بوابة الحركات الاسلامية : موسكو تدافع عن دورها فى سوريا..وغموض حول تفاصيل عملية الكوماندوز الأمريكي بدير الزور (طباعة)
موسكو تدافع عن دورها فى سوريا..وغموض حول تفاصيل عملية الكوماندوز الأمريكي بدير الزور
آخر تحديث: الأربعاء 11/01/2017 08:40 م
المعارك في حلب
المعارك في حلب
تبادل الاتهامات بين واشنطن وموسكو حول التسوية السياسية فى سوريا، وتأكيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على أن العملية الإنسانية الروسية في حلب تعد "الأكبر في تاريخ الإنسانية وأكد أنها تمثل والخطوة الأهم للتطبيع في سوريا وعموم المنطقة". 
من جانبه قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن توسع "داعش" في سوريا قبل تدخل روسيا ومساعدتها لدمشق في قتال التنظيم كان سيجبر الرئيس السوري بشار الأسد على التفاوض مع واشنطن، وحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية جاءت تصريحات كيري في محادثات مغلقة أجراها مع نشطاء سوريين في الجمعية العامة للأمم المتحدة آواخر سبتمبر عام 2015.
يذكر أن موقع ويكيليكس نشر على موقعه في أكتوبر العام الماضي، مقطعا لتسجيل صوتي لمحادثة كيري المذكورة.
قال كيري "السبب وراء قدوم روسيا إلى سوريا، هو أن تنظيم داعش كان يزداد قوة ويهدد بالتمدد نحو دمشق وأبعد منها، تابعنا ذلك، ورأينا أن داعش بات يكتسب زخما وقوة، وظننا أن الأسد كان مهددا".
ونفت وزارة الخارجية الأمريكية بشكل قطعي مؤخرا أن تكون الإدارة الأمريكية لجأت سابقا إلى سياسة التسامح مع جماعات متطرفة أو محاولة استخدام مجموعة إسلامية متطرفة، لكن تصريحات كيري السابقة لفتت انتباه بعض وسائل الإعلام مثيرة تساؤلات حول مدى ما سعت إليه الإدارة للاستفادة من الجماعات المتطرفة في سوريا بغرض دفع الرئيس الأسد إلى الاستسلام.
يأتى ذلك في الوقت الذى نفت فيه وزارة الدفاع الروسية تلقيها شكاوى عن تقارب خطير للطائرات في أجواء سوريا، مؤكدة في الوقت نفسه أن الطيارين الروس لا يسمحون لشركائهم الأمريكيين بالشعور بالوحدة.
وعلق اللواء إيجور كوناشينكوف، الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية، على تصريحات الجنرال، تشارلز كوركوران، قائد الجناح الاستطلاعي الجوي الـ 380 في سلاح الجو الأمريكي، اتهم فيها الطيارين الروس بالاقتراب من طائرات تابعة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن بشكل خطير في سماء سوريا.
أوضح كوناشينكوف أن عدم تقديم أية شكاوى أو بلاغات رسمية من الجانب الأمريكي، أمر لا يثير الاندهاش، معتبرا أن ذلك يرتبط بسعي التحالف الدولي إلى إخفاء أنشطته في سوريا عن روسيا، على الرغم من توقيع بروتوكول للحيلولة دون وقوع حوادث في الأجواء السورية.
عناصر ايرانية فى
عناصر ايرانية فى سوريا
نوه أن الأمريكيين لا يبلغون الروس بخططهم العسكرية، ولا يتصلون عبر "الخط الساخن" المخصص لتبادل المعلومات، إلا نادرا. وفي تلك الحالات، يكتفي الجانب الأمريكي بذكر الفترة الزمنية والإحداثيات التقريبية للمناطق التي ينوي إجراء عمليات عكسرية فيها. وشدد على أن التحالف الدولي لا يقدم أي معلومات عن الطائرات المستخدمة في العمليات بسوريا، مشددا على أن هذه المناورة تسمح لدول التحالف بالتهرب من مسؤولية قتل مدنيين وتدمير منشآت مدنية.
أعاد كوناشينكوف إلى الأذهان غارة على بلدة حساجك بريف حلب، في أكتوبر الماضي، أدت إلى سقوط ضحايا مدنيين، وغارة مأساوية نفذتها قاذفات "بي-52" الأمريكية في ريف إدلب، ما أدى إلى مقتل أكثر من 20 مدنيا.
كانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت أن الغارة الأمريكية، 3 يناير الحالي، استهدفت مدينة سرمدا التي انضمت إلى نظام وقف إطلاق النار، مضيفة أن الجانب الروسي لم يبلَغ بهذه الضربة.
ذكر كوناشينكوف أن واشنطن، قبل دخول الهدنة في سوريا حيز التنفيذ 30 ديسمبر الماضي، كانت تصر على عدم وجود إرهابيين في ريف إدلب، مشيرا إلى أن المسلحين المعارضين، المدعومين من قبل الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، توجهوا بعد خروجهم من مدينة حلب، إلى ريف إدلب بالذات.
