وعلي صعيد المسر التفاوضي، هاجم “الحوثيون”، المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ والأمم المتحدة، كاشفين النقاب عن “تواصل مباشر” مع المجتمع الدولي والدول المعنية بشأن الأزمة اليمنية.
وذكر الناطق الرسمي للجماعة محمد عبدالسلام، في تصريحات لقناة “المسيرة” التابعة لهم، أن الأمم المتحدة “فشلت فشلًا ذريعًا في اليمن، وتريد العودة بهم إلى ما قبل مشاورات الكويت”، لافتًا إلى أن زيارة ولد الشيخ لصنعاء “لم تكن أكثر من ضغط سياسي”.
وقال عبدالسلام: “تعودنا من زيارة المبعوث أو حتى من إدارته لملف التفاوض اليمني الذي ترعاه الأمم المتحدة أنه لا يمتلك أي جديد، بل -للأسف- أصبح يمثل أو يتماهى بشكل رئيس مع التحالف العربي، سواء مع التصعيد العسكري أو مع الرغبة نحو الحل”.
وأضاف: “لم يكن رهاننا على التواصل مع الأمم المتحدة”، لافتاً إلى أن “التواصل المباشر مع المجتمع الدولي و الدول المعنية هو أكثر نفعًا”، وأن المبعوث الأممي” أصبح موظفاً للتغطية على الملف العسكري”.
ولم يكشف ناطق “الحوثيين” نوعية ذلك التواصل، لكن مصادر خاصة كشفت للأناضول، عن اجتماعات احتضنتها العاصمة اللبنانية بيروت، بين قيادات “حوثية” رفيعة وسفراء وممثلين لعدد من الدول الكبرى لمناقشة الحلول السياسية في اليمن.
وأشار عبد السلام إلى أن ولد الشيخ، جاء إلى صنعاء “لا يملك شيئًا سوى الطلب من الوفد التفاوضي أن يذهب إلى الأردن لتدريب لجنة التهدئة والتنسيق”، متهمًا إياه بأنه “يؤدي دورًا سياسيًا”.
وهاجم أكثر من قيادي “حوثي” اليوم الثلاثاء المبعوث الأممي على خلفية تصريحاته التي أصدرها أمس من مطار صنعاء الدولي وقال فيها إن الأمم المتحدة لا تعترف سوى بحكومة أحمد عبيد بن دغر.
وحمّل “الحوثيون”، ولد الشيخ، مسؤولية التصعيد العسكري الأخير الذي تشنه القوات الحكومية على مواقعهم في المخا، غربي تعز، وقال إن التحالف شنَّ مئات الغارات، في حين لم يقدّم المبعوث أي شيء.
وكانت الحكومة الشرعية قد قدّمت يوم الاثنين احتجاجًا رسميًا، إلى مبعوث الأمم المتحدة بسبب اللقاءات التي عقدها مع وزير الخارجية في حكومة الانقلابيين، هشام شرف، في العاصمة اليمنية صنعاء، ضمن جهود ولد الشيخ الرامية لاستئناف المشاورات السياسية في اليمن.
وطالب مستشار الرئيس اليمني عضو لجنة المشاورات الدكتور محمد العامري، مبعوث الأمم المتحدة بضرورة الالتزام بالمهمتين الرئيسيتين المكلف بهما من المنظمة الدولية ومجلس الأمن.
ولفت العامري إلى أن مهمة المبعوث الأممي تكمن في كيفية تطبيق القرار 2216 وإزالة آثار الانقلاب، مؤكداً أن كل خطوة لا تؤدي إلى ذلك ستكون محل استهجان الحكومة والمجتمع الدولي، وفقاً لصحيفة عكاظ السعودية.
وسجل العامري تحفظ الحكومة الشرعية اليمنية على تحركات ولد الشيخ في صنعاء ولقاءاته، والتي قد يستفيد منها الانقلابيون وتسويقها دولياً، مشيراً إلى أن الحكومة لم تبلغ حتى اللحظة بأي نتائج لزيارة ولد الشيخ إلى صنعاء ولقاءاته مع لجنة المفاوضات للانقلابيين، وأوضح أن الحكومة ستبدي مرونة كاملة مع أي مشاورات تلتزم بالمرجعيات الثلاث.
وأفادت مصادر مطلعة أن لقاء ولد الشيخ مع لجنة المفاوضات للانقلابيين كرست لمناقشة عودة لجنة التهدئة إلى ظهران الجنوب وسط رفض الميليشيات الانقلابية، كما ناقشا التحضير لإعداد ورشة للجنة الفنية المقرر أن تستضيفها الأردن.
وأشارت المصادر إلى أن الانقلابيين يصرون على ضرورة أن تذهب اللجنة الفنية ولجنة التهدئة معا إلى الأردن لعقد لقاءات مشتركة، ومنها يتم الاتفاق وتحديد عمل ومكان لجنة التهدئة.