بوابة الحركات الاسلامية : اجتماع الاستانة.. تركيا تريد تسليم سوريا لجماعة الإخوان وسط تهميش الأطياف الأخرى (طباعة)
اجتماع الاستانة.. تركيا تريد تسليم سوريا لجماعة الإخوان وسط تهميش الأطياف الأخرى
آخر تحديث: الإثنين 23/01/2017 03:08 م
اجتماع الاستانة..
كشفت تقارير اخبارية عن حضور قوي لجماعة الإخوان المسلمين في وفد المعارضة السورية خلال اجتماعات الاستانة في كازخستان، لافتا  الي تهميش وفد المعارضة لممثلين عن الجنوب السوري في اشارة الي تراجع الدور السعودي وسعي تركي إلى تسليم سوريا لجماعة الإخوان.

تركيا ووفد المعارضة:

تركيا ووفد المعارضة:
حصلت «الأخبار» اللبنانية، على لائحة مؤلّفاً من 44 اسماً تعطي دوراً كبيراً لمشاركة الجماعات المسلّحة، مقدّمة من تركيا إلى روسيا تحمل مقترحات بأسماء وفد المعارضة السورية إلى مفاوضات الأستانة. 
واشارت الصحيفة الي ان الأسماء والجهات ذات الجذور «الإخوانية» طغت على اللائحة التركية المقدمة الي روسيا، مع استبعاد واضح للجهات المحسوبة حصراً على السعودية.
وتُظهر لائحة الأسماء طغياناً واضحاً لدور الفصائل المحسوبة على تركيا في تحالف «درع الفرات»، التي تحمل في طياتها عصباً وجذوراً «إخوانية»، يصل حدّ التماهي مع «حزب العدالة والتنمية» التركي، مع غياب شبه تام للفصائل التي تُحسب صافيةً على السعودية، كفصائل «الجبهة الجنوبية» التي غُيبت في الأصل عن وقف إطلاق النار. 
واوضحت الصحيفه انه جري تمثيل غالبية الفصائل التي تغزو الشمال السوري تحت عباءة الاستخبارات التركية، ضمن «درع الفرات»، ومن الأسماء المشاركة منذر أحمد سراس عن «فيلق الشام»، والعقيد المنشق أحمد عثمان عن «فرقة السلطان مراد»، والمقدّم المنشقّ فارس البيوش عن «جيش إدلب الحر»، وعبد الحليم منصور عن «صقور الشّام»، وهائل خليفة عن «فيلق الرحمن»، وحسام ياسين عن «الجبهة الشامية» وصطفى جميل برّو عن «تجمع فاستقم كما أُمرت»، والرائد المنشق جميل الصالح عن «جيش العزّة»، فضلاً عن تمثيل محمد السيد وتوفيق شهاب الدين لـ«نور الدين الزنكي»، التي تجاهد تركيا والوسائل الإعلامية المعادية للحكومة السورية محاولة على تلميع صورتها، منذ تسرّبت فضيحة ذبح العصابة للطفل الفلسطيني في مخيّم النيرب.

الحضور الاخواني:

الحضور الاخواني:
وتشارك «حركة أحرار الشام» ذات الجذور والارتباط الإخواني، بشكل فعّال، عبر طرح ستّة ممثلين عنها، هم أبو جابر الشيخ وأبو يحيى الحموي وأبو عزام الأنصاري ومنير السّيال وأبو عمار تفتناز ولبيب نحّاس، بالإضافة إلى رئيس «الائتلاف» المعارض السابق معاذ الخطيب والرئيس الحالي أنس العبدة وعبد المنعم زين الدين كـ«منسّق بين الفصائل»، ذوي الخلفية الإخوانية.
 ويربط أكثر من مصدر سوري أمني وسياسي، بين الدور الذي يعطى لـ«أحرار الشام» في منطقة وادي بردى، والمحاولات التركية لتعويم الحركة، كمفاوض «مدني» لحجز مكان لها في المستقبل السوري. كذلك تستفيد الحركة، من تعامل إيران معها كقوّة موجودة بالأمر الواقع، خصوصاً في ما يتعلّق بالمفاوضات حول الفوعة وكفريا والزبداني، ومن الروابط التي تحتفظ بها الجمهورية الإسلامية مع بعض الحركات ذات الأبعاد الإخوانية كحركة حماس و«حزب الحريّة والعدالة» في مصر، علماً بأن هناك شبه ابتعاد إيراني عن مفاوضات الأستانة.
وتقول المصادر إن «الضجيج حول مسألة اندماج الفصائل، ولا سيّما السّجال داخل أحرار الشام حول الاندماج مع جبهة فتح الشام (جبهة النصرة) لا تعكس حقيقةً، الاختلاف الفقهي أو العقائدي بين التنظيمين، التي تكاد تكون روحاً واحدة»، مذكّرة بكلام أبو محمد الجولاني في مقابلته الأخيرة مع قناة «الجزيرة»، عن أن مقاتلي «أحرار الشام» هم بقيادة «الجبهة»، حتى ولو قرّرت الحركة قتال «النصرة» أو فكّ الالتصاق عنها. وبحسب المصادر المعنيّة في المفاوضات، فإنّ «أحرار الشام الإخوانية تهدف من خلف هذا السجال إلى إيهام صنّاع القرار في الغرب بوجود اختلاف عن (النصرة)، من دون أن يكون ذلك واقعاً فقهيّاً أو فكريّاً، بعد أن غيّر إخوان سوريا استراتيجيتهم منذ ثمانينيات القرن الماضي وانتقلوا من التنظيم العلني إلى العمل السرّي وتحوّلوا إلى عصب السلفية الجهادية في العالم». وتذكّر المصادر بما قاله الرئيس السوري بشّار الأسد في مقابلته مع صحيفة «الوطن» المحلية في تعليق حول حماس، مؤكّداً أن سوريا دعمتها «ليس لأنها إخوان، بل لأنها مقاومة، لكن ثبت في المحصّلة أن الإخونجي في أي مكان يضع نفسه فيه، يبقى من الداخل إخونجي إرهابي منافق».

