بوابة الحركات الاسلامية : قبل قمة العقبة ولقاء ترامب.. قرءاة في الملفات موضع بحث "السيسي – عباس" (طباعة)
قبل قمة العقبة ولقاء ترامب.. قرءاة في الملفات موضع بحث "السيسي – عباس"
آخر تحديث: الأحد 19/03/2017 09:05 م
قبل قمة العقبة ولقاء
فيما يبدو محاولةً لحل الخلاف بين القاهرة وحركة "فتح" الفلسطينية، وصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى مصر اليوم الأحد، للقاء الرئيس المصري وبحث سبل إحياء عملية السلام وإقامة دولة فلسطينية على حدود 4 يونيو 1967، عاصمتها القدس الشرقية، وبينما تجنب المتحدث باسم رئاسة الجمهورية المصرية السفير علاء يوسف، الحديث عن الخلافات بين القاهرة وفتح، وقال: "الزيارة جاءت تلبية لدعوة الرئيس السيسي وتستهدف بحث مختلف القضايا العربية والدولية ذات الاهتمام المشترك، لاسيما قبيل انعقاد القمة العربية المقبلة في الأردن يوم 29 مارس الجاري".
ودائماً ما تعتبر القاهرة تعقد حل الأزمة الفلسطينية، سبب رئيس لاستمرار وجود ظاهرة الإرهاب في المنطقة، وأكدت مصر أنه بمجرد حل القضية الفلسطينية وإقامة دولة على حدود الرابع من يونيو 1967 عاصمتها القدس الشرقية ستقل حدة الاحتقان والاقتتال في المنطقة العربية.   

قبل قمة العقبة ولقاء
وزيارة عباس تأتي بعد شهور من انتقاد "فتح" في بيانات رسمية، استضافة القاهرة مؤتمرات بحثت الأوضاع الداخلية الفلسطينية، بحضور معارضي الحركة، فضلاً عن دعم مصر للقيادي الفتحاوي رئيس قوة الأمن الوقائي في غزة سابقاً، والعضو السابق في لجنة العلاقات في منظمة التحرير الفلسطينية، محمد دحلان، كما تأتي زيارة عباس بعد نحو أشهر من الغياب عن العاصمة المصرية.
وبحسب مراقبين فإن زيارة عباس مؤشر انفراجة، وأن سعي مصر إلى عقد مُصالحة بين جبهتي أبو مازن ودحلان، هو السبب الرئيسي في الأزمة المكتومة بين مصر وفتح، وأن مصر تحرص على الحفاظ على علاقتها مع فتح لعدم إعطاء تركيا وقطر أية مساحة للتدخل في الملف الفلسطيني.
كان الناطق باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية، عدنان الضميري، قال في تصريحات سابقة إن المؤتمر الذي رعته السلطات المصرية مؤخراً في مدينة "العين السخنة"، وضم شباناً فلسطينيين من قطاع غزة، بدون تنسيق مع السلطة في رام الله "يستهدف الشرعية الفلسطينية"، وبحسب العديد من المهتمين بالشأن الفلسطيني إن تصريحات الضميري غير مسبوقة، وانعكاس واضح لتوتر العلاقات بين القاهرة و"فتح" حيث يحرص الفلسطينيون تاريخياً على تقليد سياسي يقوم على إقامة علاقات جيدة مع مصر، وعدم إظهار الخلافات السياسية للعلن.

قبل قمة العقبة ولقاء
كما نقلت وسائل إعلام فلسطينية عن مسؤول في أحد الأجهزة السيادية المصرية، لم يكشف عن هويته، قوله خلال محاضرة عقدت في المؤتمر "إن السلطات المصرية كانت لديها القدرة على التعامل مع أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب بأسلوب أسوأ من الترحيل" من مطار القاهرة، وكانت السلطات المصرية قد منعت الرجوب، الأسبوع الماضي، من دخول مصر، عبر مطار القاهرة، وقامت بترحيله إلى العاصمة الأردنية "عمان".
كما تأتي زيارة عباس إلى القاهرة في ظل ترجيحات بأن تشكل الزيارة سياقًا أوليًا للقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي مع نظيره الاميركي دونالد ترامب، الشهر المقبل، وبحسب وسائل إعلام فلسطينية إن قمة عباس والسيسي، يعقد عليها آمالًا لكسر حالة الجمود بينهما، خاصة وأنهما سيلتقيا ترامب في لقائين منفصلين الشهر المقبل، وستكون مسألة عودة المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية على رأس جدول اللقاءين، والضرورة تفرض على الأطراف العربية تنسيق المواقف قبل القمة العربية ولقاء ترامب.

