بوابة الحركات الاسلامية : انتهاء اليوم الأول من محادثات أستانا و الجعفري يصف وفد المعارضة بـ"وفد الجماعات الإرهابية المسلحة" (طباعة)
انتهاء اليوم الأول من محادثات أستانا و الجعفري يصف وفد المعارضة بـ"وفد الجماعات الإرهابية المسلحة"
آخر تحديث: الثلاثاء 24/01/2017 12:00 م
انتهاء اليوم الأول
بدأت أمس محادثات السلام التي ترعاها روسيا وتركيا وإيران بين ممثلين للنظام السوري والفصائل المعارضة الاثنين في أستانا رغم إعلان الفصائل المسلحة في آخر لحظة رفضها التفاوض بشكل مباشر 
وقد افتتح الجلسة الأولى لمحادثات السلام السورية في أستانا  امس وزير خارجية كازاخستان خيرت عبد الرحمنوف أمام الوفدين الذين تواجدا في نفس الغرفة حول طاولة مستديرة كبرى في فندق ريكسوس في أستانا. وقال عبد الرحمنوف أثناء تلاوة بيان من رئيس كازاخستان نور سلطان نزارباييف إن "هذا اللقاء يشكل دليلا واضحا على جهود المجموعة الدولية من اجل التوصل الى تسوية سلمية للوضع في سوريا". وأضاف "الطريق الوحيد لتسوية الوضع في سوريا يجب أن يكون المحادثات، على أساس الثقة والتفاهم المتبادلين".
والمفاوضات تجري للمرة الأولى بين النظام السوري والفصائل المقاتلة. ففي محاولات التفاوض السابقة في جنيف في 2012 و2014 و2016 التي لم تسفر عن نتيجة، جلس معارضون سوريون معظمهم في المنفى وجها لوجه مع ممثلي الأسد. وتحدث الطرفان لأسابيع عن مفاوضات مباشرة، لكن فصائل المعارضة اختارت في اللحظة الأخيرة عدم الجلوس وجها لوجه مع النظام.
وقال يحيى العريضي وهو ناطق باسم الفصائل المسلحة إن "أول جلسة تفاوضية لن تكون مباشرة بسبب عدم التزام الحكومة حتى الآن بما وقع في اتفاق 30 كانون الأول / ديسمبر" حول وقف لإطلاق النار في سوريا. وتحدث خصوصا عن "وقف القصف والهجوم على وادي بردى". ولا يزال من غير الواضح معرفة ما اذا كانت الفصائل المعارضة ستجري مفاوضات مباشرة مع وفد النظام في جلسة لاحقة.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان نقلا عن دويتشه فيله  أن المعارك استمرت طوال ليل الأحد / الاثنين في وادي بردى حيث استأنفت قوات الأسد محاصرة مضايا التي يسيطر عليها مسلحو المعارضة. وقال إن تسعة مدنيين بينهم ستة أطفال قتلوا الأحد في غارات شنتها طائرات النظام السوري في ريف حمص الشمالي.
وأكدت فصائل المعارضة المدعومة من تركيا والحكومة السورية التي تساندها روسيا وإيران، إن المحادثات ستتركز على تثبيت وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 30 ديسمبر ويبدو صامدا على الرغم من الانتهاكات المتكررة له. وأكد ناطق باسم فصائل المعارضة أسامة أبو زيد وهو ناطق آخر باسم المعارضة أن "القضية ليست فقط وقف إطلاق النار". وأضاف أن "القضية هي وضع آليات مراقبة، آليات محاسبة وتحقيق. نريد وضع هذه الآليات لكي لا يتكرر هذا المسلسل".
وتهدف  مباحثات استانا ارساء أسس تسوية يمكن تعزيزها في مفاوضات السلام المقبلة التي ستجري برعاية الأمم المتحدة في جنيف في الثامن من فبراير. ويأمل النظام السوري أيضا في الدفع باتجاه حل سياسي "شامل" لوقف حرب مستمرة منذ ست سنوات. فقد أعلن الرئيس بشار الأسد الخميس أن المحادثات ستركز على وقف إطلاق النار من اجل "السماح لتلك المجموعات بالانضمام إلى المصالحات في سوريا، ما يعني تخليها عن أسلحتها والحصول على عفو من الحكومة".
وكان وفد الفصائل المعارضة يتألف من ثمانية أعضاء أصلا لكن تم توسيعه ليشمل 14 شخصا، يضاف إليهم 21 مستشارا، كما قال مصدر قريب من المعارضة. ويرأس وفد الفصائل المعارضة محمد علوش القيادي في "جيش الإسلام" الذي وصل إلى أستانا صباح الأحد برفقة حوالي عشرة قيادات الفصائل بينهم فارس بيوش من "جيش إدلب الحر" وحسن إبراهيم من "الجبهة الجنوبية" ومأمون حج موسى من جماعة "صقور الشام".
