بوابة الحركات الاسلامية : مفخخات داعش "الكابوس" الذى يطارد "حلم " تحرير الموصل (طباعة)
مفخخات داعش "الكابوس" الذى يطارد "حلم " تحرير الموصل
آخر تحديث: الثلاثاء 10/01/2017 03:56 م
مفخخات داعش الكابوس
على الرغم من أعلان  وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" ، مساء الاثنين 9-1-2016م ، أن مقاتلي تنظيم "داعش" باتوا يرسلون أعداداً متناقصة من الشاحنات المفخخة لتفجيرها ضد القوات العراقية في الموصل،  أن هذا واحد من مؤشرات كثيرة على الصعوبات المتزايدة التي يواجهونها في محاولتهم إبقاء السيطرة على ثاني كبرى مدن العراق  ليؤكد على ذلك  المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية ا جيف ديفيس للصحفيين قائلا "نرى أعداداً متناقصة من الشاحنات المفخخة بالمقارنة مع ما كنا نراه سابقاً في الموصل  وأن التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد الإرهابيين في العراق دمر منذ بدء معركة الموصل في منتصف أكتوبر 134 من هذه الشاحنات المفخخة " الا ان هذا الامر لايبدو بهذة البساطة . 

مفخخات داعش الكابوس
فالمفخخات وهى عبارة عن شاحنات  يحشوها  مقاتلوا داعش بالمتفجرات ويصفحونها في غالب الأحيان  ويقودها أحد انتحارييهم ليفجرها في القوات العراقية تعتبر أحد أكثر الأسلحة التي يخشاها عناصر الجيش العراقي والحشد الشعبي  بعد أن صعد تنظيم "داعش" بهذة المفخخات  منذ انطلاق المرحلة الثانية من عمليات تحرير مدينة الموصل  في الـ29 من ديسمبر  2016م باستخدام السيارات المفخخة التي باتت تشكل سلاحه الأبرز في التصدي للقوات الحكومية. 
فخلال أسبوع واحد  من 31ديسمبر  إلى 6 يناير 2017 هاجم مسلحو "داعش" القوات العراقية في محاور الشمال والجنوب والغرب والشرق بأكثر من 100 سيارة مفخخة بحسب بيانات يومية صدرت من قيادة العمليات المشتركة التابعة للجيش وتجاوزت أعداد السيارات المفخخة التي هاجم بها "داعش" القوات العراقية منذ انطلاق العمليات العسكرية في الـ17 من أكتوبر   2016م الـ800عملية  ورغم إعلان قادة الجيش العراقي من أن القصف الجوي على مدى الأسابيع الماضية دمر العشرات من معامل التفخيخ الخاصة بإعداد السيارات الملغمة بمدينة الموصل، إلا أن هجمات "داعش" الانتحارية بالسيارات المفخخة أخذت بالازدياد.

مفخخات داعش الكابوس
خليل النعيمي، العقيد المتقاعد في الجيش العراقي، قال  إن "السيارات المفخخة التي يستخدمها تنظيم داعش في هجماته بالموصل هي إما مدنية أو عسكرية ويجرى عملية تدريعها من الخارج بما يمكن الانتحاري من بلوغ أهدافه وعدم التأثر بإطلاق النار من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقذائف الصاروخية وأن الجيش العراقي يستخدم حاليا صواريخ الكورنيت روسية الصنع (منظومة أرضية) للتصدي للسيارات المفخخة، بالإضافة إلى طيران الجيش عبر الطائرات المروحية الهجومية إلى جانب طائرات التحالف الدولي لكن التصدي لهذا النوع من السيارات في الأحياء السكينة  أكثر تعقيدا وصعوبة من المناطق المفتوحة على اعتبار أن الانتحاري يمكنه الوصول إلى هدفه سريعا قبل استهدافه.
وتابع  أن "القوات العراقية بمعارك الموصل لا تتبع نوع السيارات المفخخة التي تنفجر، فهي معروفة المصدر فإما أن تكون تابعة للجش أو الشرطة أو المؤسسات الحكومية الأخرى التي استولى عليها داعش عند سيطرته على الموصل، أو قد تكون سيارات لمدنيين من الموصل جرى مصادرتها من قبل المسلحين ولا تحتاج عملية تفخيخ السيارات من قبل مسلحي تنظيم "داعش" أمولاً طائلة، باستثناء الجهد اليدوي، كون المواد الأولية الداخلة في عملية تفخيخ السيارات متوفرة بكثرة داخل مدينة الموصل.
من جانبه، قال ياسر العبيدي رائد في مكافحة المتفجرات  إن "تنظيم داعش يعتمد على مواد أولية متوفرة لديه لتفخيخ السيارات، ومنها قنابل الهاون التي اغتنمها من معسكرات الجيش، إضافة إلى مواد كيميائية شديدة الانفجار كـ"C4"  وان عملية تفخيخ السيارات يسبق إدخالها بورش صغيرة عادة ما تكون عبارة عن منازل لمهجرين لوضع الصفائح الحديدية على مقدمة وجوانب العجلات كي تقاوم إطلاق الرصاص والقذائف الصاروخية وإن تنظيم داعش يمكنه إنتاج عشرات السيارات المفخخة يوميا بالاعتماد على خبراء لديه متخصصين بعمليات تفخيخ السيارات من بينهم عراقيون.

