ترجيحات بصعوبة تحالف «الإصلاحيين» و«الوسط» ومبايعتهما «روحاني» زعيمًا
اتجاه قوى لسيطرة «الأصوليين» و«الحرس الثوري» على مقاليد السلطة
«نجاد» قد يكون الحل السحرى لـ «المحافظين» أمام «ترامب»
استمرارًا لسياسة التعاون بين «البوابة» والمركز العربي للبحوث والدراسات ننشر اليوم دراسة د. محمد السعيد إدريس، حول رحيل «رفسنجاني» واشعاله حرب «الخلافة السياسية» في إيران.
لا شك أن إيران بدون على أكبر هاشمى رفسنجانى هى إيران أخرى، فرحيل هذا الرجل له أكثر من معنى، أبرزها وأهمها أنه إيذان بنهاية عصر «الجمهورية الثانية» التى أعقبت «الجمهورية الأولى» أى جمهورية الإمام الخمينى، والتى ظلت معتمدة على ركيزتين، أولاهما ركيزة موقع «الزعامة» أو «المرشد الأعلى» أو «الولى الفقيه» وكلها تدل على شخص واحد هو آية الله على الخامنئي، وثانيهما هاشمى رفسنجانى.
كان يكفى أن تنطق الاسم مجردا «هاشمى رفسنجانى» أو «رفسنجانى» فقط كى تتداعى عشرات الدلالات، أبرزها أنه «العقل الحكيم» للأمة، أو «ضابط الإيقاع» فى أداء كل مؤسسات الحكم فى إيران وأداء كل القوى السياسية، هو محور ارتكاز أداء كل هؤلاء، هو الرابط أو همزة الوصل بين مؤسسة الزعامة وبين كل من رئاسة الجمهورية ومجلس الشورى (البرلمان) ومجلس صيانة الدستور، لأنه هو «مجمع تشخيص (تحديد) مصلحة النظام، كمؤسسة هو عنوانها، وكدور لم يقم به أحد قبله، ولا يعرف من فى مقدوره أن يقوم به بعده.
هو أيضا الرابط بين التيارين السياسيين الكبيرين، تيار المحافظين بتنوعاته من تقليديين أو أصوليين (ثوريين- متشددين)، وتيار الإصلاحيين من معتدلين، وليبراليين ويساريين، فهو المحافظ المعتدل القادر على الحوار المسئول مع المحافظين، وهو الإصلاحى الوسطى أو المعتدل، القادر أيضا على ضبط إيقاع هذا التيار، لذلك ظل محور الانضباط فى أداء التيارين وعنوان التيار الجامع لهما تحت عنوان «المصلحة» كما يعبر عنها الإصلاحيون، وتحت عنوان الأيديولوجية، كما يعبر عنها المحافظون.
وصية الخميني
أسس الإمام روح الله الخمينى هذه الجمهورية، وكان الزعيم والقائد وملهم المؤسسات والزعامات كلها، وعندما أدرك أن موعد الرحيل عن الدنيا قد اقترب حدد اختياراته لقيادة جمهوريته، ولأنه ثورى دون انتقاص لوطنيته ومصالح بلده، ولوعيه أن الجمهورية الوليدة لم تكمل بعد مرحلتها الثورية، فقد اختار على الخامنئى ليكون الزعيم القادر على إكمال المشروع الثورى للجمهورية الإيرانية، ووضع على يمينه هاشمى رفسنجانى ليكون حامى المصلحة وضابط الإيقاع الثوري، وحمَّله مسئولية إنجاز مهمة تولية خامنئي، حسب ما نقله محمد باقر قاليباف، أحد أبرز قادة الحرس الثورى والمرشح الأسبق لرئاسة الجمهورية (محافظ طهران الحالي).
