بوابة الحركات الاسلامية : غموض حول مقر "البغدادي".. والحسكة "حائط صد" جديد لزعيم "داعش" (طباعة)
غموض حول مقر "البغدادي".. والحسكة "حائط صد" جديد لزعيم "داعش"
آخر تحديث: السبت 04/02/2017 02:27 م
غموض حول مقر البغدادي..
لا زال الغموض حول مقر زعيم التنظيم الإرهابي "داعش" أبو بكر البغدادي، مستمر مع كثرة تردد الأنباء بتواجده بين العراق وسوريا، وازدات الشائعات علي مدار الفترة الماضية وبالتحديد منذ عام، حيث سبق وأن قيل إنه في الموصل العراقية، وأخرون قالوا إنه في الرقة، وهما أبرز مقرات التنظيم الإرهابي في الدولتين.

الحسكة "حائط صد" لزعيم التنظيم

الحسكة حائط صد لزعيم
ومن جانبها أكدت مصادر سورية أن استنفارا أمنيا تشهده بلدة مركدة، آخر معاقل تنظيم "داعش" في ريف الحسكة الجنوبي، مع وصول شخصيات قيادية كبيرة في التنظيم إلى المنطقة، موضحة أن الاستنفار الذي تشهده البلدة غير مسبوق، الأمر الذي قد يعني أن البغدادي وصل إلى البلدة فعلاً من العراق.
ووفق مصادر كردية فقد رصدت الاستخبارات في الوحدات الكردية عدة اجتماعات خلال اليومين الماضيين في البلدة التي يسيطر الأكراد على ريفها، في إشارة إلى أن شيئاً ما يحضره التنظيم في هذه المنطقة.
 ويري مراقبون أن حال صدقت المعلومة في أن أبو بكر البغدادي انتقل إلي مدينة الحسكة، فقد يكون هدفه هو رفع الروح المعنوية لمقاتلي التنظيم الذين يعانون انهياراً كبيراً في صفوفهم في ريف الحسكة، وأخرون يرون أن الحسكة ستصبح "حائط صد" جديد لزعيم التنظيم.
ويواصل التنظيم الإرهابي داعش، عدة معارك في وقت واحد في العراق وسوريا، حيث تواصل القوات العراقية عملياتها لاستعادة كامل الموصل، كما تواصل الوحدات الكردية تقدمها في ريف الرقة، بالتزامن مع تقدم الجيش السوري نحو مدينة الباب شرق حلب بالتوازي مع تقدم فصائل "درع الفرات" نحو ذات المدينة التي تعتبر أكبر مراكز ثقل التنظيم في ريف حلب.
ويخوض مقاتلو التنظيم معارك عنيفة في ريف حمص الشرقي، وفي القلمون بريف دمشق، وفي دير الزور شرق سوريا، ضمن محاولات التنظيم فتح جبهات جديدة للتأكيد على تواجده الميداني من جهة، وبحثاً عن مناطق يمكنه الانتقال إليها مع ارتفاع وتيرة الضغط عليه في معاقله الحالية.
وأصبحت التكهنات حول مكان تواجد زعيم "داعش" المختفي منذ نحو ثلاثة أشهر، هي أساس شائعات عديدة حول مقتله تارة أو هربه تارة أخرى، المؤكد منها حتى الآن أنه مازال على قيد الحياة، خصوصاً مع تداول معلومات عن نقل التنظيم مئات من كوادره من العراق إلى سوريا، وقد يكون البغدادي بينهم.
كان فؤاد حسين رئيس ديوان الرئيس الكردي مسعود البارزاني، قال في لقاء مع صحيفة إندبندنت البريطانية في وقت سابق، إن حكومته لديها معلومات من مصادر متعددة بأن "البغدادي موجود هناك، وإذا قتل فسوف يعني ذلك انهيار كل التنظيم".
وعقبت الصحيفة بأنه سيتعين على التنظيم اختيار خليفة جديد في خضم المعركة، لكن لن يكون لأي خليفة الحجة والهيبة التي لدى البغدادي.
وألمحت إلى أن وجود البغدادي في الموصل قد يعقد ويطيل أمد معركة استعادة المدينة، لأن أتباعه الباقين على قيد الحياة يقاتلون حتى الموت دفاعا عنه، قائلا: إن قوات البشمركة الكردية عجبت لهذا العدد الهائل من الأنفاق التي حفرها التنظيم من أجل توفير أماكن للاختباء في القرى المحيطة بالموصل.
 وسبق أن كشفت مصادر من داخل مدينة الموصل أن الرعب يلاحق البغدادي، وذلك وسط استمرار تقدم القوات العراقية والبيشمركة في معركة استعادة المدينة الواقعة شمالي العراق، بدعم من التحالف الدولي.
وقالت صحيفة ديلي ميل البريطانية إن البغدادي يتخذ من أحد الأنفاق في الموصل مقرا له، وقد بات يشكك في أقرب المحيطين به خوفا من أي خيانة أو تمرد.
وأوضحت أن زعيم داعش بات يشكك في كل من حوله حتى المقربين منه، مما تسبب في إصدار أوامر بقتل أكثر من 50 عنصرا من داعش بتهم التجسس.

