بوابة الحركات الاسلامية : تصاعد التوتر بين أنقرة وطهران..وتباين المواقف الإقليمية يشعل الأزمة (طباعة)
تصاعد التوتر بين أنقرة وطهران..وتباين المواقف الإقليمية يشعل الأزمة
آخر تحديث: الخميس 23/02/2017 10:17 م
أصدقاء الأمس أعداء
أصدقاء الأمس أعداء اليوم
فرض التوتر بين أنقرة وطهران نفسه على الساحة الاقليمية والدولية نتيجة تباين المواقف السياسية بين البلدين، وتصاعدت حدة الخلافات بعد أن  استدعت الخارجية الإيرانية السفير التركي لدى طهران، بعد تصريحات أدلى بها رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم خلال مؤتمر ميونيخ للأمن، وجاء ظهور السفير التركي، رضا هاكان تكين، في مبنى الخارجية الإيرانية.
ويري محللون انه بالرغم من الخلافات الحادة بينهما فيما يتعلق بسوريا وقضايا إقليمية أخرى، فإن إيران وتركيا تربطهما صلات قوية.
يأتى ذلك فى الوقت الذى دعت فيه تركيا جارتها ايران بـ "مراجعة سياساتها الإقليمية".، في ظل تبادل الاتهامات بين أنقرة وطهران بزعزعة الاستقرار في المنطقة، وعشية انطلاق مفاوضات ما بات يسمى بـ"جنيف 4" السورية، حيث اعتبر حسين مفتي أوغلو الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية التركية "أن إيران لا تتردد في إرسال اللاجئين إلى مناطق القتال، وأن على طهران مراجعة سياستها الإقليمية".
تأتي التصريحات التي يتبادل إصدارها مسؤولو البلدين في الأيام الأخيرة، بعد هدوء نسبي في العلاقات، أعقبه تعاون ملحوظ استند إلى البراغماتية ومبادئ الحفاظ على أمن المنطقة وتوازناتها، حيث انخرطا في جهود أستانا ورعاية وقف إطلاق النار في سوريا، ما انعكس تهدئة غير مسبوقة ووقفا للقتال هناك، لا يزال صامدا منذ مطلع العام الجديد.
وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اتهم إيران الأسبوع الماضي بـ"تشييع سوريا والعراق"، بعد تحذيرات أطلقها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في جولته الخليجية الأخيرة، من "خطر القومية الفارسية"، ما حمل طهران على استدعاء السفير التركي وتبليغه الاحتجاج على تصريحات رؤسائه.
فى حين ردت طهران على هذه الاتهامات، وأكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي تحلي بلاده بالصبر على تركيا في سياساتها، مشيرا رغم ذلك إلى أنه للصبر حدود.
الدعم الايرانى لحكومة
الدعم الايرانى لحكومة العراق تثير أزمة
أضاف "نعتبر تركيا بين جيراننا المهمين، وهي تلقت منا قدرا كبيرا من الدعم ولاسيما في أعقاب الانقلاب الفاشل الذي تعرضت له. نأمل في أن يتحلّ الأتراك بالمزيد من الذكاء في تصريحاتهم تجاه إيران، كي لا نضطر للرد".
ويري مراقبون أن تبادل الاتهامات وصل لذروته مع  المفاوضات السورية المزمعة في جنيف والتي تحضّر لها الأمم المتحدة على قدم وساق وسط خلاف بينها وفصيل "الهيئة العليا للمفاوضات السورية" المعارض في تأويل عبارة "الانتقال السياسي في سوريا"..
كذلك شن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف اليوم، هجوما شرسا على تركيا بسبب تصريحات أردوغان ووزير الخارجية مولود تشاويش أوغلو، حول التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، ورغبتها في نشر التشيع.
قال ظريف في تصريحات لصحيفة "إيران" الناطقة باللغة الفارسية، إن تركيا ناكرة للجميل وتعاني من ضعف بالذاكرة ونسيان، وأعرب وزير الخارجية الإيراني عن استغرابه من الموقف التركي، وقال نحن تعاطفنا مع الحكومة التركية يوم محاولة الانقلاب لم نخلد للنوم حتى الصباح، وأضاف أنظر ماذا فعلنا بينما تركيا تتهمنا بنشر الطائفية.
