قائد الخلية «إسلام هنداوي» بدأ مع «التبليغ والدعوة» وتأثر بخطب محمد حسان
المتهم فشل فى الذهاب لسيناء فخطط للهجوم على استراحة مدير أمن دمياط
شكلوا المجموعة المسلحة بعد «فض رابعة» للهجوم على الجيش والشرطة
فى زاوية صغيرة بقرية الشعراء بدمياط، كانت بداية «إسلام إسماعيل هنداوي»، حيث التقى فيها بعناصر جماعة التكفير، واستمع إلى خطب حماسية، وتعرف فيها على صديقه «السيد نجيب السيد»، الذى كان يكفر الحاكم والمحكوم، ويحكم على المجتمع بالجاهلية، فبدآ يتقابلان كثيرًا، ويستمعان لخطب الداعية الإسلامى محمد حسان، الذى كان يدعو للجهاد والقتال فى سوريا ضد بشار الأسد.
وبعد 5 شهور، قرر نجيب أن يسافر لسوريا مع «خلية دمياطية»، انضمت لما يسمى «لواء المهاجرين والأنصار»، وبقى إسماعيل هنداوى، يعمل مع والده البقال المعروف فى القرية، حتى عاد صديقه، وبعدها خططا لضرب أكمنة الشرطة، والهجوم على إحدى الكنائس، واستراحة مدير الأمن.
تم القبض فيما بعد على تلك الخلية، عقب حادث التعدى على أحد المجندين المعينين على استراحة مدير أمن دمياط، وإصابته بعيار نارى فى الوجه، وتم رصد هروب إسلام إسماعيل هنداوى لمحافظة الإسكندرية، وتم ضبطه هو وصديقه فى القضية رقم ٧٣٥/٢٠١٥ جنح دمياط الجديدة، بمنطقة الهانوفيل، وفى السطور التالية تنفرد «البوابة» بنشر تحقيقات النيابة مع إسلام ونجيب، والتى كشفت عن طرق التجنيد والتفكير، والتكفير لتلك العناصر.
بدأت النيابة التحقيق مع إسلام إسماعيل، ٢٣ سنة، بسؤاله:
س: ما أسباب ارتكابك عمليات مسلحة ومحاولة اغتيال مدير أمن دمياط؟
ج: أنا كنت بجيب الأسلحة عشان كان فى دماغى أعمل حاجة إن أنا أضرب فى النصارى أو إن أنا أضرب فى الجيش والشرطة.. أنا كنت رايح عند الكنيسة عشان أضرب نار على الحراسة اللى هناك عشان هما بيحموا النصارى وعشان كمان أرهب النصارى اللى هناك، ونجيب قال لى: ربنا سبحانه وتعالى أمرنا بتطبيق شرع الله والحكومة دى كافرة لأنها مش بطبق شرع الله وربنا أمرنا بقتالهم، وقلتله أنا ممكن مرجعش تانى ولو أنا مت خلى بالك من أولادى وخليهم يدفنونى بالسواحل لأن الترب هناك شرعية تحت الأرض وقلتله امشى أنت ملكش دعوة بيا ولو أنا جرالى حاجة أنتم هتعرفوا.
ومن نحو أربع سنوات، كنت بروح أصلى فى مسجد اسمه غيط سعد فى منطقة غيط سعد بجوار المعهد الأزهرى و«السيد» كان هو إمام المسجد فى صلاة العشاء وقتها كنت ملتزم بس التزام عادى على أد الصلاة فى الجامع، فبدأت أقرب من «السيد» واتكلم معايا فى تكفير الحاكم والمحكوم وعباد القبور والسحرة وكل ما هو فيه شرك بالله وبدأنا نقرب من بعض وبقينا أصحاب وبقينا نتقابل مع بعض كتير ونخرج ونقعد فى أماكن عامة وهو اللى أقنعنى بالفكر ده وبدأ يشدنى له وبعدها بنحو خمسة شهور عرفنى أنه مسافر سوريا وكان ساعتها محمد مرسى ماسك، والشيخ محمد حسان طلب من الناس تسافر عشان تدافع عن المستضعفين فى سوريا لأن بشار بيقتلهم وهو كان قايلى إنه عايز يروح بس مقالش هيسافر امتى لحد لما اتفاجئت فى يوم أنه سافر سوريا وقعد هناك نحو ٦ أو ٧ شهور وبعدين رجع وعرفت من ولاد عمته حسن زكريا أبومصطفى والسيد زكريا أبومصطفى أنه رجع على دمياط، وهما عندهم نفس الدماغ ونفس التفكير بتاع السيد، اللى أقنعنى بيه فأنا رحت قابلته فى بيته وسلمت عليه أنا وولاد عمته وبعدها رجع معانا الشغل عادى، لأننا كنا شغالين مع بعض فى ورشة واحدة وبعد كام شهر الناس قالتله إن الحكومة بتسأل عليك فخاف يتمسك وساعتها راح الإسكندرية ومبينزلش دمياط خالص.
