بوابة الحركات الاسلامية : مخاطر نشر قوات مقاتلة أمريكية في سوريا .. تثير الجدل مجددا فى الشرق الاوسط (طباعة)
مخاطر نشر قوات مقاتلة أمريكية في سوريا .. تثير الجدل مجددا فى الشرق الاوسط
آخر تحديث: الخميس 16/02/2017 01:01 م
مخاطر نشر قوات مقاتلة
يبدو ان سيناريو  نشر قوات مقاتلة  أمريكية في سوريا سيثير المزيد من المخاطر والجدل فى الشرق الاوسط وذلك بعد أن كشفت  وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) عن  توصية لها بنشر قوات نظامية مقاتلة في سوريا للمرة الأولى لقتال داعش.

مخاطر نشر قوات مقاتلة
 ويعمل عدد صغير من القوات الخاصة الأميركية في البلد الذي تمزقه الحرب، لكن إدارة الرئيس السابق باراك أوباما رفضت وضع قوات مقاتلة في خضم الحرب الأهلية في سوريا ولكن  البنتاغون لم يقدم حتى الآن مقترحا لنشر القوات إلى البيت الأبيض وقال مسؤول أميركي طلب عدم نشر اسمه، إن الولايات المتحدة لديها بالفعل عدد صغير من جنود القوات الخاصة في سوريا و أن الأمر لا يزال قيد الدراسة، ولم تقدم أية خيارات لترمب.
 وتاتى هذة التصريحات فى الوقت الذى كان  التدخل البري في سوريا  غير مطروحًا لدى الولايات المتحدة الأمريكية فى عهد الرئيس السابق باراك اوباما والذى لم يكن يريد التورط في حرب جديدة بعد تجربة أفغانستان،  وقد أكد على ذلك بقوله: "إن استخدام الولايات المتحدة أو بريطانيا قوات برية للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد سيكون خطأ، وإنه من الممكن تقليص الأراضي التي يسيطر عليها "داعش" ببطء والسيطرة على معاقل التنظيم في الموصل والرقة، وإنه من المستبعد إمكانية هزيمة "داعش" خلال الأشهر التسعة المتبقية من وجودي على رأس الإدارة الأمريكية، وإن الخيارات العسكرية وحدها لن تكون حلا للمشكلات التي طال أمدها في سوريا، ويجب على المجتمع الدولي أن يواصل الضغط على كل الأطراف المعنية، بما في ذلك روسيا وإيران وممثلو المعارضة المعتدلة، بهدف دفع كل المشاركين في الحوار السوري- السوري للجلوس إلى طاولة المفاوضات والاتفاق على شروط للمرحلة الانتقالية".

مخاطر نشر قوات مقاتلة
وحديث الرئيس الأمريكي السابق  حسم بشكل نهائي  سيناريو التدخل البري فى ذلك الوقت لكن يبدو ان الرئيس دونالد ترامب له راى اخر وهو امكانية التدخل البرى فى سوريا الذى اعتبره الكاتب  رشيد الحوراني لخدمة المصالح الأمريكية وحمايتها وأن سلوك التدخل العسكري الأمريكي في عدة مناطق من العالم يبدأ تحت مبرر معين و يتطور فيما بعد إلى شيء مغاير تماماً عن المبرر الأول ، ولهذا التدخل  عدة محددات أهمها:
1-    خدمة المصالح الأمريكية وحمايتها وتقسم المصالح الأمريكية إلى ثلاث أقسام رئيسية : حيوية وحرجة ونائية. وأمريكا مستعدة للدفاع عن مصالحها الحيوية بقوتها العسكرية المباشرة، وفي المصالح الحرجة والنائية يقتصر التدخل الأمريكي على تقديم المساعدات العسكرية للأطراف المدافعة عن تلك المصالح إضافة إلى عسكرة المساعدات وتوجيهها بما يخدم المصالح الامريكية.
2-      إقامة نُظم أكثر كفاءة وتوافقاً مع الاستراتيجية الأمريكية الكونية بالاستناد إلى دوافعها الأمنية .
3-     تصنيع نخبة جديدة للتعامل مع هذه الاستراتيجية . (كما حدث في العراق )
وتسأل  ما الذي تريده الإدارة الأمريكية حقاً في سوريا؟ وأجاب قائلا إن المصلحة الحيوية لأمريكا واضحة فقط في سوريا وهي منع تنظيم «الدولة الإسلامية» من شن هجوم إرهابي ضد أمريكا وحلفائها ( بعدما سمحت بأن تكون الدولة الإسلامية بمثابة المغناطيس الذي يجذب كل جهاديي العالم إليه ) ، وتفتيت تنظيم القاعدة بالسماح في ظهور وتمدد تنظيم الدولة الإسلامية . لكن حتى هذا الهدف يفتقر إلى الإرادة السياسية والمصلحة الوطنية للالتزام بإنهاء الحرب الدموية. فالتخبط الأمريكي وصل إلى مرحلة تستدعي ترك ما سُمي الصبر الاستراتيجي الذي خرج به أوباما ويراهن عليه للحصول على تقدم لصالح دول التحالف على المدى الطويل وهذا يعني المزيد من الدماء والدمار ، وليس هناك بارقة أمل ترجى من استراتيجية تتطلب من العالم الانتظار لسنوات طويلة لتدمير « الإرهاب » ولا تقدم أي ضمانة لسقوط نظام الأسد.

