بوابة الحركات الاسلامية : المنطقة الآمنة في سوريا "رهينة" لرغبة الأسد وبوتن وأردغان (طباعة)
المنطقة الآمنة في سوريا "رهينة" لرغبة الأسد وبوتن وأردغان
آخر تحديث: الثلاثاء 31/01/2017 12:18 م
المنطقة الآمنة في
 يبدو ان  رغبة الرئيس الأمريكى دونالد  ترامب  فى اقامتها قد حولت  المنطقة الآمنة في سوريا   الى  "رهينة" للنظام الروسي ونظام الرئيس السوري بشار الاسد  فقد بدأت  روسيا  تتبع أسلوب المراوغة في التعاطي مع الملف السوري، حيث أبدت انفتاحا على دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إقامة مناطق آمنة في سوريا، بشرط "التنسيق" مع النظام ومشاركة الأمم المتحدة في إدارتها.
المنطقة الآمنة في
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: "جنبا إلى جنب مع رئيس مفوضية اللاجئين، وهياكل أخرى في المنظمة الدولية للهجرة.. نستطيع التفكير في إيجاد أماكن إقامة مؤقتة للنازحين السوريين.. طبعا، هذا كله يحتاج إلى تنسيق مع نظام الأسد فيما يخص التفاصيل، وأيضا فكرة إنشاء أماكن الإقامة  وإنه إذا كانت الفكرة تهدف لتخفيف عبء أزمة الهجرة عن أوروبا فيمكن التفكير في تشكيل أماكن لإيواء المهاجرين الداخليين على الأراضي السورية بالتعاون مع إدارة المفوض السامي لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة والهيئات الدولية،  وأن تحقيق ذلك يتطلب اتفاقا عمليا على التفاصيل ومبدأ وضع أماكن المناطق مع النظام.
 كما أعلن المتحدث باسم الكرملين قبل أيام أن واشنطن لم تشاور موسكو في موضوع المناطق الآمنة في سوريا، الذي أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترمب، محذرة من المضي في مثل هذا القرار، وقال المتحدث الروسي إنه يجب على الحكومة الأميركية أن تفكر في العواقب المحتملة لإقامة مناطق آمنة في سوريا، مؤكدا أن واشنطن لم تتشاور معها قبل إعلان هذه المناطق
المنطقة الآمنة في
 النظام السوري التقط التوجه الروسي وقال عبر وكالة أنباء النظام (سانا)  "إن أي محاولة لإقامة مناطق آمنة للاجئين والنازحين دون تنسيق مع دمشق هو "عمل غير آمن" ويشكل انتهاكا لما سمته بالـ"السيادة السورية"،  وأن وزارة خارجية النظام ومفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة اتفقتا على ذلك خلال اجتماع في دمشق " فى رد واضح على  الاتصال الذى جرى بين  الرئيس الأميركي دونالد ترمب والملك السعودي سلمان بن عبد العزيز  واتفقا  فيه على تأييد إقامة مناطق آمنة في سوريا واليمن.
 وناقشت مقالة للكاتب الأمريكي أندرو بووين، نشرت بمجلة “ناشيونال إنتيريست” الأمريكية، إمكانيات إقامة مناطق آمنة في سوريا لاستيعاب ملايين النازحين والمهجرين حيث أوضح الكاتب "  أن خيار إقامة مناطق آمنة في سوريا يبدو خياراً معقولاً في ظل الأوضاع التي يعاني منها السوريون، إلا أن ذلك يتطلب الإجابة عن عدة تساؤلات تتمثل في إمكانيات إقامة مثل هذه المناطق فعلاً  وان تصريحات ترامب، شكلت مفاجأة كبيرة ليس للنظام السوري وحسب، وإنما أيضاً للشركاء الإقليميين الذين لم يتوقعوا أن يلجأ ترامب وإدارته الجديدة إلى هذا الخيار بهذه السرعة  وان القرار الأمريكي  تجري حالياً عملية مراجعته، وهو يأتي بالتزامن مع طلب ترامب من وزارة الدفاع تقديم خطة مفصلة خلال 30 يوماً حول كيفية مواجهة تنظيم الدولة. لكن الكاتب تساءل أيضاً “أين يمكن أن تقام هذه المناطق؟”.