ننفرد بنشر تحقيقات
س: فى الخلية المسلحة.. كيف كنتم تتعاملون؟
ج: كنا نتواصل بنطمن على بعض ونتكلم فى أوضاع المسلمين وأحوالهم، وأن حكم الله يحارب من الكفار وأن الطواغيت اللى هما حكام العرب والغرب بيحاربوا فى شرع الله وكنا بنتكلم فى إننا عايزين نلتحق بأى حد ينصر دين الله ويطبق شرع الله وبعدين لما ظهر «داعش» بالعراق والشام بدأنا نفكر إن إحنا نلتحق بيهم وننضم ليهم ونشارك معاهم فى عمليات ضد الطواغيت وأعداء الله، لأن إحنا شوفنا أن دول هما اللى بيطبقوا شرع ربنا لأن الجهاد فرض عين علينا ولازم يبقى لينا دور فى نصرة دين الله وشرع الله ونعمل أى عملية هنا أو نلتحق بيهم فى أى حتة هما فيها، بس أنا عشان مش معايا شهادة جيش ومش هعرف أسافر فكرت إنى أروح سيناء أحاول أعمل أى عملية هناك لنصرة دين الله، بس لقينا الوضع صعب ومش هعرف أسافر فقلت خلاص أعمل أى عملية هنا وأقدم عذر لله أن أنا هنا لوحدى وده اللى أقدر أعمله لأن أنا مقدرش أبقى عايش حياتى كده عادى والمسلمين كل يوم بيموتوا وبيعملوا عمليات استشهادية والتحالف الدولى بيضرب فى اليهود والنصاري، والمسلمين بيموتوا فى سبيل الله وإحنا واقفين نتفرج فكنا بنتكلم دايما وشايفين إننا لازم نعمل حاجة لأن ده واجب علينا.
س: هل أهلك لهم علاقة باعتناقك الفكر؟
ج: ملهمش أى علاقة باعتقادى أو تفكيري، وأخو مراتى ده أصلا كافر ومش بيصلى ومش متفق معايا فى أى حاجة وحاولت أنصحه وأكلمه فى التكفير فهو كان يقولى مليش دعوة بالكلام ده أنا مبكفرش حد وهو ذات نفسه كافر أصلا وملوش علاقة بالكلام ده وبالنسبة لفكرى أنا برضه كنت بكفره لأن هو كان عليه فلوس لناس وكلهم شاكيينه وكان بيروح يتحاكم ويجيب محامين ويتحاكم بالقوانين الوضعية فكنت بكفره لأن ده كفر بيتحاكم لغير شرع الله وكنا دايما نتجادل مع بعض ومكناش بنتفق على حاجة.
س: ما أساب تشكيلكم للمجموعة المسلحة؟
ج: فى البداية خالص فى الفترة بتاعة أحداث فض رابعة لما السيسى جه ومسك البلد، فأنا ساعتها فكرت أنا والسيد مندور والسيد زكريا وحسن زكريا وواحد كمان اسمه محمود عطية الشورى أن إحنا لازم نشترى سلاح ونعمل أى حاجة لنصرة دين الله ولمينا فلوس من بعض وسافرت إسكندرية لسيد مندور وسألت لحد لما وصلت لمحروس جمال محروس شتا واشتريت منه الطبنجة بثلاثة آلاف وستمائة جنيه وكلنا مشتركين فيه واتفقنا أن إحنا نستخدم السلاح ده فى نصرة دين الله ونعمل أى عمل جهادى ضد الجيش والشرطة وأى واحد مدنى بيأيدهم وماشى ضد دين الله وبعد ما جبنا السلاح كان ساعتها حسن زكريا أبومصطفى وسيد زكريا أبومصطفى ومحمود الشورى بدأوا يخافوا ويميعوا الموضوع ومحدش فيهم رضى يعمل معايا حاجة وبالنسبة للسيد مندور كان قاعد فى الإسكندرية مكنش معانا هنا فى دمياط بس أنا يوم الحد اللى قبل اللى فات قبل ما أعمل الموضوع ده كلمته فى التليفون عشان أعرفه أن أنا ناوى أعمل أى حاجة لنصرة الإسلام لأن أنا مليش عذر ولازم أشارك فى الجهاد فهو ساعتها قالى لأ والوضع صعب دلوقتى وبلاش تعمل حاجة بس لما أنا أصريت وقلت له مليش عذر قالى اعمل اللى انتا عايزة أنا مقدرش أمنعك.
