وتداول بعض النشطاء تسجيلا مصورا يظهر ما قالوا إنهم أفراد من المليشيات يرفعون ويرددون شعارات طائفية عند الجامع الكبير في الجانب الشرقي من الموصل.
وسبق تداول البعض مقط صوتي لضباط الدورة 106 من الكلية العسكرية الأولى في العراق، وهم يؤدون قسم التخرج داخل مرقد الإمام الحسين رضي الله عنه في مدينة كربلاء جنوب بغداد، وسط هتافات طائفية، وفي مشهد مخالف للأعراف العسكرية.
ومن بين كلمات قسم التخرج "نعاهد سيدي ومولاي الإمام الحسين عليه السلام بأن نحفظ الوديعة ونصون الأمانة"، وعقب إنهاء القسم ردد المتخرجون هتافات معروفة لدى الشيعة من قبيل "لبيك يا حسين".
وسبق أن ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير لها، أن فصيل من "الحشد الشعبي"، شن قصفاً مدفعياً على قوات البيشمركة شرقي قضاء سنجار، وقال المتحدث باسم "الحشد" أحمد الأسدي، إن "البيشمركة جزء من القوات المسلحة العراقية وهم إخوة لنا وشركاء أساسيون في مواجهة الاٍرهاب والقضاء على عصابات داعش الإرهابية، وهناك نقاط متقاربة للحشد والبيشمركة في المنطقة، ويوجد تنسيق عالٍ بين الجانبين"، مضيفا: "شكلنا لجنة تحقيق فورية لمعرفة ملابسات ما جرى، ومنع تكرار مثل هذه الأخطاء التي لا تخدم سير المعارك واستمرار وتيرة الانتصارات".
ووفق ما ذكرت بوابة الحركات الإسلامية، دخلت أقطاب دينية على خط الأزمة، حيث اعتبر رئيس المجلس الأعلى الإسلامي في العراق عمار الحكيم، أنه "لا خيار أمام العراقيين إلا التفاهم مع بعضنا البعض ليتعافى العراق من محنته"، وقال الحكيم أمام مؤتمر العشائر العراقية، إن "الضمانات الخارجية والدولية لا تنفع العراق، وإن الضمانة الأساسية هي العراقيون باتفاقهم وتضحيتهم"، مضيفاً أن "من يريد أن يدخل العراق تحت طائلة البند السابع، وتحت الوصاية الدولية والإسلامية، بحثا عن ضمانات لا يمكن أن تقبل، وعلينا الاعتماد على أنفسنا وسياسيينا وقادتنا، وعلى كل واقعنا المجتمعي".
ووفق تقارير عالمية فقد قالت مصادر عراقية إن قوات من فصائل الحشد الشعبي انتشرت على طول الساحل الأيسر من مدينة الموصل، والذي بات يخضع لسيطرة الحكومة المركزية في بغداد بعد فرار عناصر داعش على وقع معارك دامية.
وتقول مصادر عسكرية في الموصل إن مقاتلين ينتمون إلى فصيلي النجباء وحزب الله التابعين للحشد الشعبي انتشروا، خلال اليومين الماضيين، في مناطق الصناعة والانتصار، بالتزامن مع دخول قوة تابعة للحشد الشبكي الشيعي الذي يقوده عضو البرلمان العراقي حنين القدو، المقرب من رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، إلى 37 قرية في منطقة سهل نينوى، غرب الموصل.
والحشد الشبكي الشيعي هو قوة شيعية مكونة من مقاتلين ينتمون إلى أقلية الشبك الشيعية، المتمركزة خصوصا في محافظة نينوى.
وذكرت مصادر عراقية أن قوات الحشد الشعبي، تحت قيادة زعيم منظمة بدر هادي العامري، وجهاز مكافحة الإرهاب قامت باختطاف العشرات من الضباط العراقيين الذين كانوا يحملون رتبا عالية في الجيش العراقي السابق. وقالت المصادر إن هؤلاء الضباط مطلوبون للحرس الثوري الإيراني.
وأثارت تحركات الميليشيات الطائفية في الموصل على الفور قلق بغداد وحكومة إقليم كردستان العراق والسفارة الأمريكية وبعثة الأمم المتحدة.
وبدأت قوات البيشمركة تبدي غضبها إزاء الهجمات المتكررة التي تنفذها قوات الحشد الشعبي ضد مواقع القوات الكردية على خطوط التماس بمحافظة نينوى، فيما تحاول القيادات السياسية في إقليم كردستان أن تكون أكثر هدوءا في التعاطي مع هذا الملف، لمنع تداعيات هذا الموضوع من التأثير على العلاقات بين أربيل وبغداد.
وأفاد المتحدث باسم منظمة بدر المدعومة من إيران، كريم النوري، بأن قوة من الحشد الشعبي، قصفت، بالخطأ، موقعا لقوات البيشمركة الكردية في قضاء سنجار، غرب الموصل.
وصدرت تصريحات لقيادات عسكرية في قوات البيشمركة تحذر قوات الحشد الشعبي من تكرار الأخطاء، على عكس القيادات السياسية الكردية، التي تتجنب التصعيد.
وقال مسؤول كردي إن قوات البيشمركة الكردية ملتزمة بجانبها من الاتفاق، ولم تتوغل في مركز الموصل، لكن دخول الحشد الشعبي ربما يغير الواقع، مؤكدا أن القيادة الكردية أصدرت أوامر لقوات البيشمركة المتمركزة شمال نينوى بالاستعداد للتحرك، في حال لم تف الأطراف المعنية بوعدها.
وقال قائد اللواء الثامن في قوات البيشمركة، علاءالدين رسول، إن الرد سيكون عنيفا على هجمات الحشد الشعبي في حال تكرارها، في تصريح لوكالة روداو الكردية، المقربة من رئيس حكومة إقليم كردستان، نيجرفان البارزاني.