بوابة الحركات الاسلامية : جيش الإسلام بين المواقف السياسية "المرنة" والرد العسكرى "الباهت" من النظام السورى (طباعة)
جيش الإسلام بين المواقف السياسية "المرنة" والرد العسكرى "الباهت" من النظام السورى
آخر تحديث: الإثنين 06/03/2017 08:44 م
جيش الإسلام  بين
يشكل "جيش الإسلام" التكتل العسكرى الاكبر فى ريف دمشق حالة متناقضة   فى الصراع السورى ففى الوقت الذى تعد معظم مواقفه  السياسية  "مرنة"  فى التعاطى مع حليفة  النظام السورى فى موسكو نجده يرد عسكريا بشكل باهت على   النظام السورى  فى ريف دمشق وهو ما يجعله  دائما علامة "تعجب " كبيرة فى  الصراع السوري .
جيش الإسلام  بين
جيش الإسلام  الذى يعد من أهم التنظيمات المسلحة في سوريا وقد برزت أهميته مؤخرا بعد قصفه العاصمة السورية دمشق التي ظلت منذ بداية الثورة السورية في مارس 2011 بمنأى عن صواريخ وقذائف المعارضة السورية وكأن الثورة التي عمت جميع الأراضي السورية لم تصل إليها بعد، ولكن بعد مرور ما يقارب 4 أعوام على الثورة قرر جيش الإسلام ضمها إلى قائمة المدن الواقعة تحت خط القصف. 
وتعود البدايات الأولى لجيش الإسلام عقب اندلاع الثورة السورية في 15 مارس عام 2011م عندما قام 14 رجلًا بتكوين نواة فصيل عسكري لقتال قوات الحكومة السورية باسم "سرية الإسلام"، في مدينة دوما التابعة لغوطة دمشق   ثم تطوّرت النواة المقاتلة مع ازدياد أعداد مقاتليها وأصبح أسمها لواء الإسلام، وفي 29سبتمبر عام 2013 م تم الإعلان عن التشكيل الجديد المكون من 50 لواء وفصيل مسلح، تحت أسم ‘جيش الإسلام’ يوم 1-6-2012م تم إعادة تشكيله في سبتمبر عام 2013م وانضمت له كتائب جديدة ليصبح عدد تشكيلاته 60 كتيبة قتاليةمن أبرزها لواء الإسلام- لواء جيش المسلمين- لواء سيف الحق- لواء نسور الشام- لواء بشائر النصر- لواء فتح الشام- لواء درع الغوطة- كتائب الصديق- لواء توحيد الإسلام- كتائب جنوب العاصمة- لواء بدر- لواء عمر بن عبد العزيز- لواء جند التوحيد- لواء سيف الإسلام- لواء عمر بن الخطاب- لواء معاذ بن جبل- لواء الفاروق- لواء الزبير بن العوام- لواء ذي النورين- لواء الأنصار- لواء حمزة- لواء الدفاع الجوي- لواء المدفعية والصواريخ- لواء المدرعات- لواء الإشارة- لواء الظاهر بيبرس- لواء سيف الحق- لواء مغاوير القلمون- لواء عباد الرحمن- لواء المرابطين- لواء البادية- لواء أنصار السنة- لواء أهل البيت- لواء شهداء الأتارب- لواء جبهة الساحل- لواء عين جالوت- كتائب أنصار التوحيد- كتائب المجاهدين- كتائب صقور أبي دجانة- كتائب السنة- كتائب الأنصار- كتائب البراء بن عازب- كتائب نور الغوطة- كتائب شباب الإسلام- كتيبة طلحة بن عبيد الله- كتيبة الاستشهاديين- كتيبة علي بن أبي طالب- كتيبة رايات الحق- كتيبة درع الإسلام- كتيبة العشاير
جيش الإسلام  بين
وفي 23-11-2013 أعلن عن تشكيل الجبهة الإسلامية وهي اشبه باندماج جيش الإسلام مع "لواء التوحيد" و"صقور الشام" في "الجبهة الإسلامية" التي كانت تأسست في نهاية العام الماضي، من "أحرار الشام" و"لواء الحق" وكتائب أخرى لإسقاط النظام السوري  وتضمنت الهيكلية الجديدة لـ"الجبهة الإسلامية تعيين أبو عمر حريتان من "لواء التوحيد" نائباً لعيسى الشيخ على أن يكون "أبو راتب الحمصي" من "لواء الحق" في الأمانة العامة، مع تعيين "أبو العباس" من "أحرار الشام" المسئول الشرعي"، وترأس القيادة العسكرية زهران علوش ثم أصدر كل من جيش الإسلام وألوية صقور الشام، بيانا، أعلنوا فيه عن الاندماج الكامل تحت " الجبهة الإسلامية

 وعلى الرغم من ذلك انضم "جيش الإسلام"  الى المفاوضات السياسية مع النظام بواسطة روسية من خلال ممثله محمد علوش القيادي في "جيش الإسلام"، وأحد كبار المفاوضين في جنيف،  والذى اكد على أن جيش الإسلام ومسؤولين روس، توصلوا إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين في الغوطة الشرقية بريف دمشق، ضمن ما سمي "اتفاق الصمت" على جانب اخر  اصدر بياناً مصوّراً قال إنه لإطلاق عدد من الصواريخ البالستية باتجاه مواقع النظام، وذلك رداً على مجازر قوات النظام في الغوطة الشرقة والقابون وحي تشرين.
