بوابة الحركات الاسلامية : خروقات الميلشيات الشيعية لإطلاق النار فى سوريا تتحول الى "صدام بارد" بين تركيا و إيران (طباعة)
خروقات الميلشيات الشيعية لإطلاق النار فى سوريا تتحول الى "صدام بارد" بين تركيا و إيران
آخر تحديث: الأربعاء 04/01/2017 07:37 م
خروقات   الميلشيات
على الرغم  من وجود اتفاق ضمنى غير مكتوب بين تركيا وإيران على عدم الصدام بينهما فى الاراضى السورية التى يحتلها كلاهما اما بدعم النظام السورى او بدعم المعارضة الا ان  خرق  الميلشيات الشيعية وقف إطلاق النار فى سوريا   ربما يتحول مع مرور الوقت الى "صدام بارد"  بين الطرفين . 

خروقات   الميلشيات
وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو  دعا صراحة يوم الأربعاء، 4-1-2016م إيران للضغط على المليشيات الشيعية والنظام لوقف الخروقات،  وأن وفدا روسيا سيزور أنقرة الاثنين  9-1-2016م لتنسيق محادثات أستانا المقررة يوم  23  - 12-2016م  وأن الفصائل المقاتلة ملتزمة بوقف إطلاق النار ولكن هناك انتهاكات من الجانب الآخر،  وأن تركيا تعمل مع روسيا لفرض عقوبات على منتهكي الهدنة و إن تزايد انتهاكات وقف إطلاق النار في سوريا يعرض محادثات أستانا للخطر وعلى طهران  الضغط على المقاتلين الشيعة والحكومة السورية لوقف انتهاك وقف إطلاق النار، محذرا من فشل محادثات أستانا إذا لم تتوقف الانتهاكات، وأكد أوغلو أن عناصر حزب الله اللبناني والمليشيات الشيعية وقوات النظام السوري تنتهك وقف إطلاق النار.
فيما توصلت  موسكو وأنقرة لتفاهمات تقضي بوقف النار بكل أنحاء سوريا، على أن تكون الهدنة مقدمة لحل سياسي يبدأ بمحادثات تمهيدية بالعاصمة الكزاخية، بيد أن انتهاك النظام السوري وحلفائه الهدنة من خلال غارات جوية وهجمات برية في مناطق -بينها وادي بردى بـ ريف دمشق الغربي- التى تتركز فيها كتائب حزب الله اللبنانى و بات ينذر بانهيار اتفاق وفق النار ويهدد محادثات السلام  وهو ما سبق والمح اليه علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية  قائلا " إن الحديث عن خروج حزب الله من سوريا بعد قرار وقف النار هو ادعاء ودعاية "الأعداء".

خروقات   الميلشيات
وأعتبر الدكتور خيام الزعبي الباحث السوري المتخصص في العلاقات الدولية  أن إرهاصات التوتر التركي - الإيراني بدأت بالظهور من النافذة السورية، مع حرص الطرفين على تفادي الصدام حفاظاً على مصلحتهما، لكن إن تجاوز الأتراك التدخل السياسي والدعم العسكري والمذهبي واللوجيستي والمادي للمسلحين، فسيبادر الإيرانيون إلى تطبيق معاهدة الدفاع المشترك مع سورية، وضرب الجيش التركي، العضو في حلف الناتو، الذي ستُفتح له الأبواب للتدخل خارج إطار مجلس الأمن بحجة مساعدة تركيا، وهذا ما سيشعل النار في كل المنطقة، لأن سقوط سورية هو الخطوة الأولى لإسقاط العراق، ثم إسقاط إيران، وصولاً إلى إسقاط روسيا والصين، لكن السؤال الذي يفرض نفسه هنا، هل أميركا وحلفاؤها وخاصة تركيا جاهزون لهذه الحرب الشاملة؟
 وشدد على أنه في الحقيقة إن الوقائع والإمكانات تؤكد عجزهم عن ذلك، فهم في مرحلة الضعف العسكري والأزمة المادية، ولذا فإن تركيا ستدفع ثمن تهورها واندفاعها المشبوه في سورية، وستلحق بها بعض الدول الخليجية، فأول الإنذارات الإيرانية لتركيا بأن لا يقوم الجيش التركي بعمليات عسكرية داخل التراب السوري، لأن ذلك سيجر إلى حرب بين البلدين من شأنها أن تتوسع لتصبح إقليمية. وسمعنا أن المرشد الأعلى أعطى إيعازات للحرس الثوري بأن لا يبقى مكتوف الأيدي، ويتبع هذا بأن روسيا لن تقف مكتوفة الأيدي في حال اندلعت حرب شاملة ضد سورية كونها الحليف الرئيس للنظام السوري.

