بوابة الحركات الاسلامية : بعد موافقة دمشق بتدخلها.. هل تنجح القوات العراقية في مواجهة "داعش" سوريا؟ (طباعة)
بعد موافقة دمشق بتدخلها.. هل تنجح القوات العراقية في مواجهة "داعش" سوريا؟
آخر تحديث: الأحد 12/03/2017 12:14 م
بعد موافقة دمشق بتدخلها..
مع مواصلة القوات العراقية قصف مواقع تنظيم "داعش" الإرهابي، يبدو أن التنظيم بات علي وشك الانقراض من الموصل تمامًا، وبالأخص بعدما أعلنت أمس السبت 11 مارس 2017، وزارة الدفاع العراقية، عن مقتل عدد من خبراء "داعش" الأجانب في الجانب الغربي من مدينة الموصل.
بعد موافقة دمشق بتدخلها..
وقالت الوزارة في بيان لها إنه "بناءً على معلومات مديرية الاستخبارات العسكرية، نفذت طائرات التحالف الدولي ضربة جوية استهدفت مقرا لداعش في منطقة 17 تموز بالجانب الغربي من الموصل، أسفرت عن تدمير المقر"، موضحة أن الضربة أدت إلى مقتل أبرز قيادات "داعش" من الخبراء الأجانب، وهم: "أبو محمد الروسي زيراوف (روسي الجنسية) وهو مهندس طائرات، وأبو عائشة (طاجيكي) خبير في تفخيخ العجلات وتطوير الأسلحة وهو مبتكر حمل الصواريخ بالطائرات المسيرة، وأبو عمر الفرنسي (من أصول تونسية) خبير محركات وكان أحد مدراء شركة مرسيدس (الألمانية) للسيارات".
ويري محللون أن القضاء علي خبراء داعشيين سيكلف التنظيم خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، بالأخص أنهم من يخططون للتنظيم عملياته الإرهابية وخططه الدموية التي يقوم بها في هجماته ضد القوات العراقية.
وتعتبر هذه الخطوة نجاحًا قويًا للقوات العراقية في مواجهة التنظيم الإرهابي، حيث نجح في القضاء علي جزء من العقل المدبر لداعش، وهو ما يكلفة العديد من الخسائر.
ولم تذكر الوزارة تاريخ هذه الغارة التي لم يعلن عنها التحالف حتى اللحظة، فيما قال الملازم أول في الجيش العراقي، نايف الزبيدي إن "داعش لا يزال يشكل تحديا أمام تقدم القوات الأمنية في الأحياء المتبقية في الجانب الغربي للموصل".
وأضاف الزبيدي أنه "على الرغم من سرعة التقدم في أحياء هذا الجانب، إلا أنه لا يمكن القول حتى الآن أن داعش انهزم وأقرّ بخسارة المعركة، التنظيم لا يزال يمسك نحو نصف الجانب الغربي من المدينة ويقاتل بشراسة".
يذكر أن القوات العراقية وبمساندة التحالف الدولي كانت قد، أطلقت في السابع عشر من أكتوبر الماضي، عملية عسكرية لتحرير مدينة الموصل من سيطرة تنظيم "داعش"، وبعد ثلاثة أشهر من القتال تمكنت من استعادة الجانب الشرقي للمدينة، وقسم كبير من جانبها الغربية.
في سياق مواز، ومع نجاح القوات العراقية في التصدي للتنظيم الإرهابي داعش، ودك معظم معاقله في الموصل، أعطي الثقة لدمشق في أن القوات العراقية قادرة علي مساعدتها في القضاء علي داعش سوريا، حيث كشفت صحيفة "إيزفيستيا" الروسية، عن موافقة دمشق على قصف الطائرات العراقية مواقع "داعش" في سوريا، مشيرة إلى ارتباط تحسن العلاقات العراقية–السورية بتغير سياسة واشنطن في المنطقة.
ونقلت الصحيفة عن عضو لجنة الشؤون العربية والدولية في مجلس الشعب السوري ساجي طعمة قوله إن دمشق سمحت للقوات العراقية بتوجيه ضربات إلى الإرهابيين داخل سوريا.
