بوابة الحركات الاسلامية : روسيا تحت قصف العقوبات الأوروبية بعد تورطها في معركة "حلب" (طباعة)
روسيا تحت قصف العقوبات الأوروبية بعد تورطها في معركة "حلب"
آخر تحديث: السبت 17/12/2016 12:33 م
روسيا تحت قصف العقوبات
في ظل الأحداث التي تشهدها سوريا، باتت أكثر الدول العربية والأوروبية، تلوح بأهمية فرض عقوبات علي المتسبب الرئيسي فيما يحدث في حلب من أحداث دامية، ودخلت روسيا تحت قصف العقوبات الأوروبية بعد تورطها في معركة "حلب"، وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إن فرض عقوبات أوروبية ضد روسيا على خلفية الأزمة في سورية "جزء من الخيارات التي قد تطرح في قمة الاتحاد الأوروبي".
روسيا تحت قصف العقوبات
والتقى نحو 28 من رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي في بروكسل، أمس الخميس، لتشكيل جبهة مشتركة، في مواجهة دور روسيا في سوريا وأوكرانيا، في قمة تبحث أيضا الاستعدادات لما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد. 
وأضاف هولاند عقب وصوله إلي بروكسل للمشاركة في قمة الاتحاد الأوروبي، أن دول الاتحاد قد تتخذ قرارا خلال الأسابيع المقبلة إذا حدثت "انتهاكات جديدة للحقوق الإنسانية الأساسية".
وقال هولاند: "في وقت من الأوقات، تصبح المساءلة على الأفعال أمرا محتما"، مشددا على أن "أوروبا يجب أن ترفع صوتها إذا تم تسجيل انتهاكات جديدة لحقوق الإنسان".
واتهم الرئيس الفرنسي روسيا بأنها "تقطع تعهدات ولا تفي بها"، مشيرا إلى أنه "إذا لم تبذل الجهود فإن الأنظمة التي تدعم بشار الأسد ستتحمل مسؤولية الوضع الخطير جدا" على السكان في حلب.
واعتبر هولاند أن الأمر الأكثر أهمية هو "إجلاء السكان الذين لم يعد بإمكانهم تحمل القصف والمجازر، والراغبين في مغادرة المنطقة بأمان"، مضيفًا: "الأولوية الثانية هي التمكن من إيصال المساعدة الغذائية والأدوية إلى السكان الراغبين في البقاء" والثالثة "حماية كل المؤسسات الطبية المحيطة بحلب".
من جانبها، دعت تيريزا ماي رئيسة الحكومة البريطانية، إلى التشدد مع السلطات السورية "وداعميها: روسيا وإيران" معتبرة أن "المسؤولين عن هذه الفظاعات" في حلب "يجب أن يحاسبوا". كما تطرقت ماي إلى الطلاق القريب مع الاتحاد الأوروبي وقالت "نريد أن تتم العملية بأقصى ما يمكن من التنظيم"، وفق وكالة دوتشيه فيله الألمانية.
من جهة أخرى، قال المتحدث ميشيل لوز، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن بريتا حاجي حسن، رئيس المجلس المحلي للأحياء الشرقية لمدينة حلب، سيتحدث للصحافة في بروكسل قبل انعقاد اجتماع القمة لأوروبية اليوم الخميس.
 من جانبه، اعترف رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك في نهاية القمة المخصصة لخروج بريطانيا من التكتل الأوروبي، أن الاوروبيون "لم يكونوا فاعلين بدرجة كافية"، مؤكدًا أن الاتحاد الاوروبي "لا يستخف بمعاناة الشعب السوري".
وتعهدت الدول الـ28 الاعضاء "بممارسة الضغط على الفاعلين في النزاع في سوريا بكل الوسائل الدبلوماسية المتاحة".
وفي الوقت الذي تم فيه إجلاء آلاف الاشخاص من شرق حلب، طلب الأوروبيون "فتح ممرات إنسانية ليتاح نقل مساعدات" إلى المدينة وإجلاء المدنيين بإشراف دولي محايد.
