بوابة الحركات الاسلامية : المؤتمر الدولي للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية وتوصياته (طباعة)
المؤتمر الدولي للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية وتوصياته
آخر تحديث: الأحد 12/03/2017 01:49 م
المؤتمر الدولي للمجلس
كنا في بوابة الحركات الاسلامية طرحنا سؤال الاسبوع الماضي حول جدوى المؤتمرات المنعقدة برعاية المؤسسات الدينية في مصر تلك المؤتمرات التي ينفق عليها من اموال المصريين دون ان يشعر بها المواطن او يشعر بفعاليتها، تلك المؤتمرات التي تعقد على مستوى النخبة وبداخل الغرف المكيفة بعيدا عن المواطن العادي الذي تستقطبه تلك الجماعات الارهابية، فاذا كان المقصود من هذه المؤتمرات توعية الشعوب والمواطنين بخطر الارهاب والحد منه كان من الأولى ان يشارك في هذه المؤتمرات طلبة المدارس والجامعات ومراكز الشباب واندية الادب والثقافة المنتشرة في جميع انحاء الجمهورية حتى تكون لها فعالية حقيقية على ارض الواقع، على اية حال اختتمت اليوم فعاليات المؤتمر الدولي العام الخامس والعشرين للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بعنوان "رؤية الأئمة والدعاة لتجديد الخطاب الديني وتفكيك الفكر المتطرف"، والذي شهده محمد بدر محافظ الأقصر.
وكان قد افتتح المؤتمر الذي بدأ أمس وحضره الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ورئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية وكوكبة من الائمة وعلماء الدين - بتكريم الضيوف الأجانب المشاركين بالمؤتمر وهم نزار الجيلي وزير الدولة للإرشاد والأوقاف السوداني، أمين كيمياكى توكوماسو رئيس جمعية مسلمي اليابان، دكتور جمال سند السويدي مدير عام مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية ، دكتور حسين حسن أبكر رئيس المجلس الاعلى للشؤون الإسلامية بتشاد، محمد بن عبيد المزروعي المدير التنفيذي بالهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف بالإمارات، على موينى مكوو مفتى الكنغو الديمقراطية، زيد بن على الدكان الأمين العام لمؤتمر وزراء الاوقاف والشؤون الإسلامية بدول العالم الإسلامي، الشيخ أسد الله موالى مفتى دولة زامبيا، دكتور محمد البشاري عميد معهد ابن سينا للعلوم الانسانية بفرنسا ، المستشار على الهاشمي مستشار الشؤون الدينية والقضائية لرئيس دولة الإمارات، دكتور فريد بن يعقوب المفتاح وكيل وزارة الشؤون الإسلامية بالبحرين، الشيخ شعبان رمضان أوباجى مفتى دولة أوغندا.

كلمة وزير الأوقاف:

كلمة وزير الأوقاف:
أكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، في الكلمة الافتتاحية أمس، أن ربط الإرهاب بالأديان التي هى منه براء، يُدخل العالم في دوائر صراع لا تنتهى، ولا تبقى ولا تذر.
وقال في كلمته نيابة عن رئيس الوزراء، إن المؤتمر يُعقد تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذى يهتم بتصويب الخطاب الديني، ونشر ثقافة السلام والعيش الإنساني المشترك، ومواجهة التطرف والإرهاب، وتأصيل فقه العيش المشترك، وتصحيح المفاهيم الخاطئة ومواجهة التحديات والإرهاب والفكر المتطرف، حيث لم يعد خطر الإرهاب مقصوراً على منطقة جغرافية أو مناطق بعينها، دون الأخرى، بل إنه صار عابراً للحدود والقارات، سواء من خلال تنفيذ العمليات الإجرامية، أم من حيث بثّ سمومه الفكرية عبر وسائل التواصل الحديثة والعصرية، التي لا تحدها حدود مكانية أو تستوقفها منصات الصواريخ أو مصداتها أو قببها الفولاذية.
