بوابة الحركات الاسلامية : نجاح خطة موسكو فى سوريا..وعقوبات أمريكية جديدة ضد روسيا (طباعة)
نجاح خطة موسكو فى سوريا..وعقوبات أمريكية جديدة ضد روسيا
آخر تحديث: الثلاثاء 10/01/2017 07:08 م
روسيا تحقق خطواتها
روسيا تحقق خطواتها فى سوريا
حققت روسيا تقدما ملحوظا على الأراضي السورية، فى ضوء نجاح المهام التى كانت مكلفة بها القوات الروسية، ونجاح التعاون بين الجيش السوري وموسكو فى ابعاد المعارضة المسلحة والجماعات الارهابية من حلب والمدن المحيطة، يأتى ذلك فى الوقت الذى أكد فيه وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو أن القوات الجوية الروسية نفذت المهمة الرئيسية التي حددها الرئيس فلاديمير بوتين في سوريا، على الرغم من عدم تلقيها أي دعم من جانب التحالف الدولي، وأوضح أن تنفيذ هذه المهمة تطلب من القوات الروسية بذل كافة الجهود، والاستفادة من كافة الإمكانيات، وتركيز مجموعة كبيرة من القوات في سوريا، بالإضافة إلى مجموعة سفن من ضمنها حاملة طائرات، وإرسال قوات جوية إضافية ووحدات من الشرطة العسكرية".
شدد على أن القوات الروسية تمكنت من تنفيذ مهمتها، على الرغم من أن الأمور كانت صعبة للغاية، فيما كان الجانب الروسي بحاجة ماسة إلى دعم من جانب التحالف الدولي بقيادة واشنطن ولم يتلق هذا الدعم.
وأكد شويغو في هذا السياق أن القوات الروسية في سوريا علقت في أواخر العام الماضي كافة العمليات القتالية في البلاد باستثناء توجيه الضربات إلى إرهابيي تنظمي "داعش" و"جبهة النصرة".
أوضح أن عملية محاربة الإرهاب بسوريا مستمرة، معربا عن أمله في انضمام طيران وقوات تابعة لدول أخرى لهذه الجهود، مشيرا إلى أن جهود روسيا وشركائها سمحت بالتوصل إلى اتفاق حول عقد لقاء في أستانا الكازاخستانية بشأن تسوية الأزمة السورية وإطلاق عملية سياسية للتفاوض حول وقف إطلاق النار.
وعلق شويجو على تصريحات لنظيره الأمريكي أشتون كارتر اعتبر فيها أن مساهمة روسيا في محاربة "داعش" تساوي الصفر. ورد شويغو على كارتر بسخرية، مؤكدا أنه يمكن أن يوافق مع هذا التقييم على الرغم من كونه غير دقيق، لو لم يخطئ نظيره لدى ذكر اسم الدولة المذنبة. ولفت إلى أن نتائج عمل التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، لا تساوي الصفر فحسب، بل تعتبر سلبية.
يذكر أن روسيا بدأت عمليتها العسكرية لمحاربة الإرهاب في سوريا، في 30 يناير عام 2015 تلبية لطلب الرئيس السوري بشار الأسد. وفي الأسبوع الماضي أعلنت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية عن الشروع في تقليص الوجود العسكري الروسي بسوريا تنفيذا لقرار الرئيس الروسي.
من جانبه أكد رئيس هيئة الأركان الروسية فاليري جيراسيموف أن التحالف الدولي لم يحقق أي نتائج ملموسة خلال عملياته ضد "داعش" المستمرة منذ عامين ونصف، وذكر بأن التحالف وجه خلال هذه الفترة قرابة 6.5 آلاف ضربة إلى مواقع الإرهابيين، فيما تجاوز عدد الضربات الروسية منذ 30 سبتمبر/أيلول عام 2015، 71 ألف ضربة، إذ قامت الطائرات الروسية بأكثر من 19 ألف طلعة قتالية.
واستطرد قائلا: "إنهم لم يحققوا أي نتائج يذكر. مع ذلك تم تسجيل سقوط خسائر كبيرة في صفوف المدنيين والقوات الحكومية السورية".، وأعاد إلى الأذهان الضربة الأمريكية على مواقع الجيش السوري في دير الزور في 17 سبتمبر الماضي، وذكّر بأن عصابات "داعش" في ريف دير الزور شنت هجوما على الجيش السوري مباشرة بعد وقوع الضربة الأمريكية.