وكان رئيس المجلس المحلي لشرق حلب بريتا حجي حسن، الذي دعا للتحدث إلى الدول الأعضاء، قال، إن سكان شرق حلب الخمسين الفا لا ينتظرون سوى الموت بعد فشل المجتمع الدولي"، مضيفًا أن التاريخ لن يسامح، داعيا دول الاتحاد إلى التحرك لحماية المدنيين بينما يبدو انتصار النظام السوري في حلب انتصارا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أيضا.
روسيا تحت قصف العقوبات
ولم تذهب الدول الـ28، إلي حد تهديد موسكو بعقوبات مرتبطة بدورها في سوريا، مكتفين بالاشارة الى ان "كل الخيارات مطروحة"، بينما قرر الاتحاد الأوروبي تمديد العقوبات التي فرضها ضد روسيا على خلفية الأزمة في أوكرانيا، لمدة ستة أشهر إضافية، حسبما أفادت مصادر دبلوماسية في بروكسل.
وأوضحت المصادر، أن القرار بشأن تمديد العقوبات، اتُّخذ أثناء اجتماع قمة الاتحاد في العاصمة البلجيكية، الخميس 15 ديسمبر الجاري ، ويتوقع أن يتم التصديق عليه بشكل رسمي مطلع الأسبوع القادم.
وقال دبلوماسيون أروبيون: لا إجماع بشأن عقوبات مرتبطة بسوريا، لا سيما مع استحالة تبين نوايا الإدارة الأمريكية المقبلة" حيال موسكو، ومع دعوة الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى تقارب في العلاقات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، حليف النظام السوري، غير أن مسودة خلاصات للقمة ندد بشدة بالهجوم الذي شنه "النظام السوري وحلفاؤه لا سيما روسيا على حلب"، منتقدة "استهداف المدنيين والمستشفيات بصورة متعمدة"، ويشير النص المؤقت إلى أن الاتحاد الأوروبي "يدرس كل الخيارات المتاحة"، من غير أن يذكر إمكانية فرض عقوبات على روسيا.
 ويري دبلوماسيون، أن "الأمور يمكن أن تتطور" على ضوء الوضع الميداني في حلب حيث يستعد آلاف المقاتلين والمدنيين للخروج الخميس بعد اتفاق برعاية روسية وتركية، وبعدما اقتربت قوات النظام من السيطرة على المدينة بكاملها.
في سياق متصل، دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أمس الجمعة 16 ديسمبر 2016، إلى نشر "مراقبين محايدين" للإشراف على إجلاء سكان حلب السورية، وأضاف أنه كان يستحيل التدخل "بثمن بخس" في سوريا. يأتي ذلك بينما عقد مجلس الأمن الدولي جلسة لبحث مشروع قرار نشر المراقبين.
وأثناء مؤتمر صحفي في البيت الأبيض بمناسبة نهاية العام، قال أوباما إن "العالم موحد ضد الهجوم الوحشي الذي شنه النظام السوري وحليفتاه روسيا وإيران على مدينة حلب، معتبرًا أن "أيديهم ملطخة بهذه الدماء وهذه الفظائع"، داعيا إلى نشر "مراقبين محايدين" في المدينة.
وأضاف أوباما في تصريحات صحافية، إنه لمس الرغبة في التحرك لإنهاء الصراع السوري، لكن كان يستحيل التدخل "بكلفة بسيطة"، مشيرا إلى أن الأمر كان سيتطلب نشر أعداد كبيرة من القوات الأميركية على الأرض دون أن توجه لهم دعوة ودون تفويض من القانون الدولي.
وأضاف: لا يمكنني التأكيد أننا نجحنا في سوريا، وهذا أمر يصح أيضا مع مشاكل أخرى في العالم.. لكنني ما زلت أعتقد أنه كان النهج السليم بالنظر إلى ما كنا نستطيع القيام به بشكل واقعي".
وشهدت حلب، الأيام الماضية، معارك دامية، بين الجيش السوري والمعارضة، أدت إلي مقتل آلاف من المدنيين، وسيطر الجيش بالكامل على مدينة حلب.
وكان المئات من المدنيين والمسلحين قد غادروا شرق حلب أمس واليوم، في عملية إجلاء متواصلة إلى مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في ريف المدينة الغربي، ما يمهد لبسط الجيش السوري سيطرته على المدينة بعد أكثر من أربع سنوات من المعارك الدامية.