وأوضح «جمعة» أنه لا شك أن وجود إرادة سياسية قوية لمواجهة الإرهاب يعد أمرًا حيويًّا ومحركًا رئيسًا لسائر المؤسسات الدينية، والتربوية، والثقافية، والبرلمانية، والأمنية، والعسكرية، وأننا في حاجة ماسة وملحة لتضافر جهود كل تلك المؤسسات على مستوى كل دولة على حدة، وتكاملها فيما بينها على المستوى الدولي، حتى نخلص الإنسانية جمعاء من شرور الإرهاب الغاشم، ونرسخ لأُسس المواطنة المتكافئة من جهة، وفقه التعايش السلمى والعيش الإنساني المشترك من جهة أخرى.
وأكد «جمعة» أن جميع الأديان والأعراف السوية تحترم حق الإنسان في الحياة الكريمة دون تفرقة على أساس الدين أو اللون أو الجنس أو العرق، وأن الدول التي آمنت بالتنوع وأرست أسس المواطنة المتكافئة في الحقوق والواجبات هي أكثر الدول استقراراً وتقدماً وتحقيقاً للتنمية، وأن الدول التي وقعت في براثن الصراعات المذهبية أو الطائفية أو العرقية هي أكثر الدول تمزقًا وتشتتًا، وأن التصدع الذى يحدث في دولة ما، يلقى بظلاله على محيطها ومنطقتها، وكثيرًا ما يتجاوز هذا المحيط الإقليمي إلى تداعيات دولية، مما يتطلب منا جميعًا العمل لصالح الإنسان والإنسانية، واعتماد التواصل الإنساني والحضاري، بديلاً للصراع والإقصاء والرفض.
وأنهى « جمعة» كلامه قائلاً: إننا حرصنا على تمثيل واسع للمرأة في حضور المؤتمر وفى جلساته تفاعلاً مع إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسي عام ٢٠١٧ عاماً للمرأة المصرية، ولنرسل برسالة للعالم كله عن تقدير الإسلام للمرأة وإكرامه لها وحرصه على إعطائها حقوقها كاملة غير منقوصة، وتوجه بالشكر والتقدير للرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، على تكرمه برعاية المؤتمر، وعلى ما يوليه من اهتمام بتصويب الخطاب الديني.

كلمة د. شوقي علام:

كلمة د. شوقي علام:
أما الدكتور شوقي علام، مفتى الجمهورية، فقد دعا جميع المؤسسات الدينية على مستوى العالم بتحمل مسؤولياتها أمام التحديات والمخاطر التي تواجه العالم الإسلامي في الوقت الراهن من خلال العمل على نشر المفاهيم الدينية الصحيحة ومواجهة الأفكار المتطرفة والجماعات الإرهابية.
وقال «علام» في المؤتمر: أدعو كل القائمين على المؤسسات الدينية إلى الوقوف صفا واحدا أمام هذه التحديات حتى يتم اجتياز هذه المرحلة بسلام ويتم تحقيق السلام للعالم كله ونعبر جميعا إلى بر الأمان، مضيفاً: يجب علينا جميعاً التركيز على جانب البناء، مؤكدا أن الأديان كلها تدعو إلى السلام والتعايش، ولهذا فإن المسؤولية تبقى علينا جميعا وهى مسؤولية مشتركة.
وأكد المفتي أن العنف لا دين له ولا وطن، وأننا في دار الإفتاء المصرية عندما تتبعنا ما يستند إليه هؤلاء المتطرفون من نصوص من خلال المراصد التابعة لدار الإفتاء وجدنا أنهم فسروها بطريقة خاطئة ولم يستندوا لأى دليل أو سند شرعي.
وأشار «علام» إلى ضرورة التعاون والتنسيق المستمر في التصدي للأفكار الإرهابية المتشددة، لافتاً إلى أن العالم يمر بهجمة إرهابية شرسة يتبناها مجموعة من الإرهابيين الذين يبنون فكرهم على جملة من الآراء الشاذة والفتاوى التي لا تقوى، ولا تصمد أمام النظرة العلمية.
الدكتور أسامة العبد
الدكتور أسامة العبد
وقال الدكتور أسامة العبد، رئيس لجنة الشؤون الدينية بمجلس النواب، إن الدين الإسلامي لا يعرف التطرف على الإطلاق ولا التعصب ولا التشدد، فديننا دين للإنسانية كلها دين ترفع عن أي شائبة ليس للمجتمع الإسلامي، بل لكافة المجتمعات.