أضاف أن من الحوادث المؤسفة الأخيرة من هذا القبيل، كانت ضربة وجهتها قاذفة "بي-52" أمريكية إلى مدينة سرمدا بريف إدلب، ما أسفر عن مقتل أكثر من 20 مدنيا. ولفت غيراسيموف إلى أن هذه الضربة جاءت دون إبلاغ الجانب الروسي مسبقا بتوجيهها، وذكر أيضا بأن سرمدا قد انضمت إلى نظام وقف إطلاق النار.
الجيش السوري ينجح
الجيش السوري ينجح فى تحقيق نجاحات علي حساب المعارضة المسلحة
كما أكد جيراسيموف أن عمليات القوات الجوية الفضائية الروسية سمحت بتحقيق نقلة نوعية في محاربة الإرهاب بسوريا، وذكر بأن الفترة منذ إطلاق العملية الروسية، شهدت القضاء على تشكيلات كبيرة للإرهابيين في ريفي حماة وحمص، وتطهير ريف اللاذقية من الإرهابيين. وأضاف أن عملية تحرير ريف دمشق توشك على الانتهاء، كما تم فتح الطريق الرئيسي الذي يربط دمشق بشمال البلاد. وأشار أيضا إلى تحرير حلب والقريتين، معيدا إلى الأذهان الأهمية الاستراتيجية لهاتين المدينتين.
أكد تحرير أكثر من 12 ألف كيلومتر مربع من الأراضي السورية بما في ذلك 499 مدينة وبلدة خلال الفترة المذكورة. وأضاف أن من الأهداف الرئيسية للعمليات الروسية كانت قواعد التدريب للإرهابيين وورشهم لإنتاج الذخيرة، وكذلك منشآت نفطية استخدمها "داعش"، مؤكدا أنه تم تدمير ما يربو عن 200 من هذه المنشآت.
نوه أن هذه الغارات، التي استهدفت 174 ورشة لتكرير النفط و111 قافلة لناقلات النفط، أدت إلى الإخلال بمنظومة التزود بالوقود للإرهابيين، وقطع مصدر العائدات الرئيسي عنهم، وأكد أن القوات الجوية الفضائية الروسية لا توجه أي ضربات إلا بعد التأكد من صحة إحداثيات الأهداف من مصادر عدة، بما في ذلك بيانات وسائل الاستطلاع الفضائية ونتائج الاستطلاع بوساطة الطائرات بلا طيار.
ذكر جيراسيموف أيضا أن المركز الروسي المعني بمصالحة الأطراف المتنازعة في سوريا ضمن تسوية قضايا إنسانية عديدة، بما في ذلك المساهمة في تأمين خروج أكثر من 136 ألف مدني من مدينة حلب، ونقل 28.5 ألف شخص، بينهم مسلحون وأفراد عائلاتهم من حلب إلى ريف إدلب.
أشار إلى أن أفراد فريق الهندسة الروسي المنتشر في حلب، تمكنوا من تأمين مساحة تتجاوز 1500 هكتار وإزالة ما يربو عن 23 ألف لغم وعبوة ناسفة، كما أرسلت روسيا مساعدات إنسانية يتجاوز وزنها 1100 ألف طن إلى المواطنين السوريين.
وتحدث رئيس هيئة الأركان الروسية عن المشاركة الروسية النشطة في عملية التسوية السياسية ومصالحة الأطراف المتنازعة بسوريا. وذكر بأنه بفضل هذه الجهود، تمكن أكثر من 110 آلاف نازح من العودة إلى منازلهم، فيما ألقى 9 آلاف مسلح السلاح وتوقفوا عن القتال، وحسب معلومات هيئة الأركان، فقد بلغ عدد المدن والبلدات التي انضمت للهدنة بسوريا، 1097، يقطن فيها قرابة 3 ملايين شخص.
نوه أنه بعد تحقيق هذه المهمات، تعمل روسيا على تقليص مجموعة قواتها في سوريا على مراحل، بموازاة الجهود الرامية للحفاظ على نظام الهدنة ومواصلة القضاء على إرهابيي "داعش" و"النصرة".
