجلس شورى ثوار بنغازي المرتبط بالقاعدة والذي أسسه الزهاوي مع انطلاق عملية الكرامة للجيش الوطني الليبي ضد الإرهاب في شرق البلاد. 
وأصيب الزهاوي في معركة "مطار بنينة الدولي /مطار بنغازي الرئيسي عام 2014 قبل أن ينقل للعلاج عبر مدينة سرت إلى مصراتة ومن ثم جواً إلى تركيا رفقة زعماء التنظيم "وسام بن احميد" و "جلال المخزوم" اللذان أصيبا أيضاً في تلك المعركة وتلقيا العلاج رفقة الزهاوي في إسطنبول ، إلا أن العلاج لم يجدي نفعاً مع الزهاوي ليعاد إلى مصراتة ويموت في سرت قبل أن تعلن أنصار الشريعة الليبية رسمياً خبر وفاته في يناير 2015 من خلال بيان نشرته مواقع تابعة للقاعدة.
ووفق تقارير  فإن أبو عياض التونسي هو الزعيم الفعلي لأنصار الشريعة في تونس وليبيا، وتواردت أنباء بداية عام 2015 عن مقتله في غارة جوية أمريكية شرقي ليبيا، فيما قتل زعيم تنظيم "أنصار الشريعة " في ليبيا محمد الزهاوي خلال مواجهات مع الجيش الوطني الليبي في أكتوبر عام 2014.
وفي بداية 2016 الجاري أكدت صحيفة ميرور البريطانية، نقلاً عن مصادر عسكرية، مقتل زعيم أنصار الشريعة الإرهابي التونسي، المعروف باسم أبوعياض، سيف الله بن حسين، اللاجئ السابق في بريطانيا في الغارة التي نفذتها طائرة أمريكية من طراز إف 15 انطلقت من قاعدة لايكنهيث البريطانية على معسكر لداعش في مدينة صبراتة الليبية.
أبو عياض التونسي، اسمه الحقيقي سيف الله بن حسين، بدأ بالمشاركة في احتجاجات عام 1987 ضمن صفوف الحركات الطلابية الإسلامية ضد نظام زيد العابدين بن علي، لينتقل بعد ذلك إلى لندن ويطلب اللجوء السياسي فيها عام 1994، وتوجه بعد ذلك إلى باكستان ومنها إلى أفغانستان، حيث تعرف على أسامة بن لادن في قندهار عام 2000، وشارك في تأسيس جماعة المقاتلين التونسيين في جلال آباد، وتحوم شبهات بتورطه في مقتل الزعيم الافغاني أحمد شاه مسعود، عدو القاعدة اللدود. وصنفت الأمم المتحدة جماعته عام 2001 باعتبارها تابعة لتنظيم القاعدة.

 رغم إعلان مقتله..
وبعد إطاحة الغزو الأمريكي بطالبان في أفغانستان عام 2001، سافر أبو عياض التونسي إلى تركيا، واعتقلته السلطات هناك عام 2003 وسلمته إلى تونس، حيث حكمت عليه محكمة عسكرية بالسجن 43 عاما، وأطلق سراحه عقب أحداث ما يعرف بالربيع العربي في تونس في مارس عام 2011.
وبعد أن خرج من سجنه، أسس مع آخرين تنظيم "أنصار الشريعة"، واشتبهت السلطات في تورط هذا التنظيم في مقتل شخصيات سياسية مثل شكري بلعيد ومحمد البراهمي وفي تنفيذ سلسلة هجمات على مراكز للشرطة، فعدت الحكومة "أنصار الشريعة" جماعة إرهابية، وطاردت أجهزة الأمن أبي عياض التونسي لكنه تمكن من الهرب وتوجه إلى ليبيا حيث انضم إلى نظرائه في بنغازي.
وسبق أن ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقارير عدة سابقة، أن الأنباء تضاربت عن اعتقال "أبو عياض" في ليبيا من قبل وحدات أمريكية خاصة، في ظلّ تكتم شديد من السلطات الأمنية التونسية على الموضوع، وما إن ذاع خبر اعتقاله في مدينة مصراتة الليبية في عملية مشتركة نفذتها قوات أمريكية وليبية، حتى سارعت بنفيه كل من وزارة الدفاع الأمريكية وسفارة واشنطن لدى تونس والمجلس المحلي الليبي بمصراتة.
تنظيم أنصار الشريعة الذي أسسه أبو عياض في تونس بعد سقوط النظام السابق، قام بدوره لينفي المعلومة التي انتشرت كالنار في الهشيم في وسائل الإعلام التي تناقلت الخبر استناداً لبرقية كشفت فيها وكالة الأنباء التونسية عن عملية اعتقال "أبو عياض التونسي".
وفي غياب المعلومة الرسمية بادرت بعض وسائل الإعلام المحلية بالغوص في الموضوع حيث نشرت صحيفة "الصريح" مقالا أكدت فيه اعتقال أبو عياض في ليبيا بمنزل قيادي بتنظيم القاعدة استنادا لمصادر ليبية.
ونقلت الصحيفة عن وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو قوله: إن السلطات التونسية لا يمكنها أن تنفي أو تؤكد المعلومة، وإن وزارته بصدد التنسيق مع الجهات المعنية بليبيا والولايات المتحدة قبل الإفصاح عن موقفها.
لكن مصادر أخرى أكدت، آنذاك، أنه قد تم إطلاق صراح "أبو عياض" بعد تمكن القوات الأمريكية من إلقاء القبض عليه بعد اختطاف "أنصار الشريعة" في ليبيا عددا من الدبلوماسيين الغربيين وإجراء عملية تبادل للأسرى أفرج بمقتضاها عن "أبو عياض".

 رغم إعلان مقتله..
وكادت قوات الأمن التونسية أن تلقي القبض على "أبو عياض" بعد أيام من حرق السفارة الأمريكية بتونس عندما ألقى خطبة بمسجد الفتح بالعاصمة، لكن وزير الداخلية آنذاك علي العريض أمر بفك الحصار حول المسجد تفاديا لوقوع اشتباكات دموية مع أنصار "أبو عياض".
ومنذ ذلك الحين توارى أبو عياض عن الأنظار، خاصة بعد حادثة اغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد يوم 6 فبراير 2013، وهي جريمة نسبتها السلطات التونسية لتنظيم أنصار الشريعة الذي مُنِع من عقد مؤتمره الثالث بمدينة القيروان في شهر مايو 2013.
وعقب اغتيال النائب المعارض محمد البراهمي ومقتل عسكريين وأمنيين نهاية يوليو 2013، صنَّفت الحكومة التونسية "أنصار الشريعة" تنظيماً إرهابياً، ونسبت إليه حادثتي الاغتيال ومقتل عناصر من الجيش والأمن، وشنت حملة اعتقالات ضد عدد من عناصره.
أبو عياض مدرج على قائمة سوداء للأمم المتحدة منذ 2002 لارتباطه بالقاعدة، حيث تتهم واشنطن "أنصار الشريعة" بشن هجوم على سفارة الولايات المتحدة بتونس، وعلى مدرسة أمريكية في سبتمبر 2012 بعد بث فيلم مناهض للإسلام على الإنترنت.
للمزيد عن حياة أبو عياض أضغط هنا