ووفق وكالة رويترز الأمريكية، فقال المسؤولون الأمريكيون والدبلوماسيون إن أي نشر لقوات روسية من هذا القبيل قد يكون في إطار محاولة دعم القائد العسكري الليبي خليفة حفتر الذي تعرض لانتكاسة عندما هاجمت سرايا الدفاع عن بنغازي قواته يوم الثالث من مارس عند موانئ النفط الخاضعة لسيطرته، مضيفين أن الولايات المتحدة لاحظت فيما يبدو قوات عمليات خاصة روسية وطائرات دون طيار عند سيدي براني على بعد 100 كيلومتر من حدود مصر مع ليبيا.
مصادر أمنية أكدت أنها وحدة عمليات خاصة روسية قوامها 22 فردا لكنها امتنعت عن مناقشة مهمتها، مضيفة أن روسيا استخدمت أيضا قاعدة مصرية أخرى إلى الشرق من سيدي براني بمرسى مطروح في أوائل فبراير.
في ذات السياق، نفى رئيس لجنة الأمن والدفاع في المجلس الاتحادي الروسي فيكتور أوزيروف وجود قوات خاصة روسية قرب الحدود مع ليبيا.
وقال في تصريحات صحافية اليوم الثلاثاء إن أي وجود للقوات الروسية خارج أراضيها يجب أن ينال موافقة المجلس الاتحادي الروسي، وأن يكون بناء على طلب الحكومة الشرعية في ليبيا أو غيرها من الدول.
فيما نفى المتحدث العسكري المصري، العقيد تامر الرفاعي، مرابطة قوات أجنبية على الأراضي المصرية، مشيرا إلى وجود وحدة عمليات خاصة روسية مؤلفة من 22 فردا.
ويري مراقبون أن نشر قوات روسيا يأتي في إطار محاولة دعم المشير خليفة حفتر قائد الجيش الليبي الذي تعرض لانتكاسة عندما هاجمت سرايا الدفاع عن بنغازي قواته في الثالث من الشهر الجاري بمنطقة الهلال النفطي.
وكانت تقارير أفادت بالزيارات التي قام بها حفتر لموسكو مرتين في الأشهر الثمانية الماضية وطلب أسلحة رغم الحظر الذي تفرضه الأمم المتحدة على توريد السلاح إلى ليبيا.
يأتي ذلك وسط مخاوف واشنطن من التدخل الروسي في ليبيا ودورها في الوقت الحالي، والتي تسعي من خلاله لكسب الدولة الغنية بالنفط.
قائد القوات الأمريكية في أفريقيا الجنرال توماس والدهاوسر قال الأسبوع الماضي لمجلس الشيوخ إن روسيا تحاول بسط نفوذها في ليبيا لتعزز سطوتها في نهاية المطاف على كل من يمسك بزمام السلطة.
ويري مسؤولون أن هدف روسيا في ليبيا محاولة فيما يبدو "لاستعادة موطئ قدم حيث كان الاتحاد السوفياتي ذات يوم حليفا للقذافي".
وخلال العامين الماضيين أرسلت بعض الدول الغربية ومن بينها الولايات المتحدة قوات خاصة ومستشارين عسكريين إلى ليبيا. ونفذ أيضا الجيش الأميركي ضربات جوية دعما لحملة ليبية ناجحة العام الماضي لطرد داعش من معقله في مدينة سرت.
وتشهد ليبيا حالة من عدم الاستقرار بسبب النزاعات علي السلطة منذ سقوط معمر القذافي في 2011، وحالة الفوضي التي سببتها الأطراف المتنازعة علي الحكم والتي تسببت في فرض الميلشيات المسلحة نفوذها داخل أنحاء ليبيا بالكامل، وحتي الآن لا زالت تتوغل داخل البلاد.
وتتسابق حكومة الوفاق الوطني المدعومة أمميًا والتي جاءت باتفاق الصخيرات في ديسمبر 2016، لكسب ود روسيا لمنحها الثقة التي يحظي بها المشير حفتر، واستعدت موسكو فيما يبدو لتعزيز دعمها الدبلوماسي لحفتر على الرغم من غضب الحكومات الغربية بالفعل من تدخل روسيا في سوريا لدعم الرئيس بشار الأسد.
وقال أوليج كرينيتسين رئيس مجموعة (آر.إس.بي) الأمنية الروسية إن قوة من بضع عشرات من المتعاقدين الأمنيين المسلحين من روسيا عملوا حتى الشهر الماضي في منطقة بليبيا خاضعة لسيطرة حفتر.