فيما يرى الخبراء أن تعزيز التعاون بين البلدين في محاربة الإرهاب هو دليل على تغير تدريجي لسياسة واشنطن في المنطقة، مضفين أن العراق وسوريا  تواجه خطرا واحدا، في محاربة داعش"، وأن التنسيق بدأ منذ سنوات في عمليات محاربة الإرهاب، لذلك لم يكن ممكنا إطلاق مثل هذه التصريحات من دون موافقة دمشق على السماح للطائرات العراقية في تنفيذ العمليات داخل سوريا، موضحًا أن تقوم الطائرات السورية بملاحقة الإرهابيين داخل العراق في المنطقة الحدودية.
البرلماني السوري أكد أن "الإرهابيين يهربون من الموصل ويحاولون اللجوء إلى دير الزور"، لافتا الى ان "القوات المسلحة العراقية تلاحق الإرهابيين حتى داخل سوريا".
بعد موافقة دمشق بتدخلها..
يذكر أن العبادي سبق أن أعلن عن استعداد القوات العراقية للقضاء على الإرهابيين ليس فقط داخل العراق ولكن في سوريا أيضا وفي البلدان المجاورة، حيث قال "لن أتردد لحظة واحدة في توجيه ضربات إلى مواقع الإرهابيين في الدول المجاورة، ونحن نستمر في محاربتهم"، مشيرا في الوقت نفسه إلى احترام سيادة دول الجوار.
وفيما شنت الطائرات العراقية هجمات على مواقع الإرهابيين في مدينة البو كمال الحدودية داخل سوريا في نهاية شباط الماضي، وقد أُعلن حينها عن أن التنسيق بشأن العمل تم مع السلطات السورية.
طعمة قال إنه من الواضح أن إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما كانت تمنع أعضاء التحالف الدولي ومن بينهم العراق من التعاون مع الحكومة السورية"، مشيرًا إلي أنه توجد الان في واشنطن سلطة جديدة لديها مواقف جديدة، وهذا يدل على تطور الأوضاع حول مدينة منبج السورية، حيث وافق الكرد المدعومون من واشنطن على تسليم جزء من الأراضي للقوات السورية.
وسبق أن قال رئيس النظام السوري، بشار الأسد، إنه لم يرَ "شيئاً ملموساً" من الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، فيما يتعلق بتعهده بدحر تنظيم الدولة، واصفاً القوات الأمريكية المنتشرة في سوريا، وغيرها من القوات التي دخلت دون دعوة، بأنها "قوات غازية".
وفي مقابلة مع قناة "فينيكس" التلفزيونية الصينية، أوضح الأسد أنه "نظرياً" لا يزال يرى مجالاً للتعاون مع ترامب، "لكن عملياً" لم يحدث شيء بهذا الصدد بعد.
وأضاف أن تعهد ترامب خلال حملته الانتخابية بإعطاء الأولوية لدحر تنظيم الدولة كان "مقاربة واعدة، لكن لم نرَ شيئاً ملموساً بعد فيما يتعلق بهذا الخطاب.
ووصف الأسد الحملة العسكرية المدعومة من الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة في سوريا بأنها "هجمات وغارات عسكرية" تقتصر على مناطق صغيرة، قائلا: "نأمل في أن تقوم هذه الإدارة الأمريكية بتنفيذ ما سمعناه".
وسئل الأسد عن نشر قوات أمريكية قرب مدينة منبج شمال البلاد، فقال: "أي قوات أجنبية تدخل سوريا دون دعوتنا أو إذننا أو التشاور معنا تعتبر قوات غازية، ولا نعتقد أن هذا سيكون مفيداً"، بحسب رويترز.
وأكد الأسد أيضاً أنه "ينبغي محاربة الإرهابيين، والدخول في حوار لحل الأزمة السورية"، بحسب تعبيره.
وكان الأسد قد أعرب، في لقاء مع موقع "ياهو نيوز"٬ الشهر الماضي، عن ترحيبه المشروط بالجيش الأمريكي في بلاده لمحاربة التنظيم، "بشرط أن تنسق واشنطن مع دمشق وتعترف بسيادة حكومتها".