بوابة الحركات الاسلامية : بعد "الزج" باسمها.. "قطر" تنأى بنفسها عن صراع "الهلال النفطي" الليبي (طباعة)
بعد "الزج" باسمها.. "قطر" تنأى بنفسها عن صراع "الهلال النفطي" الليبي
آخر تحديث: الإثنين 06/03/2017 10:38 ص
بعد الزج باسمها..
مع مواصلة الصراعات علي منطقة الهلال النفطي الليبي، بدأت الدول التي تم الزج باسمها فيما يخص الحرب علي منطقة النفط تعرب عن غضبها، حيث أعربت وزارة الخارجية القطرية عن استنكارها ورفضها الشديدين الزج باسم دولة قطر في الصراعات الداخلية بين الأطراف الليبية.
بعد الزج باسمها..
واتهم عددًا من أعضاء مجلس النواب قطر وتركيا، بدعم ميليشيات "ما يعرف بسرايا الدفاع عن بنغازى" التى هاجمت منطقة الهلال النفطى الليبى الجمعة الماضية، كما حمَّلوا المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني المسؤولية القانونية والأخلاقية أمام الشعب الليبي والعالم.
وقد شنت السرايا المتحالفة مع قبائل من الشرق، هجوما جديدا سعيا لاستعادة منشآت الهلال النفطي الليبي، وطالب الأعضاء الموقعين على بيان أصدروه أمس الأحد 5 مارس 2017، أعضاء المجلس الرئاسى على القطرانى وعمر الأسود وفتحى المجبرى للانسحاب فوراً من ما يسمى المجلس الرئاسى وإعلان استفالتهم منه.
ووقع على البيان الذى نشره الموقع الإلكترونى الرسمى لمجلس النواب، 35 نائبًا أكدو على انسحابهم ومقاطعتهم للحوار السياسى بكافة مساراته.
كانت كتلة السيادة الوطنية فى مجلس النواب اعتبرت الهجوم على منطقة الهلال النفطى أمس الجمعة بأنه محاولة لتقويض الاستقرار والحد من تلاحم الشعب فى تلك المنطقة الجيش وتقديم كل المسانده والدعم له.
وقالت الكتلة فى بيان أصدرته إن ما قامت به اليوم ميليشيات ما يعرف بسرايا الدفاع عن بنغازى التابعة للرئاسى الغرض منها زعزعة الثقة لدى مواطنى الهلال النفطى فى قدرة جيشهم البطل على توفير الحماية لهم وضمان استمرار امنهم واستقرارهم.
وجاء في بيان وزارة الخارجية القطرية، اليوم الأثنين 6 ماؤس 2017،  أن ما ورد في البيان الصادر عن عدد من أعضاء مجلس النواب الليبي بشأن التصعيد العسكري الذي تعرضت له الموانئ النفطية الليبية عارٍ عن الصحة تمامًا لما تضمنه من ادعاءات باطلة ومضللة تخالف ثوابت وسياسة دولة قطر تجاه الدولة الليبية الشقيقة وجميع دول العالم في هذا الشأن.
وشدد البيان على أن هذه الادعاءات مرفوضة ومستغربة ولا تساعد على ترسيخ الروابط والعلاقات الأخوية بين الدول الشقيقة، مضيفًا أن بعض الأطراف تعرقل محاولات حل الأزمة الليبية بالطرق السلمية طمعًا منها في تحقيق مكاسب عسكرية، ومن غير المقبول تحمُّل دولة قطر نتائج هذا السلوك الذي يتعارض مع تطلعات الشعب الليبي الشقيق، مؤكدًا أن قطر كانت في مقدمة الدول التي دعمت الشعب الليبي ووقفت إلى جانبه منذ اندلاع ثورته في 2011 كما دعمت مخرجات الاتفاق السياسي بين أطراف الصراع في ليبيا.
وشدد البيان على أن دولة قطر ستظل ملتزمة بمواقفها الثابتة الداعمة للشعب الليبي الشقيق انطلاقًا من روابط الأخوة والعلاقات التاريخية والمصير المشترك.
والجدير بالذكر أن منطقة الهلال النفطي تعرضت للهجوم ليلة الجمعة الماضية، حيث خسرت قوات المشير خليفة حفتر موقعا نفطيا هاما في شمال شرق ليبيا سيطرت عليه مجموعات مسلحة ما يعرف بـ"سرايا الدفاع عن بنغازي"، غير أن المعارك متواصلة من أجل استعادته، على ما أعلن متحدث باسم قوات السلطة الموازية في شرق ليبيا السبت.
وقال المتحدث باسم الجيش الوطني بقيادة حفتر، العقيد أحمد المسماري، إن سرايا الدفاع عن بنغازي "وصلت إلى مطار رأس لانوف الرئيسي"، موضحا أن "القوات المهاجمة زودت بمدرعات حديثة ورادار للتشويش على الدفاع الجوي".