يروى قاليباف «مشهد الوصيّة التاريخية» من الخمينى لرفسنجانى فيقول: «مسك الإمام الخمينى إبهام رفسنجانى وأوصاه باثنتين: أن يدعو الناس إلى أن يتقبله الله، والثانية كانت لمسار أمة تعب فى بنائها» فقال له: «لا قلق عندى على مستقبل إيران، سوى أن يقع خلاف بينك وبين السيد خامنئي»، وعى رفسنجانى الوصيّة بحذافيرها وكان أمينا عليها، وعى أن الإمام وضعه «موضع هارون من موسى»، ما يعنى أن الولاية الكبرى والعليا للبلاد هى من نصيب خامنئي، وليست له، وأن دوره أن يكون الوفى الداعم والمخلص بإيجابية لهذا الزعيم المختار، وألا يدع شيئا يبعد بينهما.
رفسنجانى كان وفيا بوعده، وعندما رحل الإمام الخميني، تصدى رفسنجانى للمهمة بجدارة فائقة، فعندما اجتمع «مجلس خبراء القيادة» للبحث فى المهمة المنوطة به وهى اختيار «الزعيم» أو «الولى الفقيه» الذى سيخلف مؤسس الجمهورية الإسلامية، بادر رفسنجاني، باعتباره عضوا بمجلس الخبراء، وكان فى ذات الوقت رئيسا لمجلس الشورى والقائم بأعمال قائد القوات المسلحة، بالكشف عن وصية الإمام الخمينى التى كان نجله «السيد أحمد» شاهدا عليها وآية الله مشكينى وآخرين، بأن يكون السيد الخامنئى هو من يخلف الإمام فى زعامة الأمة، وبادر بقراءة خطاب داخلى أبرز فيه الإمام فى أكثر من مناسبة وصيته بانتخاب الخامنئى مرشدا للثورة.
كان هذا الدور الذى قام به رفسنجانى فى تنصيب خامنئى مرشدا للثورة (وهى المهمة الأهم والأصعب التى قام بها رفسنجاني) هو اللبنة الأولى فى إعلان الجمهورية الثانية التى كان عنوانها هو السيد الخامنئي، وكان دعامتها هو هاشمى رفسنجانى.
التعجيل بصراعات الانتخابات الرئاسية
الرحيل المفاجئ لرفسنجانى أحدث إرباكا مزدوجا لدى التيارين الكبيرين المتصارعين فى إيران، تيار الإصلاحيين الذى يعتبر رفسنجانى أحد أهم رموزهم، رغم أنهم لم يعتبروه أبدا زعيما لهم لمواقفه الوسطية وغير الحاسمة فى دعم القضايا الإصلاحية، هؤلاء كانوا يعتبرون أن رفسنجانى سيكون عاملًا قويا فى دعم إعادة ترشيح الرئيس حسن روحانى لدورة رئاسية ثانية فى الانتخابات الرئاسية المقبلة (مايو ٢٠١٧) فى مواجهة مرشحى تيار المحافظين، كما أنهم كانوا يعولون عليه فى أن يكون الرجل الذى سيقوم بالدور المحورى فى معركة «الخلافة السياسية» القادمة مع رحيل السيد على خامنئى المرشد الأعلى، وأن يكون الرجل الذى سيحدد معالم الجمهورية الثالثة، أى جمهورية ما بعد كل من خامنئى ورفسنجاني، وأن يلعب دورا فى تزكية مرشد أعلى جديد أكثر استنارة ووعيا بأولوية الأخذ بالقضايا الإصلاحية.
أما التيار المحافظ الذى ربما يكون قد تنفس الصعداء برحيل رفسنجاني، اعتقادا منهم أن معركة رئاسة الجمهورية باتت أقرب إليهم، فى ظل غياب رفسنجانى الداعم القوى للرئيس حسن روحاني، كما أن معركة «الخلافة السياسية» ستكون ميسرة، وأن المرشد الجديد سيكون حتما من معسكرهم ومن زعماء التشدد فى إيران، لكن موقف المرشد الأعلى السيد على خامنئى كان مختلفا عن ذلك، فقد عبر الرجل عن تأثره البالغ لغياب رفسنجانى المفاجئ رفيق مسيرة النضال الطويلة.
