بوابة الحركات الاسلامية : استمرار سريان الهدنة فى سوريا..والمعارضة تجمد مفاوضات التسوية السياسية (طباعة)
استمرار سريان الهدنة فى سوريا..والمعارضة تجمد مفاوضات التسوية السياسية
آخر تحديث: الثلاثاء 03/01/2017 06:40 م
استمرار سريان الهدنة
عم الهدوء جبهات القتال الرئيسية في معظم أنحاء الأراضي السورية، وسط استمرار الهدنة الموقعة بين الجيش السوري، من جهة، والفصائل السبع المسلحة، يأتى ذلك فى الوقت الذى تواصلت فيه الاشتباكات المتقطعة بين وحدات من الجيش السوري ومسلحي "جبهة فتح الشام" في عدد من مناطق وادي بردى شمال غرب العاصمة دمشق. 
حيث نفذت الطائرات المروحية السورية عدة غارات على مواقع المسلحين التابعين لـ"جبهة فتح الشام" ("جبهة النصرة" سابقا) والمسلحين المتحالفين معها في مناطق وادي بردى، وتحديدا في منطقة بسيمة ومناطق أخرى في وادي بردى، بالتزامن مع تجدد الاشتباكات بوتيرة متفاوتة العنف بين وحدات الجيش السوري والمسلحين وسط أنباء عن استقدام الجيش السوري تعزيزات عسكرية إلى وادي بردى للمشاركة في العمليات العسكرية.
يذكر أن منطقة وادي بردى ذات أهمية استراتيجية  لكونها تحتوي على منابع المياه التي تغذي معظم أحياء العاصمة دمشق والتي تعاني منذ حوالي أسبوعين من انقطاع المياه بسبب الأعمال القتالية في تلك المنطقة.

استمرار سريان الهدنة
كما اندلعت اشتباكات محدودة  في أطراف بلدة الميدعاني ومحيط كتيبة الصواريخ في حزرما بمنطقة المرج في الغوطة الشرقية بين وحدات من الجيش السوري  والمسلحين وسط  استهدافات متبادلة بين الطرفين، وفي ريف حماة الشمالي، قصف الطيران الحربي مواقع للمسلحين في محور السرمانية بسهل الغاب، في حين استهدف ما يعرف بـ"جيش النصر" بعدة صواريخ مناطق في بلدتي الربيعة وسلحب الخاضعتين لسيطرة الدولة السورية بريف حماة الغربي. كذلك نفذ الطيران الحربي غارات على مواقع المسلحين في مدينة خان شيخون الواقعة بالريف الجنوبي لإدلب.
وفي سياق العملية المستمرة للجيش السوري ضد مواقع وتجمعات تنظيم "داعش" في تدمر ومحيطها، قصفت طائرات حربية مواقع للتنظيم في أطراف مدينة تدمر وبلدة السخنة ومواقع أخرى  في بادية تدمر الغربية، في حين استهدفت مدفعية الجيش السوري تجمعات ومحاور التنظيمات المسلحة في قريتي المحطة وجوالك، في ريف حمص الشرقي، أسفرت عن مقتل 7 مسلحين على الأقل وتدمير سيارة عليها رشاش عيار 23 مم.
من جانبها أعلنت فصائل سورية معارضة تجميد كل المحادثات المتعلقة بمفاوضات السلام المرتقبة مع دمشق بمدينة أستانا في كازاخستان، وأصدرت حوالي عشرة فصائل معارضة، أنها اتخذت هذا القرار ردا على "الخروقات الكبيرة" من جانب الحكومة لاتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ أربعة أيام.
وقالت الفصائل"نظرا لتفاقم الوضع واستمرار هذه الخروقات"، فإنها تعلن تجميد أية محادثات لها علاقة بمفاوضات أستانا أو "أي مشاورات مترتبة على اتفاق وقف إطلاق النار حتى تنفيذه بالكامل".

استمرار سريان الهدنة
كانت الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن مؤتمر الرياض للمعارضة السورية، قد رحبت، في وقت سابق، بدعوة التفاوض لحل الأزمة في سوريا بالعاصمة الكازاخستانية أستانا، واصفة ذلك بالجهود الصادقة للسلام.
يذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن من قبل إنه اتفق مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان حول تقديم عرض على أطراف النزاع السوري لمواصلة مفاوضات السلام في أستانا بصفتها ساحة جديدة قد تكون إضافة مفيدة لمفاوضات جنيف.
وفي اتصالين هاتفيين مع بوتين وأردوغان، أعرب رئيس كازاخستان نور سلطان نزاربايف عن دعمه هذه المبادرة، مؤكدا استعداده لاستضافة هذه المفاوضات في أستانا.
وفى سياق متصل أعلن المركز الروسي لتنسيق المصالحة في سوريا أن عسكريين روس وأتراكا رصدوا عشرات الخروقات للهدنة في البلاد خلال الساعات الـ24 الماضية، وقال المركز الذي مقره في مطار حميميم العسكري ريف اللاذقية، مساء اليوم إن الفريق الروسي، من اللجنة الروسية التركية المشتركة لمتابعة الهدنة في سوريا، رصد 27 خرقا، وهي:(8) في محافظات حماة، و(7) في حلب، و(7) في اللاذقية، و(5) في دمشق.
ذكر المركز أن الفريق التركي، من جانبه، رصد 18 خرقا: في محافظة حلب 7 ودمشق 6 وإدلب 2 وحمص 2 ودرعا 1، وبحسب المركز الروسي فيجرى تحقيق في كل خروقات الهدنة التي ترصد واتخاذ تدابير للحيلولة دون تكرارها.

استمرار سريان الهدنة
على صعيد آخر شكك رئيس مؤتمر ميونيخ للأمن، فولفجانج إيشنجر، في جدوى الهدنة التي فرضها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوريا معتبرا أن موسكو "غير قادرة" على إحلال السلام في سوريا، مضيفا بقوله: "باستطاعتنا أن نهنئ بوتين على أنه حقق ما يريد على المستوى القصير ولكني لا أرى على المدى البعيد أن روسيا تستطيع فرض سلام دائم في سوريا وحولها".
أضاف إيشنجر إنه "ربما كان ما يحدث هنا هو نجاح تكتيكي على المدى القصير للسياسة الخارجية الروسية السورية...لكن علينا بالطبع أن نعلم أن الأغلبية الكبيرة من الشعب السوري لا تقف وراء الرئيس بشار الأسد".
أوضح الخبير الأمني الألماني أن أغلبية السوريين من المسلمين السنة وأن أغلبية المسلمين في العالم العربي من السنة "وآخر ما يريدونه هو أن تفرض روسيا نفسها كحامية للديكتاتور الأسد".
اعتبر أن روسيا أثقلت كاهلها بمشكلة ستنهكها وقال إنه لا يحسد السياسة الخارجية الروسية على ذلك.
يأتي ذلك غداة إعلان فصائل المعارضة السورية تجميد كل المحادثات المتعلقة بمفاوضات السلام المرتقبة مع النظام السوري في مدينة أستانا في كازاخستان، وذلك ردا على "الخروقات الكبيرة" من جانب النظام لاتفاق وقف إطلاق النار الساري.