مفخخات داعش الكابوس
ويرى المراقب لعمليات تحرير الموصل عمر الصواف، الحاصل على شهادة الدكتوراه في العلوم العسكرية، أن تنظيم "داعش" يستغل عدم معرفة بعض القوات العراقية كيفية التعامل مع السيارات المفخخة ليهاجمها بمعارك الموصل وأن السلاح الفتاك لتنظيم داعش في حرب الموصل هو السيارات المفخخة التي يرسلها نحو القطعات الأمنية ويلحق بها خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، مستغلا عوامل عدة أبرزها عدم معرفة القوات المهاجمة بالطبيعة الجغرافية لمدينة الموصل والتي تعد صعبة للغاية وحساسة وأن فترة العامين ونصف العام من سيطرة تنظيم داعش على مدينة الموصل مكنته من الاستعداد للمعركة، فنجح بإنشاء شبكة أنفاق تربط أزقة الحي الواحد بعضها بالبعض، وقام بتفخيخ مئات السيارات وصناعة العبوات الناسفة والبراميل المتفجرة و ان إعاقة تقدم القوات الحكومية يصب في صالح تنظيم داعش لترتيب وضعه في الجانب الأيمن للموصل وتحضير المزيد من المفاجئات للقوات المهاجمة" 

مفخخات داعش الكابوس
فيما كشف تنظيم  داعش عن عدد العمليات ‹الانتحارية› التي نفذها مقاتلون من التنظيم خلال العام الماضي 2016م  في كل من سوريا والعراق،  وبحسب ‹إنفوجرافيك› نشرته وكالة ‹أعماق› الموالية للتنظيم ، فإن التنظيم نفذ أكثر من 1100 عملية ‹انتحارية› ضد القوات العراقية والبيشمركة ووحدات حماية الشعب والنظام السوري، إضافة إلى عمليات ضد فصائل المعارضة السورية والجيش التركي واحتلت القوات العراقية والبيشمركة  المرتبة الأولى، حيث بلغت العمليات ‹الانتحارية› ضدها 761 تلتها وحدات حماية الشعب بـ 135 والنظام السوري بـ 133 بينما بلغت  العمليات ‹الانتحارية› ضد فصائل المعارضة والجيش التركي 83 عملية، بحسب ما جاء في الاحصائيات.
كما أشار التنظيم إلى أن عملياته ‹الانتحارية› نفذت بواسطة سيارات مفخخة وسترات وأحزمة ناسفة، فضلاً عن 18 عملية مزدوجة، وعملية ‹انتحارية› واحدة نفذت بدراجة نارية واستهدفت نقطة للمعارضة السورية قرب الحدود السورية الأردنية في شهر ديسمبر 2016م  و استعرض المحافظات العراقية والسورية التي حصلت فيها العمليات إضافة إلى إحصائية بعدد العمليات ‹الانتحارية› كل شهر، حيث سجل شهر  نوفمبر أعلى نسبة بـ 132، فيما سجل شهر  يوليو أدنى نسبة بـ 56 عملية   و  عن مجمل عملياته العسكرية ضد القوات العراقية في مدينة الموصل التي تشهد أحياؤها الشرقية اشتباكات عنيفة بين الطرفين إن حوالي 570 من أفراد الجيش العراقي والبيشمركة قد قتلوا خلال أسبوع   منهم 92 قضوا قنصاً  وأن مقاتلين من تنظيم ‹داعش› نفذوا 17 عملية ‹انتحارية› كما تمكنوا من تدمير ما يقرب من 80 آلية عسكرية وإعطاب 14 أخرى.

مما سبق نستطيع التأكيد على  أن مفخخات داعش اصبحت  "الكابوس" الذى يطارد "حلم " تحرير الموصل خاصة انه من المتوقع أن تكون معارك الجانب الغربي من مدينة الموصل أكثر صعوبة من المعارك الجارية في الجانب الشرقي للمدينة كونها تمثل المعقل الرئيسي لتنظيم "داعش" إضافة إلى أنها تضم العديد من الأحياء السكنية ذات الأزقة الضيقة التي لا تسمح للسيارات العسكرية بحرية الحركة  وتسمح بإستهدافها بالمفخخات.