الذراع الحامي لزعيم تنظيم "داعش"

الذراع الحامي لزعيم
وفي 27 يناير الماضي، أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية ليث النعيمي في تصريحات صحافية، أن غالبية قيادات داعش إما قتلت أو أصيبت أو هربت، لأنها كانت تمتلك أنفاقاً بطول أكثر من 20 كم، مضيفاً أن المعطيات الاستخباراتية تشير إلى عدم وجود البغدادي لا في الساحل الأيمن ولا في محافظة نينوى كلها، دون أن يجزم ما إذا كان فر أو قضى في أحد تلك الأنفاق كغيره من قيادات التنظيم.
وذكر مسئول عراقي في محافظة نينوي أنذاك، أن هناك أنباء عن إصابة زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي وعدد من قادة التنظيم بقصف جوي للتحالف الدولي في قضاء البعاج على الحدود العراقية السورية غربي المحافظة.
وقال المسئول إن طيران التحالف الدولي قصف، اليوم، موقعا يتخذه تنظيم داعش مقرا لقيادته على الشريط الحدودي بين العراق وسوريا ضمن قضاء البعاج (65 كم غربي نينوي، لافتا إلى أن الأنباء الواردة تؤكد إصابة البغدادي وعدد من قادة التنظيم في القصف الجوي.
وأضاف المسئول الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن "الهجوم كان ضمن معلومات استخبارية دقيقة قادت لاستهداف الموقع"، موضحا أن البغدادي وقادة التنظيم كانوا قادمين من سوريا باتجاه العراق ضمن موكب من المركبات.
وسبق أن ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير لها، أن وزير الدفاع الأمريكي السابق أشتون كارتر، أكد في تصريحات له يوم 13 يناير الماضي، أن زعيم تنظيم "داعش"، أبوبكر البغدادي، "ينتقل في جميع الأنحاء" وإن "أيامه معدودة"، وذلك في مقابلة بُثت الخميس على شبكة "PBS".
وسُئل كارتر ما إذا كانت الولايات المتحدة تعرف موقع البغدادي،أجاب: "لو كنت أعرف بالضبط أين هو - قبل كل شيء، لن أخبرك، وثانياً، لن يكون لديه متسع من الوقت، إنه ينتقل في جميع الأنحاء".
في وقت ذكرت فيه معلومات أن زعيم داعش "أبو بكر البغدادي" قـُتل بغارة جوية خلال تواجده بأحد المواقع قرب قضاء بعاج غربي الموصل، أكدت تقارير أمنية دقيقة قدمها أحد المعتقلين من قادة داعش قادت لمكان تواجد "أبو بكر البغدادي" بمنطقة تقع في محيط قضاء بعاج الواقع على الطريق الدولية بين العراق و سوريا، في وقت عزز إستمرار إختفاء البغدادي من هذه الترجيحات.
يذكر أن آخر تسجيل صوتي للبغدادي بث في أوائل نوفمبر 2016، ودعا فيه أنصاره إلى القتال، واعداً إياهم بما سمّاه "النصر المكين والفتح المبين الذي وعد الله به عباده". أما التسجيل السابق له فكان في ديسمبر 2015.
في شريطه الصوتي الأخير، ظهر البغدادي بمظهر الذي يحاول أن ينفي أي نكسات وقعت لمقاتليه بالموصل، حسب قراءة الصحيفة الأمريكية، مستطردة أن "البغدادي دعا مقاتلي التنظيم إلى الاستماتة في الدفاع عن الموصل".
ويبدو أن الشائعات المتتالية حول مقر زعيم التنظيم الإرهابي، باتت الذراع الحامي لأبو بكر البغدادي، فكلما زاد الغموض حول مقر إقامته، يزيد تأمينه أكثر.