المصريون على «مذبح الكفر» في منهج داعش.. التنظيم الإرهابي يزعم: الجيش والشرطة جنود الطواغيت.. يستحل دماء علماء الإسلام ويصفهم بالـ«خوارج».. ويستهدف الأقباط لحبهم لمصر
الذبح للمصريين جميعا.. هكذا يبدو أوضح شعار لتنظيم داعش الإجرامي، في فلسفته تجاه المصريين، وليس الأقباط وحدهم، فعشرات الأسر التي تهرب في نزوح إجباري من منازلها خوفًا من تتار العصر، ربما لا تدرك أن التنظيم يرى الجميع من نفس الزاوية «على مذبح الكفر».
تكفير العلماء منهج الدواعش
في 12 فبراير الماضي، أعلن الدواعش قائمة لأبرز علماء ودعاة الإسلام، ودعا إلى اغتيالهم، وأغلبهم من مصر ودول الخليج العربي، متهما إياهم بالمشاركة فيما أسماها «الحرب الصليبية ضد التنظيم»، ودعم داعش رؤيته التكفيرية لمريديه بمشاهد مصورة وتصريحات لعلماء الأمة المطلوب القضاء عليهم، ليثبت في فتواه أنهم يناصرون «الطواغيت الكفار».
تنظيم الدولة يحرّض على اغتيال علماء الدين المسلمين
عنوَن الدواعش، إصدارهم المرئي المثير للجدل بلافتة أسماها «قاتلوا أئمة الكفر»، داعيا عناصره في كتائب الذئاب المنفردة بمصر والشام وخرسان وأفريقيا والقوقاز وجزيرة العرب ومغرب الإسلام وغرب أفريقيا وأوروبا إلى تنفيذ فتواه الدموية، واصفًا العلماء بـ«الحمير الذين آذوا المجاهدين، وشرّهم لا ينتهي إلا بقتلهم، مطالبا أولياءه من القتلة باستحلال دمائهم وجعلها على سلّم أولوياتم، باعتبارهم الخدم الأوفياء لدى التحالف الصليبي.
علماء على قوائم الاستهداف
استباح التنظيم الإرهابي دماء كافة علماء الأمة، سواء المؤدلجون سياسيا منهم، أو أعلام المؤسسات الدينية، وجاء على رأسهم الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والشيخ على جمعة مفتي مصر الأسبق، والدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والداعية السلفي الشيخ محمد حسان، والشيخ عمر عبد الكافي، والداعية عبد العزيز آل الشيخ، ومحمد العريفي، وعائض القرني، سعد البريك، صالح المغامسي، سعد الشثري، وناصر العمر، وعبد العزيز الفوزان، وعلي المالكي.
في قاموس الدواعش، كافة من سبق ذكرهم «خوارج العصر» يدعون إلى حظر الانضمام إلى التنظيم، ويعطون صكوك الشرعية لأعدائهم، وبالتالي مقاومتهم بكل الطرق واجتثاثهم من على وجه الأرض، واجب شرعي.
شيوخ السلاطين ودورهم في محاربة الدولة الإسلامية
مهاجمة الجيش والشرطة
يعتبر الدواعش جنود الجيش والشرطة المصريين أداة للطواغيت، ويحلون دماءهم جميعا، وأبرز ما يؤكد ذلك عمليات الاستهداف المستمرة المتكررة دائما مع اختلاف الوسائل وأدوات القتل من تفجير لقنص إلى عمليات الاغتيال الميداني.
ورغم تراجع أعداد هجمات التنظيم في الشهر الأخير، على عناصر الشرطة والجيش، إلا أن الكمائن الثابتة والمتحركة، تظل أهداف دائمة للدواعش، وغالبا ما يعتبر مسلحي تنظيم الدولة أنفسهم في حالة جهاد ضد القوات الأمنية، التي تقع بالنسبة لهم في "حزام كفر" يطول غالبية الطوائف الفكرية والاجتماعية المخالفة لهم، إن لم يكن المجتمع بأكمله كافرا في نظرهم.
استهداف الأقباط جزء بسيط من المشهد
40 أسرة فرّت للإسماعيلية حتى الآن، والعدد مرشح للزيادة، في ظل محاولة التنظيم إثارة الفزع في سيناء، ومحاولة اللعب بورقة الطائفية لإثبات عدم الاستقرار الأمني في البلاد، وهو التفسير الأوضح حتى الآن لشن الدواعش هجماتهم البربرية على الأقباط، رغم تواجدهم منذ سنوات، دون أن يقتربوا من إناس، لا ناقة لهم ولاجمل في صراع الإرهابيين والدولة.
ويحاول التنظيم بهذ العمليات النوعية، رفع الروح المعنوية لرجاله، بعدما انحدرت لأقل معدلاتها، من جراء محاصرة أجهزة الأمن لأفراد التنظيم على مدار أشهر متعاقبة، ما يعني أنهم لازالوا قادرين على مواجهة قوات الجيش والشرطة، بما يمتلكون من أدوات إجرامية لإثارة الرعب والفزع في صفوف المصريين.
ويروج الدواعش لأتباعهم، أن الأقباط نقضوا «عهد الذمة» بتفويضهم للرئيس عبد الفتاح السيسي، في محاربتهم، فضلا عن تأييدهم المستمر لهم، وحرصه هو الآخر على الذهاب إلى كافة احتفالاتهم الدينية التي يجرمها الدواعش.
الدكتور محمد حبيب، المفكر الإسلامي، يؤكد أن تنظيم الدولة في سيناء يسعى لإظهار النظام المصري عاجزا عن حماية أتباعه، خاصة وأن رقم مهم حاليا في معادلة مؤيدي السيسي.
ويوضح القيادي المنشق عن جماعة الإخوان الإرهابية، أن التنظيم يحاول كسر التحالف والتعاون بين الدولة والكنيسة، عبر إظهار أجهزة الأمن غير قادرة على حماية الأقباط في سيناء.
(فيتو)