وقال البيان المصور الذي بثه المكتب الإعلامي لجيش الإسلام، إن هذه الحملة والتي أطلقت عدداً من "الصواريخ البالستية" باتجاه مواقع النظام" إنما هي رد على التصعيد الأخير الذي شنه النظام على الغوطة الشرقية وحي القابون وحي تشرين، دون تحديد وجهة الصواريخ وأضاف البيان، أن "إطلاق الصواريخ جاء من قبل إدارة المدفعية والصواريخ، ومن سفوح جبال القلمون، حيث بدأت الحملة الصاروخية على النظام" ودعا البيان الفصائل الأخرى، إلى "إذكاء تلك الحملة، ونبذ المصالحات المهينة" ورغم الاتفاق استمرت الحملة العسكرية على المنطقة من قبل النظام وطائراته ضاربة بعرض الحائط وعود موسكو التي تعهدت بها، وقال علوش إنه كان يفترض أن تبدأ مفاعيل الاتفاق ، أي بدءاً من يوم الأحد في الخامس من شهر مارس 2017م  لغاية التاسع منه، على أن يتم العمل على توسعة الهدنة لتشمل مناطق أخرى خاضعة لسيطرة المعارضة منها في ريف دمشق وحمص، وتمديده حتى نهاية الشهر، لكن النظام وكعادته استمر في حملته ولم تهدأ طائراته طوال ساعات النهار.
جيش الإسلام  بين
 ويُصنف "جيش الإسلام" على أنه يتبنى الفكر السلفي الدعوي، ومن جهته يقول في موقعه على شبكة الإنترنت إنه يؤهل مقاتليه وفق العقيدة الإسلامية معتمداً منهجاً معتدلاً، ويضيف على لسان قائده زهران علوش أن منهجه هو الإسلام الذي يضم القواعد الأساسية من العدل والإنصاف والحق، ولكن يؤخذ على هذا التوصيف عموميته وعدم توضيحه للأهداف التي يسعى إلى تحقيقها، ولا طريقة تحقيقها وبشكل عام توضح تصريحات قيادات "جيش الإسلام" أنه يسعى لإسقاط النظام الحالي في سوريا وإقامة نظام يلتزم بأحكام الشريعة الإسلامية.
ومنذ تأسيسه ساهم "جيش الإسلام" في تشكيل عدد من التكتلات العسكرية، مثل تجمع أنصار الإسلام والجبهة الإسلامية، وشارك ممثلون عنه في تأسيس عدد من الهيئات السياسية المعارضة مثل المجلس الوطني والائتلاف الوطني، كما شارك بتاريخ 8 ديسمبر/كانون الأول 2015 في اجتماع الرياض للمعارضة السورية، وهو ما اعتبر قبولاً منه بمبدأ التفاوض مع النظام للوصول إلى حل سياسي في سوريا.
ويوضح جيش الإسلام في موقعه على الإنترنت أنه يتبع منهجية مؤسساتية في اتخاذ القرار العسكري، كما أنه يمارس نشاطات خدمية في المناطق الخاضعة لسيطرته بهدف تعويض غياب المؤسسات الحكومية، لكنه يواجه في هذا الجانب انتقادات من قبل ناشطين، أهمها اتهامه باحتكار العمل الخدمي وعدم التعاون مع المؤسسات المدنية الموجودة وإعاقة عملها أحياناً، ومن جهته ينكر "جيش الإسلام" مثل هذه الاتهامات وينفيها.
جيش الإسلام  بين
وعلى مدى مسيرته استولى "جيش الإسلام" على مواقع عسكرية تابعة للنظام، وعلى عدد كبير من الدبابات والآليات العسكرية، من ضمنها منظومة دفاع جوي "OSA 9K33"، التي استخدمها في إسقاط مروحية تابعة لقوات النظام، مما أدى إلى توقف مروحيات النظام عن إلقاء البراميل المتفجرة على الغوطة الشرقية ويعتبر "جيش الإسلام" من أكثر الفصائل الإسلامية السورية تشددا في موقفه من تنظيم الدولة الإسلامية، حيث دعا إلى قتاله منذ بداية الخلافات بين التنظيم والمعارضة المسلحة، وخاض ضده معارك عنيفة في الغوطة الشرقية، أدت إلى إخراجه منها بشكل كامل، كما خاض ضده معارك أخرى في مناطق مختلفة وبفضل تماسك جيش الإسلام بعد مقتل قائده، وبسبب موقفه من التنظيمات الجهادية المتشددة، وكونه من أكبر فصائل المعارضة المسلحة وأكثرها انتشاراً في مختلف المحافظات، يعتبر مراقبون أنه طرف أساسي لا بد من وجوده في أي محاولة لإيجاد الحل في سوريا.
 مما سبق نستطيع التأكيد على ان "جيش الإسلام" يعد حالة متناقضة   فى الصراع السورى بكل المقايسس  ولذلك تعد معظم مواقفه  سوا  السياسية   او العسكرية "باهتة" ما بين المرونة  فى التعاطى مع   النظام السورى  وبعض الحزم على الجانب الاخر وهو ما يجعله  دائما علامة "تعجب " كبيرة فى  الصراع السوري .