وأضاف «العبد» أن ديننا يحارب الفكر المتطرف، فالإرهاب لا دين له ولا وطن، ولا عقل، ولذلك ينبغي على المجتمع الإنساني أن يعي ما قاله رئيس الجمهورية من قبل أن الإرهاب لا يقف عند مصر ولا عند الأمة العربية، وإنما يتعداها إلى العالمية، فعلينا أن نتكاتف من أجل التصدي له، ووزارة الأوقاف ليست منفصلة عن الأزهر الشريف، فلا يوجد في العالم أجمع من يجمع فقه السنة إلا الأزهر الشريف.
حلمى النمنم، وزير
حلمى النمنم، وزير الثقافة
فيما أكد حلمى النمنم، وزير الثقافة، أن الإرهاب صناعة استعمارية في الأصل والغرب يحاول إلصاقه بالإسلام، حيث راحت بعض دول الغرب تدافع عن أصحاب الفكر المتطرف، مدعين فى البداية أنه بسبب الفقر، إلا أن ادعاءاتهم باطلة، لأن قادة الفكر المتطرف، ليسوا فقراء بدليل أن أسامة بن لادن لم يكن فقيراً.
وأوضح «النمنم» أن الغرب واصل ادعاءاته بأن الإرهاب يظهر في الدول التي ليس بها ديمقراطية، ثم وجدناه يظهر في فرنسا وبلجيكا وعدد من الدول الأوروبية، وهم الآن يحاولون إلصاق الإرهاب بالإسلام في الوقت الذى نكتشف أن أكثر ضحايا الإرهاب من الدول الإسلامية.
وأكد وزير الثقافة، أننا إزاء ظاهرة عالمية معقدة ومركبة وليست محلية، فالأصولية تجتاح العالم، ونحن إزاء ظاهرة قديمة وليست جديدة والإسلام من الإرهاب براء.
عبداللطيف دريان،
عبداللطيف دريان، مفتى الجمهورية اللبنانية
وقال عبداللطيف دريان، مفتى الجمهورية اللبنانية، إن الأزهر الشريف ودار الإفتاء ووزارة الأوقاف المصرية مؤسسات دينية عريقة هي بالفعل تمثلنا جميعاً في الأقطار العربية والإسلامية جمعاء، ودائما وعلى مر الأزمات والظروف والأحوال تثبت مصر قيادة وحكومة وشعبا أنها الدولة الأقدر على حمل القضايا العربية والإسلامية، فالأزهر ودار الإفتاء تعقدان العديد من المؤتمرات للدفاع عن الدين الحنيف.
وأضاف «دريان»، في كلمته نيابة عن الوفود المشاركة بالمؤتمر، أن المؤتمرات المتتالية من أجل مواجهة الإرهاب والتشدد وتصحيح مفاهيم الدين، وتعزيز مفهوم المواطنة داخل مجتمعاتنا العربية والإسلامية- تضعنا على الطريق السليم، فأوطاننا في خطر وأدياننا في خطر، وهذا الأمر يستدعى أن نخرج جميعا من إطار النظريات والتنظير إلى المقررات والتوصيات ووضعها موضع التنفيذ على أرض الواقع ومجتمعاتنا لم تعد أحادية العيش، فأكثر دول العالم مجتمعات متعددة ومتنوعة، فكيف يمكن أن يتعايش الناس مع اختلافهم الديني والسياسي في دولة بسلام وأمان؟!
وتابع «دريان» أن المسيحيين هم أصدقاء الدعوة الإسلامية، فنحن منفتحون، وهذه رسالة الأزهر وجميع المؤسسات الدينية فى مصر منفتحة على الجميع على مختلف التيارات والجماعات، لأن ديننا لكل العالمين، ومن أجل ذلك أمرنا الرسول أن نبلغ عنه ولو آية.
السيد محمود الشريف،
السيد محمود الشريف، وكيل مجلس النواب
وقال السيد محمود الشريف، وكيل مجلس النواب، نقيب الأشراف: نعمل بالتعاون مع الأزهر الشريف والمؤسسات الدينية لمواجهة الإرهاب الذى يشكل خطراً على العالم أجمع والإنسانية جمعاء، والإسلام رفض كافة أشكال العنف والتطرف والإرهاب، لأن كل هذا ليس له علاقة بالإسلام، لا من قريب ولا من بعيد، فالشرائع كلها تدعو إلى السلام.
