بوابة الحركات الاسلامية : بعد زيارة السراج لـ"موسكو".. هل تؤثر "روسيا" إيجابيًا علي الأزمة الليبية؟ (طباعة)
بعد زيارة السراج لـ"موسكو".. هل تؤثر "روسيا" إيجابيًا علي الأزمة الليبية؟
آخر تحديث: السبت 04/03/2017 10:10 ص
بعد زيارة السراج
كانت ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها، أن هناك زيارة محتمله في مارس الجاري يقوم بها رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج إلي موسكو، وذلك لكسب الدعم الروسي الذي حاز به المشير خليفة حفتر قائد الجيش الليبي، والذي نجح خلال زياراته إلي العاصمة في كسب روسيا ودعمها.
بعد زيارة السراج
كانت أعلنت وزارة الخارجية الروسية، يوم 27 فبراير 2017 الماضي، عن زيارة وشيكة للسراج إلى موسكو، في الأيام المقبلة، وقال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف إن السراج قادم إلى بلاده خلال الأيام القليلة المقبلة، وذلك في إطار المشاورات التي تجريها موسكو مع كافة أطراف النزاع الليبي.
ويري مراقبون أن السراج يسعي حاليا خلال لقاءاته مع الجانب الروسي لكسب دعم الأخيرة، لعدم تهميشه من المشهد السياسي الليبي وكذلك لكسب دعم روسيا الذي سيقلب موازين الأوضاع بالنسبة لحكومة الوفاق، حيث يري الليبييون أنها فشلت فشل ذريع في إدارة شؤون البلاد ويبدو أن السراج يحاول القيام بجميع المحاولات لكسب الدعم الدولي مجددًا بعدما بدأت بعض الدول في التراجع عن دعمه ومنح الثقة للجيش الليبي بقيادة حفتر، كبريطانيا وإيطاليا وفرنسا وغيرهم من الدول.
وسعت دول الجوار الليبي علي مدار الأيام الماضية لعقد عدة اجتماعات لتقريب وجهات النظر بين كل مكن رئيس حكومة الوفاق فايز السراج وكذلك المشير خليفة حفتر، بالأخص بعد أن رفض الأخير مقابلة السراج وجها لوجه أثناء لقاء القاهرة في بداية فبراير الماضي، واكتفت الأطراف المجتمعة بالوصول إلي نقاط توافقية منها الإعلان عن عقد انتخابات في بداية عام 2018.
مساعي السراج للتقارب من روسيا، لقدرتها على تحقيق اختراق في الملف الليبي بعد فشل الدور الأوروبي في فرض حل على فرقاء الأزمة الليبية.
وخلال لقاء السراج في موسكو أول أمس الخميس 2 مارس 2017، وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونائب الأخير ميخائيل بغدنوف، كان برفقة السراج كل من نائب المجلس الرئاسي أحمد معيتيق، والنائب الأول لرئيس مجلس النواب إمحمد شعيب، ووزير الخارجية المفوض محمد سيالة، وآمر الحرس الرئاسي السيد نجمي الناكوع، والمستشار السياسي للرئيس السيد طاهر السني.
وتناولت المحادثات تطور الوضع السياسي في ليبيا وجهود الرئيس لتحقيق تسوية للأزمة الليبية الراهنة.
ورحب لافروف في بداية اللقاء بالسراج والوفد المرافق له مشيداً بجهوده لتحقيق الوفاق بين الأطراف السياسية الليبية مؤكداً حرص روسيا على عودة الأمن والاستقرار إلى ليبيا.
وقال وزير الخارجية الروسي أن روسيا تريد أن ترى ليبيا دولة موحدة ومزدهرة، تعتمد على مؤسسات دولة قوية ولها جيش موحد يمتلك قدرات وإمكانيات متطورة.
واعتبر لافروف أن من مصلحة الشعب الليبي أن يتحقق ذلك مضيفا أن ليبيا الموحدة المزدهرة تساهم في تعزيز الامن الاقليمي وتوفر الظروف الملائمة لأن تستعيد ليبيا علاقاتها المتكاملة مع جميع الشركاء وبينهم روسيا.
