ومن جانبها أكدت مصادر سورية أن استنفارا أمنيا تشهده بلدة مركدة، آخر معاقل تنظيم "داعش" في ريف الحسكة الجنوبي، مع وصول شخصيات قيادية كبيرة في التنظيم إلى المنطقة، موضحة أن الاستنفار الذي تشهده البلدة غير مسبوق، الأمر الذي قد يعني أن البغدادي وصل إلى البلدة فعلاً من العراق.
ووفق مصادر كردية فقد رصدت الاستخبارات في الوحدات الكردية عدة اجتماعات خلال اليومين الماضيين في البلدة التي يسيطر الأكراد على ريفها، في إشارة إلى أن شيئاً ما يحضره التنظيم في هذه المنطقة.
ويري مراقبون أن حال صدقت المعلومة في أن أبو بكر البغدادي انتقل إلي مدينة الحسكة، فقد يكون هدفه هو رفع الروح المعنوية لمقاتلي التنظيم الذين يعانون انهياراً كبيراً في صفوفهم في ريف الحسكة، وأخرون يرون أن الحسكة ستصبح "حائط صد" جديد لزعيم التنظيم.
ويواصل التنظيم الإرهابي داعش، عدة معارك في وقت واحد في العراق وسوريا، حيث تواصل القوات العراقية عملياتها لاستعادة كامل الموصل، كما تواصل الوحدات الكردية تقدمها في ريف الرقة، بالتزامن مع تقدم الجيش السوري نحو مدينة الباب شرق حلب بالتوازي مع تقدم فصائل "درع الفرات" نحو ذات المدينة التي تعتبر أكبر مراكز ثقل التنظيم في ريف حلب.
ويخوض مقاتلو التنظيم معارك عنيفة في ريف حمص الشرقي، وفي القلمون بريف دمشق، وفي دير الزور شرق سوريا، ضمن محاولات التنظيم فتح جبهات جديدة للتأكيد على تواجده الميداني من جهة، وبحثاً عن مناطق يمكنه الانتقال إليها مع ارتفاع وتيرة الضغط عليه في معاقله الحالية.
وأصبحت التكهنات حول مكان تواجد زعيم "داعش" المختفي منذ نحو ثلاثة أشهر، هي أساس شائعات عديدة حول مقتله تارة أو هربه تارة أخرى، المؤكد منها حتى الآن أنه مازال على قيد الحياة، خصوصاً مع تداول معلومات عن نقل التنظيم مئات من كوادره من العراق إلى سوريا، وقد يكون البغدادي بينهم.
كان فؤاد حسين رئيس ديوان الرئيس الكردي مسعود البارزاني، قال في لقاء مع صحيفة إندبندنت البريطانية في وقت سابق، إن حكومته لديها معلومات من مصادر متعددة بأن "البغدادي موجود هناك، وإذا قتل فسوف يعني ذلك انهيار كل التنظيم".
وعقبت الصحيفة بأنه سيتعين على التنظيم اختيار خليفة جديد في خضم المعركة، لكن لن يكون لأي خليفة الحجة والهيبة التي لدى البغدادي.
وألمحت إلى أن وجود البغدادي في الموصل قد يعقد ويطيل أمد معركة استعادة المدينة، لأن أتباعه الباقين على قيد الحياة يقاتلون حتى الموت دفاعا عنه، قائلا: إن قوات البشمركة الكردية عجبت لهذا العدد الهائل من الأنفاق التي حفرها التنظيم من أجل توفير أماكن للاختباء في القرى المحيطة بالموصل.
وسبق أن كشفت مصادر من داخل مدينة الموصل أن الرعب يلاحق البغدادي، وذلك وسط استمرار تقدم القوات العراقية والبيشمركة في معركة استعادة المدينة الواقعة شمالي العراق، بدعم من التحالف الدولي.
وقالت صحيفة ديلي ميل البريطانية إن البغدادي يتخذ من أحد الأنفاق في الموصل مقرا له، وقد بات يشكك في أقرب المحيطين به خوفا من أي خيانة أو تمرد.
وأوضحت أن زعيم داعش بات يشكك في كل من حوله حتى المقربين منه، مما تسبب في إصدار أوامر بقتل أكثر من 50 عنصرا من داعش بتهم التجسس.