بوابة الحركات الاسلامية : سكان الموصل.. رهائن بين قضبان داعش وغارات التحالف الدولي (طباعة)
سكان الموصل.. رهائن بين قضبان داعش وغارات التحالف الدولي
آخر تحديث: السبت 25/03/2017 02:29 م
سكان الموصل.. رهائن
في الوقت الذي تقوم فيه القوات العراقية بمشاركة التحالف الدولي بمعركة تحرير مدينة الموصل من قبضة التنظيم الإرهابي "داعش"، اتهم التحالف الدولي بقيادة أمريكا بمجازر جماعية للسكان المدنيين في المدينة جراء الغارات التي يقوم بها علي مواقع التنظيم، حيث أعلن التحالف الدولي ضد "داعش" بقيادة الولايات المتحدة أنه فتح تحقيقا في التقارير التي تحدثت عن مجازر جماعية للسكان المدنيين في الموصل جراء غارات له الأسبوع الماضي.
سكان الموصل.. رهائن
وذكر التحالف في بيان أصدره بهذا الصدد، وحسبما ذكرت أسوشيتد برس، إنه "بدأ بالتدقيق الرسمي لصحة التقارير عن خسائر بين المدنيين".
ويأتي هذا التطور بعد أن أعلنت مصادر عسكرية وسياسية وإدارية في العراق، بالإضافة إلى شهود عيان متعددين، عن مقتل من 120 إلى 200 شخص على الأقل جراء غارات جوية على منطقة سكنية في حي الموصل الجديدة غرب المدينة، معتبرة أن الضربات نفذت من قبل القوات الجوية التابعة للتحالف الدولي.
وذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها، أن القوات العراقية اجتازت أصعب المراحل في تحرير مدينة الموصل العراقية من قبضة التنظيم الإرهابي "داعش"، في الوقت الذي أعلنت الشرطة العراقية، اليوم الأربعاء الماضي سقوط عشرات الجرحى جراء قصف تنظيم "داعش" الإرهابي للمناطق المحررة غربي مدينة الموصل، لافتة إلى أنها تحكم سيطرتها على المنافذ والممرات التي يتسلل من خلالها مسلحو التنظيم.
وفي 17 أكتوبر الماضي بدأت القوات العراقية عملية "قادمون يا نينوى" مدعوما بقوات "الحشد الشعبي" و"الحشد العشائري" و"البيشمركة" وطيران التحالف الدولي، بهدف تحرير الموصل من سيطرة تنظيم "داعش".
وفي أعقاب استعادتها الجانب الشرقي من مدينة الموصل، بدأت القوات العراقية في في 19 فبراير 2017 عمليات اقتحام الجانب الغربي للمدينة، الذي يمثل المعقل الرئيس للتنظيم، وذلك وسط أنباء عن خسائر بشرية فادحة بين السكان المحليين.وكشفت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أن ما يقارب 400 ألف عراقي لا يزالون محاصرين في غرب مدينة الموصل.
وقال برونو غيدو، ممثل المفوضية في العراق: "الأسوأ لم يأت بعد.. لأن وجود 400 ألف شخص محاصرين في الحي القديم في حالة الذعر والبؤس قد يؤدي حتما إلى تفجر الوضع في مكان ما وفي وقت ما، لنجد أنفسنا أمام تدفق جديد "للنازحين" على نطاق هائل".
وجاءت هذه التصريحات على خلفية التقارير التي تحدثت عن مقتل أكثر من 4 آلاف مدني جراء العمليات العسكرية لتحرير الموصل.
ووفق وكالة رويترز فقد عاش أحد أحياء الموصل الجديدة أول أمس الخميس مجزرة مروعة، لم تتكشف كل تفاصيلها بعد، فأكثر من 250 جثة انتشلت من تحت الأنقاض والركام، معظمها لنساء وأطفال، إثر ما قيل إنها ضربة جوية للتحالف الدولي استهدفت 3 منازل، ما دفع مجلس قضاء الموصل أمس الجمعة، إلى المطالبة بإعلان مدينة الموصل منطقة منكوبة، وفتح تحقيق بالمجازر التي ارتكبت فيها، مؤكداً أن ما تعيشه المدينة مأساة حقيقية.