ننفرد بنشر تحقيقات
س: وهل كان شقيقك المتهم مسعد إسماعيل الهنداوى على علم بأن ذلك السلاح بحوزتك؟
ج: هو عرف إن معايا السلاح واحنا راكبين على المكنة لما قلت له تعالى نروح عند كوبرى السد عشان عايز أجرب السلاح عشان عايز أبيعه.
س: وما هو رد فعله آنذاك؟
ج: هو استغرب إن أنا معايا سلاح فأنا قلتله أنا بس عايز أجربه عشان أطمن أن هو شغال وأبيعه.
س: وملك من ذلك السلاح تحديدا؟
ج: هو ملكي.
س: وما هو مصدر استحصالك على ذلك السلاح تحديدا؟
ج: أنا كنت شاريه من واحد اسمه جمال محروس شتا من عزبة البرج.
س: وما علاقتك بذلك الشخص تحديدا؟
ج: أنا أعرف أبوه من نحو سنتين لأن أبوه كان راجل ملتزم وهو كان تعبان وعنده السكر وقاطع صوابع فى رجليه وأنا كنت بروح أزوره فى البيت وجمال ابنه كان بلطجى وأنا ساعتها كنت بدور على سلاح عشان كنت عايز أشترى فسألت جمال وقلتله أنا عايز أشترى حتة سلاح فجمال قالى خلاص أنا هجيلك السلاح وفى نفس اليوم لقيت جمال جايبلى السلاح وقال السلاح ده بثلاثة آلاف وستمائة جنيه واديته الفلوس وأخدت منه السلاح.
س: وهل سبق لك الانضمام لأى تنظيمات أو جماعات ذات طابع سياسى أو ديني؟
ج: أنا قبل ما أقابل السيد وأعرفه كنت بخرج مع جماعة التبليغ والدعوة ودى جماعة دعوية عادية ملهاش أى علاقة بأفكارى دلوقتي، بس أنا فى الفترة الأخيرة من نحو سنتين بعد ما كنت خلاص أتعرفت على السيد من فترة وهدانى للإسلام والطريق الصحيح كنت بسعى أنا والسيد مندور ومحمود الشورى وسيد زكريا أبومصطفى وحسن زكريا أبومصطفى إننا ننضم لتنظيم «داعش» وحاولنا كتير نشوف أى طريقة عشان ننضم ليهم سواء إننا نسافر نعمل عمليات بره أو هنا فى مصر فى سيناء أو أى مكان تانى بس مقدرناش نوصلهم أو ننضم ليهم.
س: وما هى الأفكار والمعتقدات التى تعتنقونها تحديدا؟
ج: هو اعتقادنا أن ربنا سبحانه وتعالى يُعبد وحده فى الأرض لا شريك له كالحاكم أو القبور وأن حكم الله هو اللى يسود فى الأرض ونشيل قبور السيد البدوى وغيره وتطبيق شرع الله بين الناس وإلغاء القوانين الوضعية وتطبيق الزكاة وحدود الله اللى أمرنا بيها وأن اليهود والنصارى يدفعوا الجزية وميدعوش للنصرانية ولا يرفعوا صليب ولا يرنوا جرس وبهذا يكونوا معاهدين لا يجوز قتالهم والجهاد فى سبيل تحقيق الهدف ده.
ننفرد بنشر تحقيقات
س: وما هى ظروف نشأتك تحديدا؟
ج: أنا اتولدت فى الشعراء وأبويا كان عنده محل بقالة وكان فى جماعة التبليغ والدعوة وكنت بروح معاه أنا وإخوتى ودخلت معاه فى الجماعة لحد لما هو سابها وأنا كملت وفضلت بالجماعة لحد سن ١٩ لما قابلت سيد مندور وظروفنا المادية كانت وحشة وكنت بشتغل وأنا فى المدرسة وخرجت من المدرسة وأنا فى رابعة ابتدائى وكملت شغل.