بعد الزج باسمها..
يأتي ذلك في وقت تشهد ليبيا حالة من الفوضي عقب سقوط معمر القذافي في 2011، وبالأخص مع تعنت الأطراف المتنازعة علي الحكم، ما بين حكومات واحدة في الشرق يواليها الجيش الليبي بقيادة حفتر، والأخري في طرابلس ويواليها المجلس الرئاسي المنبثق عن اتفاق الصخيرات بقيادة فايز السراج.
وكانت قوات حفتر سيطرت في سبتمبر الماضي على موانئ النفط الأربعة في شمال شرق ليبيا "الزويتينة، والبريقة، وراس لانوف، والسدرة"، التي تؤمن معظم صادرات النفط الليبي وكانت حتى سبتمبر تحت سيطرة قوة حرس المنشآت النفطية الموالية لحكومة الوفاق.
وأضاف المتحدث أن "الوضع العسكري تحت السيطرة العامة" في منطقة الهلال النفطي، مشيرا إلى أن "المعركة مستمرة (...) وتتم بتوجيهات من قائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر"، مشيرا إلى مقتل عنصرين من قوات حفتر.
وسبق أن ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها، أن سرايا الدفاع عن بنغازي تتشكل من فصائل إسلامية التوجه طردتها قوات حفتر من مدينة بنغازي شرق، في إطار حربه على الجماعات الإسلامية المتشددة السائدة في شرق ليبيا.
وقال العقيد المسماري إنه بعد فشل أربع محاولات سابقة "رجعوا اليوم بقوة أكبر من المرات الأولى". وتابع: "قررنا سحب كل الطائرات إلى مناطق خلفية آمنة"، مشيرًا إلي أن القوات الجوية واصلت الضربات من الصباح حتى المغرب" يوم الجمعة، مؤكدا أنه "دمرنا تقريبا 40 بالمئة من آلياتهم.
وتجددت غارات سلاح الجو التابع لحفتر على المهاجمين الذين لحقت بهم "خسائر فادحة" على ما أعلن قائد قاعدة بنينا الجوية في بنغازي العميد محمد المنفور.
في سياق متصل، أكدت حكومة الوفاق الوطني بقيادة فايز السراج، والمدعومة دوليا ولا تعترف بها الحكومة الموازية في شرق ليبيا، في بيانها عقب الهجوم علي منطقة الهلال النفطي، أن "لا علاقة لها بالتصعيد العسكري الذي وقع في منطقة الهلال النفطي، ولم تصدر عنها أي تعليمات أو أوامر لأي قوة كانت بالتحرك نحو المنطقة".
وأعلنت "إدانتها الشديدة لهذا التصعيد الخطير الذي (...) يحبط آمال الليبيين في حقن الدماء"، محذرة من أنها "لن تقف مكتوفة الأيدي إذا استمر التصعيد في تلك المنطقة أو غيرها".
وأعرب عن إدانته الشديدة لهذا التصعيد الخطير الذي يتزامن بطريقة مشبوهة مع ما يبذله المجلس من جهود مكثفة على مستويات داخلية وإقليمية ودولية، لتحقيق المصالحة الوطنية وتوحيد الصف لتجتاز بلادنا ما تمر به من محنة.
وحذر المجلس، من أنه لن يقف مكتوف الأيدي، إذا ما تواصل التصعيد في تلك المنطقة أو غيرها، ولديه من الخيارات ما يردع كل مستهتر، دون تسمية طرف بعينه.
وجدد المجلس في ختام بيانه، التأكيد على أن النفط هو ثروة الليبيين جميعًا وهو مصدر رزقهم الوحيد، ولابد أن يخرج من دائرة الصراع بمختلف مسمياته وأشكاله وألا تكون مناطقته ساحًة له.
فيما دعا مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا مارتن كوبلر إلى تجنب التصعيد، مطالباًا الطرفين بالامتناع عن أي تصعيد وضمان حماية المدنيين والموارد الطبيعية والمنشآت النفطية الليبية".
وتراجع إنتاج ليبيا من النفط إلى خمس ما كان في 2010، في الوقت الذي تملك فيه البلاد أكبر احتياطي نفطي في أفريقيا يقدر بـ48 مليار برميل.
من المعروف أن النفط هو مصدر الدخل الرئيس لليبيا الغارقة في الفوضي العارمة، منذ 2011، إضافة إلى التنازع على ادارتها من جانب ثلاث حكومات هي الحكومة المؤقتة المنبثقة عن مجلس النواب وحكومة الانقاذ المنبثقة عن المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته، وحكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة.