فيما أعلنت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أمس الجمعة 3 فبراير 2017، أن رئيس حكومة الوفاق الوطني في ليبيا فايز السراج، سيقوم خلال شهر فبراير الحالي بزيارة إلى موسكو.
وقالت زاخاروفا في مؤتمرها الصحافي الأسبوعي، الجمعة، نحن لا نرى بديلا للتسوية السياسية في ليبيا، وانطلاقا من هذا النهج نحن نجري عملا منتظما مع كلا المركزين في ليبيا، مع طرابلس ومع خصومهم في طبرق. نحن نحاول تشجيعهم على التغلب على الخلافات الداخلية والبحث عن حلول توافقية لجميع المسائل الخلافية، مضيفة: إننا أكدنا على أهمية إقامة الحوار في المحادثات مع رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، وقائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر أثناء زيارتهما إلى موسكو في نوفمبر وديسمبر 2016.
وترى زاخاروفا أن قائد الجيش خليفة حفتر شخصية محورية تتمتع بتأثير حقيقي على التوازن السياسي في ليبيا، معتبرة أن الضجة التي تصاحب في الآونة الأخيرة الاتصالات بين موسكو والمشير حفتر، تشوه الصورة الحقيقية للخطوات التي تتخذها موسكو من أجل المساهمة في تسوية الوضع بليبيا.
وجاء في كلمة المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، أن وجهة نظر بلادها حول التسوية في ليبيا والتي تنطلق من أن حفتر يعد من الشخصيات ذات الوزن الثقيل التي تتمتع بتأثير فعلي على ميزان القوى السياسية في ليبيا المعاصرة.
وأضافت أن حفتر قد ساهم كثيرا ويواصل مساهمته في محاربة إرهابيي داعش، وتابعت أنه بفضل قائد الجيش الليبي استأنفت البلاد تصدير المشتقات النفطية وبدأت في تلقي الموارد الضرورية لحل القضايا الاجتماعية والاقتصادية الملحة.
واعتبرت زاخاروفا أن الجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر قد يشكل أساسا للقوات المسلحة الليبية الموحدة. ووصفت هذا الجيش بأنه “تشكيلات مسلحة ومنظمة بشكل لا بأس به أكدت قدرتها على إجراء عمليات قتالية واسعة النطاق”. وأكدت أن مهمة تلك القوات يجب أن تكمن في محاربة الإرهابيين والحفاظ على النظام العام.
قالت: لا نرى بديلا للتسوية السياسية في ليبيا، انطلاقا من هذا الموقف، نعمل بشكل ممنهج مع كلا المركزين الليبيين: مع الحكومة في طرابلس ومع خصومها في طبرق، ونحاول دفعهما لتجاوز الخلافات الداخلية والبحث عن حلول وسط لكافة نقاط الخلاف.
سبق وأعلن وزير الخارجية الروسية سيرجي لافروف عن دعم موسكو لمبادرة الإمارات حول عقد لقاء بين زعماء القوى السياسية الرئيسية في ليبيا.
ووصف الوزير الروسي رئيس حكومة الوفاق الوطني في ليبيا فايز السراج، وقائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر، ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح، بأنهم شخصيات محورية على ساحة الأحداث الليبية، مجددًا دعوة موسكو إلى البحث عن حلول سياسية للأزمة الليبية في أقرب وقت.
واستقبلت روسيا خلال الشهر الماضي قائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر على متن إحدى سفنها الحربية.
وزار حفتر موسكو العام الماضي ويأتي تجدد التواصل بينه وبين روسيا في وقت تواجه فيه الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة في طرابلس المزيد من المصاعب.
ويرى مسؤولون غربيون في الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة سبيلًا لإرساء الاستقرار في ليبيا التي سقطت في هوة القتال والتناحر بين فصائل مسلّحة منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي العام 2011.
وسبق للجيش الليبي أن حرر مدينة بنغازي من قبضة التنظيم الإرهابي، الأمر الذي أدي إلي لفت أنظار العالم إلي المشير حفتر مجددًا وبدأ يلتفت نحو دعمه لكسب إقامة قاعدة عسكرية داخل ليبيا، كانت روسيا أول الداعمين لحفتر.
وتطرقت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية في وقت سابق إلى الأوضاع الليبية؛ مشيرة إلى عثور روسيا في شخص حفتر على حليف لها.
وقال مقال نشر في الصحيفة إن الزيارة التي قام بها مؤخرا حفتر إلى حاملة الطائرات الروسية "الأميرال كوزنيتسوف"، أوضحت اهتمامات روسيا في ليبيا. ذلك على الرغم من أن الدبلوماسيين الروس سبق أن صرحوا بأن موسكو تنأى بنفسها كما عن طرابلس، كذلك عن طبرق.