واستدل «الشريف» بقول الرسول- صلى الله عليه وسلم-: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، فالرسول يؤصل لفقه التعايش السلمى، ولا يكتمل إيمان المرء إلا بحبه لأخيه ما يحبه لنفسه، وأن يكره الأذى، ونشر ثقافة السلام ومواجهة الإرهاب والتحديات، مضيفاً: «أنقل لكم دعم البرلمان المصري للتوصيات التي تصدر عن المؤتمر».

توصيات المؤتمر:

دكتور طه أبو كريشة
دكتور طه أبو كريشة
وأعلن دكتور طه أبو كريشة عضو هيئة كبار العلماء توصيات المؤتمر لتفكيك الفكر المتطرف وعلاجه والتي تتمثل في قصر الخطابة والدعوة والفتوى على أهل العلم المتخصصين دون سواهم، وقصر الخطبة على المسجد الجامع دون الزوايا والمصليات، والقضاء على التطرف بالجامعات، ومنع تحويل القاعات المخصصة للمذاكرة أو الترفيه بالجامعات والمدن الجامعية إلى زوايا لتجنيد طلاب الجامعات لصالح الجماعات المتطرفة والمتشددة، والاستعاضة عن ذلك بمسجد جامع في كل جامعة وكل مدينة جامعية يقوم بالإشراف عليه من الناحية الدعوية العلماء المتخصصون من الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف وأئمتها.
وتابع ابو كريشة "كذلك الاهتمام بالتحصين المبكر للأطفال والنشء , وبخاصة في مرحلة الروضة والتعليم الابتدائي ، وعدم إسناد تدريس مادة التربية الدينية إلى غير المتخصصين , مع التوسع في مجال ثقافة الطفل بأعمال هادفة ، مثل مجلة ” الفردوس ” التي تصدر عن المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، ومجلة ” نور ” التي صدرت أخيرًا عن الرابطة العالمية لخريجي الأزهر الشريف".
وأضاف "ان من ضمن توصيات المؤتمر، مواجهة الجماعات المتطرفة والرد عليها بالأدلة العلمية الدامغة، وذلك عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة , مع التوسع في الدراسات والبحوث والكتب والمجلات التي تعمل على تفكيك هذا الفكر، وبخاصة تلك التي تصدر عن الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء المصرية، مع التوصية بترجمتها إلى اللغات الأخرى , وأن تكون مادة الثقافة الدينية مقررًا أصيلاً في جميع المراحل التعليمية".
وضرورة التنوع الثقافي من خلال الانفتاح على الآخر والتواصل معه من خلال المؤتمرات وورش العمل ، بما يجمع العلماء والمفكرين والمثقفين والأدباء والإعلاميين على مائدة فكرية واحدة.
والتأكيد على أهمية استضافة وسائل الإعلام العلماء المتخصصين الذين يحملون الفكر الوسطي المستنير وإبراز فكرهم ، وعدم السماح لأصحاب الفكر المتطرف من الوصول إلى الشباب عبر القنوات الإعلامية, و تعميق جسور التواصل والتعاون بين الأزهر الشريف ووزارات: الأوقاف ، والتربية والتعليم ، والتعليم العالي , والثقافة ، والشباب والرياضة ، ودار الإفتاء المصرية , والمؤسسات الإسلامية الوسطية بالدول العربية والإسلامية , من أجل تفكيك الفكر المتطرف والقضاء عليه ، و العمل على تحقيق الاجتهاد الجمعي الذي يدعى إليه كبار علماء المسلمين للنظر في القضايا المشكلة والعالقة , خصوصًا ما كان منها متعلقًا بقضية الإرهاب , و مثل هذه القضايا الدقيقة بفتاوى مجملة ونصوص عامة لا تنزل إلى الأرض ولا تحسم القضية ولا تغير الواقع .
والسؤال الذي نطرحه نحن كمواطنين، ماذا بعد المؤتمر وتوصياته؟ هل يتم تفعيل هذه التوصيات بغض النظر عن اتفاقنا حولها او اختلافنا معها.