المنطقة الآمنة في
وأضاف: “يوجد ملايين النازحين السوريين في دول الجوار السوري، خاصة تركيا ولبنان والأردن، بالإضافة إلى وجود نازحين في مناطق أخرى داخل البلاد، وتحديداً في شمال وشمال غرب سوريا، ومن ثم فإن أماكن إقامة مثل هذه المناطق ستكون حتماً على تخوم تلك الحدود التي تربط سوريا بدول الجوار”. متسائلاً مرة أخرى: “من سيدير تلك المناطق الآمنة؟  وتبدو تركيا والأردن الأقرب لإدارة مثل هذه المناطق، ولكن هذا لا يعني استثناء أطراف أخرى من إدارتها، مثل روسيا، أو حتى الأمم المتحدة لتوفير الأمن، إلا أنه من غير الواضح من سيدفع فاتورة تلك التكاليف”.
ويرى الكاتب أن نظام بشار الأسد لا يمكنه أن يشارك في إدارة مثل هذه المناطق؛ الأمر الذي يحتم على إدارة ترامب أن تعمل مع الحلفاء الإقليميين لإقامة مثل هذه المناطق وإدارتها وفقاً للمعايير التي تتطلبها   وان فاتورة إقامة مثل هذه المناطق بالتعاون والتنسيق مع دول الجوار  ، ستتطلب أيضاً من واشنطن أن تدفع جزءاً من فاتورة تلك المناطق لأنقرة وعمّان وبيروت، التي تحملت طيلة الفترة الماضية العبء الأكبر من تدفق المهاجرين السوريين وإن ترامب قد يلجأ أيضاً الى دول الخليج العربية، السعودية وقطر والإمارات؛ لدفع ثمن إقامة مثل هذه المناطق ونجاح مثل هذه المناطق، بحاجة إلى ضمانات اقتصادية كبيرة؛ فليس من السهل إقناع من غادر سوريا إلى أوروبا مثلاً بالعودة، ومن ثم فإن الأمر بحاجة إلى خطة متعددة الأطراف، تشارك في بناء سوريا التي دمرتها الحرب وتبقى المناطق الآمنة التي أعلن عنها ترامب هي الاختبار الحقيقي للإدارة الأمريكية الجديدة في التعامل مع أزمات منطقة الشرق الأوسط.
المنطقة الآمنة في
 وأعتبر محمد زاهد غول الكاتب التركي  ان إدارة ترامب جاءت  بخطة وأفكار جديدتين في المنطقة والعالم، في مقدمتها إقامة منطقة آمنة في سوريا لحماية المدنيين، وعدم تركهم يهاجرون إلى أوروبا ولا إلى دول الجوار وهذا الخطوة الأمريكية بإقامة منطقة آمنة في سوريا، وما يتبعها من إقامة ملاذات آمنة للسوريين على أراضيهم وحمايتهم من العدوان، سواء بالقصف الجوي او البري، وهذا يتطلب منطقة حظر طيران فوق هذه المناطق، سواء كانت في شمال سوريا على الحدود التركية، أو في المناطق الجنوبية على الحدود الأردنية، او المناطق الغربية على الحدود اللبنانية، ما يعني أن سوريا كاملة سوف تصبح تحت هيمنة الطيران الأمريكي والدولي، الذي سوف يحظر الطيران فوقها، وعلى الأخص الطيران الحربي، سواء كان لجيش بشار الأسد أو الجيش الروسي والجيش الروسي كان يظن أنه أصبح صاحب الكلمة الأولى والعليا في سوريا، لذلك كان طبيعيا أن يأتي الموقف الروسي معبرا عن عدم رضاه، وهو لا يجرؤ على رفضها، لذلك عبّر عن استغربه من أن أمريكا لم تشاوره بالأمر.
