بوابة الحركات الاسلامية : بداية تفكيك التنظيم الدولي لجماعة الاخوان (طباعة)
بداية تفكيك التنظيم الدولي لجماعة الاخوان
آخر تحديث: الثلاثاء 31/01/2017 12:56 م
بداية تفكيك التنظيم
اتحاد المنظمات الاسلامية في أوروبا يعد من اهم الاجنحة العاملة في التنظيم الدولي لجماعة الاخوان خاصة انه يمتلك فروع له في حوالي 30 دولة ويسيطر على عدد لا بأس به من المنظمات الفكرية والاجتماعية العاملة في هذه الدول والتي يزيد عددها عن 150 منظمة وجمعية منتشرة حول العالم وخاصة في القارة العجوز "اوروبا" وبإعلان هذا الاتحاد الانفصال عن الجماعة يعد ضربة قاضية للتنظيم الدولي التابع للجماعة ليس على المستوى السياسي واتخاذ القرار فقط بل ايضا على المستوى المالي والتمويل،
بداية تفكيك التنظيم
حيث أعلن "اتحاد المنظمات الإسلامية بأوروبا" انفصاله عن التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، بعد التكهنات الدائرة حاليا حول إدراج الجماعة على قوائم الإرهاب بعد تولي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية.
وأعلنت هيئة "اتحاد المنظمات الإسلامية بأوروبا، انفصالها عن التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، بعد أن عقدت اجتماعا لها في اسطنبول التركية، بمشاركة 56 من أعضاء الاتحاد". وذلك في بيان للهيئة نشرته شبكة "رصد" المصرية.
وصوت بالموافقة على انفصال "اتحاد المنظمات الإسلامية بأوروبا" عن "الإخوان"، 48 عضوا، فيما اعترض عضوان وامتنع ستة أعضاء عن التصويت.
ويعتبر "اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا"، هي هيئة إسلامية أوروبية جامعة تشكل إطارا موحدا للمنظمات والمؤسسات والجمعيات الإسلامية الأوروبية، وتضم هيئات ومؤسسات ومراكز في 30 دولة أوروبية.
ويعرف اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا الجناح الأوروبي لتيار الإخوان المسلمين العالمي نفسه على أنه منظمة ثقافية، وجامعة إسلامية تنتظم فيها مئات من المنظمات، تتوزع على 28 قطرا أوربيا، يجمعها الإيمان بمنهج الوسطية والاعتدال، الذي يمثل سماحة الإسلام.
وقد تأسس الاتحاد عام 1989 كنتيجة طبيعية لتطور العمل الإسلامي في أوربا، بغية تنظيمه وحمايته من التشرذم، بدأ العمل بصفوف الطلاب ثم تطور العمل إلى المؤسسات، فبعد محاصرة نظام جمال عبد الناصر، تنظيم الإخوان داخل القاهرة، هاجر الكثير تجاه أوروبا وألمانيا، وتم تأسيس الاتحاد كمظلة تحوي كل هذه الأنشطة على مستوى أوروبا.
خالد الزعفرانى
خالد الزعفرانى
وقد وصف خالد الزعفرانى، الخبير في شئون الحركات الإسلامية، أن قرار انفصال اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا عن الإخوان بـ"الحكيم"، ويمثل ضربة قوية لاستراتيجية الإخوان، التي تقوم على تقديم أنفسهم كممثل للإسلام والمسلمين في أوروبا وأمريكا، بل في كل دول العالم الخارجي، كندا وأستراليا وأمريكا الجنوبية.
وأضاف الخبير في شئون الحركات الإسلامية، في تصريحات صحفية اليوم، أن القرار يثبت أن الإخوان لا يمثلون الإسلام، ولكنهم تنظيم سياسي أولًا. وتابع أن الإخوان سيطروا على غالبية المراكز والمنظمات الإسلامية في أوروبا وأمريكا بحجة نشاطهم الإسلامي المجرد، و"لكنهم قلبوها لشعب إخوانية"، وهذا القرار يُفقدهم تلك السيطرة.