مخاطر نشر قوات مقاتلة
وتابع  والبحث في التدخل البري الأمريكي في سوريا يستدعي الأخذ بعين الاعتبار مواقف الأطراف المحلية في سوريا المتمثلة بالنظام الأسدي المجرم الذي يُعد سبب المشكلة ، ومواقف المعارضة السورية المسلحة بكافة أطيافها، والمواقف الإقليمية والدولية ، فالنظام المجرم منذ أن أعلنت الولايات المتحدة عن نيتها بالتدخل العسكري البري واستبعدت التنسيق معه كي لا يظهر النظام أنه شريك لها في حربها ضد الإرهاب خرج وزير خارجيته هاذياً بتصريح سمج عن السيادة السورية التي سمح النظام نفسه على مدى عقود حكمه بخرقها لكل من يريد ذلك في سبيل بقاءه مغتصباً للسلطة في سورية . أما المعارضة السورية المسلحة فيمكن تمييز مواقفها المتباينة بالرافض قطعياً لمثل هذا التدخل ، و يمثل هذا الموقف الإسلاميون الأصوليون كجبهة النصرة وأخواتها ، وموقف لم يتبلور بعد  ويمثله الإسلاميون المعتدلون وبعض قوى الجيش الحر ، وموقف مؤيد ومطالب بالتدخل ويمثله حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الذي استقبل رئيسته مع قيادية في وحدات حماية الشعب الكردية بزيها العسكري الرئيس الفرنسي في قصر الإليزيه ، الأمر الذي يخالف الأعراف الدبلوماسية الباريسية المتبعة في القصر ،ويدعو إلى إعادة قراءة للموقف الفرنسي من القضية الكردية في سوريا . ويدل هذا الموقف الفرنسي غير المسبوق أن فرنسا قد وجدت معارضتها المعتدلة الجديرة بحمل سلاحها خاصة بعد الشرعية الدولية التي حصلت عليها هذه القوات في قتالها وتنسيقها مع قوات التحالف والذي أثمر بدحر تنظيم الدولة الإسلامية من عين العرب.

مخاطر نشر قوات مقاتلة
واختتم حديثه بقوله "  للتدخل العسكري البري ناحية جوهرية  تتعلق بالمعلومات المتعلقة بمنطقة دخول القوات وتحشدها ومواقع التمركز والتحركات والنوايا ،وتدقيقها مع مصادر المعلومات الأخرى التي ترد إلى القيادات العسكرية للمساعدة على اتخاذ القرار لتلافي تعرض القوات لمفاجآت ، كل ذلك بهدف الحفاظ على أمن القوات وسلامتها من معارضي التدخل ، أو من الشخصيات الاعتبارية التي أصبحت ذات ثقل في الشارع السوري والتي يمكن تسميتها برموز الثورة السورية و يأتي على رأس تلك الشخصيات  القادة العسكريون والثوريون الذين قد يكون للبعض منهم موقف رافض للتدخل البري الأمريكي حالياً وهم الذين طالبوا أمريكا طيلة السنوات الأربع الماضية بالتسليح النوعي  وفرض الحظر الجوي  وبشكل عام يبقى التدخل العسكري الأمريكي البري في سورية رهن الجهود الواضحة لإنكار الإدارة الامريكية رغبتها بتغيير استراتيجيتها الحالية .

مخاطر نشر قوات مقاتلة
مما سبق نستطيع التأكيد على انه يبدو ان سيناريو  نشر قوات مقاتلة  أمريكية في سوريا سيثير المزيد من المخاطر والجدل فى الشرق الاوسط  بلاشك ولكن تبقى الحسابات الامريكية فى الصراع السورى هى الحاسم لاى تدخل برى محتمل .