وفي 6 نوفمبر الماضي، كانت أعلنت "قوات سوريا الديمقراطية"، التي تضم ميليشيات كردية وعربية، انطلاق عملية "غضب الفرات" لتحرير مدينة الرقة، أحد أهم معاقل تنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا، وتقوم "قوات سوريا الديمقراطية" بعمليتها بالتنسيق مع التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.
وقالت قيادة "غضب الفرات"، في بيانها اليوم ، "نؤكد أن حملاتنا ستستمر وأن قطع الطرق المؤدية إلى الرقة وعزل المدينة عن دير الزور باتت قاب قوسين أو أدنى، ونبشر شعبنا في كل من الرقة ودير الزور بأن النصر قريب والإرهاب زائل، ونجدد العهد لشهدائنا وشعبنا وكل أصدقائه بأن فجر الديمقراطية والحرية وأخوة الشعوب قريب".
القيادة أعربت عن شكرها لشعب المنطقة لما أبدوا من تعاون لجث جذور الإرهاب من المنطقة، ونتقدم بالشكر لقوات التحالف الدولي لدعمنا ضد الإرهاب بما قدمته من مساعدة من خلال التغطية والقصف الجوي والاستشارة العسكرية على الأرض".
وتابع البيان أن القوات قامت "خلال أقل من أسبوع، بتحرير منطقة واسعة من ريف الرقة ودير الزور بسرعة مذهلة فاقت كل التصورات، وقامت بتنظيف عشرات القرى والمزارع من رجس الإرهابيين"، مضيفًا: واستولت القوات على كميات كبيرة من العدة والعتاد وقدمت العون والمساعدة لأهالي القرى، ووفرت لهم إمكانات العيش ونقلهم إلى المناطق آمنة حسب الظروف الأمنية للمنطقة، على الرغم من إمكاناتنا المادية المحدودة، وبذلت أقصى الجهود لكي لا يتعرض أهلنا المدنيين العزل للضرر".
وكشف البيان أنه خلال الأسبوع الماضي "تم تحرير 1762 كم٢ من ريف الرقة ودير الزور، وتم تحرير وتنظيف 60 قرية و147 مزرعة من ريف الرقة، و46 قرية و19 مزرعة من ريف دير الزور"، قائلا: إنه خلال العمليات قتل من مسلحي التنظيم الإرهابي 172 شخصاً فيما سقط 8 منهم أسرى.
من جانبها أعلنت صحيفة "صاندي تايمز" البريطانية إن "500 عنصر من القوات الأمريكية الخاصة يستعدون بريا للإسراع بإلحاق الهزيمة بتنظيم داعش وطرده من معقله المركزي الرقة في شمال سوريا، ضمن مراجعة للاستراتيجية الأمريكية التي جاءت بطلب من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب".
ووفق تقرير الصحيفة، فإن وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس سيقدم "خطة استراتيجية جديدة لترامب لتحرير الرقة" تزامنا مع تلميحات الجنرال جوزيف فوتيل قائد القيادة المركزية الأميركية في الشرق الأوسط في "زيادة محتملة للدور الذي تلعبه اميركا في سوريا".
وأعلن المتحدث باسم قوات سوريا الديموقراطية أن الجنرال جوزف فوتيل قائد العمليات العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط زار الجمعة شمال سوريا سرا، حيث التقى مسؤولين في هذه القوات التي تقاتل تنظيم داعش.
ولأول مرة يزور مسؤول عسكري أمريكي هذه المنطقة السورية منذ وصول الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في 20 يناير الماضي.
المتحدث باسم الجنرال فوتيل، الكولونيل جون توماس، أشار إلى أن المسؤول الأمريكي لم يقطع أي وعود محددة في مجال التسليح.
وقال توماس "خلال الحديث، استمع الجنرال فوتيل لحاجتهم إلى مساعدة لوجستية وإلى موارد أكبر من التي يتلقونها حاليا، مضيفًا أن فوتيل أكد لهم أنه يتفهم حاجاتهم، لكنه لم يقطع وعودا محددة"، ووفق مصادر من قوات سوريا الديمقراطية فإن الزيارة استمرت أربع ساعات.
وتقاتل قوات سوريا الديموقراطية التي تضم مقاتلين أكرادا وعرب، التنظيم الإرهابي منذ نهاية 2015 في شمال سوريا بدعم من قوات التحالف الدولي لم تنجح حتى الآن من تحقيق هدفها المعلن تحرير الرقة من سيطرة داعش.
من جانبها تعارض أنقرة بشدة الدعم الأمريكي لقوات سوريا الديمقراطية، حيث تقوم الولايات المتحدة بالعمل على تهدئة المخاوف التركية من الهجوم على الرقة والدعم الأمريكي للأكراد في شمال سوريا.
و تشير تقارير إعلامية عديدة إلى أن تركيا تدرس إمكانية خوض معركة تحرير الرقة على غرار تحرير مدينة الباب شمالي محافظة حلب مؤخرا.