وخلال مسيرة طويلة لم يفترق رفسنجانى عن خامنئي، رغم مرارات الخلاف والصدام بينهما بسبب حرص رفسنجانى على أن يكون أمينا على دوره كموازن بين السلطات وبين القوى السياسية من أجل «مصلحة البلاد» والحفاظ على أيديولوجيتها الإسلامية. ولذلك كان رثاء خامنئى لرفسنجانى ونعيه له هو الأكثر تعبيرا عن عمق الثقة والوفاء بين الرجلين.
خامنئى يرثى صديقه
فى نعيه ورثائه لرفسنجانى قال السيد الخامنئى كلاما شديد الأهمية، ومن أبرز وأهم ما قاله فقرتان مهمتان من منظور ما هو قادم لإيران بدون رفسنجاني: «أن فطنته الوافرة وإخلاصه الفريد فى تلك السنوات كانا سندا موثوقا لكل الأشخاص الذين تعاونوا معه لاسيما أنا. وأن اختلاف الآراء والاجتهادات المختلفة فى مراحل من هذه الفترة الطويلة، لم تتمكن أبدا من قطع أواصر الصداقة التى كانت بدايتها بين الحرمين فى كربلاء، ووسوسة الخناسين الذين كانوا يسعون خلال الأعوام الأخيرة إلي الاستفادة من هذه الاختلافات بقوة وجدية، لم تتمكن من الإخلال فى الود العميق للراحل بالنسبة إلينا».
«كان نموذجا نادرا من الجيل الأول من المناضلين ضد النظام الملكي، ومن المعذبين فى هذا الطريق المليء بالمخاطر والفخر، وأن سنوات السجن وتحمل تعذيب السافاك (جهاز الاستخبارات الشاهنشاهي) والمقاومة فى وجه كل هذا، والمهام الخطيرة فى الدفاع عن المقدس، ورئاسة مجلس الشورى الإسلامي، ومجلس الخبراء، وغيرها، هى أوراق ناصعة من حياة هذا المناضل القديم المليئة بالتغيرات».
ما أراد خامنئى قوله هو «الفقدان» للصديق والرفيق الوفى الأمين، لذلك ختم رثائه بالقول: «ومع فقدان هاشمى لا أعرف شخصية أخرى كان لى معها تجربة مشتركة، وبهذه المدة الطويلة من متغيرات هذه المرحلة المصيرية».
جنازة سياسية
حدث الافتراق بين الرجلين منذ ذلك الوقت، ولذلك حرص الإصلاحيون على أن يجعلوا من جنازة رفسنجانى تأكيدا لهذا الافتراق من ناحية، وتأكيدا آخر بأن جنازة رفسنجانى تخصهم وليس للمرشد أو جماعته من الحرس الثورى أو المحافظين الأصوليين أى صلة.
فعلى الرغم من مشاركة رموز المحافظين الأصوليين والحرس الثورى فى جنازة رفسنجانى إلا أن حضور الإصلاحيين كان طاغيا. فقد أم المرشد الإيرانى السيد على خامنئى الصلاة على جثمان رفسنجانى فى جامعة طهران قبل نقله لدفنه بجوار مرقد الإمام الخمينى فى جنوب العاصمة، وكان على رأس المشيعين الرئيس حسن روحانى ورئيس البرلمان على لاريجانى ورئيس جهاز القضاء شقيقه صادق لا ريجاني، وكبار القادة العسكريين وقادة الحرس الثورى خاصة رئيس الأركان محمد باقري، وقائد الحرس الثورى على جعفري، وقائد «فيلق القدس» بالحرس الثورى قاسم سليمانى.
لكن على الجانب الآخر كان أكثر من مليونين ونصف من جماهير الشعب الإيرانى يشاركون بقوة فى جنازة رفسنجانى وفى القلب منهم قادة وكوادر الإصلاحيين، الذين حملوا صوره وحاولوا اجتياز الحواجز الأمنية ودخلوا فى مواجهات مع قوات الأمن بعد ترديدهم هتافات تندد بمنع الرئيس السابق محمد خاتمى من حضور الجنازة، وتطالب بفك الحصار عن الزعيمين الإصلاحيين مهدى كروبى ومير حسين موسوى.