موسكو تطرد المعارضة
موسكو تطرد المعارضة المسلحة
من ناحية آخري من المتوقع أن يقدم عدد من السيناتورات الديمقراطيين والجمهوريين مشروعا في الكونجرس الأمريكي حول فرض عقوبات جديدة ضد روسيا على خلفية أزمتي سوريا وأوكرانيا والقرصنة الإلكترونية، وكشفت تقارير اعلامية أن السيناتور الجمهوري جون ماكين والديمقراطيين بين كاردين وروبرت مينينديز سيقدمون المشروع اليوم ومن المتوقع أن ينضم إليهم عدد من السيناتورات الآخرين بينهم ديمقراطيون وجمهوريون.
الاقتراح ينص على فرض عقوبات تتمثل في منع الدخول إلى الولايات المتحدة وتجميد الأرصدة، على "أشخاص تورطوا في أنشطة خطيرة تزعزع الأمن الإلكتروني أو البنية التحتية العامة أو الخاصة، أو المؤسسات الديمقراطية"، وكذلك على أشخاص يساعدون في تنفيذ مثل هذه الأنشطة، كما من شأن هذا المشروع أن يهدد بفرض عقوبات على الأطراف المتعاونة مع مؤسسات الدفاع والاستطلاع في روسيا، وهو أمر قد يطال بعض الشركات العالمية التي لها مشاريع في روسيا. بالإضافة إلى ذلك، يقترح السيناتورات دمج العقوبات الأخيرة التي فرضها الرئيس الأمريكي بارك أوباما ضد روسيا الشهر الماضي، إلى القانون نفسه.
تضمن مشروع القانون فرض عقوبات جديدة ضد روسيا على خلفية أزمتي أوكرانيا وسوريا، بما في ذلك شرعنة العقوبات التي فرضتها إدارة أوباما عن طريق أوامر تنفيذية. كما ينص المشروع على فرض عقوبات لمنع استثمارات قدرها 20 مليون دولار في قطاع النفط والغاز بروسيا.
ومن اللافت أن السيناتورات ينوون طرح هذا المشروع قبل يوم من جلسة ستعقدها لجنة الشؤون الخارجية لمجلس الشيوخ للموافقة على ترشيح ريكس تيلرسون، الرئيس التنفيذي لشركة "إكسون موبيل"، لمنصب وزير الخارجية في إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب.
 وسبق لتيلرسون أن تعرض لانتقادات شديدة اللهجة من قبل الكونغرس بسبب مشاريع شركته في روسيا.
شويجو
شويجو
وفى سياق آخر كشف خبراء إزالة الألغام الروس العاملون في شرق حلب عن مخزن لقذائف يدوية الصنع تكفي لنسف حي بأكمله، حيث فخخ المسلحون المخزن قبل انسحابهم بشبكة تفجير أساسية واحتياطية، حيث استطاع العسكريون الروس بأجهزة الكشف التي بحوزتهم وبفضل الكلاب البوليسية الكشف عن موقع المخزن وإبطال مفعول شبكة تفخيخ القذائف التي كانت بداخله، قبل نقلها إلى خارج الأحياء السكنية وإتلافها.
يشار إلى أن وزارة الدفاع الروسية كانت قد أعلنت في الـ2 من ديسمبر  عن إرسال وحدات هندسية عسكرية إلى سوريا للمشاركة في إزالة الألغام في مناطق شرق حلب المحررة من المسلحين، وذكرت الوزارة أن خبراءها مزودون بأحدث أنواع المعدات لنزع الألغام والوقاية من خطر انفجارها ومؤهلون للعمل بشكل مستقل في مختلف الظروف.
فى حين قال الفريق سيرجي رودسكوي رئيس إدارة العمليات في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية أن مجموعة مكونة من أكثر من 200 عسكري و47 آلية بما فيها الروبوتات ستعمل على تطهير حلب من الألغام والمفخخات التي تركها المسلحون.
وسبق للعاملين في المركز الروسي لنزع الألغام وطهروا مدينة تدمر الأثرية السورية بعد تحريرها من المسلحين والزمر الإرهابية، حيث فككوا 18 ألف عبوة.