أحمد بان، الباحث
أحمد بان، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية
وقال أحمد بان، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، إن إعلان اتحاد المنظمات الإسلامية الانفصال عن التنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية، مؤشر عن انهيار الجماعة وتحولها إلى كيانات صغيرة.
وأكد بان أن خطوة «انفصال الاتحاد» محاولة لإبقاء النشاط الإخواني في الخارج، لاسيما وأن الدول الأوروبية لا تحاكم النوايا، ولكن تتعامل مع من يخالفون قوانينها فقط. 
وفيما يبدو أن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" يسير في تنفيذ وعوده التي أطلقها وقتما كان مرشحًا للرئاسة الأمريكية بخطوات ثابتة، لاسيما تلك التي تخص جماعة الإخوان، وصدح كثيرًا بأنها ستلقى مصيرًا أسود في عهده، وسيتم حظر نشاطها ووضعها على قوائم الإرهاب قريبًا.
وعقب مرور أيام قليلة على توليه السلطة، أعلن اتحاد المنظمات الإسلامية بأوروبا، تخليه عن جماعة الإخوان والانفصال عنها نهائيًا، وهو ما فسرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية بأن الاتحاد يخشى من اعتبار "ترامب" الإخوان منظمة إرهابية، وهو ما سينعكس عليه، فقررت الانفصال عنها.
القرار الذي أقبل عليه اتحاد المنظمات، جاء بعد اجتماعًا طارئًا عقده في مدينة إسطنبول التركية، بمشاركة 56 من أعضاء الاتحاد برئاسة "عبدالله بن منصور"، وجاءت أهم فعاليات الاجتماع التصويت على انفصاله عن جماعة الإخوان بموافقة 48 عضوًا واعتراض عضوين وامتناع 6 عن التصويت.
وكان للأمر تداعيات أخرى، وهو استقالة "أحمد كاظم الراوي" الرئيس السابق للاتحاد من الاتحاد، نظرًا لسابقة تأكيد القيادات الإخوانية بالخارج استمرار الاتحاد كأحد الكيانات التابعة لجماعة الإخوان، وأحد مصادر دعم الجماعة على الساحة الأوروبية.
سامح عيد، الباحث
سامح عيد، الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية
وعن تلك الخطوة، يقول سامح عيد، الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، أن معظم المنظمات الإسلامية التي كانت تحت جناح جماعة الإخوان في يوم، بدأت الانفصال عنها بشكل إداري، مشيرًا إلى أن الاتحاد انفصل كهيئة عن جماعة الإخوان، لكن هذا لا ينفي استمرار أعضائه في انتمائهم للجماعة كأفراد. ويوضح عيد أن الاتحاد ربما يخشى وقوع أي عقوبات على الجماعة، لاسيما في ظل إدارة الرئيس الأمريكي الجديد، والذي توعد كثيرًا بحظر الجماعة، ما قد ينعكس عليه بتجميد أرصدته وأمواله، أو اعتباره يضم جماعات مصنفة إرهابية على المستوى العالمي، أو أن يطول قياداته أي ملاحقات أمنية.
ويضيف أن الأمر لا يحمل تأثيرًا كبيرًا على نشاط الجماعة في أوروبا، لأن إعلان الانفصال قد يكون تخوفًا من تلك العقوبات، ويستمر التعاون مع الجماعة في الخفاء، مبينًا أن كل المنظمات والدول الأوروبية بدأت تتبرأ من كل ما هو إخواني وإعلان الاتحاد انفصاله جاء في نفس السياق.
هشام النجار، الباحث
هشام النجار، الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية
وعلى النقيض يرى هشام النجار، الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، أن القرار له تأثير كبير على الجماعة، لأنها تمتلك رئتين تتنفس بهما إحداهما في الداخل العربي وتحديدًا مصر، والرئة الثانية في أوروبا وخاصة بريطانيا وألمانيا وأمريكا، وتلك الضربة تصيب نشاطتها الاستثمارية والإدارية بالشلل وتحد من نشاطها  في الخارج.