من سيحکم إيران؟
وإذا كان هاشمى رفسنجانى بوسطيته وبرجماتيته وحرصه الدءوب على تحقيق المصالح الوطنية الإيرانية وتعظيمها قد استطاع مع على خامنئى بصلابته الثورية أن يؤسسا معا معالم الجمهورية الإيرانية الثانية بعد انتهاء الجمهورية الأولى بوفاة الإمام الخمينى عام ١٩٨٩، ونجحا فى تحقيق «الانتقال الآمن» لإيران من «الثورة إلى الدولة»، دون إفقاد هذه الدولة رسالتها الثورية، فإن رحيل رفسنجانى المفاجئ، وتوقعات رحيل خامنئى عاجلا أم آجلا تطرح تساؤلات مهمة حول معالم الجمهورية الإيرانية الثالثة، هل ستكون امتدادا للجمهورية الثانية التى نجحت فى المواءمة بين المصلحة وبين الأيديولوجيا، وأعطت كل الأولوية لبناء إيران اقتصاديا وعسكريا قوة إقليمية كبرى قادرة على الصمود أمام التحديات والمقاطعة الدولية، والانطلاق من الصمود إلى التوسع والتمدد الإقليمى ونشر النفوذ، دون تفريط فى الأيديولوجيا الثورية بل وجعلها عنوانا لهذا التمدد والتوسع، أم ستكون الأولوية لبناء الدولة على حساب الأيديولوجيا والأهداف الثورية والدخول فى مساومات وتحالفات إقليمية، على نحو ما يحدث الآن مع روسيا وتركيا، بعيدا عن الرسالة الأيديولوجية من أجل حماية الدولة وبناء إيران قوة اقتصادية – عسكرية كبرى اقتداءً بالنموذج الصيني، أم سيحدث العكس، سوف تطغى الأيديولوجية على المصلحة وتدخل إيران فى مخاطر الصراعات العسكرية مع قوى وأطراف دولية وإقليمية متربصة، خاصة مع الإدارة الأمريكية الجديدة للرئيس دونالد ترامب وانحيازه المطلق للكيان الصهيونى الذى يدفع باتجاه إنهاء التزام واشنطن بالاتفاق النووى مع إيران، وما يمكن أن يحدث من تداعيات لمثل هذه الخطوة إن حدثت.
ترجيح أى من هذه المشاهد أو السيناريوهات المستقبلية لإيران يتوقف بالطبع على من سوف تؤول لهم السلطة بعد رحيل خامنئي، وتداعيات الرحيل المفاجئ لهاشمى رفسنجانى ضابط إيقاع المحافظة على التوازن بين المصلحة والأيديولوجى ومن سيخلفه فى منصبه، ولا نقول فى دوره.
إذا حاولنا قراءة المشاهد المحتملة لمرحلة ما بعد رحيل رفسنجانى سنجد اتجاهين مختلفين الأول يرجح أن يؤدى رحيل رفسنجانى إلى إعادة التماسك بين تيارى الإصلاحيين برموزهم المعروفة: محمد خاتمى ومير حسين موسوى ومهدى كروبى والزعامات الجديدة وتيار الاعتدال الوسطى الذى كان رفسنجانى أهم رموزه مع الرئيس حسن روحاني، فى محاولة لملء فراغ غياب رفسنجاني، من خلال مبايعة حسن روحانى زعيما للتيارين بعد تقاربهما، وأن يتقوى موقف روحانى ويخوض بقوة معركة الانتخابات الرئاسية التى سوف تجرى فى مايو المقبل.