أ
البنتاجون
البنتاجون
أضاف كوناشينكوف قائلا: "لهذا السبب يذكّر الطيارون الروس، بانتظام، الطيارين الأمريكيين والطيارين الآخرين من التحالف، بأنهم ليسوا وحدهم في سماء سوريا، وليسوا أشباحا". لكنه شدد في الوقت نفسه على أن الطيارين الروس يعملون بأقصى درجات المهنية ويلتزمون بكافة إجراءات الأمن الضرورية.
أعلنت روسيا مؤخرا عن إرسال كتيبة من الشرطة العسكرية إلى مدينة حلب السورية في خطوة أثارت التكهنات وأطلقت عنان الكثير من المحللين والمشككين في نوايا روسيا على الأرض السورية.
وفى سياق متصل كشفت صحيفة "روسيسكايا جازيتا" سلطت الضوء على خطوة وزارة الدفاع الروسية هذه، وأوضحت أنه وحسب الخبراء العسكريين الذين استشارتهم، فإن الهدف الرئيس من وراء إرسال هذه الشرطة، وإلى شرق حلب حصرا، نابع من ضرورة حماية العسكريين الروس الذين يديرون عملية إنسانية واسعة النطاق في الأحياء المحررة من المسلحين.
أشارت إلى أن رجال الشرطة الروسية يسهرون في حلب حسبما أكدت وزارة الدفاع الروسية، على حماية العسكريين الروس وأمن السكان، ويدعمون السلطات السورية في الحفاظ على الأمن العام هناك، وذكّرت الصحيفة بأن مركز "حميميم" للمصالحة بعث إلى شرق حلب وحدات هندسية عسكرية لتفكيك الألغام والعبوات الناسفة التي زرعها المسلحون قبل القضاء عليهم أو انسحابهم من المدينة، إضافة إلى فرق إغاثية وطبية لغوث المنكوبين في المدينة.
غموض حول عملية الكوماندوز
غموض حول عملية الكوماندوز
من ناحية آخري كشفت صحيفة "تايمز" البريطانية أن عملية الإنزال التي نفذها التحالف الدولي، في دير الزور شرقي سوريا كانت تستهدف إلقاء القبض على زعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي حيا، والاشارة إلى أن الكوماندوز الأمريكيين الذين نفذوا العملية، تمكنوا من قتل قيادي كبير في التنظيم، هو "أبو أنس العراقي"، الذي وصفه مسؤول أمريكي معني بجهود محاربة الإرهاب بأنه كان "أميرا رفيع المستوى لداعش".
ويعتقد أن "أبو أنس العراقي" شخصية مهمة في التنظيم الإرهابي، معنية بالشؤون المالية، وهو عضو في مجلس الشورى للتنظيم، حسب ما جاء في بعض المعلومات الاستخباراتية، وحسب المعلومات المتوفرة، كان العراقي مشرفا على صندوق "داعش" الحربي، وعلى جمع العائدات المالية عن طريق الابتزاز والخطف بغية طلب الفدية، وفرض الضرائب، وبيع النفط والغاز، وتهريب البضائع.
وتشير التقارير الأمريكية الأخيرة إلى أن هذا القيادي لقي مصرعه يوم الأحد الماضي، عندما بدأت المروحيات الأمريكية ملاحقة حافلة كانت تتحرك خارج مدينة دير الزور، لكن ركاب الحافلة أطلقوا النار على المروحيات. وفي نهاية المطاف، قتل جميعهم بالنيران المضادة من المروحيات، وأكد المسؤول مقتل داعشيا آخر خلال العملية، وأضاف أن الكوماندوز من "قوة الاستهداف الاستطلاعية" كانوا يبحثون عن وثائق ووسائط رقمية ذات القيمة في مواقع داعشية في ريف دير الزور. ونفى إصابة أحد من المشاركين في العملية بأذى.
ومازال الغموض يكتنف العملية التي جرت بعد ظهر الأحد الماضي، 8 يناير، قرب قرية الكبر، إذ تحدثت تقارير أولية عن تحرير رهينتين من سجن داعشي سري للأجانب في المنطقة جراء العملية، ومن ثم تحدث نشطاء في المعارضة السورية عن مقتل 25 داعشيا جراء العملية، وعن قيام الكوماندوز الأمريكيين باصطحاب جثث المسلحين القتلى معهم على متن المروحيات.
إلا أن مصادر أمريكية قالت إن تلك التقارير كان مبالغ بها، أما البنتاجون، فلم يؤكد إجراء العملية إلا بعد مرور أكثر من 24 ساعة على انتهائها، ولم يذكر شيئا عن قتل إرهابيين أو نتائج أخرى، ووصف المتحدث باسم البنتاجون جيف ديفيز العملية بأنها كانت روتينية وتكللت بالنجاح.