ويرجع فك الارتباط كخطوة استباقية، تخوفًا من إدارة "ترامب"، التي توعدت بإن تعتبر الإخوان منظمة إرهابية، ويهم الاتحاد ألا يلحق به تلك الصفة، ويعوق نشاطه المجتمعي، وينعكس سلبًا على التمويلات التي يتلقاها، ومن الممكن أن يعرضها للتوقف والمُسائلة.
ويستبعد "النجار" وجود أي خلاف بين المنظمة والاتحاد دفعها للانفصال، لأن الجماعة تحاول في الوقت الحالي تسوية كل أزماتها السياسية، والحفاظ على آخر أوراقها سواء في الداخل والخارج، واللعب على النشاط المجتمعي والدعوي والذي من خلاله تحاول الولوج إلى المشهد السياسي من جديد.
يُعرف الاتحاد بأنه هيئة إسلامية أوروبية جامعة، تشكل إطارًا موحدًا للمنظمات والمؤسسات والجمعيات الإسلامية الأوروبية، ويضم الاتحاد هيئات ومؤسسات ومراكز في 30 بلدًا أوروبيًا، ويعتبر الجناح الأوروبي لتيار الإخوان العالمي.
نشأ الاتحاد في أوروبا، منذ آواخر الخمسينات، على يد الطلبة الوافدين الذين جاءوا من مصر وبدأو العمل بصفوف الطلاب، بعد فراراهم من ضرب النظام في مصر خلال عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر جماعة الإخوان واعتقال أعضائها، فآثروا الهجرة تجاه أوروبا وألمانيا وأسسوا العمل الإسلامي هناك.
ثم تم تأسيس الاتحاد كمظلة تحوي كل هذه الانشطة على مستوي أوروبا، وكان من أوائل قادة هذا العمل الإسلامي "سعيد رمضان" زوج ابنة الإمام حسن البنا والسكرتير الشخصي له، والذي بدأ التأسيس الفعلي للاتحاد عام 1989، ثم توسع فيع حت ضم مؤسسات إسلامية على مستوى أوروبا، وهيئة عمومية، ومجلس شورى، ومكتب تنفيذي.
*أهداف الاتحاد
وفي ديباجته، يُعرف الاتحاد أن أهدافه، هي الحفاظ على الوجود الإسلامي في أوروبا، والارتقاء بمستواه العام وخدمة مصالحه وتمكينه من أداء رسالته في التعريف بالإسلام والدعوة ضمن الأطر القانونية الأوروبية، وتوطين الإسلام في الغرب بالاندماج الإيجابي للمسلمين في مجتمعاتهم، اندماجًا يجمع بين الحفاظ على الهوية الإسلامية وممارسة المواطنة.
*الأنشطة
يضم الاتحاد أعضاء من العرب والأجانب وهؤلاء يمثلون ما لا يقل عن 1000 جمعية ومركز ومؤسسة تعمل في مختلف مجالات العمل مثل الشبابية والنسائية والطفولية، ويوجد أشخاص يعملون في المجالس البلدية، والاتحاد لا يمثل كل المسلمين في أوروبا، وإنما هو أكبر منظمة إسلامية هناك لها انتشار أفقي وتغطي معظم دول أوروبا.
*الانتشار
ينتشر الاتحاد في دول العالم بفروع عدة، إذ يضم في عضويته اتحادات، ليس كجمعيات بل اتحادات، متواجدة في 30 قطرًا أوروبيًا، من أوروبا الشرقية إلى أوروبا الغربية وروسيا وغيرها، هذه الاتحادات على الصعيد القطري في الأقطار الأوروبية لها نشاط لها مراكز جمعيات إنتاجية، ومنتديات شبابية، وجمعيات شبابية، وكشافية، وعمل دعوي.