الثاني، وهو الاتجاه الأقوى، يرى أن غياب رفسنجانى سيؤدى إلى إنهاء كل تقارب بين الإصلاحيين وتيار الوسط المعتدل لسببين أولهما ضعف حسن روحانى وعدم وفائه بالتزاماته وتعهداته الإصلاحية وخاصة رد الاعتبار لزعماء الإصلاحيين الخاضعين للإقامة الجبرية منذ أحداث عام ٢٠٠٩ (مير حسين موسوى ومهدى كروبي)، وإنهاء الحصار الإعلامى والسياسى المفروض على الرئيس الأسبق محمد خاتمي، ثانيهما أن حسن روحانى أظهر فى الأشهر الأخيرة ميلا للتباعد عن رفسنجانى والتقارب مع المرشد السيد خامنئى والمحافظين الأصوليين، حيث تعمد فى الأشهر الأخيرة أن يرجع فوزه بالانتخابات الرئاسية إلى الإرادة الشعبية فى إنكار ضمنى لدور كل من رفسنجانى وخاتمى فى ذات الوقت سوف يتفرد المحافظون الأصوليون والحرس الثورى بالسيطرة على مقاليد السلطة سواء تحالفوا مع حسن روحانى فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، أو نجحوا فى فرض رئيس بديل أكثر ثورية من منظورهم.
هذا الاتجاه له ما يدعمه من أحداث وتطورات فرضت نفسها خلال السنة الماضية فى أعقاب توقيع الاتفاق النووى الإيرانى مع «مجموعة ٥+١» وظهور تحذيرات على لسان المرشد الأعلى السيد على خامنئى ورموز المحافظين الأصوليين وقادة الحرس الثورى من أن يؤدى الانفتاح الاقتصادى على الاقتصادات الغربية والولايات المتحدة الأمريكية على وجه الخصوص إلى انفتاح سياسى وثقافى يهدد التماسك الثورى والأيديولوجية الثورية للجمهورية الإسلامية.
ومع الاستعدادات لخوض انتخابات مجلس الشورى ومجلس خبراء القيادة، حيث كان المرشد والحرس الثورى والمحافظون الأصوليون أكثر تحفزا لمنع فوز الإصلاحيين وأكثر حرصا على احتكار الفوز بالمجلسين لضمان وجود قيادات ثورية قادرة على أن تدافع عن الجمهورية الإسلامية، الأمر الذى يعني، أن المرشد ورجاله مع إعطاء الأولوية للأيديولوجية الثورية، الأمر الذى يعنى أن رحيل رفسنجانى وغيابه عن المشهد السياسى سيكون فرصة مواتية لسيطرة المحافظين الأصوليين والحرس الثورى على السياسة والحكم فى إيران.
كان رفسنجانى أكثر انحيازا للخيار الآخر الوسطى والحيلولة دون سيطرة المتشددين على الدولة، وقام بدور أساسى فى إنجاح حسن روحانى كرئيس للجمهورية وكان يخطط لسيطرة المعتدلين والإصلاحيين على «مجلس خبراء القيادة» فى انتخابات ٢٦ فبراير ٢٠١٦، طامحا لتجديد الدعوة إلى إجراء تغييرات جذرية فى «ولاية الفقيه.
كل المؤشرات كانت تقول، وفى حياة رفسنجاني، إن إيران تتجه إلى تغليب تيار التشدد فى الداخل والخارج، والآن بعد رحيل رفسنجانى الذى كان يجاهد من أجل الاعتدال وانضباط الأداء ومع مجيء إدارة أمريكية جديدة أكثر عدوانية ضد إيران، فإن الاتجاه الأرجح بعد غياب رفسنجانى هو سيطرة الحرس الثورى والمحافظين الأصوليين على عملية هندسة معالم الجمهورية الثالثة فى إيران بعد غياب خامنئي، وربما يكون خامنئى نفسه هو المهندس الأهم فى تحديد معالم هذه الجمهورية دون شريك منافس.
فالاعتقاد السائد الآن أن وفاة رفسنجانى ستفتح صفحة جديدة من تعامل المتشددين من محافظين أصوليين وقادة الحرس الثورى مع قضية «الخلافة السياسية» وربما مع قضية الانتخابات الرئاسية المقبلة قبلها، خصوصا فى ظل قناعة هؤلاء أن الإصلاحيين لن يقفوا إلى جانب الرئيس حسن روحاني، ومن ثم فإن أمامهم (الأصوليين) فرصة سانحة لفرض مرشح أصولى متشدد من نوع أحمدى نجاد ليتولى المنصب كى يكون قادرا على التعامل مع الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب الذى يعتبرونه «صهيونيا حتى النخاع».
(البوابة نيوز)