س: ومن هم أفراد أسرتك تحديدا؟
ج: محمد ومعاذ ومسعد وأختى هبة دول إخواتى من أمى وأبويا، وأبويا كان اتجوز واحدة تانية جاب منها أربعة بنات هاجر وهدير ورقية ورحاب.
س: وهل استمرت علاقتك بالمدعو جمال محروس شتا عقب ذلك؟
ج: أيوه ومن نحو ستة شهور كلمته تانى عشان يجبلى مقروطة وجابهالى فعلا بعدها بنحو شهر وأخد منى ١٧٠٠ ألف سبعمائة جنيه.
س: وهل كان شقيقك المتهم مسعد إسماعيل الهنداوى على علم بملكيتك وحيازتك لتلك الأسلحة؟
ج: أيوه كان عارف.
س: وإلى أى الأماكن توجهت برفقة مسعد إسماعيل الهنداوى تحديدا بعد ذلك؟
ج: أنا ساعتها قلتله ودينى عند الكنيسة وامشي.
س: ومتى وصلتم تحديدا إلى ذلك المكان؟
ج: نحو الساعة ١١.٤٥ تقريبا.
س: وما التصرف الذى بدر منكم آنذاك؟
ج: أول ما رحت عند الكنيسة ملقتش أى حراسة واقفة وملقتش أى حد ممكن أضربه وساعتها قلت لمسعد يلا نمشي.
س: وما سبب توجهك إلى ذلك المكان تحديدا آنذاك؟
ج: أنا كنت رايح عند الكنيسة عشان أضرب نار على الحراسة اللى هناك عشان هما بيحموا النصارى وعشان كمان أرهب النصارى اللى هناك.
س: وما الذى حال دون قيامك بارتكاب تلك الواقعة بذلك المكان؟
ج: لأن أنا ساعتها ملقتش أى حراسة هناك ومفيش حد أضربه قولت أشوف أى مكان تاني.
ننفرد بنشر تحقيقات
س: وإلى أى الأماكن توجهتم آنذاك؟
ج: أنا قتلله يطلع من عند الاستاد واحنا فى الطريق كنا معدين من بعيد على استراحة مدير الأمن فأنا شفت فيه حراسة واقفة هناك فقلتله ينزلنى عند الاستاد ووقفنا عشان ينزلنى قدام باب حمام السباحة بتاع الاستاد.
س: وما التصرف الذى بدر منك آنذاك؟
ج: نزلت من على المكنة ووقفت أتكلم معاه وهو راكب على المكنة.
س: وما الذى حال دون قيامك بإطلاق باقى الأعيرة النارية التى كانت بحوزتك تجاه أفراد الحراسة؟
ج: أنا كنت ناوى أضرب التسع طلقات كلهم بس بعد ما ضربت أول خمس طلقات السلاح عطل ومرضاش يضرب تانى وأنا كنت ناوى أضرب فيهم لحد ما يموتونى أو يأسرونى وكان معايا سكينة كمان كنت واخدها من البيت وكنت ناوى أضربهم بيها بس بعد ما ضربت أول خمس طلقات والسلاح وقف كل اللى جه فى دماغى إن أنا أهرب.
س: وهل من ثمة حوار دار بينك وبين أى من أفراد أسرتك الموجودين بالمنزل آنذاك؟
ج: أنا أول ما رحت سألت مسعد فين قالولى نزل هو وجوز أختك عشان يدوروا عليك.
س: وما الذى حدث عقب ذلك تحديدًا؟
ج: بعدها بشوية مسعد جه هو وأختى وزوج أختى ودخلو الأوضة واتكلموا معايا وسألونى إيه اللى حصل فقلتلهم على اللى عملته فهما اتصدموا من اللى أنا عملته.
س: وما هو مضمون الحوار الذى دار بينك وبينهم؟
ج: أنا قلتلهم متخافوش مفيش حد شافنى وجوز أختى قالى هات الطبنجة دى فأنا قلتله مينفعش أديهالك عشان مش ضامن هيحصل إيه وعشان لو حد أخدنى أدافع بيها عن نفسى فهو قالى عليا الطلاق من أختك لو ما جبتها هتبقى طالقة منى وقالى أنا هبيعها قلتله بيعها.
س: وهل قمت بتسليم ذلك السلاح النارى الطبنجة للمتهم فكرى فوزى مسعد البواب؟
ج: أيوه وكان جواه الأربع طلقات اللى باقيين فأنا شلتهم من السلاح واديتهم لفكرى فى إيده.
(البوابة نيوز)