خروقات   الميلشيات
وقال محمد عثمانلي الباحث في التاريخ العثماني التركي  والعلاقات التركية العربية "بعد توريط إيران لروسيا في أحداث سوريا، لم تستطع روسيا أن تطيق ثمن هذه الحرب، وذلك لاختلاف التكافؤات في نوعية السلاح بين روسيا والجيش الحر، فروسيا تقاتل من السماء، ولا تحرز إلا أرقام في الضحايا المدنيين، بينما إيران شاركت بريًّا، وهذا يدعو روسيا لأن تعيد النظر في نتائج معاركها على هذا النحو من التنسيق ثنائي القيادة (البريّة الإيرانية، والجوية الروسية)، وهنا نقطة مفصلية بين إيران وروسيا، قد تجعل من إيران تعيد النظر في خطواتها لدعوتها روسيا للمشاركة في سوريا، بل إن موقعها الحالي في العراق يجعل من هذا النظر مبكرًا عليها لتقديم المزيد من الدعم لروسيا، مما يحدو بروسيا إلى أن تتوجه إلى تركيا في مواقفها استراتيجيًا، نعم ستبقى روسيا تمارس جرائمها في سوريا، ولكن حتمًا روسيا لن تحتمل الضغط عليها في سوريا، أي أن روسيا ستتجه إلى تركيا لتخفيف الضغط الناشئ من تدخلها في سوريا لأنها تعرف علاقتها الجيدة في سوريا.
 وتابع وقد يؤدي بإيران إلى التحرّز من هذا المفصل، مع علمنا بأن تركيا تقدم دعمًا لروسيا أكثر مما تقدمه إيران، ولكم أن تأخذوا على سبيل المثال قضية "السيل التركي" الذي تملك تركيا مفاتحه تجاه أوروبا، أو لنقل أن تركيا تجعل مفاتح أوروبا مع روسيا، وهذا حلم روسيا الذي لا يمكن أن تقدمه إيران وذلك بسبب الموقع الاستراتيجي والجغرافي لتركيا في أوروبا، صحيح أن إيران تملك أوراقًا أخرى تدعم بها روسيا في مواجهة الغرب، ولكن سمة الدعم الإيراني لروسيا تجاه الغرب هو صدامي بالدرجة الأولى، وأما نوع الدعم التركي المقدم لروسيا هو حتمًا سياسي - اقتصادي، والسياسي يدوم والصدامي يفنى، وعلى كل حال، فتركيا ذات فائدة أكبر من إيران لروسيا في الساحة الأوروبية.

خروقات   الميلشيات
وشدد على أن إيران غير القادرة على مواجهة الجيش السوري الحر، سواء من مليشياتها الغربية التابعة لحزب الله، أو الشرقية التي أتت بهم عن طريق العراق، لن تحتمل هذه الحرب، بلا مشاركة لروسيا، وهي ضعيفة دونها، والصدام المحتمل بين تركيا وإيران لا يتم إلا بوجود تشنج بين تركيا وروسيا، وهذا غير وارد، لذلك الجبهات التي أنهكت إيران في الشرق الأوسط، وتحالفاتها مع روسيا غير المأمونة، لن تجعل من إيران أن تفكر بشكل غير عاقل، لتضيع أحلام الثورة الخمينية في حرب جديدة مع تركيا، وخصوصًا بأن روسيا حليفها في سوريا، لن تقف معها كما يجب في هذا الموقف، لتهدد مصالحها الأوروتركية وقبل أن نقول بوجود أي صدام تركي - إيراني، يجب أن نحدد مفهوم الحلف التركي - الروسي، وأن نرى المصالح التركية - الإيرانية، والعلاقات الروسية - الأوروتركية، ثم نستطيع رسم صورة واضحة للصراع المتوقع.
 مما سبق نستطيع التأكيد على أنه  بالرغم  من وجود اتفاق ضمنى غير مكتوب بين تركيا وإيران على عدم الصدام بينهما فى الاراضى السورية التى يحتلها كلاهما اما بدعم النظام السورى او بدعم المعارضة الا ان  خرق  الميلشيات الشيعية وقف إطلاق النار فى سوريا   ربما يتحول مع مرور الوقت الى "صدام بارد"  بين الطرفين  وهو الامر الذى لن تحمد عواقبه وسيكون الضحية هو الشعب السورى .