وأشار لافروف إلى مايعيشه الشعب الليبي من معاناة من جراء الأزمة، وقال وزير خارجية روسيا إن وحدة شعب ووحدة أراضي ليبيا قد اخل بها.
وجدد لافروف تضامن روسيا مع الشعب الليبي مؤكداً على أن الجانب الروسي مهتم بتقديم المساعدة في تجاوز المشاكل التي يواجهها الليبيون، مضيفًا أن موسكو واثقة من أن الشعب الليبي وحده قادر على تجاوز الازمة الراهنة وتحقيق المصالحة عبر حوار وطني شامل.
وذكر لافروف بأن التجربة السابقة اظهرت ان محاولات فرض حلول جاهزة من الخارج محكوم عليها بالفشل، ومشدداً على ضرورة توفير الظروف الملائمة لليبيين انفسهم لتسوية مشاكلهم.
بعد زيارة السراج
بدوره أكد رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فايز السراج، أن علاقات متينة لها جذور راسخة تربط بين ليبيا وروسيا، مؤكدًا حرص ليبيا على استمرار هذه العلاقات وتفعيلها في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والامنية والعسكرية، وكذلك تفعيل الاتفاقات الثنائية التي تربط ليبيا مع روسيا.
وأكد السراج على ضرورة أن تحترم جميع الاطراف الاتفاق السياسي ومخرجاته، وان المجلس الرئاسي مازال حريصاً على التواصل مع جميع الاطراف لتوسيع قاعدة التوافق السياسي، داعيًا الجميع إلى الجلوس معاً لتجاوز هذه الازمة في اقرب وقت ممكن، كما دعا الاطراف الاقليمية إلى المساهمة بشكل ايجابي في هذه العملية،مشددا على أن الوضع في ليبيا مستمر في التدهور مالم يتحقق الوفاق، وأعرب السيد الرئيس عن قناعته بأن روسيا قادرة على لعب هذا الدور الايجابي بفضل علاقاتها مع مختلف الاطراف الليبية.
وتابع بأن الوقت يمر ولا يسمح بمزيد من المناورات السياسية التي تحاول اطراف ليبية اللعب عليها.
يذكر أن السراج زار موسكو ليومين لعقد عدة لقاءات، يرافقه إلي جانب الوفد السياسي، وفد رفيع المستوى ممثلاً عن وزارة الدفاع والمشتريات العسكرية، والمؤسسة الوطنية للنفط و إدارة الطرق الحديدية، وذلك في إطار تطويرالتعاون وتفعيل الاتفاقيات المشتركة بين البلدين.
ويري مراقبون أن رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق بدا مقتنعا بأن روسيا، صاحبة التأثير في الملف السوري، هي القادرة لوحدها على تحريك الأزمة الليبية والتقريب بينه وبين المشير خليفة حفتر الذي استقبلته موسكو أكثر من مرة.
وقام حفتر بجولة في حاملة طائرة روسية بالبحر المتوسط الشهر الماضي في إظهار للدعم الذي يحظى به من الكرملين. كما تتوقع روسيا زيارة السراج لموسكو قريبا.
وسبق أن عبر السراج أكثر من مرة عن رغبته بأن تقدم روسيا المساعدة في التغلب على الأزمة الليبية، معربًا أكثر من مرة عن أمله في أن تلعب موسكو دور الوساطة بينه وبين حفتر.
يأتي ذلك في وقت فشلت الدول الغربية في توفير الظروف الملائمة لإنجاح اتفاق الصخيرات، تركت الملف الليبي إلى دول الجوار التي بدت أكثر اهتماما بحل الأزمة بسبب تأثيراتها الكبيرة على محيطها خاصة توسع دائرة الأنشطة الإرهابية، فضلا عن موجات الهجرة غير الشرعية القادمة من ليبيا.
وكانت ذكرت بوابة الحركات الإسلامية خلال تقرير لها تناولت من خلاله أسباب زيارة السراج لموسكو، أن الزيارة تعتبر هي ورقة أخيرة لكسب الدعم الروسي واستعادة الثقة الدولية مجددًا، بعدما بدأت شعبيته تقل في الوسط الليبي مع فشله في الالمام بزمام الأمور في البلاد.