سكان الموصل.. رهائن
ووفق اللواء الركن معن السعدي، قائد العمليات الخاصة الثانية بجهاز مكافحة الإرهاب العراقي والقائد الميداني في المنطقة، قال إن داعش استخدم المدنيين دروعاً بشرية، من أجل إيقاف القصف الجوي،  واحتجزهم رهائن، فأخذ أعداداً من المدنيين من نساء وأطفال ورجال وزج بهم داخل أقبية المنازل، وبدأ يقاتل فوق الأسطح، مستخدماً تلك الطريقة البشعة لإيقاف القصف الجوي عليه، مؤكدًا في تصريحات صحافية أنه تم إيقاف القصف الجوي مباشرة بعد ورود معلومات استخباراتية عن استخدام داعش للمدنيين كـدروع بشرية.
وأضاف أن داعش بدأ يستخدم سيارات مفخخة كبيرة تحدث انفجاراً هائلاً، وقد تسقط عدة منازل قريبة من موقع تفجيرها.
من جانب أخر أكد النائب عن محافظة نينوى، عبد الرحمن اللويزي أن نسبة النزوح ارتفعت من مناطق الموصل الجديدة والمطاحن والأحياء المجاورة لها، بسبب خشية الناس من القصف، مشيرا إلى أنه التقى الجمعة طفلاً يبلغ عمره 10 سنوات كانت أمه قد أرسلته ليهرب من جحيم المعركة. واستطرد المتحدث قائلا "استوقفني وقال عمو أمي قالت إذا شفت مسؤول قلو أمانة برقبتك توصيهم يوقفون القصف، عمو أمي ضلت بالبيت، واغرورقت عيناه بالدموع".
وفي حادث منفصل خرجت مجموعة من العائلات، فجر الخميس، هاربة من نيران الحرب والجوع، عند المدخل الشمالي الغربي للمدينة "بوابة الشام"، فاكتشف الدواعش أمرهم، وأمطروهم بوابل من الرصاص ، فقتل من قتل وجرح من جرح، وحتى الجرحى نزفوا حتى الموت، وفق ما أكدته امرأة جريحة.
ويعيش ما يصل إلى 600 ألف مدني مع عناصر داعش داخل الموصل التي عزلتها القوات العراقية عن باقي الأراضي الخاضعة لسيطرة داعش في العراق وسوريا، وشهد هذا الأسبوع أعلى مستوى للنزوح حتى الآن إذ نزح 32 ألفا بين يومي 12 و15 مارس.
وتشير أرقام الأمم المتحدة إلى أن نحو 255 ألف شخص نزحوا عن الموصل والمناطق المحيطة بها منذ أكتوبر وبينهم أكثر من مئة ألف شخص منذ بدء الحملة العسكرية الأخيرة بغرب المدينة في 19 فبراير.
ووفق ما ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها، يري محللون أن معركة الجانب الغربي للموصل كانت من أصعب المعارك التي خاضتها القوات العراقية منذ انطلاق المعركة في أكتوبر الماضي، حيث أن الكثافة السكانية أكبر بكثير من الجانب الشرقي، وهذا كلف القوات العراقية مجهود أكبر للحفاظ علي سلامة أهالي المدينة.
ويقاوم مسلحو تنظيم داعش بشراسة للدفاع عن آخر معاقلهم في شمال العراق، وتمكن التنظيم عبر هجوم شرس في يونيو 2014، من السيطرة على الموصل ومناطق واسعة في شمال وغرب العراق.
وتعتبر استعادة الموصل ضربة قوية للتنظيم الإرهابي الذي اتخذها معقلا له علي مدار ثلاث سنوات سابقة، منذ أن أعلن البغدادي منها دولة الخلافة في يوليو 2014.