من جهته، قال سفير سوريا في الأمم المتحدة بشار الجعفري الذي يقود وفد النظام السوري الذي يضم عشرة أعضاء، إن المباحثات يجب أن تسمح "بفصل المجموعات الإرهابية مثل داعش وجبهة النصرة وغيرهما عن المجموعات التي قبلت اتفاق وقف الأعمال القتالية أو قبلت الذهاب إلى الاجتماع"، كما قالت وكالة الانباء السورية وقد شنّ الجعفري رئيس الوفد الممثل للنظام السوري في مباحثات أستانا هجوما لاذعا ضد وفد المعارضة متهما إياه بأنه "يفتقر للحرفية" و"اللياقة الدبلوماسية". 
وجاءت تصريحات الجعفري للصحفيين عقب انتهاء الجلسة الأولى بين النظام السوري وفصائل المعارضة بقيادة محمد علوش القيادي في "جيش الإسلام". 
ووصف الجعفري كلمة علوش بأنها "خارجة عن اللياقة الدبلوماسية وبها إسفاف في القول وعدم ارتقاء لمستوى الحدث". وأنه"استفزازى". واستدل على "عدم حرفية الوفد" بانتقاد علوش للعمليات التي يقودها الجيش السوري في وادي بردى رغم أن "جبهة النصرة ليست طرفا في الاتفاقات التي وقعت عليها المعارضة نفسها".
وشدد الجعفري في كلامه أمام الصحفيين على أن وفد المعارضة هو "وفد الجماعات الإرهابية المسلحة" الذي لا صلة له بالواقع. في المقابل أشاد بشار الجعفري بالجهود التي بذلها "الأصدقاء الروس والإيرانيون" من أجل عقد المحادثات.
وحول ما تتطلع إليه دمشق من هذا الاجتماع، ردّ الجعفري: "لم نبدأ الاجتماع، فقد أنهينا الاجتماع الصباحي ولم ندخل في صلب الاجتماع، وننتظر إكمال أجندة الاجتماع...(فهي) غير جاهزة".
ويأتي هذا بخلاف ما أكده الجعفري بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء السورية (سانا) في وقت سابق أن ما "تأمله الجمهورية العربية السورية من اجتماع أستانا هو تثبيت وقف الأعمال القتالية لمدة زمنية محددة يتم خلالها الفصل بين التنظيمات الموقعة والراغبة بالتوجه إلى مصالحة وطنية والاشتراك في العملية السياسية من جهة وبين تنظيمي داعش وجبهة النصرة الإرهابيين والتنظيمات المرتبطة بهما".
وقد انتهى اليوم الأول من محادثات أستانا دون تحقيق تقدم يذكر ، فيما خففت تركيا من حجم التوقعات وقال مصدر قريب من المحادثات بشأن الصراع السوري في أستانا لرويترز نقلا عن دويتشه فيله  اليوم إن اليوم الأول من المحادثات غير المباشرة بين الحكومة السورية والمعارضة لم يحقق تقدما يذكر، لكنه وفر ما يدعو للتفاؤل. وأضاف المصدر أن من المتوقع أن تواصل الدول الراعية - روسيا وتركيا وإيران- المحادثات والعمل على إعداد وثيقة مشتركة محتملة غدا الثلاثاء.
وقد خففت تركيا من حجم التوقعات المتعلقة بمحادثات أستانا للسلام في سوريا. وقال نعمان قورتولموش نائب رئيس الوزراء التركي اليوم الاثنين إنه لا ينبغي توقع التوصل إلى حل للصراع السوري خلال يوم أو يومين من محادثات السلام المنعقدة بعاصمة كازاخستان.
وأضاف في مؤتمر صحفي بأنقرة بعد اجتماع للحكومة التركية "هناك أطراف على الطاولة في أستانا تتصارع منذ ست سنوات. من الواضح أن لها وجهات نظر متعارضة. لا يمكن توقع التوصل لحل في يوم أو يومين". وأضاف قورتولموش "اجتماع أستانا مهم فيما يتعلق بجلب الأطراف المتنازعة إلى الطاولة. من المهم الحصول على دعم من المجتمع الدولي لهذا الاجتماع."
في غضون ذلك كشف محمد الشامي، عضو وفد المعارضة السورية المشارك بمؤتمر أستانا، عن تسريبات عن وجود اتفاق تركي روسي يدور حول عملية انتقال سياسي دون المساس بشخص رئيس النظام بشار الأسد. وتابع الشامي أن الحديث يتم حول تشكيل حكومة وطنية أو ما شابه ذلك، دون أن يعني قيامُها بأي حال إسقاطَ النظام بشكل كامل.
وشدد الشامي في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الألمانية (د .ب. أ)  نقلا عن دويتشه فيله على أن "ذلك الاتفاق الذي سربت أخباره بنهاية الجلسة الأولى لم يعرض عليهم بالمعارضة، وكذلك لم يطرح على الإيرانيين أو على وفد النظام ليبدي أي طرف منهم  الرأي فيه، وإنما هو حديث عن اتفاق روسي تركي صرف. هذا الحديث خارج نطاق المباحثات".