حضور مهمش للجنوب السوري:

حضور مهمش للجنوب
وقد شاب مشاركة ممثلين عن تشكيلات الثوار في الجنوب السوري في اجتماع (الآستانة) الكثير من الغموض خلال الأيام الماضية، لكن في نهاية المطاف قررت تشكيلات الثوار بالجنوب السوري المشاركة بالاجتماع، وقد وصل إلى مقر انعقاد الاجتماع خمسة ممثلين عن تشكيلات الجنوب السوري.
و أكد مصادر لـ “كلنا شركاء” أن ممثلين تشكيلات الجبهة الجنوبية باجتماع (الآستانة) هم الرائد (عصام الريس) الناطق باسم الجبهة الجنوبية، و الرائد (أبراهيم حسن) المعروف باسم أبو أسامة الجولاني القائد الأسبق لجبهة ثوار سوريا، بالإضافة لثلاثة ممثلين عن تجمع أحرار عشائر الجنوب وهم الشيخ (راكان خضير) رئيس التجمع و الضابطان الرائد حسام الكراحشة والرائد طارق الخلف.
فيما اشارت تقارير صحفية الي حضور اسم أحمد أبازيد بصفة مستشار، لاختصار الجنوب بتمثيل «إخواني» عنوانه عائلة أبازيد ذات الجذور الأردنية في محافظة درعا، التي تدفع الروابط الإخوانية مع «حزب العدالة والتنمية» بغالبية فعالياتها إلى الجيب التركي، بعيداً عن القبضة السعودية.
ورات مصادر سورية متابعة لملفّ المفاوضات في دمشق، أن «حضور ممثّلين عن جيش الإسلام عبر مُمَثِّلَين (يامن تلجو ومحمد بيرقدار)، لا يعكس الحضور السّعودي بعد أن قبضت تركيا على الجماعات الإرهابية، مخرجةً السعودية وحتى قطر من القرار في الميدان، لذلك تحرص أنقرة على تمثيل الفصائل التي تتّخذ من تركيا رئة للدعم المادي والعسكري بمعزلٍ عن مصدره، فيما غيّبت الفصائل التي تستخدم الأردن منصّة لاستقبال الدعم الخليجي».

غياب اكراد سوريا:

غياب اكراد سوريا:
تركيا رفض حضور ممثلي عن "اكراد سوريا " في ادجتماع الاستانة، وقد اعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، انه لا يجب مشاركة وحدات حماية الشعب الكردية في اجتماع الاستانة.
وأضاف تشاووش أوغلو للصحفيين "أبلغنا روسيا من البداية أن منظمة إرهابية مثل وحدات حماية الشعب يجب ألا تشارك في «محادثات» أستانة. وتابع: "إذا ألقى حزب الاتحاد الديمقراطى ووحدات حماية الشعب السلاح وأيدا وحدة أراضى سوريا فيمكن إدراجهما في إطار حل شامل".
وكشف رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري، صالح مسلم، عن عدم إجراء أي اتصالات من قبل الأطراف الراعية لوقف إطلاق النار في سورية، وتحديداً الجانب الروسي أو التركي مع أي قيادة كردية سياسية أو عسكرية للتشاور معهم حول هذا القرار وموقفهم منه.
‎الخيارات الكردية تتقلص في ظل الظروف الحالية لأن ما يراه المعارض السوري الكردي زارا صالح، أن المعارضة ويقصد هنا "الائتلاف بقي سلبياً في تناوله القضية الكردية رغم الوثيقة الموقعة معه نظرياً لكنه تقاطع مع رؤية النظام خاصة لجهة الطرح الفيدرالي لسوريا، وطبعاً النظام غير متوقع منه الاقرار بالحقوق الكردية، لهذا فإن البحث عن تمثيل كردي مستقل قد يكون مخرجاً ومطلبا دولياً للحضور الكردي في المفاوضات مستقبلاً رغم بعض المعوقات خاصة من طرف الاتحاد الديمقراطي وادارته الذاتية.".

