بوابة الحركات الاسلامية : تجنيد ألف طفل ايزيدي تكشف استراتيجة "داعش" في تأسيس "أشبال الخلافة" (طباعة)
تجنيد ألف طفل ايزيدي تكشف استراتيجة "داعش" في تأسيس "أشبال الخلافة"
آخر تحديث: الإثنين 20/03/2017 11:41 ص
تجنيد ألف طفل ايزيدي
مخاوف عراقية من استخدام "داعش" لأكثر من ألف طفل من الأقلية الايزيدية، في تنفيذ عمليات ارهابية، في مختلف انحاء العالم، وسط تقارير عن  تجهيز التنظيم الارهابي للأطفال الايزيديين كإنتحاريين لتنفيذ عملياته الارهابية، وهو ما يكشف استراتيجية  تنظيم ابو بكر البغدادي في الاعتماد على وجود أطفال أو شباب بين عناصر التنظيم المتطرف.

ألف طفل ايزيدي انتحاري:

ألف طفل ايزيدي انتحاري:
وقد حذر مسئول مكتب المختطفين الإيزيديين حسين قائدي، اليوم الأحد المجتمع الدولي من أن "داعش" يعد الأطفال الإيزيديين المحتجزين لديه لتنفيذ عمليات إرهابية وانتحارية. 
وقال قائدي، في مؤتمر صحفي: إن "داعش" يحتجز أكثر من ألف طفل إيزيدي لتدريبهم في معسكرات سرية خاصة بهدف تأهيلهم عقائديا وعسكريا لاستخدامهم في عملياته الإرهابية في مختلف مناطق العالم"، مضيفا أن "داعش يؤكد أن روما ستحرر على أيدي هؤلاء الأطفال الإيزيديين بعدما أعدهم فكريا بتغيير ديانتهم وأسمائهم".
وأضاف قائدي، أن "هؤلاء الأطفال أشبه بقنبلة مؤقتة بوجه العالم"، محذرا من أن "العالم سيواجه مشكلة كبيرة في حال عدم تحرير هؤلاء الأطفال من قبضة داعش".
ودعا المجتمع الدولي إلى "التحرك لإنقاذ هؤلاء الأطفال المحتجزين وتأهيلهم للاندماج في المجتمع وتوفير الحياة الكريمة والآمنة لهم". 
و كشف مسؤول مكتب انقاذ الايزيديين، ان عدد المختطفين الايزيديين الذين نجوا من سيطرة تنظيم داعش، 2936 مختطف وان المختطفين الذين لا يزالون لدى داعش3400  مختطف بين رجل وامراءة وطفل.
وكان مسئول مكتب المختطفين الإيزيديين حسين قائيدي أعلن في 11 مارس الجاري إنقاذ طفلين إيزيديين من قبضة تنظيم "داعش"، مبينا أن أحدهم تلقى تدريبات عقائدية وعسكرية في معسكرات داعش، مشيرا إلى إنقاذ 15 طفلا من معسكرات التنظيم خلال الفترة الماضية. 

اطفال الايزديين:

اطفال الايزديين:
وعقب ظهور طفلين انتحاريين في احدي فيديوهات تنظيم "داعش" خلال فبراير الماضي، أكدت النائبة عن الاقليمة الايزيدية في البرلمان العراقي فيان دخيل، ان الطفلين الذين ظهروافي الفيديو هما من ضمن أكثر من ألف طفل إيزيدي معتقلين لدى تنظيم "داعش".
وفي 14 فبراير2017، بث تنظيم “داعش” الإرهابي شريطا مصورا جديدا لعملية انتحارية ضد مواقع الجيش العراقي في الموصل، نفذها صبيان إيزيديان سبق أن اختطفهما الإرهابيون من سنجار.ويظهر في هذه الفيديو، الذي بثه المكتب الإعلامي لـ”ولاية نينوى”، طفلان شقيقان من الطائفة الإيزيدية. وقال أحدهما، الذي أطلق على نفسه “أمجد أبو يوسف السنجاري”،  باللغة الكردية إنهما تلقيا تدريبات في معسكر بسوريا. وقال شقيقه “أسعد أبو الخطاب”، إنهما  من قرية تل قصبة بسنجار ويستعدان لتنفيذ “عملية استشهادية”.ويظهر الفيديو صعود الطفلين إلى سيارة “هيونداي” المفخخة، وهما يبتسمان ويضحكان، ومن ثم تظهر لقطات من الجو حركة السيارة في شوارع الموصل حتى تفجيرها عند نقطة للجيش العراقي في الجانب الأيسر من المدينة.
وحذرت النائبة عن الاقليمة الايزيدية في البرلمان العراقي فيان دخيل، في بيان لها من أن يتم تجنيد هؤلاء الأطفال وتحويلهم إلى قنابل موقوتة ودروع بشرية، معربة عن أسفها لعدم تدخل أي طرف محلي أو دولي لإنقاذهم.
وقالت دخيل في البيان: "خلال الأيام القليلة المنصرمة، نشر تنظيم داعش الإرهابي إصدارا من ما يسمى المكتب الإعلامي لولاية نينوى، ويظهر فيه قيام طفلين إيزيديين شقيقين، بتنفيذ عمليتين انتحاريتين ضد القوات الأمنية بالساحل الأيسر لمدينة الموصل أثناء معركة تحريره، وبطبيعة الحال فإن التنظيم الإرهابي كان قد قام بتجنيد هذين الشقيقين بعدما خطفهما وقام بغسل دماغيهما، حتى دفعهما لتنفيذ العمليتين الإرهابيتين."
وأضافت: "نود أن نشير إلى أن عائلة هذين الشقيقين تتكون من 35 فردا، ولم يبق منها سوى شقيقتين تعيشان داخل إحدى خيم النزوح في محافظة دهوك، بعد أن قام داعش الإرهابي بذبح أفراد الأسرة من الرجال أثناء اجتياح (بلدة) سنجار مع قتل النساء الكبار في العمر، فضلا عن خطف (سبي) النساء الصغيرات الفتيات، بينما الشقيقين اللذين نفذا العملية الانتحارية هما آخر الضحايا من هذه العائلة المنكوبة".
وتابعت: "لا نعلم ما ذنب هؤلاء الأطفال الإيزيديين، الذين أصبحوا ضحايا لمرتين، الأولى عندما انتزعوا من عوائلهم، والثانية عقب تحولهم لإرهابيين انتحاريين وفقدوا حياتهم، فضلا عن تشتيت عوائلهم".