قبل قمة العقبة ولقاء
وسحبت مصر مشروع قرار كانت قد تقدمت به إلى مجلس الأمن لإدانة الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، بناءً على طلب أمريكي، وهو ما طرح تساؤلات كبيرة عن الثوابت العربية ومدى التنسيق المصري مع الدول العربية، خاصة ان القاهرة هي الراعية التاريخية للأزمة الفلسطينية وقدمت الآلآف من الشهداء لحل القضية الفلسطينية.
وتشير تقارير لم يتسن التأكد من صحتها في "بوابة الحركات الإسلامية" أن الاجتماعات التحضيرية للاجتماع الدوري لوزراء الخارجية العرب، شهد خلافًا حادًا بين المندوبين المصري والفلسطيني، على خلفية اقتراح تقدم به المندوب المصري، لإدخال تعديل على صياغة البيان الختامي للاجتماع يفتح الباب لتعديل مبادرة السلام العربية، غير أن الاقتراح تم تجاهله بعد معارضة فلسطينية حازمة.
وكان الرئيس الفلسطيني، قال الأسبوع الماضي، إنه تلقى اتصالًا من ترامب، أكد فيه التزامه بحل الدولتين للقضية الفلسطينية والتزامه الكامل بعملية السلام. وأكد تلقيه دعوة رسمية لزيارة واشنطن.
ونقلت "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" تصريحات لعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني، أحمد مجدلاني، أن الرئيس محمود عباس سيناقش مع مصر عدداً من الملفات المهمة التي تتعلق بالمصالحة الفلسطينية الداخلية، ومختلف القضايا العربية ذات الاهتمام المشترك قبيل انعقاد القمة العربية المقبلة في الأردن يوم 29 مارس الجاري.

قبل قمة العقبة ولقاء
وأوضح مجدلاني أن عباس ناقش مع القيادة القطرية ملف المصالحة الفلسطينية وسبل إنهاء الانقسام، نافياً ما نسب إليه من تصريحات صحفية تتحدث عن مناقشة الرئيس عباس ملف حكومة الوحدة الوطنية مع القيادة القطرية، قائلاً "حكومة الوحدة الوطنية شأن تشاوري فلسطيني داخلي"، وعن زيارة مصر، أشار مجدلاني أن لقاء عباس مع السيسي له أهمية بالغة، خاصة أنه يأتي قبل القمة العربية التي تعقد في الاردن يوم 29/مارس الجاري، وقبل توجه الرئيس المصري لزيارة الولايات المتحدة الأمريكية مطلع الشهر المقبل، وانه سيتم مناقشة الأفكار المتداولة مع القيادة المصرية المتعلقة باستئناف التسوية، خاصة في ضوء عضوية مصر الحالية في مجلس الأمن.
وقال: لقاء السيسي – عباس سيكون له الأثر الكبير لما تشكله مصر من ثقل دولي وإقليمي وعربي، وسيبحث الرئيسان عدد من القضايا قبل انعقاد القمة العربية، خاصة أن القمة تمر بظروف ومتغيرات دولية وإقليمية وعربية عاصفة في الخلافات العربية العميقة، الأمر الذي يتطلب تصفية الأجواء من خلال التشاور مع الأشقاء العرب، وهو أمر غاية في الأهمية لضمان موقف عربي مشترك يدعم الفلسطينية، ويؤكد على تسمك العرب بمبادرة السلام العربية، ودعمهم للمسعى السياسي الذي يسلكه الرئيس.

قبل قمة العقبة ولقاء
وأضاف: اللقاءات التي يبذلها عباس هي محاولات للخروج من القمة العربية بمخرجات تخدم القضية الفلسطينية في ظل تعقيدات المشهد العربي الداخلي، وسيؤكد عباس على ضرورة التزام العرب بدعم الرؤية السياسية التي ينتهجها لتحقيق الدولة الفلسطينية، ولفت إلى أن زيارة عباس ستبدد الكثير من الاوهام التي انتشرت عن فتور العلاقة بين القاهرة والسلطة، موضحاً أن هناك محاولات حثيثة لتعكير الأجواء ولخلق مناخ من التوتر، لافتاً أن هناك بعض القضايا الخلافية الطبيعية بحاجة إلى تفاهم وتشاور وتنسيق مع الشقيقة مصر.