الجعفري يهاجم المعارضة:

الجعفري يهاجم المعارضة:
من جانبه اعتبر بشار الجعفري، رئيس وفد الحكومة السورية إلى مفاوضات الأستانة، أن اللغة الاستفزازية التي تبناها وفد المعارضة شكل مفاجأة بالنسبة للجميع، كما أن الوفد أظهر عدم تفهمه لاتفاق الهدنة.
ووصف الجعفري كلمة رئيس وفد المعارضة المسلحة، محمد علوش بأنها كانت "المفاجأة الوحيدة" خلال أول اجتماع في الاستانة ، وشكلت "هاجسا مقلقا لمعظم الحاضرين". واعتبر أن علوش خرج عن اللباقة الدبلوماسية عندما ألقى بكلمة لا صلة لها بموضوع الاجتماع شكلت تطاولا على أهمية هذا الحدث و"كل الجهود الجبارة التي بذلتها الدول الضامنة".
واستطرد قائلا: "أريد أن أسوق لكم مثالا وحيدا فقط على عدم حرفية هذا الوفد وخفته في التعامل مع ما يجري في سوريا". وأوضح أن علوش تطرق خلال كلمته إلى الوضع في وادي بردى "مدافعا عن جريمة الحرب التي ارتكبتها جبهة النصرة". وذكر الدبلوماسي السوري بأن "النصرة" ارتكبت جريمة حرب حقيقية في عين الفيجة، بتفجيرها جزءا من النبع وتسميم المياه بالمازوت. وتابع أن علوش بقوله إن "مجرد تصدي الجيش السوري لهذه الجماعات الإرهابية هو خروج عن الاتفاقات في حين أنه من البديهي لأي دبلوماسي مبتدئ أو مراقب بسيط أن يعرف أن النصرة ليست طرفا في الاتفاقات وهي بالتالي قراءة مغلوطة وسوء تفسير للاتفاقات التي وقعوا عليها دون أن يفهموها".
ووصف الجعفري ما جرى خلال الجلسة العامة في الاستانة بأنه كان "شيئا من السريالية" واتهم وفد الجماعات الإرهابية المسلحة و"مشغليه" بالسعي إلى تقويض اجتماع أستانة وإفشال الجهود التي بُذلت من أجل مساعدة الشعب السوري على تجاوز المحنة.
وأشار إلى أن بعض هؤلاء "المشغلين" حاضرون خلال مفاوضات الاستانة، واتهم يعض الفصائل الموقعة على اتفاق الهدنة، التي لها تمثيل في وفد المعارضة بأنها تشارك في فرض الحصار على بلدتي الفوعة وكفريا منذ أكثر ثلاث سنوات وقصفها يوميا.
وعلى الرغم من وصفه أعضاء وفد المعارضة بأنهم "هواة العمل السياسي"، شدد الجعفري قائلا: "لكن نحن قلنا للجميع لا نُستفَز ولن نكون جزءا من أي سيناريو يرمي إلى إفشال مفاوضات أستانة".

المشهد السوري:

يبدو ان تركيا لم تتراجع عن علاقتها بالتنظيم الدولي لجماعة الإخوان وخاصة فرع الجماعة في سوريا، من خلال تعظيم الحضور الاخواني في اجتماع الاستانة وهو ما يشبه رغبة تركية بدعم ايراني غير مباشر علي تسليم سوريا الي جماعة الإخوان وسط تهميش لباقي مكونات الشعب السوري.
اجتماع الاستانة يكشف عن مدي سعي تركيا  من أجل افساح الطريق أمام التنظيمات المحسوبة علي جماعة الاخوان والمقربة من تركيا للشراكة في حكم سوريا  مستقبلا ضمانا لاستمرار نفوذها وسيطرتها علي القرار السوري وايضا ابعاد اي تيار عروبي  وطني يهدد المصالح التركية في سوريا، وايضا يضمن بقاء "اكراد سوريا" في موقع لا يزعج الدولة التركية.