لفت ظريف إلى أن العديد من الأطراف في المنطقة تعلق آمالا على ما ينتهجه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، من سياسات، مشيرا إلى أن تلك الدول هي من دعمت داعش والنصرة، وما تمر به المنطقة حاليا نتيجة لسياساتهم التي مارسوها، واصفا سياسات تلك الدول بالفاشلة.
يريمتابعون أن هذه الحلقة من الخلافات بين تركيا وإيران ليست الأولى، فإيران وهي الحليف الأول للنظام السوري ليست مرتاحة لوجود القوات التركية في شمال سوريا والتي تهدف حاليا للسيطرة على مدينة الباب في مسعى لتحقيق هدف إقامة منطقة آمنة.
التواجد الايرانى
التواجد الايرانى فى العراق يثير مخاوف أنقرة
من جانبها تقول تركيا إن الهدف من المناطق الآمنة تبديد حلم الأكراد في السيطرة على تلك المنطقة الاستراتيجية لتركيا، لكن إيران وإن كانت لا تبدي قلقا كبيرا بشأن الأكراد فإنها بلا شك لا تريد من أي تحركات تركية أن تؤثر على النظام السوري.
فى حين تحاول روسيا التي تشارك الطرفين التركي والإيراني في متابعة آلية تنفيذ وقف إطلاق النار في سوريا طبقا لنتائج اجتماعات أستانة، لعب دور رمانة الميزان لكن تصاعد الخلاف بين البلدين قد يصل، حسب مراقبين، إلى تطورات قد تخرج عن سيطرة موسكو.
بينما طالبت وزارة الخارجية السورية مجلس الأمنبوضع حد لما أسمته "انتهاكات" تركيا و"اعتداءاتها" المتكررة على الأراضي السورية وإلزامها بتطبيق قرارات مجلس الأمن المتعلقة بـ"مكافحة الإرهاب".، وأرسلت الحكومة السورية رسالتين متطابقتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن بشأن الانتهاكات والاعتداءات التركية في الأراضي السورية.
وجاء في الرسالتين أن "قوات تركية توغلت في 17 ديسمبر 2016 داخل الأراضي السورية في قرية توكي التابعة لمنطقة عامودا في محافظة الحسكة ترافقها مجموعات إرهابية تابعة لما يسمى "الجيش السوري الحر"
التقدم التركى فى
التقدم التركى فى شمال سوريا يثير مخاوف طهران
أشارت الخارجية السورية إلى أنه "بتاريخ 11 يناير2017 أقدمت السلطات التركية على إدخال آليات ثقيلة إلى داخل الأراضي السورية شمال شرقي قرية خرزة التابعة لناحية عامودا في محافظة الحسكة ترافقها عناصر من حرس الحدود التركي وقامت بشق طريق ترابي داخل الأراضي السورية بعمق نحو 20 مترا وبحفر خندق ووضع عوارض إسمنتية استكمالا لبناء الجدار العازل".‎
أضافت أن توغلات الجيش التركي مستمرة، لافتة إلى بناء العسكريين الأتراك لجدران عازلة فوق أراض لمواطنين سوريين، واقتلاع مئات أشجار الزيتون لشق طرق لدبابات الجيش التركي، وكذلك الأمر بالقرب من قرية كلجبرين التابعة لمنطقة إعزاز في محافظة حلب، بالإضافة إلى انتهاكات من قبل قوات المعارضة السورية المدعومة من أنقرة.
جاء في الرسالتين أن السلطات التركية قامت مؤخرا بإنشاء قاعدة عسكرية داخل الأراضي السورية في قرية جترار شمالي بلدة تل رفعت في محافظة حلب، حيث تضم مستودعات للذخيرة ومقرات للضباط الأتراك وأيضا مواقع لفصائل درع الفرات.
ختمت الرسالتين: "تجدد حكومة الجمهورية العربية السورية مطالبتها مجلس الأمن بالاضطلاع بمسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين ووضع حد لانتهاكات النظام التركي الآنفة الذكر وكذلك إلزامه بتطبيق قرارات مجلس الأمن المتعلقة بمكافحة الإرهاب وبالاحترام التام لسيادة ووحدة أراضي وشعب الجمهورية العربية السورية".