 وتابع لا شك أن القرار الأمريكي لإقامة مناطق آمنة في سوريا يمثل صدمة للقيادة الروسية، خاصة أنه جاء دون إخبار روسيا بذلك، فقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف: «إن الحكومة الأمريكية لم تشاور روسيا قبل أن تعلن نيتها إقامة مناطق آمنة في سوريا»، وقال: «إن على واشنطن أن تفكر في العواقب المحتملة لتنفيذ هذه الخطة، وإن من المهم ألا تفاقم أوضاع النازحين». هذا الموقف الأمريكي يعني أن أمريكا سوف تغير من طريقة تعاملها مع الأزمة السورية اولاً، وربما يشمل ذلك كل سياستها في المنطقة أيضاً، أي أن القرار الأمريكي يشير إلى مرحلة أمريكية جديدة في سوريا، من أهم معالمها أنها لن تعير الأطراف المشاركة في الأزمة من الدول الخارجية أي قيمة، كما كانت تفعل إدارة أوباما من قبل، وقد يكون من ضمنها السعي الجدي لقطع علاقات أمريكا مع التنظيمات الارهابية في المنطقة، وهو ما تأمله تركيا وتطالب به، لذا كان من الطبيعي أن تؤيد تركيا الخطوة الأمريكية، فقال المتحدث باسم الخارجية التركية حسين مفتي أوغلو: «إن بلاده تؤيد منذ فترة إقامة مناطق آمنة في سوريا لحماية النازحين»، وحيث أن الرئيس ترامب طلب تقديم دراسة عن الخطوات التنفيذية في هذا الاتجاه من وزارتي الدفاع والخارجية، أضاف أوغلو: «إن المهم هو نتائج هذه الدراسة، وما نوع التوصية التي ستخرج بها»، علما بأن هناك دراسات أمريكية عديدة منذ عهد اوباما، ولكن القرار لم يتخذ في ذلك الوقت، وهو ما يفتح الأسئلة المشككة عن اهداف ترامب الحقيقية من المناطق الآمنة؟ 
المنطقة الآمنة في
واشار جاء في مسودة الأمر التنفيذي «توجه وزارة الخارجية بالتعاون مع وزارة الدفاع في غضون تسعين يوما من تاريخ هذا الأمر بوضع خطة لتوفير مناطق آمنة في سوريا، وفي المنطقة المحيطة يمكن فيها للمواطنين السوريين الذين نزحوا من وطنهم انتظار توطين دائم مثل إعادتهم لبلادهم أو إعادة توطينهم في بلد ثالث»، وهذا يعني أن القرار الأمريكي سوف يتعاون مع الدول المجاورة لسوريا أولاً، والدول التي فيها مواطنون سوريون بأعداد كبيرة ثانياً، وفي مقدمة هذه الدول تركيا، وحيث أن تركيا بعد أن فقدت الأمل في مشاركة أمريكا في إقامة منطقة آمنة سابقاً، عمدت إلى إقامتها بنفسها وبموافقة روسية أيضاً، بحكم تواجد روسيا العسكري في سوريا، فإن من اهم اهداف عملية درع الفرات كان إقامة منطقة آمنة شمال سوريا بمساحة خمسة آلاف كم2، تمكنت تركيا حتى الآن من إقامة هذه المنطقة على مساحة الفي كم2، وإن من يقف دون توسع هذه المنطقة هي إيران وميليشياتها، التي تعرف أن مبدأ المناطق الآمنة سوف يحبط مشروعها، ولعل توقف أو تأخير توسيع المنطقة الآمنة بعملية درع الفرات عند مدينة الباب، التي ابتدأت باستهداف ثلاثة جنود اتراك قبل شهرين، أصبحت واضحة المعالم، فمن يعطل ويمنع إقامة المنطقة الآمنة هي إيران وميليشياتها، وكانت روسيا قد وافقتها على ذلك في البداية، ولكن مصالح روسيا مع تركيا غيرت المعادلة مع إيران، وكذلك عدم حاجة إدارة ترامب لالتزامات امريكا السابقة مع إيران في قضية الملف النووي سوف يغير التفاهمات الإيرانية الأمريكية في سوريا، وهذا يجعل أمريكا في حل من التزاماتها مع إيران أولاً، ويجعل الموقف الأمريكي الجديد متناغم مع الموقف التركي من دون تعارض مع الموقف التركي الروسي أيضاً.
المنطقة الآمنة في
 مما سبق نستطيع التأكيد على انه يبدو ان  رغبة الرئيس الأمريكى دونالد  ترامب  فى اقامة  المنطقة الآمنة في سوريا قد حولتها الى "رهينة" للنظام الروسي ونظام الرئيس السوري بشار الاسد   وسمح لروسيا  بالمراوغة اكثر  في التعاطي مع الملف السوري.