اشبال "داعش"

اشبال داعش
ويمتلك "داعش" استراتيجية واسعة وكبيرة لتجنيد الأطفال والأحداث في صفوف عناصره، حيث أظهرت الكثير من الصور ومقاطع الفيديو معسكرات ما يسمّى بـ "أشبال الخلافة" يقوم خلالها التنظيم بإخضاع الأطفال لتدريبات قاسية وتعليهم على استخدام السلاح بمختلف أنواعه.
و بالأرقام، تزايد معدل العمليات العسكرية التي تنطوي على وجود أطفال أو شباب بين عناصر التنظيم المتطرف، حيث ارتفعت نسبة العمليات الانتحارية التي يشارك بها الأطفال والشباب في يناير 2016 إلى "3 أضعاف" النسبة التي كانت عليها في نفس الشهر من عام 2015.
 كما أن ما يقرب من 40 % من أصحاب المفخخات "السيارات والشاحنات المجهزة بالمتفجرات"، كانوا أطفالاً، دفعهم التنظيم المتطرف إلى تفجير أنفسهم داخل المواقع العسكرية والأهداف الأمنية الأخرى.
وخلصت نتائج تقرير نشره "ميا بلوم وجون هورغان"، الباحثان في جامعة George State إلى أن "استمرار الضغط العسكري على "داعش"، سيدفع التنظيم المتطرف إلى زيادة استخدام الأطفال في العمليات القتالية والانتحارية على حدٍ سواء".
وفقاً لشهادات الطفل الذي التقته "الإندبندنت" البريطانية في وقتٍ سابق من هذا العام، هناك 3 أقسام للجيش الداعشي: جيش الدولة، وجيش الخلافة، وجيش العدنان.
هذه الجيوش الـ 3 تضم معسكرات لـ "أشبال الخلافة" يجري فيها إعداد نفسي وعقائدي مدروس يقوم على مبدأ التكرار وزرع الفكرة في عقل الطفل، فعندما يرى كل طفل ما يجري في مسارح العمليات، سيبدأ بالقول والتفكير بصوت عالٍ "أريد أن أفعل ما يفعلونه"، لذلك يذهب إلى مدرسيه، ويقول: "أريد أن أصبح انتحاريا". يقول الطفل: إنه شاهد طفلاً آخر في الـ 8 من عمره يقوم بعملية انتحارية.
والهدف الاستراتيجي والبصري الأول في الدروس التي تقدم للأطفال يعمل على "غسل الدماغ"، الذي يبدأ من اللباس حتى القرآن الذي لا يظهر فيه سوى "الكفار وتحليل قتلهم".
وتقسّم هذه المدارس صفوفها إلى 3 مستويات مختلفة من التدريب:
أولاً: التدريب الديني، وهو الأخطر، حيث يتم تدريب الأطفال فيه على "الفكر الجهادي"، بما فيه الاستعداد لتنفيذ العمليات الانتحارية فداءً للدولة.
ثانياً: التدريب العملي، يتلقى الأطفال التدريب البدني القاسي، ويتم تدريبهم على طرق استخدام الأسلحة.
ثالثاً: التدريب النفسي، يتم أخذ الأطفال إلى الساحات العامة للمشاركة في الذبح، أو مرافقة الحسبة "الشرطة الدينية"، لتعزيز شعورهم في التفوق.
واليوم، يخشى العالم أن ينتشر "أشبال الخلافة" في العالم، متحولين إلى "قنابل موقوتة" قد تنفجر في أي وقت في هذا البلد أو ذاك، فكثير من المحللين باتوا على ثقة أن الحرب سوف تكون مسألة أجيال، قد تستغرق ربما 20 إلى 30 عاماً، إذا لم يتم القضاء على "داعش" في أقرب وقتٍ ممكن.